دارفور عراقة وجمال

اعتقداني محظوظ جدا اذ اني حظيت بفرصة زيارة الي جزء من دارفور تحديدا مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور امضيت فيها ثلاثون يوما اعتبرها من اجمل ايام عمري رغم الظروف الامنية التي كانت تمر بها المنطقة .
قمت في تلك الفتره بزيارة عدد مقدر من صروح المدينه يا لها من مينة خلاااابة
افرد هذه المساحة للحديث عن متحف دارفور الذي يوجد بمدينة نيالا

http://www.sudaneseonline.com/u/darf1.JPG

لاشك ان عراقة حضارات السودان القديمه عبر العصور افرزت موروثا ضخما من انماط السلوك الانساني . وتعتبر دارفور احدي اهم منابع التراث السوداني الضاربه في القدم ساعد علي ذلك تعدد الانماط البشريه التي عاشت في الاقليم طيلة قرون عديده ويقف متحف دارفور في مدينة نيالا بموقعه المتميز شرق غابة النيم السياحيه مباشرة وجوار كبري مكه ، يقف شاهدا علي ذلك بمحتوياته الثمينه والنادره من الاثار التاريخيه التي تمتد منذ عصر ما قبل التاريخ والي عهد جلاء المستعمر .
وقد حوي المتحف المكون من خمس صالات ونماذج بالحجم الطبيعي لمنازل الرحل والقطيه والراكوبه اضافة الي المبني الاداري الذي هو نفسه قطعه اثريه اذ إنه كان مقرا للحاكم البريطاني للمديريه .وتتعدد مقتنيات المتحف ابتدا من اثار عصر ما قبل التاريخ مرورا بالعصر الحجري والوسيط ونماذج منهما من الادوات الحجريه القديمه والفخاريه المتعددة الاحجام والاغراض .
وقد برع انسان دارفور في الاستفاده من موارد بيئته الطبيعيه مشكلا منها احتياجاته الضروريه في حياته اليوميه المتمثله في ادوات الاكل والشرب مثل ( المرحاكه )لطحن الحبوب والعيوش وغيرها والفخاريه مثل :- (الكلول )
باحجامه المتباينه ويستخدم في الطبخ وحفظ الاطعمه وللشرب وكذلك ( الدبنقة )وهو انا كبير من الفخار لحفظ المحاصيل والدقيق ، اما السعن المصنوع من الجلد فنجده مستخدما في استخلاص الفرصه والسمن من اللبن الرائب ،ونجد القربه والخرج الاكبر حجما لنقل وحفظ المياه اضافة الي الجراب الذي يستخدم كوعاء لحمل الامتعه في حلهم وترحالهم .
ومن الجلد ايضا يصنع حذاء ( ام جنق )وهو شبط كان يلبس الي وقت قريب.
اما السعف المستخرج من اشجار الدوم والدليب يصنعون منه العديد من الادوات كالبرتال وهو الطبق المستخدم في حمل وتغطية الطعام وهناك المشلعيب والكابدلو والعمره وغيرها من مصنوعات السعف.
وفي انماط الزي التقليدي الدارفوري يرتدي الرجال الجلابيه والعراقي المصنوعين من قماش الدمور والعمه والطاقيه
اما النساء فيرتدين توب الزراق المنسوج من القطن المصبوغ باللون الازرق وتوب ( القنجه ) المصنوع من الدمور المنسوج محليا الي جانب الفركه .
ومن اقيم واندر الاثار بالمتحف نسختان للمصحف الشريف المخطوط باليد يرجع تاريخ احداهما الي عام 1658 والاخري الي عام 1906 وما زالتا بحاله جيده .
وللفروسيه التي اشتهر بها الرجل الدارفوري وجود في متحف دارفور متمثلا في ادواتها من حراب وسيوف ودروع واقيه الي جانب الاسلحه الناريه محلية الصنع والتي برعوا في صناعتها .
كل هذه المعالم والاثار العظيمة تحكي عراقة واصالة شعب دارفور الذي بمثل ما برع في التكيف مع ظروف الحياة وصياغتها

.