الإستعمار فى السـودان بدأ بترحيب أهلنا الطيبين بالأتراك، فهل يعيـد التأريخ نفسه؟

عندما جاءت طلائع الأتراك، رحبت بهم زعامات القبائل فى النيل الأزرق وسنـار، وذبحوا
لهم الذبائح، على اساس أنهم ضيوف و(غربـا)!!! لأنهم فى حياتهم، وكل تأريخ السودان
لم يقدم اليهم الا ضيف وعابر سبيل، فلم تكن لديهم أو فى ذاكرتهم أى مثال
لغزاة أو مستعمرين. وكانت نتيجة هـذا الكرم الحاتمى، أن وجدوا القطط تدخل فى
سراويلهم حتى يدفعوا الأتاوات للحكومة التركيـة..
ولكن ما بالنا اليوم، ونحن عندنا كل هـذه التجارب المريـرة، التى ضحى الأجداد
لإصلاح الخطأ الجسيـم فى الغفلة والسذاجـة.. ونريـد أن نستقـدم من يقول لنـا أنه
أتى لفلاحـة الأرض (فقـط)، ثم يرجع البصـر ويقول لأخوته أننـا شعب (طيب) أحفاد
عبد الصـادق.
فى السـودان اليوم سعــر مالى.. لقـد انتشـر داء حب المال بصـورة مخيفـة، ويرى
المسـؤول أنه عليه أن يجمع أكبر قدر من المال، لا يهم كيف.. حتى لو باع
الأرض والوطن جميعـه، ما دام يستطيـع ضمـان مستقبل مريـح لأبنائه!
فهل نأخـذ على يدهـم وننصـر أخانـا ظالما ومظلومـاً؟ وكيف.