المِحيريبا .. عَمَّاس عوض الكريم محمَّد ..ليْتَ نَفْسي قُدِّمَتْ للمَنايـا بَدَلَكْ ..!!.

المِحيريبا .. عَمَّاس عوض الكريم محمَّد .. ليْتَ نفسي قُدِّمَتْ للمَنايا بَدَلَكْ ..!!.


قالتْ أعرابيةٌ تَرْثي وَلَدَهـا :


المَنايا رَصْـدٌ للفتَى **** حيثُ سَلَكْ .

أيُّ شيءٍ حَسنٍ **** لفتىً لَمْ يَكُ لكْ ؟؟.


*
*
*

كُلُّ شيءٍ قاتِلٌ **** حينَ تَلْقَى أجـلَكْ .

إنَّ أمْرَاً فادِحَاً **** عنْ جَوابي شَغَلَكْ .



*
*
*
*

سَأُعَزِّي النَّفْسَ إذْ **** لَمْ تَجِبْ مَنْ سَأَلَكْ ..

ليْتَ قلبي ساعةً **** صَبْرَهُ عنْكَ مَلَكْ ..

*
*
*
*

لَيْتَ نفسي قُدِّمَـتْ **** للمَنَـايـا بَـدَلَكْ ..

*
*
*
*

مدينةُ المِحيريبا .. مَوْلِدُكَ ونشأتُكْ ..

المُهَنْدِسُ : ( عَمَّاس عَوض الكريم مُحَمَّد ) ..

ذاكَ هُوَ اسمُكْ ..

قبلَ قُرَابَةِ العامِ كانَ رَحِيلُكْ ..

وهَا أنتَ الآنَ قَدْ طَفِحْتَ مَوْتَاً ..

وأنا .. ويَا لأسفي .. يا لأسَفي .. معَ أنِّي أحسَبُ

نفسي صَدِيقَكَ .. فقطْ .. قبلَ بِضْعَةِ

أيَّامٍ أعْلَمُكْ ..

كُنْتُ أسْكُنُ تِلاعَ حَرْفِكَ ..

واليومَ تناولَتْني الوِهَادُ

كثيراً في غِيَابِكْ ..

حقَّاً أنا لا أسْتَحِقُّ أنْ أكونَ

صَديقَـكَ أوْ حَتَّى

نَعْلٍ مِنْ نَعْـلَيْ

حِذَائِكْ ..

*
*
*
*

دائماً تَتَحَدَّثُ إليَّ بِرَوِيَّةٍ وأنَـاة ،

البسْمَةُ لا تُفَارِقُ ثَغْرَكَ أبَدَاً ،

مِنْ جَمَالِ طَلْعَتِكَ تُنْسِي القَوْلَ

لِمُحَدِّثِكْ ..

.. قنوعَاً بِمَا عِنْدَكْ ،

كريمٌ تَبْذُلُ في غيرِ مُرَاءَاة ،

وقدْ قيلَ :

وللنفْسِ أخلاقٌ تَدُلُّ على الفتَى **** أكانَ سَخَاءً ما أتَى أمْ تَسَاخَيَا ..

..

عُذْرَاً فأنا لا أجيدُ وَصْفِكْ ..

ولوْ زيدَتِ الشَّمسُ في أبراجِهَا مَـائـةً **** مَا زادَ ذلكَ شيئاً في فضائِلِها ..


.. عَمَّاسُ يا صَديقي ..

لمْ أدْرِ وجْهَاً للصَّوابِ بَعْدَكَ يا رفيقي ..

إنَّها الغُرْبَةُ اللَّعينةُ يا صَديقي ..

أخَذَتْني فأبعدَتْني عنْكَ ..
*
*
*

فهلْ صدقتَ يا " عبد الله بن الجُعْفي " حينَ قُلْتَ :

فيَالَكِ حَسْرَةً ما دُمْتُ حَيَّاً **** تُرَدَّدُ بينَ حلقي والتَّرَاقي ..

..
* أو حينَ قُلْتَ :

يا أطيبَ النَّاسِ رُوحاً ضَمَّهُ بَدَنٌ **** أسْتَودِعُ اللهَ ذاكَ الرُّوحَ والبدنا ..

لوْ كُنْتُ أُعْطَى بهِ الدُّنيا مُعَاوَضَةً **** منهُ لَمَا كانتِ الدُّنيا لهُ ثَمَنا ..

*
*
*
*

أوْ حينَ قلتَ يا ابنَ عبد ربّه :


مَا ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أسَفَــاً **** أعْذَرُ مِنْ والدٍ على ولَدِ .

يا رَحْمَةَ اللهِ جاوري جدثَـاً **** دَفَنْتُ فيهِ حُشَاشَتي بيدي.

ونَوِّري ظُلْمَةَ القُبُورِ على **** مَنْ لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ لأحَدِ .

مَنْ كانَ خِلْوَاً مِنْ كُلِّ بائقَةٍ **** وطيبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ .


*
*
*
*
*

فهلا غفرتَ لي خطيئةَ اغترابي

عنكَ وجهلي بمأتَمِكَ ولقاءِ

حَتْفِكْ .....


فعزائيَ الوحيدُ بَعْدَكَ هوَ قَوْلُ ربِّي :

" إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعون " ......
صدقَ اللهُ العظيمْ .

*
*
*
*
*
*

" ربِّي تقبَّلْهُ عِنْدَكَ قبُولاً حَسَناً وأغدِقْ عليهِ فيضاً

من رحْمَتِكَ .. وأسكنْهُ فِرْدَوسَ جنَّتِكَ ، وأبْدِلْهُ

داراً خيْرَاً من تلكَ التي ألِفَها في دُنياه ،

وأكْرِمْ نُزَلَهُ عندكَ .. " ..




وليُّ ذلكَ أنتَ والقادرُ دَوْمَاً عليه ..

له الرحمة والمغفرة
ولك خالص التعازي اخي محمد زين الشفيع
..كلنا للموت ولا راد لقضاء الله..
فتجمل بالصبر وادعو لـ عماس بالمغفرة

شُكْرَاً لكَ أخي / عادل فضل المولى ..

شُكراً لمَجِيئكَ هُنا ،

وشُكراً لكَ بأنْ دَعَوتَ لصديقي ( عمَّاس )

بالمغفرة .. وأنْ دَعَوْتَ لي بالصَّبرْ ..

فوَ اللهِ منذُ أنْ سَمِعتُ خبرَهُ وأنا في

حالةٍ لا يعلمُ بها إلا الله ..

كُنَّا تَوْأمينِ بالثَّانوي وبعد الثانوي

وكنتُ آتيهِ من قريتي راجلاً ..

وبعدَ خُروجي منْ السُّودانِ جرفتني الغربةُ

ونسيتُ خبرَهُ وعُشْرتَهْ ، وأعلمُ أنَّهُ تقصيرٌ

منِّي لذلكَ أنا حزينٌ على نفسي جدَّاً

وعليه أكثر يا صديقي ..

لهُ الرَّحمةُ والمغفرةُ دوماً ،

وإلى الفردوسِ الأعلى

إنْ شاء الله ..


أشكرُ لكَ وجودَكَ ودُعاءَكْ ..



أخوك / محمَّد زين ...

وأنا منها يا أنا
وعماس لأن إبدال المكان حال دون أن يكون مِني سوى صغيراً يركض
وعلى ظهره أطنان من الكتب والدفاتر
وبيده يحمل كيس فطوره
مرتسمة على محياه جدية
وابتسامة براءة
وطيب

أذكر أنه كان دقيق الملامح
نحيلاً
وسمته الهدوء
والأدب الجم

لم يكن مثلنا
نرتاد ميادين الكرة
أو يأبه للجمعيات الثقافية
أو يدلف حتى ساعات الصباح الأولى إلى نادي المحيريبا
يبحث عن أوراق اللهو (الكوتشينة)
أو ليشاهد أحد الأفلام الهندية
أو المصارعة

لا أذكر حضوره كل هذا،
بل أن ما أذكره عن عائلته مجتمعة
أنها انكبت فقط على التحصيل
ولم يعرف عنهم سوى الطيب
وبه يخالطون
ويختلطون






أعدتني إلى ما عُرفت به ذات آوانٍ في مدينتي (المحيريبا)
"بله أبو رداء"
لنهجي الغريب حينها
وارتدائي بشكل شبه دائم لرداء الجينز
وشخبطتي عليه ورسمي
لا أخلعه
ولا أغسله

.
.
.
الخ






أعدتني يا صديقي بعماس
وياللأسى على فقدٍ من أسرةٍ كأسرة عماس
يتقافز الكلام
ولا أهوى له أن يهوي عبر المداد
أريده أن يقفز من الروح إلى الشاشة
إلى الأرواح




ألا رحم الله عماسا
وأسكنه الجنة
وعمق بالصدور (وبخاصة أمه)
يقينا ونور

وغفر الله لجميع موتى المسلمين



وشكراً لك أصل الوفاء
وعنوانه
والدليل

Quote: ألا رحم الله عماسا وأسكنه الجنة وعمق بالصدور (وبخاصة أمه) يقينا ونور وغفر الله لجميع موتى المسلمين

شُكْرَاً لكَ يا بلَّه على

كرمِ رِفْدِكَ في حَقِّ

صديقي ورفيقي عَمَّاس

قبلَ أنْ تنتابَني حُمَّى

الأزمانْ ..

*
*

" فهلْ ذَهَبَ النَّهارُ فعَادَ ليلاً **** وهلْ تَرَكَتْ مَطالِعَـها النُّجُومُ ... ؟؟!!؟. ".


*
*
*
*
*

لبيدُ بنُ ربيعةَ يَقُولُ :
*
*
فلا جَزَعَ إنْ فرَّقَ الدَّهرُ بيْننا **** فكلُّ إمرىءٍ يوماً بهِ الدَّهْـرُ فاجِـعُ ..


ومَـا النَّاسُ إلا كالدِّيارِ وأهلها بها **** يومَ خلَّوْهَـا ورَاحوا بلاقِعُ ..

*
*
*
كمال علي الزين ..

لكَ الوُدُّ ومَا حَوَى ..

وشُكْرَاً لكَلِمِكَ الطَّيِّبِ

في حَقِّ عَمَّاسَ وأهلِهْ ..

نسأل الله له الرحمة والمغفرة...
وأن يسكنه فسيح الجنان...
وأن يلهمك الصبر والسلوان..
فقد كنت له نعم الصديق والأخ الصادق الوفي...

مودتي

*
*
*

ومَا المَرْءُ إلا كالشِّهَابِ وضُوئِه **** يَحُورُ رَمَادَاً بعدَ إذْ هُـوَ ساطِعُ ..

ومَا المالُ والأهْـلُونَ إلا ودَائعٌ **** ولابُدَّ يَوْمَـاً أنْ تُرَدَّ الوَدَائعُ ..

*
*
*

الأُختُ الدُّكتورة / نُهَى مُحسن أبو راس ..

لكِ الوُدُّ ومَا انْطَوتْ عليهِ

صُدًورُ المُفْرَداتِ من تقديرٍ

واحترامْ ،

شُكْرَاً لمُرُورِكِ الذي يُبْرِيءُ

الجِرَاحْ ،

وشُكْرَاً لمواساةِ حَرْفِكِ

الصَّادقة ..

*
*
*

ومَا النَّاسُ إلا عاملان فعاملٌ **** يُتَبِّرُ مَا يَبني وآخَرُ رَافِعُ ..

*
*
*

*
*
*

فمنْهُم سَـعيدٌ آخِـذٌ بنصيبِـهِ **** ومِنْهُـمُ شَـقِيٌّ بالمعيشـةِ قَـانِـعُ ..

لَعَمْرُكَ مَا تَدْري الطَّـوَارِقُ بالحَصَى **** ولا زَاجِراتُ الطَّيْرِ مَاللهُ صَانِعُ ..

*
*
*

لكَ المغفِرَةُ يا عَمَّاسُ ..

وبَلَّلَتْ مَراقِدَكَ الرَّحماتُ ..

*
*
*

وأنتَ تَرْحَلُ عَنِّي مِنْ الدُّورِ

وإلى القُبُورِ ..

فَمَنْ أنا لأنْسَاكَ يا عمَّاس ؟؟ و مَنْ أنا أكونُ ؟؟

وطيلة هذهِ المُدَّةِ تَحْجُبُني عنْ سمائكَ

سَحَائبُ الغَفْلَةِ والغُرْبَةِ والهُونْ ..

ولا أزالُ أمشي خلفَ ظِلِّي ..!! ..

أمْ هلْ يَنْطَبِقُ عليَّ قولُ ذاكَ الأعرابيِّ

بِوَصْـفِهِ لــمَعْنٍ بن زائدة حينما كانَ

والياً على العِرَاق ؟ :

أتَـذْكُرُ إذْ لِحَـافُـكَ جِلْـدَ شـاةٍ *** وإذْ نَعْـلاك مِـنْ جلـدِ البـعـيـرِ ..؟.

فسُبحانَ الذي أعْطَـاك مُـلْكَـاً **** وعلَّمَـكَ الجُـلوسَ على السَّـريـرِ ..

..

وأنا كما تركْتَني يا رفيقي لا مُلْكَ لي ..

لكِنِّي ..

يَبْدُو أنَّني قدْ تَعَلَّمْتُ الجلوسَ على السَّريرِ ونَسِيتُكَ يا .. يا .. عمَّاسُ ..

يا صديقي ..

لكِنَّمَا ..

هـيَ الأُمُـورُ كَـمَا شاهدتهـا دُوَلٌ **** مَـن سَـرَّهُ زَمَـنٌ ساءَتْـهُ أزمـانُ ..

وهـذهِ الـدَّارُ لا تُـبْقِي على أحـدٍ **** ولا يَـدُومُ عـلى حـالٍ لَهَـا شَـأنُ ..

*
*
*

*
*
*

رحلتَ يا رفيقي في صَمْتٍ

ملائكيٍّ فريدْ ..

*
*
*

فنَمْ في قبرِكَ هانئاً

فالقبرُ أجملُ وأوْسَعُ منْ حِصارِ

الدُّنيـا المَـقيتْ ..

*
*
*

ألا للفقيد الرحمة ولآله وصحبه الصبر والسلوان ...