جراب الحاوي

جراب الحاوي
الاتحاديون والمراغنة يستعدون لاستقبال السيد, الذي لا يعرف أحد على وجه الدقة متى سيأتي ... فقد عاد وفد المقدمة.. ووفد المقدمة مثل مقدمة ابن خلدون التي احتفى بها العالم وأهمل متن الكتاب..
كلنا يشتاق إلى رؤية السيّد في شوارع الخرطوم ولكن علينا قبل كل شيء أن نكون على استعداد لدفع فاتورة الشوق وقيمته المضافة.. لاسيما وأن العولمة بأدبياتها قد دخلت في كل شيء .. وهنيئاً لشركات الاتصال أرباحها.. تصوروا كم زغرودة من القرير ستجلجل في الموبايلات إلى حبيب في كسلا أو إلى حميم في الحوش تستبشر بعودة الحبيب العائد.
ولكن.. لابد من دفع فاتورة الشوق، ولابد من التفاكر حول هذه الفاتورة.. ولابد أن نعرف مردود العودة على (حزب الحركة الوطنية) بأجنحته التي تحلق مرة مع _ الطرف الأغر) ومرة مع الشريك، ومرة مع التجمع, ومرات مع أمزجة الأقطاب الذين تفرقوا أيدي سبأ.
كل العشم أن يأتي السيّد قبل اكتمال حصر عدد السكان حتى لا يخسر الشعب السوداني بطاقة انتخابية لرئاسة الجمهورية.. وحتى يتم تركيب " الدرب"، وحتى تحج أجنحة الاتحاديين إلى السرايا ليتفقوا على مرشح واحد لكل دائرة انتخابية.
( ختوا الخيرة).. قد يحدث هذا.. وقد يحدث..لكن ما يحدث الآن – يقيناً – أنّ (الطرف الأغر) هو كذلك ينتظر عودة السيد.. وللطرف الأغر أشواق تعرفونها.. وتفهمونها.
الطرف الأغر , من بين ما يطرح هذه الأيام تشكيل جبهة عريضة لأهل القبلة, تعيد إنتاج المشروع .. وحين نتحدث عن المشروع لا نعني بالطبع مشروعاً لإسكان الصحفيين أو ذوي الدخل المحدود, بل نعني المشروع ذاتو... وهذا المشروع قائم رغم أحلام (ناس قربت) بل يأخذ مشروعية البقاء قانوناً؛ مستندا على اتفاق نيفاشا, والمشروع كذلك حصد عمراً إضافيا , حين مدد عملياً الفترة الانتقالية إلى ما شاء الله .. إلى حيث لا يعلم أحد موعداً للبدء في الانتخابات , لأنها ستبدأ بعد نهاية التعداد, والتعداد قد دخل فعلاً في جراب الحاوي!..
وجراب الحاوي لا يخلو من المفاجآت التي لا تسر إلا أصحاب المشروع..