M A Y D A Y

هذا البوست لا علاقة له بعيد العمال .

كما أنه لا يحكي قصة حدثت ، وإن بدا أنه يتحدث عن رحلة.

إنه محاولة لشرح مبسط ، مدعم بالصور لبعض الظواهر الجوية ، والحوادث أيضاً ، ومحاولة شرح أسباب حدوثها.

والدعوة مفتوحة للجميع للمساهمة.

Mayday ، هي صرخة الاستغاثة ، يستعملها البحارة والطيارون في وجود خطر .

أصل الكلمة فرنسية ، m'aider, وتعني Help me .

في حال الطيران ، تطلق الكلمة عند حدوث حادث ، وتسمع من خلال إجهزة الراديو في كل الطائرات القريبة ومراكز المراقبة الجوية على الأرض.

تلقائياً يتم تحويل الانتباه لهذه الطائرة المستغيثة ، وإعطائها أولوية الهبوط ، أو تغيير الارتفاع لحين الهبوط.





الصور من موقع airliners.net



نواصل..

صباح جميل ، الشمس تخرج بين الغيوم على استحياء ، وما تلبث أن تختفي مجدداً .

حضر طاقم الطائرة من طيارين ، ومضيفين .

أخذ الطيارون جولتهم المعتادة حول الطائرة ، بغرض الفحص النظري لها.

اتخذ كلّ موقعه . بدأوا في تجهيز طائرتهم لرحلة تستغرق ثلاث ساعات.

قام قائد الطائرة بمراجعة مستندات الرحلة مجدداً .

تأكد من كمية الوقود ، قائمة الركاب ، نشرة الطقس المتوقع ، وما يعرف ببرنامج الرحلة مصدق عليه من سلطات المراقبة الجوية.

التفت بعدها لمساعده ليتأكد من أنه قد قام بتحضير الخرائط اللازمة ، وترددات الاتصال بمحطات المراقبة الجوية المختلفة.

سمح للركاب بالصعود إلى الطائرة ، طاقم الضيافة أشرف على جلوسهم ، ووضع الأمتعة في المكان المخصص لها .

تلا ذلك ترحيب من قائد الطائرة بالركاب عبر (المايكرفون) الداخلي، متمنياً لهم رحلة سعيدة.

تأكد كل فرد من أفراد الطاقم من سلامة معداته وأجهزته.

طلب قائد الطائرة من برج المراقبة السماح له بتشغيل المحركات إيذاناً بالتحرك نحو المدرج للإقلاع . ثم دار حديث بين الإثنين لا يخلو من قفشات تعود عليها الطيارون مع أصدقائهم المراقبين الجويين.

أعطى برج المراقبة الإذن لقائد الطائرة ، مع مده ببيانات الطقس المتوقع خلال نصف الساعة القادمة .

بعد وهلة تحركت الطائرة تتهادى على المدرج واتخذت موقعها للإقلاع.

وجاء الإذن لها من المراقب الجوي بالإقلاع .

لحظات وكانت الطائرة العملاقة في الجو .

عزيزي عمار الضو ....
صباح الخير وكل عام وأنت بخير ..
وسلامي لنيروبي وروابيها الخضراء ....
( MAY DAY ... MAY DAY ... MAY DAY ) نداء الاستغاثة في حالات الـ EMERGENCY
(PAN ... PAN ... PAN نداء الاستغاثة في حالات الـ URGENCY

شكراً جزيلاً كابتن صديق على المرور .

حتماً سنحتاج إلى معلوماتكم الثرة .

الجو أكثر من رائع في نيروبي هذه الأيام .

خليك قريب .

تحياتي..

قبل أن نواصل رحلتنا ، أود أن استعرض القوة البشرية التي ساهمت في جعل هذه الطائرة محلقة في الجو.
(الدينمو) المحرك إن جاز التعبير ، في كل شركات الطيران هو قسم العمليات الجوية Flight Operations ، وهو القسم الذي يكون ملماً بكل تفاصيل الرحلة منذ لحظة التخطيط لها وإلى حين انتهائها على الأرض.
موظف العمليات Operations Officer ، يقوم بما يلي :

قبل الرحلة
يقوم بتحديد طاقم الرحلة حسب الجدولة الموضوعة ، ومن ثم يخطرهم بمواعيد الرحلة ووجهتها.
التنسيق مع وحدة تموين الطائرات ، لتحضير الوجبات للرحلة المعنية.
إخطار بقية الاقسام التي لها علاقة كالهندسة ، المعدات الأرضية والأمن .
حساب المسافة بين مطاري الإقلاع والهبوط ، لتحديد كمية الوقود ، وإخطار الهندسة بذلك. واضعاً في الاعتبار حساب وقود لمطار بديل في حال تعذر الهبوط في المطار المقصود.
إعداد مستندات الرحلة من( برنامج رحلة) Flight Plan ، وهو عبارة عن ورقة واحدة تحتوي معلومات عن تفاصيل الرحلة من خط سير ، تاريخ الرحلة، زمن الإقلاع، نوع الطائرة، تسجيلها، النداء المستعمل،عدد الركاب أو كمية البضائع ، كمية الوقود على الطائرة ، نوعية أجهزة النجاة الموجودة وعددها ولونها، عدد الطاقم ، واسم قائد الطائرة.
اعتماد برنامج الرحلة أعلاه من المراقبة الجوية قبل زمن كاف من الإقلاع.
تقرير الطقس المتوقع من وحدة الإرصاد الجوي.
تسليم كل المستندات لقائد الطائرة .

أثناء الرحلة
متابعة الطائرة من خلال أجهزة الاتصال ، وهناك نوعان من الأجهزة تستعمل في المتابعة
جهاز قصير المدى وهو ال VHF
جهاز بعيد المدى HF.
إخطار محطة الوصول بالزمن المتوقع لوصول الطائرة ، وعدد الركاب أو البضائع .
متابعة محطة الوصول لمعرفة الزمن الفعلي لمغادرة الطائرة في رحلة العودة.

بعد الرحلة
الاتصال بالأقسام المختلفة لإخطارهم بالزمن المتوقع لوصول الطائرة.
استلام تقرير الرحلة Voyage Report من قائد الطائرة.
تنسيق ترحيل الطاقم.

أشير إلى أن العمل بين الأقسام المختلفة في الشركة الواحدة هو عمل مترابط ، فالعمليات مثلاً تحدد كمية الوقود بما يتوفر لديها من معينات لذلك ، ولكن إدارة الهندسة هي التي تشرف على تمويل الطائرة بالوقود.

نواصل

يا عمك

نحن الطيران دا ما بنعرف فيهو إلا أربط الحزام .. فك الحزام




معلومات حلوة والصور أحلى

واصل يا حبيب

بوست مختلف..ممتع وثري بمعلومات لا نعرفها..

شكرا جزيلا..

شكراً يا اخت منى على مرورك .

وإن شاء الله نفيد ونستفيد .

تحياتي ..

شاكرين زيارتك يا عمك .

الطيران عالم جميل ، ومدهش .

أبقى أدينا طلة مرة مرة ..

هناك موظف الحركة Traffic Officer ، وهو المسئول عن الركاب ، أو البضائع حسب نوع الطائرة.
يقوم بوزن أمتعة الركاب في الصالة ، وأخذ كوبون السفر من التذكرة وإعطاء الراكب بطاقة الصعود Boarding Pass ، عليها اسمه ، رقم مقعده ووجهة الطائرة.
هذه الإجراءات قد تختلف من مطار لآخر حسب حداثته. فهناك الآن تذاكر إلكترونية، وأحياناً قد لا تجد حتى التذكرة.
يقوم موظف الحركة بحصر العدد الكلي للركاب وإعداد قائمة بذلك تسمى Passenger Manifest ، تقدم مع بقية مستندات الرحلة لقائد الطائرة.

يحضر المهندسون باكرأ قبل الرحلة لغجراء مزيد من التفتيش على الطائرة ، والتأكد من أن كل شيء على ما يرام .

المعدات الأرضية ، قسم آخر يقوم بتوفير المعدات اللازمة ، حسب نوع الطائرة ، وتشمل السلالم ، وحدة توليد الكهرباء Ground Power Unit ،وهي عبارة عن مولد يوفر الكهرباء للطائرة إلى حين تشغيل المحركات.
في الطائرات الحديثة ، توجد وحدة كهرباء بالطائرة تسمى Auxiliary Power Unit .

الإرصاد الجوي يقوم بتوفير المعلومة عن حالة الطقس ، في مختلف المطارات ، مستعيناً بأجهزة اتصال ووحدات قياس.
يمد هذا القسم برج المراقبة بحالة الطقس في المطار كل نصف ساعة ، (لكل مطار إجراءاته المتبعة في ذلك) ، كما يوفر معلومة عن الطقس المتوقع تكون مكتوبة ، وهو ما يعرف ب Weather Forecast أو Route Forecast . ويسلم ضمن مستندات الرحلة لقائد الطائرة لمعرفة الطقس المتوقع في مطار الوصول وفي الطريق إلى ذلك المطار ، وتكون المعلومات مفصلة ، فنجد درجات الحرارة ، الضغط الجوي ، السحب، نسبة الرطوبة ، كثافة الهواء ، سرعة الرياح على مختلف الارتفاعات.

قبل أن نواصل رحلتنا ، بقي أن نتحدث عن مراقبة الطائرات ، وتشمل المجال الجوي ، وحدة الاتصال بعيد المدى ، مركز المراقبة الجوية ، و برج المراقبة الجوية . وكلها تتبع لسلطات الطيران المدني في الدولة المعنية.

المجال الجوي ، مسئول عن حركة الطائرات داخل حدود الدولة ، من أقصاها إلى أقصاها ، فلا تدخل طائرة حدود أي دولة إلا وكان له علم بكل تفاصيلها .

لو أقلعت طائرة من لندن مثلاً متجهة إلى جوهانسبرج ، تكون وحدة الاتصال بعيد المدى في جوهانسبرج على علم بتحركات تلك الطائرة لحظة بلحظة ، إلى حين دخولها المجال الجوي لجنوب إفريقيا ، ثم يتم يسليم مركز المراقبة الجوية بيانات تلك الطائرة ، فيتحول قائدها إلى تردد جهاز مركز المراقبة الجوية للمتابعة.

يعطي المركز تعليماته لتلك الطائرة حسب ارتفاعها ، سرعتها والمسار الذي تسير فيه ، وفي كل مرة يعطى الطيار ارتفاعاً أقل حسب حركة الطائرات في تلك اللحظة.

يصدف وجود عدد كبير من الطائرات في دائرة ضيقة ، وهنا يأتي دور المراقب الجوي الذي يفصل بين تلك الطائرات بارتفاعات يحددها منعاً للاصطدام .

عند الاقتراب من المطار يتم تحويل الطائرة مرة أخرى إلى تردد آخر هو تردد برج المراقبة الجوية ، الذي يواصل في إجراءات مركز المراقبة من فصل بين الطائرات، تحديد الارتفاع ، ومد قائد الطائرة ببيانات الطقس،الضغط الجوي ، درجة الحرارة ، سرعة الرياح واتجاهها والمدرج المستعمل للهبوط.

تبدأ الطائرة في تقليل ارتفاعهاً تريجياً إلى حين وصولها إلى الاقتراب النهائي Final Approach ، ثم تعطى الإذن من برج المراقبة بالهبوط.

المراقبون الجويون يمتازون بمعرفة عالية بكل أنواع الطائرات وأحجامها وسرعاتها مما يساعدهم في تقليل الخطر بدرجة كبيرة ، ويمكنهم من التحكم في كل الطائرات على الأرض أو في الجو بكل سلاسة.



برج المراقبة الجوية بمطار بودابست - المجر

الأخ عمار
عاطر التحايا
بوست جميل...وهذه مشاركة....



كابينة الطائرة
وأكيد طبعاً



المضيفة....

تقديري

العزيزة سلمى

شرفتينا بزيارتك ، وشكراً على الصور .

تحياتي ..

نعود لرحلتنا

سار كل شيء كما خطط له . وبعد ربع ساعة اكفهر الجو ، واختفت الشمس ، وحل مكانها سحاب كثيف .
بدأت الطائرة تهتز اهتزازاً خفيفاً .
ثم شيئاً فشيئاً زاد الاهتزاز ودخلت الطائرة في دوامة من السحب الكثيفة السوداء.








هذه السحب تعرف بال Cumulonimbus ، واختصارها CB ، وتعني السحاب الأسود. وهي عادة تشبه في شكلها السندان.







هذه السحب من أخطر أنواع السحب على الإطلاق ، وكل الطيارين يحاولون تفاديها لأنها تحتوي على صواعق ، برق ورعد.
تؤثر هذه السحب على الطيارين ، حيث يمكن أن يسبب البرق لهم العمى المؤقت ، كما يمكن أن تتأثر أجهزة الملاحة بها ، أو أن تكسر زجاج النوافذ فيختل ضغط كابينة الطائرة ، أو تضرب الصواعق جسم الطائرة مسببة له التلف.

أدناه صورة لطائرة ضربتها صاعقة في المقدمة.





يمكن من خلال رادار الطائرة Weather Radar ، رصد هذه السحب ومعرفة موقعها وبعدها ، قبل نحو عشرين ميلاً ، وبالتالي يمكن تفاديها.

ولكن في بعض الحالات التي يحدث فيها تغير سريع في الجو ، أو لعدم فاعلية الرادار ، يجد الطيار نفسه وجهاً لوجه مع تجمع سحب رعدية ، وعليه في الحال أن يتخذ واحداً من ثلاثة حلول.

الأول : الالتفاف حول هذه السحب ، مما يعني تغييراً طفيفاً في مساره.

الثاني : النزول تحت هذه السحب ، وبالتالي تغيير الارتفاع الذي يطير عليه ، وهذا قد يسبب اضطراباً شديداً في الطائرة ، لوجود تيارات هواء صاعدة وهابطة تحت السحب عادة.

الثالث : اختراق السحب .

يعتمد قرار الطيار باتخاذ أحد الخيارات أعلاه ، على حجم السحب ومساحة تجمعها ، ونسبة ارتفاع الطائرة لهذه السحب ، أي هي أسفلها ، وسطها أو أعلاها.

تزداد خطورة السحب الرعدية في حالة الهبوط ، ويمكن من خلال الصورة أدناه أن نتعرف على مدى الضرر الذي لحق بهذه الطائرة وهي تحاول الهبوط.

طائرة بوينغ 757 على مدرج المطار






نفس الطائرة بعد وقوع الكارثة






نعود لرحلتنا ،
حيث وجد الطاقم نفسه في مواجهة سحب رعدية ممتدة أفقياً لمساحة كبيرة ، فأجمعوا على اقتحام هذه السحب ، مستعينين بالرادار ، وذلك في نظرهم أخف ضرراً.


ونواصل

وين يا عمك!!

متابعة

سرد ممتع .. ونحن على الأرض .. لكن نطير تانى كيف

الأستاذ رأفت

Welcome Onboard .....

والشربوت عليك ..



شكراً على المتابعة ..

والله ما بتقصر يا ودالصايم

عارفك زول حارة .








جاييك...

إستراحة في مطار جوبا ...
اليوم السبت 3/5/2008

Quote:

________________________
الرحلة رقم : SUD310 السبت 3/5/2008 الساعة 10:30 صباحاً
نوع الطائرة A/BUS310-300

Quote:

الأخ كابتن صديق

سعدت بطلتك ، وشكراً جزيلاً على الصور..

ومنتظرين تفضى لينا يوم . (حسب الروستر) .

لك الشكر ..

Quote: Mayday ، هي صرخة الاستغاثة ، يستعملها البحارة والطيارون في وجود خطر .

وبعدين كدا ياباشمهندس



عندي صاحبي في السعودية 27 سنة ما جاء السودان قال بيخاف من الطيّارة؛ انت كدا ما (سعّبت) عليه


وعلينا المسالة؛ خالص؛ كدا تفقدنا الأمل.



aviation up


يا اخي نحن الإسفيريين ديل ما قادرين عليهم في الواطة بي اجهزتهم التقليدية دي تقوم تديهم لابتوباّت

وتورّيهم دريبات تانية؛ ما بجنّنونا عديل


حبابك


وفوق

حبابك أبو شيمة

الطيران ، رغم الحوادث الكثيرة ، يظل من أأمن وسائل السفر . وأكثرها عملية.

لكن بعد دا ، في ناس ما بتركب الطيارة إلا تكون مجبورة.

أوعى تكون منهم ؟



مشكور على المشاركة .

خمس دقائق مرت ، كأنها خمس ساعات .

تعامل طاقم الطائرة فيها بكل مهنية ، وطبقوا كل قوانين الطيران في الحالات المماثلة ، فأضاءوا كابينة القيادة بكل الأنوار المتاحة ، ولذلك لتخفيف أثر البرق.

أبعدوا سماعات الأذن حتى لا تتأثر آذانهم بالتشويش.

استعمل قائد الطائرة حنكته وخبرته وظل يراقب الرادار أمامه مرة ، وينظر من خارج نافذته مرة أخرى.

حتى وجد فرصة بين السحب ، فمال بطائرته يساراً .






لحظات وكانت الطائرة بعيداً عن تجمع السحب.






عادت الأجواء داخل الطائرة إلى طبيعتها . ولم يعلم المسافرون ماذا حدث خلال الدقائق الماضية ، حيث لم يشعروا إلا ببعض الضطراب ، والذي على إثره أضيئت علامات ربط الأحزمة ، فظلوا ساكنين . ولم يعلموا أن معركة حقيقية خاضها طاقم طائرتهم ، ونجح في كسبها لصالحه.

استقرت الطائرة في ثبات على ارتفاع ثلاثة وثلاثين ألف قدم. وبدأ طاقم الضيافة في تقديم الوجبات والمشروبات للمسافرين.

ونواصل...