توثيق تاريخي بالأمثلة لمأساة مايسمى الإحالة للصالح العام في عهد حكومة الإنقاذ الوطني

قيل [أن السودان غير محظوظ بأبنائه ....لأنهم تشردوا في منافئ الدنيا العريضة بفعل السياسات الخرقاء من قبل الحكومات المتعاقبةالتى حالت دون تطور البلاد ونهضتها وخاصة عهد حكومة الإنقاذ التى هيمنت على السلطة منذ مجيئها بانقلاب العسكري ليلة 30 يونيو 1989م .

جاءت فكرة فتح بوست توثيقي ....على ضوء الخبر المفجع الي ألمني برحيل سيد الرجال وأفضلهم خلقا" وكرما" ومثالية سعادة السيد السفير الراحل مكاوي الخليفة مكي عربي الذي رحل مبكيا" عليه الاسبوع الفائت بمدينة أبوظبي - وتم تشييع جثمانه الطاهر بموكب بمدينة أمدرمان .

لقد كان المرحوم مكاوي لكل من يعرفة بالإضافة لشخصيته الإنسانية المتفردة ، كفاءة نادرة ومن خير الدبلوماسيون بوزارة الخارجية السودانية الذين رمت بهم الانقاذ خارجة الخدمة بمايسمى بمهزلة الاحالة للصالح العا بعد أن دفع لى تأهيلهم الشعب السوداني الكثير ... الكثير م ، ولا ابالغ اذ قلت أنني اعرف لوحدي العشرات امثاله بدولة الامارات العربية المتحدة ودول الخليج لااخرى من احيلوا والتحقوا بالمرافق الحيوية الهامة بتلك الدول ومنها الوزارات الحيوية ومراكز الدراسات الاستراتيجية والبحثية والمنظمات الدولية الاخرى .

ومأساة الفقيد بدأت بسفارة السودان بلندن عند قيام الإنقاذ ، والذى كان يعمل بها قائم بأعمال السفارة بدرجة سفير بعد ترقيته ولعدم وجود السفير المقيم هناك والذى على مااظن احيل كذلك للصالح العام قبله عند كشوف الإحالة الأولى مع السفراء المعتمدين للدولة بعددة من الدول الأخرى مثل (بلجيكا ، فرنسا ، والمقر الاوروبي للامم المتحدة بجنيف) ، وقيل بأنه تم إستدعائه للحضور للخرطوم خلال ايام عبر برقية مستعجلة ، واخطرهم بأنه سوف يرتب أمور السفارة التنسيق مع السلطات البريطانية بحكم انه قائم بأعمال السفارة ومن ثم يحضر للخرطوم ، ولكن بما أن النيةكانت مبيتة والقرار التنظيمي كان قد صدر بتعيين كادر من الكوادر الاسلامية المقيمة ببريطانيا للإستيلاء على السفارة .

ولم تنتظر وزارة الخارجية حسب الأعراف الدبلوماسية وتم إخطاره بتسليم السفارة بكل مافيها ومنزله وسيارته للمدعو د.عبد الوهاب الأفندي الذي كان حينها طالب دراسات عليا ببريطانيا وهذه هى مأساة وطن يدار بعقلية أتحادات الطلاب، وكان ماكان تسلم عبد الوهاب السفارة خلال ايام بتعيين من الداخل ولم يرجع للسودان ويرجع مرة اخرى حسب الاعراف في ذلك ،ووجدت المرحوم نفسه خارج المنظومة الدبلوماسية كمواطن عادي هناك ، بعدها غادر لدولة الامارات العربية بحثا" عن رزق أخر فأحتضنته البلد المضيافة كعهدهاونهلت من خبراته وأخرين . ومثال أخر بعدم المهنية هو تعيين أحد الكوادر الإسلامية كان يعمل موظف محلي بسفارة السعودية بواشطن المدعوأ.خضر والذي صعد بقدرة قادر لمنصب سفير لسفارة السودان بالولايات المتحدة الأمريكية لعدة سنوات بمنصب قائم بأعمال السفارة هناك .

وكتكتيكات مرحلية للإنتخابات القادمة ولأسباب أخرى ، اعلنت الحكومة السودانية سياسة تصالحية مع شعبها ، نتج عنها مراجعة اخطاء سيااتها السابقة ومنها الاحالة للصالح العام واعقبها دراسة ملفات المحاليين ، ومن ثم ارجاع البعض وانصاف الاخرين بالتعويض ، وكان فقيدنا من هؤلاء الذين صدر مؤخرا" قرار بإرجاعهم للعمل ورد الشرف له بعد مافات الأوان ذي ما قيل في المقطع الغنائي:
(بعد مافات الأوان الليلة جائي تعتزر وترجع أيامنا الزمان فمن وين اجيبلك العزر)
وولكن تأتي مشيئة الخالق أن ينتقل سعادة السفير الى الرفيق الاعلي من قبل حتى ان يستلم رسميا" قرار ارجاعه للعمل بالوزارة ، ويكفيه فخرا" رد الشرف له عبر كفائته وماقدمه للوطن الغالي ، فهو مفخرة لكل مايعرفه وله الرحمة .

democracy ياانيق ... ليحفظك الله ايها الدبلوماسي غير الممارس.

العزيز الوجية أستاذنا كمال أدريس لك وحشة ، وشاكر لك الطلة وانتم اهل الدبلوماسية الغير متوجة وياحليل ايامانا ايها ولك محبتي