عادل الولد "اب عصيبات" الذي يصر علي ان يزرع الحناء بغير موسمها بالدامر...

عادل... ولد لا تعرف من أين جاء.... يفاجؤك بكل شيء... شعره الذي يخبئه ويحتفي به في السر, شفافيته التي تستطيع ان تتلمسها حتي وان استلم منك ثمن مكالمة من وراء طاولته العالية, عزومته علي المافي, صورته المعلقة علي المسنجر بـ"عصيباته" المارقات.. عادل ولد يخيفك فيه انك لم تعد سوداني لانك لا تستطيع ان تفعل ما يفعل !! وأحيانا يخيفك لانك لا تستطيع ان تصدق بان احدا ما مازال يفعل ذلك بسهولة وكانه يفعل شيئاً اخر!!

قال لي ذات حزن: "انا ما بمرق من السودان" هزت كياني تلك العبارة.. وتداعيت كحائط جالوص!!


***

"انا ما بطلع من السودان" .....!!

رمادك في البحر ... رمادك في النهر الميت... رمادك في الحناء التي زرعتها في غير موسمها.... رمادك اكمد به الجرح كما تفعل حبوبتي بت عبد الحميد... رمادي أين؟

انا ما بطلع من السودان.....

ااااااااااااااااااااااااااه يا صاحب الوجع المتوحد كشجرة لالوب.... الارض لا تسع انهاراً اكثر... فارجوك ....انزع صورتك المعلقة كما طلبت منك... صورتك التي تشبه ود حبوبه.... الذي افترض "أنه جنا معصعص وعصيباته مارقات".... مثلك تماماً

"انا ما بطلع من السودان....."

أيرتبك في قلبك الخريف؟؟!!

ثمة صراخ أخرس لا يغني عن شيئ !! ..... رمادك فيه ...رمادك الذي يكمد الجرح ......

"في ليلاً مسا... بي سر السر هب وطمسه وجلب ناس كي " !!

صوت المادح الذي اسمعه الان لا يشبه صوت الدرويش الذي شرب معي الشاي في السوق الشعبي بود مدني ,ثم نفحني بمدحة تشبه الانين المتقطع... و قال لي: " دي خااااااصه" ...... وانت... رمادك في النهر .....

لن تخرج !! .... خروجك الذي يشبه خروج الروح او كما تقولها امي وامك..."خراج الروح" ... ,احشاءك التي تقيئتها وانت تقول لي ذات حزن "قال لي يا دكتور"!!

ثمة أشياء كثيرة تخرج من الروح يا صديق .... طائر سمبر جريح, عشوشة مكسورة الجناح ونخلة ميته !! ثمة اشياء كثيرة تخرج يا صديق واخري ترتبك كعصفور خائف عندما تقول لي "يا عشاي".... لماذا نستغفر الله يا صديق عندما نضحك كثيراً وكأننا نقترف ذنباً.....

روحك ستخرج هينة وكأنها بذرة او حزن تحمله الامهات... روحك وهي تخرج ستخرج في هدوء وسترهق النهر بالنحيب ..!!

والغريب..... سيفاجأه النهر... سيغمسه اكثر بالحزن.... سيغمسه اكثر بماذا لا ادري... حين نتفاجأ بالنهر نموت كما تموت اوراق الحراز... اوراق الحراز التي تهتز للمطر او للموت ......!!

قلبي الذي ينز يتئد في النزيف.... قلبي الذي اكمد جراحه برمادك... جرحي الذي لا اعرف اين... جرحي الذي في قلبي ولكني لا اعرفه اين... ساكمده بالسعدي والبردي وام بانقيقه .... ساكحله ببذور اللالوب وبريش سمبرية محروق.... جرحي الذي في الغيب اّلمني...
هل اخبرتك؟
عن ماذا لا ادري !!
صمتنا الذي يشبه انين مكتوم... الذي يشبه صوت دويش "يترجم" ... صمتنا أيضاً اّلمني في الغيب .... ثم تحسست روحي باصابع مجروحه !! او اصابعي بروح مجروحه ... لا ادري....

عزيزى وليد محمد الامين
عادل شخصية من خضم هذا الشعب اخذ روحه وطعمه
كثيرون هم المبدعون الذين يعملون فى صمت لايرجون
منا ولاشكورا وعادل منهم
لك ان تحتفى بانه صديقك وله العشم بان تنمو الحناء فى غير موسمها
عثمان البشرى ايضا كان لايريد ان يغادر السودان ولكن عندما ضاقت
رحل وعاد فى مواسم العشم ليمطرنا من شعره البهى
ارقد عافية وسلامى

زمراوي.... شكرا جداً..
عادل كان يجلس مع صديقه عقيد ونحن بجامعة الجزيرة اوقاتا كثيرة يتبادلان فيها الصمت!!!
بيوم ما وجدت في دفتره عبارة كتبها له عقيد

"عزيزي عادل... ناكل مع بعضنا كثيرا... ونجلس مع بعضنا اكثر....
ونصمت مع بعضنا اكثر واكثر... لانني احس انني اكلم نفسي وهذا جنون!!"

مدثر

تحياتي لك و لكل أهل دامر المجذوب

Quote: قال لي ذات حزن: "انا ما بمرق من السودان" هزت كياني تلك العبارة.. وتداعيت كحائط جالوص!!

أما أنا .. فقد جعلتني هذا الكلمة أشعر بضآلتي ...

له و لك القومة

أبو جهينه...

شكرا لاحساسك الرقيق... للحديث مع عادل شجون... لم أستأذنه في الكتابة.... اظن ان عادل حق عام!!

.

والاصدقاء المهزومون وكأنهم طيور السمبر... يتحلقون حول شيء ما ويتبادلون رقصة الموت!!