عندما نختار الموت إنتحاراً بعد الخطئية

عندما نختار الموت إنتحاراً ، بعد الخطيئة.

نسأل الله لك الرحمة والغفران يا بلقيس وأنتِ بين يدي الرءوف الرحيم الجبار المنتقم ، فقد كساني الحزن ولفني الأسى كما أصاب سناء الأمين في تلك الليلة المشئومة وضاعت فرصتها في أن تختار وجهاً تستقبل به الصباح المشرق غير ما صباح الآلام والرهق المذل. وفي مأساة بلقيس فقد قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان وسبق السيف العزل ولم يتبقي لنا سوي الأسف والحزن الكئيب ودخلت القبر بقليل من الصبغة وفي أحشائها نتاج الخطيئة في شهره السابع وتركت لنا دفاتر الجامعة عليها شعار ثورة التعليم العالي وقد كان عزائي من سورة مريم الآية الثالثة والعشرون في قولة تعالي( فأجاءها المخاض إلي جزع النخلة قالت يا ليتنى مِت قبل هذا وكنت نسياً منسيّا ) صدق الله العظيم ولضعف النفس ما قبل وبعد الخطيئة فقد غادرتنا بلقيس لرب العباد تاركةً لنا الحسرة والندامة ولم يأتي يوم القيامة بعد والعلم عند الله ، لكن هل من شهم يعلق علي صدره المسئولية الخاصة والعامة في نتائج ثورة التعليم العالي وما هو حجم تقاسم المسئولية بين الفرد والأسرة والمجتمع والدولة والحاكم فيها.

بحيراوي

الأخ البحيراوي ...
لن يطول الزمان بالسودان قبل أن ترى أن ما أحزنك اليوم قد أدمى قلوب الكثيرين ...
أما الخطيئة فقدعرفها الكون منذ زمان أبينا آدم و آبائنا هابيل و قابيل ...
و أما إعتياد الخطيئة و تفشيها فهو سمة زمننا هذا ...
ما أصاب لم يكن ليخطيء ... هو القدر و واجب علينا الإيمان بخيره و شره ...
فلنختار مدخلنا لعلاج الخطايا ...و قد تذكرت قصة تلك المرأة التي جاءت تعترف للرسول عليه الصلاة و السلام بخطيئتها ...
و أنها لما أقاموا عليها حد الزنا و إعتدى عليها نفر من الحضور بقبيح الكلام أخبرهم الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم بأنها قد تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لكفتهم ...
إن مضت بلقيس لقدر إختاره الله لها فهو بها و بنا رحيم ... فنحن لا ندري شيئاً عن عقلها عند إختيارها إنهاء حياتها ...
فلتكن مأساة بلقيس شمعة تضيء الطريق لشبابنا ... علنا بذلك ننقذ ضحايا كثر يسيرون على نفس الطريق ...
و لي عودة ...
مع خالص عزائي ...

عندما نختار ان نستعجل الموت بالموت....متيغنين انه
سينقلنا ويريحنا من عثرتنا... وما ادرانا برحاته...
غفر الله لموتانا.....
حزن يكسيني عندما اسمع عن شخص عجل رحيله.. وترك الاهل والاحباب... ببساطة
الدنيا يعيشها المرء مرة واحدة....
غفر الله لهم

و لتكن بلقيس دعوة للأمل ... للأسر ... للأباء و الأمهات لا تتركوا أبنائكم يبتعدوا عنكم عاطفياً ...
و لتكن صرخة في أذن مجتمع مخدر و بارد لا يدري ماذا ينتظره بعد تساقط القيم و شيم الفضيلة ...