أُمّــــــــى.... أحِــنُّ إلــــى أمّــــــــىَ ......

إلى امى - احن إلى خبز امى قصيدة للشاعر الفلسطينى محمود درويش


أحنُّ إلى خبز أُمي
وقهوةِ أُمي
ولمسةِ أمي ....
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
يوماً على صدر يومِ
وأعشق عمري لأني
إذا مُتُّ ،
أخجل من دمع أُمي !
خذيني ، إذا عدتُ يوماً
وشاحاً لهُدْبكْ
وغطّي عظامي بعشب
تعمَّد من طهر كعبكْ
وشُدي وثاقي .. بخصلة شَعر ..
بخيطِ يلوِّح في ذيل ثوبكْ ..
عساني أصيرُ طفلا
طفلا أصيرُ ...
إذا ما لمستُ قرارة قلبك !
ضعيني ، إذا ما رجعتُ
وقوداً بتنور ناركْ ..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدتُ الوقوفَ
بدون صلاة نهارك
هَرِمْتُ ، فردّي نجوم الطفولة
حتى أُشارك
صغار العصافير
درب الرجوع .. لعُش انتظاركِ[/B]

http://www.youtube.com/watch?v=klvpTbNXeBI&feature=related

مارسيل خليفة ، وكفــــــى

درويش ومارسيل أحد (ثنائيات)
الكتابة والغناء ذو الطابع الثورى،
وبالطبع من لا يذكر تجربة أحمد فؤاد نجم،
والمبدع الضرير الشيخ إمام، لكن ثنائيةً
من نوعٍ آخر كان قد توسمها درويش بينه،
وبين ناجى العلى حيث قال " كنت أكتب،
وكان يرسم" ، وحين نزف درويش قصيدته
بيـــروت، وصرّح فيها بأن بيروت "خيمتنا الأخيرة" ،
إنبرى له ناجى العلى بقولة " بل محمود خيبتنا الأخيرة"
وكان يمازح خليله بالطبع، لكنه اراد لمزحته أن تكون
رسالةًٌ للذى هنا، وهناك، لمن تخندق فى مقابر المناضلين،
ولمن إصطفّ فى طوابير العمالة والخيانة، وعدوان العدو .


حين خرجت المقاومة من بيروت فى العام 1982، بكى كل
الثوريين صمت بندقية النضال (المنظّم)، وخرجت المقاومة
إلى منافٍ جديدةٍ أخرى كالسودان، وخرج بعض أفرادها إلى قبرص،
وقبع درويش يلعق جراحه هناك، وكتب بكائية (مديح الظلّ العالى)،
و(بيــــــروت)، ومنذها تمدد العرب فى طنافس الخنوثة الأبدى .

لذلك أحب درويش، وأحب ما يكتب درويش، ليس لجودته فقط، بل لإمتلائه
بأسىًً واقعى محسوس، وبحدسٍ يشبه النبوءة والرؤيـــا، لذلك بكى وقتها، وما زال يبكى
خيمة المقاومة الأخيرة فى لبنان .

أجمـــــل الأمهــــات


http://www.youtube.com/watch?v=gov10hkJJn8

أجمل الأمهات



اجمل الأمهات التي انتظرت إبنها
أجمل الأمهات التي انتظرتُه
وعاد مستشهداً
فبكت دمعتين ووردة
ولم تنزوِ في ثياب الحداد

* * *
آه... آه... آه
لم تنتهِ الحرب لكنه عاد
ذابلة بندقيته ويداه محايدتان

* * *

أجمل الأمهات التي انتظرته وعاد
أجمل الأمهات التي عينها لا تنام
تظل تراقب نجماً يحوم على جثة بالْظلام
لن نتراجع عن دمه المتقدم في الأرض
لن نتراجع عن حبنا للجبال التي شربت روحه
فاكتست شجراً جارياً
نحو صيف الحقول... صامدون هنا... صامدون هنا
قرب هذا الدمار العظيم
وفي يدنا يلمع الرعب في يدنا
في القلب غصن الوفاء النضير...
صامدون هنا... صامدون هُنا
باتجاه الجدار الأخير
وفي يدنا يلمع الرعب في يدنا
في القلب غصن الوفاء النضير
صامدون هنا... صامدون هنا



شعر حسن عبد الله

وبالحديث عن الثنائيات، من ينسى
ثنائية إسماعين ود حد الزين، و
محمد عثمان وردى، وما أنتجته هذه
الثنائية من شوامخ فى مسيرة، ودرب
الفن ، أعمال خالدات ما زالت تُشجى،
وتُبكى، لكنها تُطرب .

واليوم، الأول من مايو، تمر الذكرى الأولى لرحيل أمى،
عامٌ كاملٌ بدون بسمتها، بدون حليب قلبها وإبتسامتها،
وبدون بلسم يديها. أحنُّ إلى أُمّــــــــى

لها الرحمة يا عبدالله
كم ابكيتني اليوم
وكفى

لهن الرحمة فى الحياة والدنيا يا خالد،
لهن الرحمة بما ظللن يغرسن فينا من حنانهن،
وعطفهن، حدبهن وخوفهن علينا.

ما أسوأ إحساس المرء بالفراغات، فراغك من
الغائبين، فراغ أصواتهم، فراغ ضحكاتهم،
فراغ لمساتهم، وفراغ أحضانهم، وفراغ كل
شئ منهم، وعنهم . تظل تسمع أصواتهم فى
الغرف الأخرى، فى الفراندات، وفى ماء الصنبور
المنهمر فى الحمام، فى الزوايا التى تتمنى
أن يفاجؤونك فيها، وفى (الحوش) الاخر، فى الأسرّة
الليلية الباردة، حين عسسهم الأبدى، وتحسسهم
لـ (هل رجعت) بعد من مشاوير العمر التى لاتعرف
غير الليل ستاراً، وحاجباً، ليل الحب، الحزب،
والسُمّار، والذى أسهم كثيراً فى إطفاء شمعتهم قبل الأوان،
والان يا خالد، ماذا يحلّ بنا من دونهم، من دون ظلّهم،
ومن دون (تغطيتهم) لنا من برد الدنيا، تيهها، متاهاتها.

يا للحنين القاتل .

دمت والأسرة يا خالد .