التحية لهم

لقد غشت بلادنا غاشية ونزلت بها نازلة .. وتفرق أهلها أيدي سبأ ، وتشتت بهم سبل الحياة وهام بعضهم على وجوههم يبغون النجاة ، وجرت السنون خلف السنون ، وحدث ما حدث وتغير من تغير ولكن !!!

بالرغم مما حدث هناك قلة تجدهم داخل وخارج السودان ما زالوا ممسكين بحبال الصبر ولم تغيرهم الحياة ولم يبدلوا قيمهم الدينية والاجتماعية ، ولم يخضعوها لمعايير السياسة ولا الاقتصاد ... ولم يلونوا سودانيتهم بلون (ساس يسوس) وإنما ظلوا عليها نقية بيضاء من غير سوء .. لم تأخذ لوناً معيناً وإنما أدركوا أن الزبد يذهب جفاء ويبقى ما ينفع الناس ..

أكثر ما عجبني ويعجبني في هؤلاء أنهم ورغم محن الابتلاء والابتعاد عن الأهل والوطن فإنهم لم يرموا بمشكلاتهم على الساسة والسياسة ، رغم أنها أس بلاءهم ، ولكن مضوا بكل عزيمة يشقون الطريق ويمضون في بناء أنفسهم وبناء مستقبل أبناءهم من دون أن يشوهوا صورة الوطن وسودانيتهم بشائبة .. فلهم التحية أينما حلوا وأينما وليعلموا أن الصابرات روابح ... ويوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ..