الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان

الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان


04-21-2008, 01:26 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1208780815&rn=0


Post: #1
Title: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: SOAT
Date: 04-21-2008, 01:26 PM





في فجر مثل هذا اليوم، السبت 21 أبريل 1990، فاضت روح الشهيد علي فضل أحمد في المستشفى العسكري باُمدرمان نتيجة
التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له خلال فترة دامت 52 يوماً منذ اعتقاله من منزل اُسرته بالديوم الشرقية مساء الجمعة
30 مارس 1990 ونقلِه إلى واحد من أقبية التعذيب التي تأسست بعد انقلاب 30 يونيو 1989. ما حدث للشهيد علي فضل
جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد.
ان قتلة علي فضل، وكل شهداء الوطن، لن يفلتوا مهما طال الزمن.... وسيطالهم القصاص... هم وكل من كان في موقع مسؤولية في سلطات نظام الانقاذ
والى كل من كان شريكاً في أدارة دولة القهر والبطش والجهاد على أبناء وبنات الوطن في بيوت الأشباح أم من خلف كواليس اُخرى.

في الذكرى 18 لإغتيال الدكتور علي فضل نؤكد نحن في المنظمة السودانية لمناهضة التعذيب اننا سنواصل العهد لكشف
كل من أرتبط بهذه المؤسسة البشعة وسنحرص على جبر الضرر والمحاسبة لكل من شارك في جرائم التعذيب في بيوت الأشباح
أم في ساحات "الجهاد" أينما كانوا.

Post: #2
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Mohamed Abugessisa
Date: 04-21-2008, 02:05 PM
Parent: #1

انا علي فضل احمد ... اسرتي حي الديوم الشرقية...ظللت اتعرض للتعذيب المتصل..واعتقد أنني شارفت على الموت ...لقد كان ذلك بسبب افكار وطريق اخترته عن قناعة ولن اتراجع عنه.. وانني على ثقة بأن هناك من سيواصل بعدي على هذا الدرب

Post: #3
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 04-21-2008, 07:47 PM
Parent: #1

ومن اروع ما قيل عن الشهيد ما خطته يد الشاعر حميد:


ضياع الدم:

محمد الحسن حسن سالم (حميد)


زي دم البُشرى الوديع
أحمد القرشي وصحابو
هاشم الواضح حبابو ..
وابتسامات الربيع
زي دم المحجوب وجوزيف .. طيب العشرة الشفيع
سيدي المحمود مشاعر .. أمنا الطفلة .. وجميع
ما انكنس بالروح ترابو .. رشّا بي دمو ودموعو
دفّا بي ضمة ضلوعو .. حين سقط بالنار صريع
فيهو ما استكتر شبابو .. لا تعذر بي عَقابو
ولا حسب للموت حسابو .. لاقاهو في غبطة وشجيع
دمو كان عربون لدمك .. ودمِّ جايي ..
همو عاش انساني همك للنهاية
يا زبون الشارع الما بيرضى ظلمك .. وعزمو عزمك .. يا هوايا
خوفي يا منبث في حلمك ..
فينا من ينبتّ نجمك .. خوفي في كل الربيع
ما نلقى نسمك .. وننسى رسمك .. حتى اسمك .. يا بديع
يا كوان أهلو الفقارى .. ونارها في البرد الصقيع
يا ملاذهم .. يا وجيع
راحة المشتاق لضمّك .. وانت زولك مستطيع
خوفي يا علي يا ابن أمك .. خوفي دمك من يضيع
أيوة يا أطهر عريس .. يا وريث كل الشرائع والشعائر والطقوس
وانت سعداً .. لام مواكب
المناكب في المناكب
القطارات ... المطارات .. البحارات .. المراكب
والصحارى .. كرنفالات المدارات .. مهرجانات الكواكب
والفقارى بالفرح .. زي السكارى ..
العصي الصقرية والسوط والمواويل والزغاريد .. البلاليل
المناديل التأشِّر
خوفي من مرضى النفوس
الأباليس النجوس
الجواسيس اللصوص
يشغلوك بالقرمصيص .. ولما تبرى الداره بابشر .. هُمّ يختطفوا العروس
___________ لافراحك يزفِّر .. نورك المشرق بصيص
من سمح محياك ينفِّر .. حافي جايع .. ودون قميص
في زحام سوقات تدفِّر .. من بعد سيرة ورقيص
أو تكاد تشبه غناي .. البائس الرث .. الرخيص
البالي والمهزوم معاي .. لما انت تروح فطيس
العديل والزين مقطّم .. بي ضريرتو الحُق محطّم
والوتر خانس تعيس
الطيور شُدرن يبيس
كل فرع ساوالا ميتم .. وانت زولك مستطيع
خوفي يا علي يا ابن امك .. خوفي دمك من يضيع
خوفي من غفلتنا اكتر .. ونحنا عزّل .. محض محضر
بعض منشور .. عرض بوستر
أو قصائد جوة دفتر
الوتر بينن مدردر
ميكرفونات .. صوت مودّر
في زمن لاهوت وعسكر
وانت زولك مستطيع
خوفي يا على يا ابن امك .. خوفي دمك .. من يضيع
وخوفي من عزلتنا عنو
شعبنا الإنساني ظنو
والتعالي الماهو منو
خوفي اكتر .. من تواصل خطوة يفتر
خوفي عذراً يا حبيبنا .. من ديالكتيك مدجّل
سيل ضجيج الأيدولوجيا اللاّقِّي والليل المهرجل
نهج عجّل ... بالتسامح والتصالح والتصافح ... والصراع زي المؤجل
يا حمام الوعي أكبر .. بي اللي خنجر واللي منجل
يا جواد الشارع الدم المبجل .. كالحمى
بدأ الوقت المكرس للنماء
انتهى الموت الإضافي كما
آن للفارس فيك أن يترجل كالدمى
آن للراجل فيك أن يتفرس في السماء
والتراب الما اترمى
والسحاب الما هما
أو يحمّر بالغبينة .. في الشعارات المهينة
العمائم والتمائم .. وينو دينا ؟؟؟
ده البيصطاد الحمائم من عوينا
البيقتاد النسائم والغمائم من جبينا
ونحنا نعتاد السمائم والهزائم والسكينة
والسكاتات الحزينة على العمايل والمهازل والتفاهات المشينة
وننتظر حسم المسائل من كتر كضب .. وما بيجينا
سُبّة في أُولي الأمر فينا
في مقاطيع المدينة
سُبّة في بعض القبائل .. سُبّة في كل القطيع
لما يا ود أمي تارك من اصابعينا ويضيع
سُبّة في البفرش عليك .. يرضى بالوضع الوضيع
والبيقبل فدية فيك .. بيت إيجارك يبقى دارك من قصر سلطان مريع
آه يا علي يا ابن امك ... خوفي دمك من يضيع
يا حُلانا ومُشتهانا .. المر فراقك .. مر مريع
كل حاجة ولا الحقارة وفيك يا واحد جميع
المغابين والفقارى .. يلقوا ايه ساعة تضيع
يبقوا زي طير الصحارى ينسوا صيادهم سريع
وانت زولك مستطيع .
خوفي يا علي يا ابن امك .. خوفي دمك من يضيع
آه دمك لو يضيع
ياما تتسع الحياة .. لما خلق الناس تضيق
وتنفجر في القال حياة .. والجاء للتاريخ يعيق
من وليدات حلتك لي بنيات الفريق
تدخل البسمة اللّتك ... تمرق الحزن الغريق
يا شمس هبدت بكانا .. شان توقينا الحريق
أو أريج البرتكانة .. فاح يشهينا الرحيق
خطوتك سبقت خطانا .. دار تورينا الطريق
ويبقى في الآخر لقانا .. والوطن فوق يا رفيق
..
لا يحيق المكر السيء إلا ....
الزمان العفو عنهم فات .. ولّى
والزمان الثأر ..رد الصاع .. حلّ
فالذي لم يعرف الإنسان .. لن يعرف الله
أيها المبعوث فينا .. بالتجلة
سلم الدرب عليك .. الشعب صلى
خُذهُمُ بين يديك .. يا إلهي ما أُحيلى
شهداء الوطن الآتين .. يللا
يللا غنو ... ولا تضنوا ..
غنو للباسق كأنو .. شيل تميراتاً تكنو
رغم إنو .. المطور ما ترّو عنو
والرياح ما ريحنو
الحجار الفي قلوبن .. تندهش للحتحتنو
وحين تصنقع للمعلق ده اللوامين وهطنو
فوق جريداً مو مفرق .. لمة الزافين يهنو
شوكن السهم المطرق .. والصبيط نشاب حننو
التقول لا طير جاء حلق .. لا إيديات لقطنو
من نجاضو تقول محرق .. وماهو شيل مرسوم تظنو
في امو خلقة رب معتق .. خمر باخوس محننو
ساقن الفي الطين مغرق .. ثابت اكتر صبّحنو
سبّح التربال ورقرق .. من كَتر ما فرّحنو
غنا صفق يللا غنو .. يللا غنو
في السنين في اياماً اصدق ..... بالتعب ظلمك محنو
بالعرق يللا غنو
غنو عقبالكم جميع
غنو فالكم ما بيضيع

Post: #4
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: عوض محمد احمد
Date: 04-21-2008, 09:05 PM
Parent: #3

اقتراح عملى جدا لتخليد ذكرى الشهيد على فضل و هو ان يسمى باسمه المجمع الطبى الذى سوف بفتتح قريبا فى حى الثورة بام درمان و الذى اسسته مبادرة رد الجميل و لا اظن ان الاخ الشاعر محجوب شريف و القايمين معه بلامر سوف يمانعون

Post: #5
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: amir jabir
Date: 04-21-2008, 10:41 PM
Parent: #4


Post: #6
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 04-22-2008, 00:57 AM
Parent: #5

صرخات الخزين ما زالت تتردد:

قتلوا علي فضل

قتلوا علي فضل

قتلوا علي فضل


ومن اجمل ما كتب عنه ما خطته يد زميلنا خالد العبيد الذي كتب:

وحدها واقعة ميامي القضائية هي التي جعلتني أكثر فهما و استيعاباً، و هي التي حركت في دواخلي العهد و أيقظت ذلك الأمل و تلك الإمكانية تجاه شهيدنا و شهيد حركة الأطباء و الشعب ، و من ناحية أخرى تفسر لي الواقعة سر ذلك الخوف الداهم الذي حاق بالحجاج بن يوسف الثقفي، و أورثه ذلك الضجر الأرعن المستبد الذي ظل يقابل به فتوى القاضي الورع سعيد بن جبير . . " القاتل يقتل و لو بعد حين..! "

إن واقعة ميامي عند العام 2003 بولاية فلوريدا الأمريكية تتصل بما جرى في استاد سنتياغو الرياضي عند العام 1970 ، إذ يحكي بأن ثلاثاً من المعتقلين اللذين اكتظت بهم المدرجات بعد أن امتلأت و طفحت " معتقلات و بيوت أشباح" أوغستيو بينوشيه ، شاهدوا أربعة من محترفي القتل التابعين لجهاز أمن الانقلاب العسكري الدامي يطلقون النار (اختيارا و إصرار و ترصدا) على شخص ما ، هو أيضا معتقل و اعزل و ذلك بعد أن كدوا و جاهدوا في تحديده و فرزه من بين المئات!

إذن و بعد 33 عاما صار اثنان من هؤلاء شهودا على أحد القتلة من أولئك الأربعة، و ذلك بعد أن توفى رب العزة و الجلالة الآخرين (شهودا و متهمين) . وهكذا دارت الأفلاك و الأزمنة لتستقر بوصلة الحق عند مقولة بن جبير . . " ولو بعد حين... و لو بعد 33 عاما "

كان عيال أب جويل و منهم شهيدنا علي فضل احمد قد انطلقوا من تخوم كرري إلى فضاء السودان و سهوله الواسعة بعد أن واروا شهداءهم ثرى الوطن العزيز، و هم ما انفكوا يلعقون جراحهم!

. . لقد نبهني استشهاد علي فضل و ضياعه من بين أيدينا على هذا النحو المأساوي إلى أننا و في أمر السودان ينطبق علينا قول المتنبي و فلسفته للموت في قصيدته المسماة "يدفن بعضنا بعضاً . . و صرنا إن أصابتنا رماح تكسرت النصال على النصال !"

. . فهاهو ألماظ يدفن ود حبوبة، و هاهو عبد الخالق يدفن ألماظ، و هاهو علي يدفن عبد الخالق، و هانحن ندفن علياً و ننتظر و ما بدلوا تبديلا ...! و منذ تلك الانطلاقة التاريخية الوثابة للعيال فالظلم و الاستباحة و القمع صولات و جولات و دول في السودان ! إن نفس علامة الاستفهام الكبيرة(؟) التي رسمتها أعمدة الدخان المتصاعدة من حطام عنبر جودة المحترق في سماء النيل الأبيض عام 1953 ، قد عادت لترتسم بوضوح في سماء مقابر الفاروق بالخرطوم عند صباح ذلك اليوم من ابريل1990 .. و هاهو شبح الاستفهام يتضخم و يكبر مرتحلا غربا و شرقا ليعلو فوق تلال البحر الأحمر و وهاد دارفور ..!! لماذا؟! لماذا قتلوا أولئك المزارعين الطيبين البسطاء عندما طالبوا بتوزيع دخل المشروع وفقاً لنسبة جديدة.. لماذا قتلوا "علي" عندما حمل هموم الأطباء بإعادة توزيع الدخل القومي لصالح قطاع الصحة ؟ لماذا كلما طالب أحد أبناء الجنوب أو الشرق أو الغرب بإعادة التفاوض سلميا حول أمر السودان كان نصيبه الاستباحة و القتل؟؟ ، و على كلٍّ .. فلولا تلك الأيدي الآثمة لكان علياً بيننا الآن و هو يبلغ من العمر56 عاما فيالها من سن للنضوج و يالها من تجربة عظيمة !" و لكن كما لاحظ خليل فرح مبكرا" : وهل بمقدور العنزة الفاردة أن تبقى على قيد الحياة حتى عمر كهذا أو لما بعده في بلد كالسودان. . ! ؟

و منذ العام 1979 و نحن متعلقين بـ "علي فضل أحمد" نناديه تحببا و صفاء بـ "علي يا فضل" و هي تسمية و حالة و وصف كامل من صنع رجل بسيط بمعامل كلية الطب منسوب للطبقة العاملة المصرية! و عليا بعد أن تعرفه "ولا تستطيع أن تتذكر متى و كيف كان ذلك من هول جمال التعاطي المنداح"، سرعان ما يستدرجك عفوا و اقتدارا إلى أن تتأمله و ترصد مكونه الفريد الخاص، و يظل زنادك قلبا و عقلا " مقدوحا" من فرط هذا السجال الفكري –الإنساني المدهش! ثم ينمو حبك له في خط صاعد أشبه بخطوط العلاقة الإحصائية ذات القيمة الإيجابية العالية The linear relation ففي العلاقة مع علي و في صعيدي الصداقة الحميمة و العمل النضالي الجاد تجد تنفسك منطلقا كما التحليل الإحصائي الدال من حالات عشوائية غير جاهزة و لا مصنفة سلفاً Non-biased عينات واسعة و أثيرة و مريحة.. ثم سرعان ما يسوقك (علي) كوقع الحافر بالحافر وبذكاء إنساني لا ينضب إلى حالة من البساطة و الثقة و الاحترام المتبادل لا تعترف بالشكليات و لا الخوف من الخطأ أو اللوائح أو الضوابط لينتهي معك عند تخوم الجمال و الحقيقة.. لم أر شخصا متزنا "و منتجا" على الصعيد اليومي كما "علي فضل أحمد". . حقاً، فقد كان حديثا و متمدنا و بسيطا كالحقيقة أو كما جاء وصفه في كتاب الشهيد الصادر في 21/4/1991 من لجنة نقابة الأطباء الشرعية.

و ها نحن نعيد اكتشافه مجددا عند المدى 86-1989 .. كنا معاً عندما وصلنا تلك المزرعة بضاحية الخرطوم في فبراير 1987 فلقد مثل ذلك الاجتماع الموسع و الذي تجلت في أمر ترتيبه و الإصرار عليه عبقرية الشهيد التنظيمية و الفكرية الفذة و أصالة نهجه الديموقراطي الجماعي، مثل نقطة الانعطاف التي رسمت مسار مستقبل حركة الأطباء لاحقاً و بلورت نهجها و رؤاها الجديدة ..!

و في مساء 26/11/1989 قال لي يوم اشتعال شرارة الاضراب البطولي لأطباء السودان في مواجهة طغمة الإنقاذ : يا أبو الحاج ، لسنا سعداء لأن الإضراب قد تم تنفيذه بنسبة تفوق الـ96% وهذا دون شك إنجاز يحتسب للحركة ، بقدر ما إننا سعداء لأن قرار الإضراب قد اتخذته الغالبية الساحقة للأطباء من داخل جمعياتهم العمومية ، و إن كان علي فضل قد استشهد بسبب ذلك الإضراب فإنني أقول و للتاريخ و للحقيقة :

" لم يكن شهيدنا و على المستوى الشخصي مقتنعا بتوقيت الإضراب و ظروف الإعداد له ؛ فعلي فضل بكل تجربته و ثاقب نظره لم يكن ممن يدخلون المعارك الكبيرة بدون حساب دقيق لمجمل الوضع على الصعيدين الوطني/السياسي و التنظيمي، لكنه نفذ الإضراب و أصبح في قيادته؛ لأنه كان قرار الجمعيات العمومية و قرار اللجنة السياسية للتنظيمات الوطنية وسط الأطباء.

قال لي علي ليلتها :

صارت علينا مسئولية كبيرة، سنواجه هذه المعركة بكل استقامة و عزم و ثبات؛ فقد صار الأمر مرتبطا بشرف الأطباء و الوطن.. أتوقع أن نتعرض لقمع وحشي فلا تقضي الليلة في المنزل و ابق خارجا حتى إشعار آخر، احرصوا على سلامة و أمن "حاج إبراهيم" ، و رتبوا منذ الليلة مكانا لائقا لاختفائه. . ولنبدأ حملة الدفاع عن سلامة أطباؤنا المعتقلين صباح اليوم نفسه . .

ثم غادرني "دابي الجبال" . . متخيرا وعرالدروب و هو لا يدري أين سيقضي الليل؟

كان علي وسطنا خلال الديموقراطية الثالثة مثل " ستيف بيكو" وسط جماعة نيلسون مانديلا و مثل حمزة وسط جماعة "النبي الكريم محمد" يوم نزال بدر، . . بالله ألا تبدو الأمور مترابطة؟ فقد سحلوا الأول و مضغوا كبد الثاني ثم ساقوا عليا إلى آلة تعذيب وحشي دامي على مدى21 ليلة ممسكة برقاب بعضها البعض ! اعذروني إذ أفتح عليكم أبواب الأوجاع و الحزن ، و لكن من العذابات و الألم نحن ننهض لاستيفاء الحقوق و ما فينا تشوهات ولا رعونة و لا حقد و أريد أن أذكر كل من يشعر بأن دم علي حق معلق برقبته ، و حيث أن الذكرى تنفع المؤمن . . بأن ما تعرض له شهيدنا من تنكيل على أيدي جماعة المشروع الحضاري الاسلامي تتضاءل أمامه آلام بلال بن رباح و محنته على يد المشرك أمية بن خلف! لقد كان تعذيبا مبرمجا "لأجل القتل" . . فما من موضع بجسد فتى الخرطوم المشرق Ali The verdant إلا و به ضربة من سوط أو طعنة من نصل أو حرقة من نار " مثلما دون تقرير الطبيب الشرعي آثار أعقاب السجائر على إحدى عينيه" ! . . و الله حقا لا نامت أعين الجبناء.

عند الساعة السابعة مساء يوم 21/4/1990 كان " قنديل" واجما أمام باب منزلنا و محرك سيارته يدور فتوجهنا سريعا إلى مجمع العيادات و تأكدت لنا الحقيقة ، الحقيقة التي مثلت طعنة نجلاء لا تزال في كبدنا !

سمعت هنالك كلمات ذلك الجراح الذي يعمل بالمستشفى العسكري و هي لا تزال ترن في أذني كأنغام مدوزنة على مقامات قسم أبقراط و استقامة و نزاهة أطباء بلادنا ، كلمات لا تزال تعيد الأمل و الإمكانية في إيفاء العهد معك يا علي يا فضل ... " لم يكن مارايته هو حال معتقل سياسي مريض بحمى الملاريا كما يدعون .. بل هي حالة مشرد بائس جيء به من زاوية الطريق بعد أن انتهكت حرمة جسده بما يفوق الوصف ! لقد كانت حالة هذا الطبيب السوداني مزرية و مؤلمة و إنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق جنائي يتم". كان قنديل و منذ العام 1980 منسوبا إلى مدرسة "الشيخ البكاي" في أمر الشهيد علي! دموع قنديل و عبد الله و مصطفى و شيخنا الأمير جرت عفوا و نحن نودع علي عند باب الحديد مستقلا قطار عودته النهائية من مصر لأرض الوطن..بكى قنديل مرة أخرى في ميدان الشهداء بأم درمان و أبكاني معه هذه المرة في أمر علي أمام الرجال... ما رد علينا عقلنا و ثبات قلوبنا إلا حزم و دلالات تلك الكلمات الجليلة من أحد اشد الرجال صدقا و شجاعة و كرما كان ذلك الراحل د عثمان بشير عبد الله! أفقنا و لملمنا سريعا حزننا و متاعبنا " بالضبط كما كان يفعل شهيدنا " . . لنواصل سيرنا الذي لم ينتهي بعد على درب محنة الوطن الجريح!

شققنا طريقنا إلى حي الديوم بالخرطوم و ترن في ذهني كلمات الجراح و شهادته تلك و ينطبق علينا غناء ود الأمين .." عيال أب جويل درب أب درق شقوا"

الساعة 9.45 مساء وصلنا و شاهدنا حركة غير عادية و نحن نرقب منزل الشهيد من بعد و لمحت المدعو "عباس عربي" رجل استخبارات و أمن نظام القتلة يدخل و يخرج متوترا ، و هو يسعى جاهدا لإقناع العم فضل أحمد باستلام جثمان ابنه و دفنه سريعا على قاعدة الإسلام التي تقول " الميت أولى بالدفن و إكرام الميت دفنه" ناسيا عن عمد ما جاء في محكم التنزيل معنى و دلالة " بأن الذين إن أصابهم البغي فهم ينتصرون.. و السن بالسن و الجروح قصاص"

أكرر و أشير إلى أن فطنة و ثبات العم فضل وهي من ذات فطنة و ثبات قاسم أمين و الشفيع أحمد الشيخ حيث يتناغم العقل و القلب بسبب من الجسارة و خبرة الحياة، هي التي قادت الأمر إلى ذلك الحد الذي قام بموجبه مولانا القاضي المقيم "بشارة" بفتح البلاغ رقم 903/1990 ووصفه و تحديده لجهاز أمن السودان كمتهم مباشر تحت المادة 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد.

حلاً لإشكال إنساني و أخلاقي عويص تنزل على حشود كانت بانتظار جثمان الراحل عبد الوهاب سنادة ، توجه عمر سنادة بسؤاله الى صديق طفولته وهو مسجي بداخل كفنه القادم من بلاد تموت حيتانها من البرد ، و ذلك في فناء مقابر برى بالخرطوم:

" يا وهاب هؤلاء أهل خير و متطوعون رحمة و أجرا" ليدفنوا هذه المرأة الفقيرة التي لا تملك ثمنا لقبر في دولة المشروع الحضاري! وهم يريدون قبرك الذي أعده لك آل سنادة؟!" قال عبد الوهاب و هو يحكي البرق مبتسماً " باقي ليك يا عمر نحن حنسابق على قبر بعد أن تركنا الدنيا مبكراً بحالها و نعيمها؟! يدنا مع الجماعة و قلوبنا مع الفقراء و الكادحين أدوها القبر يا آل سنادة" - الواقعة رواها كامل إبراهيم أما كلمات عبد الوهاب فهو ما عرفته عنه و شاهدته بأم عيني. . لذا فهي من عندي "

ينطبق على عبد الوهاب و علي فضل و عثمان سوركتي قول الحردلو في وصف هذا النوع من الرجال

" من قومة الجهل ولدا مميز عومو...

حافلات اللبوس فيهن مفرز كومو.. "

بالله يا قسم الله و يا راوي اسألوا عليا ماذا تريد منا الآن فأنتم أدرى بقوله " محاكمة قضائية عادلة لمن استباحوا حرمة جسدي و حاكموا فكرنا المسالم بالآلة الحادة " حاكموهم ما وسعكم ذلك أمام قضاء مستقل و نزيه لكي ما نضع بلادنا على درب الأمل .. ذلك الأمل الذي ظل يراود لويس أراغون بشواطيء جميلة لا متناهية مليئة بأمم عاقلة ونقية "

إنني أشهد و أجزم أن شهيدنا علي فضل أحمد قد تزوج الناس كلها . . " قد تزوجت البلاد يا علي كما قال محمود درويش" و أن حب علي فضل أحمد للسودان كان حبا "عذريا" ليس فيه مغانم و كذلك كان حبا "سلميا" و اعزلا كحب الشفيع أحمد الشيخ للكادحين و البسطاء و كحب مصطفى بطران لحسناء بحري و هو يردد على فراش موته في ذلك الزمان الذي لم يكن فيه لداء الصدر دواء بعد "صدري مزماري و الدموع شربي .. و إنت عارف نوع حبي ليك .... سلمي، و شوقي مهما ازداد ... برضي شايفه قليل"

. . لا تحدها حدود قد كانت أشواق عبد الوهاب سنادة و عثمان سوركتي و علي فضل لدولة القانون و الديموقراطية و السلم!

في السودان و في مناطق خليجية و على ضفتي الأطلنطي بلندن و مدن أخرى أمريكية ناقشنا مع عدة عارفين و أحبار قضاء و قانون وناشطي حقوق إنسان "حق أولياء الدم" فيما يشبه قضية شهيدنا علي فضل أحمد .. و عود على بدء ، فلقد مثل أولئك التشيليين الثلاث وبعد 33 عاما ، شهود إثبات و عامل مبرر لإقامة دعوى قضائية أركانها مكتملة فالمتهم حاضر و أولياء الدم موجودون و جريمة إستاد سنتياغو موثقة و أدلتها ثابتة و جلية.

إذن ما بالنا نحن؟ إذ أن قاضيا "مقيما" بقسم أم درمان الجنوبي قد طالب بإعادة التشريح وفقا لشك مقنع و تكييف قانوني سليم استند فيه على المادة 137 من قانون الإجراءات "الاشتباه في القتل" فجاء تقرير الطب الشرعي بوصفه البينة الكافية لتقبل النيابة الدعوى و يفتح القاضي بلاغه محددا المتهم و مادة الاتهام التي تنطبق على الفعل و تصفه كما هو! إذن (لا تقادم و لا حصانة) فمن أوقف الإجراءات القضائية هم القتلة أنفسهم!

و في أمر شهيدنا "العلي" فلتتصارع اليوم الأدلة و القرائن بين تقرير الطب الشرعي . . " ذلك أن البينة الطبية حاسمة في إثبات أو نفي ادعاءات التعذيب.. " و بين تقرير آخر ملفق كتبه طبيب إسلامي يدعى "أحمد سيد أحمد" كان نفسه قد جاء متخفياً إلى لندن فتم كشفه و فضحه و ما أفلت إلا لكوننا لم نمارس حقنا الصريح و المشروع في تجديد إقامة الدعوى كاملة داخل السودان و خارجه و بما تكفله لنا المعالجة الدولية كما جاء في دليلRedress حول قضايا التعذيب. . فما أصاب شهيدنا يندرج عند صلب المادة (1) من الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب و في صلب مواد العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية الصادر في 18/3/1976.

لا أدري إذا كان نهج نيلسون مانديلا حول المصالحة و الحقيقة قد يصلح لبلادنا أم لا؟! و لكنني أرى أن ما يهمنا هو جوهر الأمر المتعلق برسالة الشهيد ومهام قوى التحول الديموقراطي وقضاياه الماثلة اليوم! فنحن نروم و بحزم تحقيق العدالة في أمر شهيدنا علي و نتمسك بإصلاح و جبرالضرر أمام محكمة قضائية كمبدأ قانوني و صفة للعدالة .. ونعلم تماما لماذا يرفض القتلة الحاكمون إلغاء المادة 33 من قانون قوات الأمن الوطني و التي تبيح الإفلات و تشجع على التعذيب و نعلم لماذا يرفضون حتى اللحظة المصادقة على الاتفاقية الدولية المناهضة للتعذيب .. لكن نضالنا لن يتوقف ، فنحن أحبابك يا علي و رفاق دربك و فكرتك... نسير على خطى كلمات بازرعة و هو يخاطب الشهيد القرشي عند العام 1964 " قلبي معا .. لا الغاز ، لا البارود ، لا التعذيب يوما أفزعا. . قلبي معا" بيننا و بينك يا علي شرف و ميثاق وصيتك الأخيرة التي تقطعت فيها أنفاس رئتيك المتهتكة من التعذيب . . " إنه درب اخترته و أموت لأجله و أنا واثق بأن هناك من سيواصل بعدي على هذا الدرب".

دعني أخبرك ختاما بما قالته عنك تلك العجوز الفقيرة التي كنت أراها دائما تنتظرك خارج عيادتك بذلك الحي الشعبي العريق، بكت تلك المرأة و سالت دموعها و هي تقول "أحي عليه الوجيع.. أحي عليه البليغ... إنت فهمك مو دراسة .. إنت فهمك مو قليل .. بريت دار أبوك. . قش دمي البسيل"

يا علي يا فضل . . يا فرتيقة أم لبوس يا لويعة الفرسان، كنت عنزة و قرونها سنان، و كنت أعلم أنهم لن يتركوك .. لقد حملت همنا و مهامنا ردحا طويلا و ها نحن بعدك نكبر و نصير أكثر وعياً و نضجاً و على دربك نسير...

Post: #7
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: مدثر محمد عمر
Date: 04-22-2008, 06:28 AM
Parent: #6

السكوت من فضه.... الذهاب من ذهب....

Post: #8
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: mahdy alamin
Date: 04-22-2008, 07:24 AM
Parent: #1

ماشين في السكه نمد
من سيرتك للجايين

Post: #9
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: طارق ميرغني
Date: 04-22-2008, 09:42 AM
Parent: #1

عرفته العام 1979 م وكان رحمة الله عليه صديق ابن عمتي عثمان تميم ونغشاه بمنزلهم بالديوم الشرقية واكثر ما يمتاز به عند مقابلته انه عند النقاش لا ينظر اليك مباشرة من سموه وتواضعه وعلو مقامه . رحمه الله

Post: #10
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: abduelgadir mohammed
Date: 04-23-2008, 03:42 PM
Parent: #9

علي فضل عايش في القلوب..
ستبقي سيرته لنا وهجاًً..
.... عاش متزن ونبيل زيو وزي اي زميل
قابض علي الاصرار علي يوم حياتي جميل
كالخضرة في الاشجار والموية جوة النيل
عاش متقد زي نار خلوية عز الليل
تهدي الضهب واحتار يا كم بقتلو دليل
النار تجيب التار يوما تصير قنديل
...................................
عاش للتقدم,, مات خير للبني آدميين
من كل لون وصفات من كل جنس ودين
في ذاتو ذات من ذات طيبة الشجر والطين
حن الطيور الجات تطوي وتدفي جنين
بذرة حياتو ثبات كاسيهو كم تكوين
مسيسبي ..نيل وفرات امازون ونهر السين
بجي في الزمان الفات في طلعة الجايين
علمنا حتين مات ميتة الشيوعيين
يا شافي يا كافي يا عشق دافي جديد
يا حلمنا المافي يا وافي وانت بعيد
مرقتنا في السهلي دخلة بيوتنا العيد
ضد الرجاء الدجلي شلناك هتاف ونشيد
..............................
دمك صعب يا علي وحزبك وراك صنديد
...........(من رثاء حميد لعلي فضل)

Post: #11
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Raja
Date: 04-23-2008, 06:45 PM
Parent: #10

Quote:
ان قتلة علي فضل، وكل شهداء الوطن، لن يفلتوا مهما طال الزمن.... وسيطالهم القصاص... هم وكل من كان في موقع مسؤولية في سلطات نظام الانقاذ
والى كل من كان شريكاً في أدارة دولة القهر والبطش والجهاد على أبناء وبنات الوطن في بيوت الأشباح أم من خلف كواليس اُخرى.


لروح د. علي فضل الطاهرة ألف رحمة في عليائها

Post: #12
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: MOHAMMED ELSHEIKH
Date: 04-24-2008, 06:38 AM
Parent: #11

في أحد ايام ابريل 90 وصلت مجموعة من سكان العنبر الداخلي(سجن كوبر)الى مسكنهم من السلاح الطبي يحملون خبر بأن د.علي محمد فضل الم}رخ المعروف قد مات معذبا في السلاح الطبي بامدرمان واستبعد الكثيرون الأمر ومنهم من يعرف د. علي فضل و لكن لا يعرفون انه معتقل منذ اكثر من شهر من الزمان و كان شقيقه الدكتورالشاب(.....)موجود بالعنبر الداخلي وقد تم اعتقاله بديلا عن علي الذي لم يعثرو عليه انذاك كرهينة!!!!! حيث وزرت وازرة وزر أخرى!!.
اتفق سكان العنبر على اخفاء الخبر حتى تظهر الحقيقة ان كان الشهيد هو علي فضل ام علي محمد فضل .
في التاسعة مساء جاءنا الخبراليقين ونادى المنادي:
"دكتور(... فضل) بكامل عفشه" حيث تم اطلاق صراحة وذهب للمنزل ليجد المأتم
الا رحم الله الشهيد
ودمه ودم كل الشهداء لن يضيع بدون محاسبة
و اسفي الشديد لعدمم الطبيب شقيق د.علي لأن المدة طالت و الذاكرة لم تسعفني.
ود الشيخ

Post: #13
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: ihsan fagiri
Date: 04-24-2008, 10:13 AM
Parent: #12

انه زميلنا علي فضل --الشاب الرزين --لا يعلي صوته ابدا مهما كان غاضبا --نسميه في جلساتنا --الكاهن --مع زميليه هلال وحسن ابو زيد

ستظل ذكراة تنير لنا الطريق

ونحن علي العهد يا علي

والقصاص ات

Post: #14
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: عبد الخالق عابد
Date: 04-24-2008, 11:33 AM
Parent: #13

التحــــــــــــــــــــيه لروح الشهـــــــــــــيد
الدكتـــــــــــور علـــى فــــــــــــــــــــضل

العار والقصاص لقتلة الشهيد على فضل وكل شهداؤنا
ويجب فضح وتعرية وملاحقة كل المسئولين عن هذه الجرائم
بشكل مباشر او غير مباشر وبكل الوسائل الممكنه والمتاحه
ولن يهدا لنا بال ان ينالوا هؤلاء الجرابيع القصاص العادل


وعاش نضال الشعب السودانى
وعاش نضال شهداؤنا العظام



ودمتم

Post: #15
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-24-2008, 11:36 AM
Parent: #1

التحية للجميع
والانحناءة للدكتور الشهيد علي

Quote: ومن اجمل ما كتب عنه ما خطته يد زميلنا خالد العبيد الذي كتب:

لم انتبه الا الآن لما خطه زميلنا الرائع سيف اليزل
وحقيقة ما نسب الي هنا ليس من خط يدي وكم تمنيت ذلك !
انه زميل أخر ارجو ان يذكر اسمه للتاريخ
ولكم مودتي

Post: #30
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Seif Elyazal Burae
Date: 04-25-2008, 06:24 PM
Parent: #15

الاخ خالد العبيد

معذرة لهذا الخطأ,والتحية للكتور:أحمد طراوة كاتب المقال.


مودتي


سيف

Post: #16
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: ASHRAF TAHA
Date: 04-24-2008, 02:09 PM
Parent: #1

دكتور علي فضل
هكذا نناديه دائما
الإنسان
عيادته بديم التعايشة مربع 5 و أو 5 FE
أسألو عنه الناس في الديم
إنسانا بمعنى الكلمة
يداوي ويزور
سرا وعلانية
خلقة وأخلاق
ضمير ومبدأ
ولما لا؟
من عاجنه؟
وأين نشأ
الوالد والأخ
والمنزل
نعم الناس هم وربي
ما دام الزرع طيبا
فالثمر أطيب
بطيب من زرعه
عرفته إنسانا
هكذا هم (الناس)
من غير شدة ولا تضخيم
ولا همزات الوصل والفصل
إنه الإنسان
الخلوق
يسبق حياءه دائه
في تلك (العيادة) المتواضعة
عالج أهل الحي جميعا
ووصلهم حتى (أوضهم)
اذكرني يا معلم
يا أيها الأنسان
سبق ذكرك فكرك
وما تناطح فيك أحمقان
هكذا هم (الناس)
بساطة وأناقة
ووعي من غير كتاب
بي إبرة
تدي العلاج
وبي فكرة
تهد الخداع
رحمك الله ربي
ودفيء العناق
يا مختار

Post: #17
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: ASHRAF TAHA
Date: 04-24-2008, 02:20 PM
Parent: #1

أمير جابر
نزل الباقي

Post: #18
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: عاطف مكاوى
Date: 04-24-2008, 02:53 PM
Parent: #1

* كاتب المقال (أحمد حاج علي) هو:
عضو المنبر حاليا الدكتور أحمد طراوة


القاتل يقتل و لو بعد حين
" في تجديد العهد و المحبة معك يا علي يا فضل...! "
--------------------------------------------------


احمد حاج علي:

وحدها واقعة ميامي القضائية هي التي جعلتني أكثر فهما و استيعاباً،
و هي التي حركت في دواخلي العهد و أيقظت ذلك الأمل و تلك الإمكانية
تجاه شهيدنا و شهيد حركة الأطباء و الشعب ، و من ناحية أخرى تفسر لي
الواقعة سر ذلك الخوف الداهم الذي حاق بالحجاج بن يوسف الثقفي،
و أورثه ذلك الضجر الأرعن المستبد الذي ظل يقابل به فتوى القاضي
الورع سعيد بن جبير . . " القاتل يقتل و لو بعد حين..! "

إن واقعة ميامي عند العام 2003 بولاية فلوريدا الأمريكية تتصل بما
جرى في استاد سنتياغو الرياضي عند العام 1970 ، إذ يحكي بأن ثلاثاً من
المعتقلين اللذين اكتظت بهم المدرجات بعد أن امتلأت و طفحت " معتقلات
و بيوت أشباح" أوغستيو بينوشيه ، شاهدوا أربعة من محترفي القتل
التابعين لجهاز أمن الانقلاب العسكري الدامي يطلقون النار
(اختيارا و إصرار و ترصدا) على شخص ما ، هو أيضا معتقل و اعزل و ذلك
بعد أن كدوا و جاهدوا في تحديده و فرزه من بين المئات!

إذن و بعد 33 عاما صار اثنان من هؤلاء شهودا على أحد القتلة من أولئك
الأربعة،و ذلك بعدأن توفى رب العزة و الجلالة الآخرين (شهودا و متهمين).
وهكذا دارت الأفلاك و الأزمنة لتستقر بوصلة الحق عند مقولة بن جبير . . "
ولو بعد حين... و لو بعد 33 عاما "

كان عيال أب جويل و منهم شهيدنا علي فضل احمد قد انطلقوا من تخوم
كرري إلى فضاء السودان و سهوله الواسعة بعد أن واروا شهداءهم ثرى
الوطن العزيز، و هم ما انفكوا يلعقون جراحهم!

.. لقد نبهني استشهاد علي فضل و ضياعه من بين أيدينا على هذا النحو
المأساوي إلى أننا و في أمر السودان ينطبق علينا قول المتنبي
و فلسفته للموت في قصيدته المسماة "يدفن بعضنا بعضاً . . و صرنا
إن أصابتنا رماح تكسرت النصال على النصال !"

. . فهاهو ألماظ يدفن ود حبوبة، و هاهو عبد الخالق يدفن ألماظ،
و هاهو علي يدفن عبد الخالق، و هانحن ندفن علياً و ننتظر و ما بدلوا
تبديلا ...! و منذ تلك الانطلاقة التاريخية الوثابة للعيال فالظلم
و الاستباحة و القمع صولات و جولات و دول في السودان ! إن نفس علامة
الاستفهام الكبيرة(؟) التي رسمتها أعمدة الدخان المتصاعدة من حطام
عنبر جودة المحترق في سماء النيل الأبيض عام 1953 ، قد عادت لترتسم
بوضوح في سماء مقابر الفاروق بالخرطوم عند صباح ذلك اليوم من
ابريل1990 .. و هاهو شبح الاستفهام يتضخم و يكبر مرتحلا غربا و شرقا
ليعلو فوق تلال البحر الأحمر و وهاد دارفور ..!! لماذا؟! لماذا قتلوا
أولئك المزارعين الطيبين البسطاء عندما طالبوا بتوزيع دخل المشروع
وفقاً لنسبة جديدة.. لماذا قتلوا "علي" عندما حمل هموم الأطباء
بإعادة توزيع الدخل القومي لصالح قطاع الصحة ؟ لماذا كلما طالب أحد
أبناء الجنوب أو الشرق أو الغرب بإعادة التفاوض سلميا حول أمر
السودان كان نصيبه الاستباحة و القتل؟؟ ، و على كلٍّ .. فلولا تلك
الأيدي الآثمة لكان علياً بيننا الآن و هو يبلغ من العمر56 عاما فيالها
من سن للنضوج و يالها من تجربة عظيمة !" و لكن كما لاحظ خليل فرح
مبكرا" : وهل بمقدور العنزة الفاردة أن تبقى على قيد الحياة حتى
عمر كهذا أو لما بعده في بلد كالسودان. . ! ؟

و منذ العام 1979 و نحن متعلقين بـ "علي فضل أحمد" نناديه تحببا
و صفاء بـ "علي يا فضل" و هي تسمية و حالة و وصف كامل من صنع رجل
بسيط بمعامل كلية الطب منسوب للطبقة العاملة المصرية! و عليا بعد
أن تعرفه "ولا تستطيع أن تتذكر متى و كيف كان ذلك من هول جمال
التعاطي المنداح"، سرعان ما يستدرجك عفوا و اقتدارا إلى أن تتأمله
و ترصد مكونه الفريد الخاص، و يظل زنادك قلبا و عقلا " مقدوحا"
من فرط هذا السجال الفكري –الإنساني المدهش! ثم ينمو حبك له في
خط صاعد أشبه بخطوط العلاقة الإحصائية ذات القيمة الإيجابية العالية
The linear relation ففي العلاقة مع علي و في صعيدي الصداقة الحميمة
و العمل النضالي الجاد تجد تنفسك منطلقا كما التحليل الإحصائي الدال
من حالات عشوائية غير جاهزة و لا مصنفة سلفاً Non-biased عينات واسعة
و أثيرة و مريحة.. ثم سرعان ما يسوقك (علي) كوقع الحافر بالحافر
وبذكاء إنساني لا ينضب إلى حالة من البساطة و الثقة و الاحترام
المتبادل لا تعترف بالشكليات و لا الخوف من الخطأ أو اللوائح أو
الضوابط لينتهي معك عند تخوم الجمال و الحقيقة.. لم أر شخصا متزنا
"و منتجا" على الصعيد اليومي كما "علي فضل أحمد". . حقاً، فقد كان
حديثا و متمدنا و بسيطا كالحقيقة أو كما جاء وصفه في كتاب الشهيد
الصادر في 21/4/1991 من لجنة نقابة الأطباء الشرعية.

و ها نحن نعيد اكتشافه مجددا عند المدى 86-1989 .. كنا معاً عندما
وصلنا تلك المزرعة بضاحية الخرطوم في فبراير 1987 فلقد مثل ذلك
الاجتماع الموسع و الذي تجلت في أمر ترتيبه و الإصرار عليه عبقرية
الشهيد التنظيمية و الفكرية الفذة و أصالة نهجه الديموقراطي
الجماعي، مثل نقطة الانعطاف التي رسمت مسار مستقبل حركة الأطباء
لاحقاً و بلورت نهجها و رؤاها الجديدة ..!

و في مساء 26/11/1989 قال لي يوم اشتعال شرارة الاضراب البطولي
لأطباء السودان في مواجهة طغمة الإنقاذ : يا أبو الحاج ، لسنا
سعداء لأن الإضراب قد تم تنفيذه بنسبة تفوق الـ96% وهذا دون شك
إنجاز يحتسب للحركة ، بقدر ما إننا سعداء لأن قرار الإضراب قد
اتخذته الغالبية الساحقة للأطباء من داخل جمعياتهم العمومية ،
و إن كان علي فضل قد استشهد بسبب ذلك الإضراب
فإنني أقول و للتاريخ و للحقيقة :

" لم يكن شهيدنا و على المستوى الشخصي مقتنعا بتوقيت الإضراب
و ظروف الإعداد له ؛ فعلي فضل بكل تجربته و ثاقب نظره لم يكن
ممن يدخلون المعارك الكبيرة بدون حساب دقيق لمجمل الوضع على
الصعيدين الوطني/السياسي و التنظيمي، لكنه نفذ الإضراب و أصبح
في قيادته؛ لأنه كان قرار الجمعيات العمومية و قرار اللجنة
السياسية للتنظيمات الوطنية وسط الأطباء.

قال لي علي ليلتها :

صارت علينا مسئولية كبيرة، سنواجه هذه المعركة بكل استقامة
و عزم و ثبات؛ فقد صار الأمر مرتبطا بشرف الأطباء و الوطن..
أتوقع أن نتعرض لقمع وحشي فلا تقضي الليلة في المنزل و ابق
خارجا حتى إشعار آخر، احرصوا على سلامة و أمن "حاج إبراهيم" ،
و رتبوا منذ الليلة مكانا لائقا لاختفائه. . ولنبدأ حملة الدفاع
عن سلامة أطباؤنا المعتقلين صباح اليوم نفسه . .

ثم غادرني "دابي الجبال" . . متخيرا وعرالدروب
و هو لا يدري أين سيقضي الليل؟

كان علي وسطنا خلال الديموقراطية الثالثة مثل " ستيف بيكو" وسط
جماعة نيلسون مانديلا و مثل حمزة وسط جماعة "النبي الكريم محمد"
يوم نزال بدر، . . بالله ألا تبدو الأمور مترابطة؟ فقد سحلوا الأول
و مضغوا كبد الثاني ثم ساقوا عليا إلى آلة تعذيب وحشي دامي
على مدى21 ليلة ممسكة برقاب بعضها البعض ! اعذروني إذ أفتح
عليكم أبواب الأوجاع و الحزن ، و لكن من العذابات و الألم نحن
ننهض لاستيفاء الحقوق و ما فينا تشوهات ولا رعونة و لا حقد و أريد
أن أذكر كل من يشعر بأن دم علي حق معلق برقبته ، و حيث أن
الذكرى تنفع المؤمن . . بأن ما تعرض له شهيدنا من تنكيل على
أيدي جماعة المشروع الحضاري الاسلامي تتضاءل أمامه آلام بلال بن
رباح و محنته على يد المشرك أمية بن خلف! لقد كان تعذيبا مبرمجا
"لأجل القتل" . . فما من موضع بجسد فتى الخرطوم المشرق
Ali The verdant إلا و به ضربة من سوط أو طعنة من نصل أو حرقة
من نار " مثلما دون تقرير الطبيب الشرعي آثار أعقاب السجائر
على إحدى عينيه" ! . . و الله حقا لا نامت أعين الجبناء.

عند الساعة السابعة مساء يوم 21/4/1990 كان " قنديل" واجما
أمام باب منزلنا و محرك سيارته يدور فتوجهنا سريعا إلى مجمع
العيادات و تأكدت لنا الحقيقة ، الحقيقة التي مثلت
طعنة نجلاء لا تزال في كبدنا !

سمعت هنالك كلمات ذلك الجراح الذي يعمل بالمستشفى العسكري
و هي لا تزال ترن في أذني كأنغام مدوزنة على مقامات قسم أبقراط
و استقامة و نزاهة أطباء بلادنا ، كلمات لا تزال تعيد الأمل
و الإمكانية في إيفاء العهد معك يا علي يا فضل ... " لم يكن
مارايته هو حال معتقل سياسي مريض بحمى الملاريا كما يدعون ..
بل هي حالة مشرد بائس جيء به من زاوية الطريق بعد أن انتهكت
حرمة جسده بما يفوق الوصف ! لقد كانت حالة هذا الطبيب السوداني
مزرية و مؤلمة و إنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق جنائي يتم".
كان قنديل و منذ العام 1980 منسوبا إلى مدرسة "الشيخ البكاي" في
أمر الشهيد علي! دموع قنديل و عبد الله و مصطفى و شيخنا الأمير جرت
عفوا و نحن نودع علي عند باب الحديد مستقلا قطار عودته النهائية
من مصر لأرض الوطن..بكى قنديل مرة أخرى في ميدان الشهداء بأم درمان
و أبكاني معه هذه المرة في أمر علي أمام الرجال... ما رد علينا
عقلنا و ثبات قلوبنا إلا حزم و دلالات تلك الكلمات الجليلة من أحد
اشد الرجال صدقا و شجاعة و كرما كان ذلك الراحل د عثمان بشير
عبد الله! أفقنا و لملمنا سريعا حزننا و متاعبنا " بالضبط كما كان
يفعل شهيدنا " . . لنواصل سيرنا الذي لم ينتهي بعد على درب محنة
الوطن الجريح!

شققنا طريقنا إلى حي الديوم بالخرطوم و ترن في ذهني كلمات الجراح
و شهادته تلك و ينطبق علينا غناء ود الأمين .."
عيال أب جويل درب أب درق شقوا"

الساعة 9.45 مساء وصلنا و شاهدنا حركة غير عادية و نحن نرقب منزل
الشهيد من بعد و لمحت المدعو "عباس عربي" رجل استخبارات و أمن
نظام القتلة يدخل و يخرج متوترا ، و هو يسعى جاهدا لإقناع العم
فضل أحمد باستلام جثمان ابنه و دفنه سريعا على قاعدة الإسلام التي
تقول " الميت أولى بالدفن و إكرام الميت دفنه" ناسيا عن عمد ما
جاء في محكم التنزيل معنى و دلالة " بأن الذين إن أصابهم البغي
فهم ينتصرون.. و السن بالسن و الجروح قصاص"

أكرر و أشير إلى أن فطنة و ثبات العم فضل وهي من ذات فطنة و ثبات
قاسم أمين و الشفيع أحمد الشيخ حيث يتناغم العقل و القلب بسبب من
الجسارة و خبرة الحياة، هي التي قادت الأمر إلى ذلك الحد الذي قام
بموجبه مولانا القاضي المقيم "بشارة" بفتح البلاغ رقم 903/1990
ووصفه و تحديده لجهاز أمن السودان كمتهم مباشر تحت المادة 251
من قانون العقوبات لسنة 1983 القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد.

حلاً لإشكال إنساني و أخلاقي عويص تنزل على حشود كانت بانتظار جثمان
الراحل عبد الوهاب سنادة، توجه عمر سنادة بسؤاله الى صديق طفولته
وهو مسجي بداخل كفنه القادم من بلاد تموت حيتانها من البرد ،
و ذلك في فناء مقابر برى بالخرطوم:

" يا وهاب هؤلاء أهل خير و متطوعون رحمة و أجرا" ليدفنوا هذه
المرأة الفقيرة التي لا تملك ثمنا لقبر في دولة المشروع الحضاري!
وهم يريدون قبرك الذي أعده لك آل سنادة؟!" قال عبد الوهاب و هو
يحكي البرق مبتسماً " باقي ليك يا عمر نحن حنسابق على قبر بعد أن
تركنا الدنيا مبكراً بحالها و نعيمها؟! يدنا مع الجماعة و قلوبنا
مع الفقراء و الكادحين أدوها القبر يا آل سنادة" - الواقعة رواها
كامل إبراهيم أما كلمات عبد الوهاب فهو ما عرفته عنه
و شاهدته بأم عيني. . لذا فهي من عندي "

ينطبق على عبد الوهاب و علي فضل و عثمان سوركتي قول الحردلو
في وصف هذا النوع من الرجال

" من قومة الجهل ولدا مميز عومو...

حافلات اللبوس فيهن مفرز كومو.. "

بالله يا قسم الله و يا راوي اسألوا عليا ماذا تريد منا الآن فأنتم
أدرى بقوله " محاكمة قضائية عادلة لمن استباحوا حرمة جسدي
و حاكموا فكرنا المسالم بالآلة الحادة " حاكموهم ما وسعكم ذلك
أمام قضاء مستقل و نزيه لكي ما نضع بلادنا على درب الأمل .. ذلك
الأمل الذي ظل يراود لويس أراغون بشواطيء جميلة لا متناهية مليئة
بأمم عاقلة ونقية "

إنني أشهد و أجزم أن شهيدنا علي فضل أحمد قد تزوج الناس كلها
. . " قد تزوجت البلاد يا علي كما قال محمود درويش" و أن حب
علي فضل أحمد للسودان كان حبا "عذريا" ليس فيه مغانم و كذلك كان
حبا "سلميا" و اعزلا كحب الشفيع أحمد الشيخ للكادحين و البسطاء
و كحب مصطفى بطران لحسناء بحري و هو يردد على فراش موته في ذلك
الزمان الذي لم يكن فيه لداء الصدر دواء بعد "صدري مزماري
والدموع شربي .. و إنت عارف نوع حبي ليك .... سلمي،
و شوقي مهما ازداد ... برضي شايفه قليل"

. . لا تحدها حدود قد كانت أشواق عبد الوهاب سنادة و عثمان سوركتي
و علي فضل لدولة القانون و الديموقراطية و السلم!

في السودان و في مناطق خليجية و على ضفتي الأطلنطي بلندن و مدن أخرى
أمريكية ناقشنا مع عدة عارفين و أحبار قضاء و قانون وناشطي حقوق
إنسان "حق أولياء الدم" فيما يشبه قضية شهيدنا علي فضل أحمد ..
و عود على بدء ، فلقد مثل أولئك التشيليين الثلاث وبعد 33 عاما ،
شهود إثبات و عامل مبرر لإقامة دعوى قضائية أركانها مكتملة فالمتهم
حاضر و أولياء الدم موجودون و جريمة إستاد سنتياغو موثقة
و أدلتها ثابتة و جلية.

إذن ما بالنا نحن؟ إذ أن قاضيا "مقيما" بقسم أم درمان الجنوبي قد
طالب بإعادة التشريح وفقا لشك مقنع و تكييف قانوني سليم استند فيه
على المادة 137 من قانون الإجراءات "الاشتباه في القتل" فجاء تقرير
الطب الشرعي بوصفه البينة الكافية لتقبل النيابة الدعوى و يفتح
القاضي بلاغه محددا المتهم و مادة الاتهام التي تنطبق على الفعل
و تصفه كما هو! إذن (لا تقادم و لا حصانة) فمن أوقف الإجراءات
القضائية هم القتلة أنفسهم!

و في أمر شهيدنا "العلي" فلتتصارع اليوم الأدلة و القرائن بين
تقرير الطب الشرعي . . " ذلك أن البينة الطبية حاسمة في إثبات أو
نفي ادعاءات التعذيب.. " و بين تقرير آخر ملفق كتبه طبيب إسلامي
يدعى "أحمد سيد أحمد" كان نفسه قد جاء متخفياً إلى لندن فتم كشفه
و فضحه و ما أفلت إلا لكوننا لم نمارس حقنا الصريح و المشروع في
تجديد إقامة الدعوى كاملة داخل السودان و خارجه و بما تكفله لنا
المعالجة الدولية كما جاء في دليلRedress حول قضايا التعذيب. .
فما أصاب شهيدنا يندرج عند صلب المادة (1) من الاتفاقية الدولية
لمناهضة التعذيب و في صلب مواد العهد الدولي للحقوق المدنية
والسياسية الصادر في 18/3/1976.

لا أدري إذا كان نهج نيلسون مانديلا حول المصالحة و الحقيقة قد
يصلح لبلادنا أم لا؟! و لكنني أرى أن ما يهمنا هو جوهر الأمر
المتعلق برسالة الشهيد ومهام قوى التحول الديموقراطي وقضاياه
الماثلة اليوم! فنحن نروم و بحزم تحقيق العدالة في أمر شهيدنا
علي و نتمسك بإصلاح و جبرالضرر أمام محكمة قضائية كمبدأ قانوني
و صفة للعدالة .. ونعلم تماما لماذا يرفض القتلة الحاكمون إلغاء
المادة 33 من قانون قوات الأمن الوطني و التي تبيح الإفلات و تشجع
على التعذيب و نعلم لماذا يرفضون حتى اللحظة المصادقة على
الاتفاقية الدولية المناهضة للتعذيب .. لكن نضالنا لن يتوقف ،
فنحن أحبابك يا علي و رفاق دربك و فكرتك... نسير على خطى كلمات
بازرعة و هو يخاطب الشهيد القرشي عند العام 1964 " قلبي معا ..
لا الغاز ، لا البارود ، لا التعذيب يوما أفزعا. . قلبي معا" بيننا
و بينك يا علي شرف و ميثاق وصيتك الأخيرة التي تقطعت فيها
أنفاس رئتيك المتهتكة من التعذيب . . " إنه درب اخترته
و أموت لأجله و أنا واثق بأن هناك من سيواصل بعدي على هذا الدرب".

دعني أخبرك ختاما بما قالته عنك تلك العجوز الفقيرة التي كنت
أراها دائما تنتظرك خارج عيادتك بذلك الحي الشعبي العريق، بكت
تلك المرأة و سالت دموعها و هي تقول "أحي عليه الوجيع..
أحي عليه البليغ... إنت فهمك مو دراسة .. إنت فهمك مو قليل ..
بريت دار أبوك. . قش دمي البسيل"

يا علي يا فضل . . يا فرتيقة أم لبوس يا لويعة الفرسان، كنت
عنزة و قرونها سنان، و كنت أعلم أنهم لن يتركوك .. لقد حملت
همنا و مهامنا ردحا طويلا و ها نحن بعدك نكبر و نصير أكثر وعياً
و نضجاً و على دربك نسير...

_______________________________________
* كان الدكتور طراوة مضطرا للكتابة
باسم حركي في تلك الفترة العصيبة
فقد كانوا يبحثون عنه بشدة وهو الصديق المقرب
للشهيد الذى كان علي علم كامل بأماكن تواجد طراوة
والبقية ولكنه آثر التسامي علي أن يقول كلمة واحدة
عن رفاقه...فالتحية له في عليائه.

Post: #19
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: محمد غلامابي
Date: 04-24-2008, 06:48 PM
Parent: #1

كتلوك الناس القصر

الناس المأفونين

.............

كتلوك وكان قاصدين

في ذاتك ناس تانين

.....

قرأت كلمات الدكتور طراوة وكأنني كنت هناك في مكان العزاء

وكأنني بالعم فضل وهو يأبي أن يزرف دمعه قبل أن يعرّي القتلة.. فالجميع يعرفهم.

.........

إذا مررت من هنا ياطراوة تقبل سلاماتي وأحضاني، وعظيم تحياتي.. وحبي الاكيد..

غلامابي

Post: #20
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: زياد جعفر عبدالله
Date: 04-24-2008, 11:47 PM
Parent: #1

رحم الله الشهيد علي فضل...
و عاشت ذكرى شهداء الشعب السوداني, نستلهم منها معاني التضحية من اجل الوطن و الشعب...
...
و تطول القائمة...



Post: #21
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Muna Khugali
Date: 04-25-2008, 10:13 AM
Parent: #20

الساده SOAT

لماذا لم نري منكم بيانا في ذكري استشهاد شهداء ابريل رمضان وهم الذين تعرضوا
للتعذيب وتم اعدامهم بدون محاكمات؟؟
أعدامات الشهداء كانت بعد اقل من ثلاثة ايام من استشهاد علي فضل..

ضحية التعذيب هو ضحية التعذيب..
سواء كان مدني أو عسكري..
علي فضل قدم روحه قربانا للوطن..
ومثله فعل شهداء ابريل رمضان 1990

فلماذا لا نقرأ منكم عنهم كما قرأنا في ذكري الشهيد علي فضل؟؟

Post: #22
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: أحمد طراوه
Date: 04-25-2008, 11:02 AM
Parent: #1

.. نعم يا غلامابي ، ها انا امر من هنا !

فما من مكان به قصة علي فضل إلا جئناه .. و ما من
سكة تؤدي الي رد حقوق شهيدنا علي إلا و مشيناها !

.. ويتاكد لي مرة اخري يا خالد : بان اجيال الشيوعيين
السودانين هي يعاسيب سرمدية يربطها و ينسج وجدانها خيطا
من نور !

.. انه نور جمال النفس ، و الصدق مع النفس قبل الآخرين
.. نور المعرفة و الحقيقة كما هي بسيطة ، نور الإيثار و الترفع عن
المغانم و الهمة عند الوغى

بالفعل كان علي فضل نبيها ومدركا بان شعبا انجب
هذه القبيلة المسماة ( الشيوعيين السودانين ) هو بالحق
شعبا يستحق التضحية و الفداء

عميق مودتي و عرفاني لكم ايها الاخيار

Post: #23
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: salah elamin
Date: 04-25-2008, 11:49 AM
Parent: #1




Post: #24
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: عوض محمد احمد
Date: 04-25-2008, 02:29 PM
Parent: #23

Quote: فما من مكان به قصة علي فضل إلا جئناه .. و ما من
سكة تؤدي الي رد حقوق شهيدنا علي إلا و مشيناها !

.. ويتاكد لي مرة اخري يا خالد : بان اجيال الشيوعيين
السودانين هي يعاسيب سرمدية يربطها و ينسج وجدانها خيطا
من نور !

.. انه نور جمال النفس ، و الصدق مع النفس قبل الآخرين
.. نور المعرفة و الحقيقة كما هي بسيطة ، نور الإيثار و الترفع عن
المغانم و الهمة عند الوغى

بالفعل كان علي فضل نبيها ومدركا بان شعبا انجب
هذه القبيلة المسماة ( الشيوعيين السودانين ) هو بالحق
شعبا يستحق التضحية و الفداء


صدفت يا احمد
(زميل التروبيكال القديم)

Post: #25
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-25-2008, 03:09 PM
Parent: #1

فى 26 نوفمبر 1989 نفذ الاطباء السودانيون إضرابهم البطولى فى مواجهة الطغمة العسكرية.

فى الفترة 25 الى 30 نوفمبر.. بدأت حملة واسعة من القمع والتنكيل بحق النقابيين والاطباء السودانيين بصفة خاصة وعلي ضوئها تم اعتقال ما لايقل عن 20 طبيبا أودعوا حراسات الأمن ثم نقلوا الى بيوت الاشباح السرية بواسطة جهاز أمن الثورة التابع مباشرة للجبهة القومية الاسلامية!!
اتيام التعذيب بقيادة عناصر الجبهة الاسلامية.. منهم الطيب إبراهيم سيخة،الطبيب عيسي بشري حسن،بكري حسن صالح،الرائد ابراهيم شمس الدين،دكتور يسن عابدين،دكتور عوض أبو الجاز

اواصل

Post: #26
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-25-2008, 03:19 PM
Parent: #1

فى 8 ديسمبر 1989 إستلم الطيب إبراهيم(الطيب سيخة)،عضو لجنة الأمن العليا،بلاغ ضد الشهيد على فضل بوصفه أحد المدبرين الأساسيين لإضراب الأطباء.. سجل البلاغ بواسطة عميل الأمن المدعو : محمد الحسن أحمد يعقوب ، المتهم الأول فى قضية الفساد فى اراضي الإسكان الشعبي!! ولقد أخذ الطيب سيخة علي عاتقه وحسب قوله واجب جهادي هو (إعتقال علي فضل وإستنطاقه ودفنه حيا!!)

Post: #27
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-25-2008, 03:36 PM
Parent: #1

فى 30 مارس 1990 ..عربة بوكس تايوتا موديل 78 بالنمرة 2777 تقتاد الشهيد من منزله الى مكان مجهول!! تأكد لاحقا أن تعذيب الشهيد قد بدأ ليلة إعتقاله في إحدي البيوت السرية وأصيب فى نفس اليوم بجرح غائر فى جانب رأسه..تمت خياطة الجرح فى ذات موقع التعذيب ثم بدأ تعذيبه مجددا.. ولقد كان هنالك من المعتقلين من رافقوا الشهيد فى ذلك المنزل اللعين،ويلمون بتفاصيل وجوانب متعلقة بتعذيبه وهم من اجبروا جلاديه علي نقله إلي المستشفي.. ومنهم من سمع وصيته الأخيرة!!

اواصل

Post: #28
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: محمد غلامابي
Date: 04-25-2008, 06:02 PM
Parent: #1

Quote: فما من مكان به قصة علي فضل إلا جئناه .. و ما من
سكة تؤدي الي رد حقوق شهيدنا علي إلا و مشيناها !


ولعلي هذا يادكتور محبة أورثها في قلوبنا بصدقه وعفة يده لسانه وحسن سيرته وسريرته

علي من جملة الأخيار الذين لم التقيهم قط.. لكنني في ذات الوقت التقيهم الف مرة في اليوم

الواحد..

لو تعرف حزني عليه ياطراوة لأقمت معي عزاءً هنا ننصبه الي أن تنصب الي جوارنا خيام القتلة..

فواحزني وواآسفي علي تلك النسمة التي مرت سريعاً.. لكنها تركت ريحها الطيبة بملامحها التي

لاتعرف التلون..

......

وياخالد واصل متابعين بإهتمام..


غلامابي..

Post: #29
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: عاطف مكاوى
Date: 04-25-2008, 06:17 PM
Parent: #1

يا طراوة..الليلة لاقيت علي فضل في مركز الحزب ..توجد صور وصور.

Post: #31
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: salah elamin
Date: 04-25-2008, 08:38 PM
Parent: #29







محجوب شريف يحي نعيمة شقيقة الشهيد

Post: #32
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-25-2008, 11:30 PM
Parent: #1

حاد فى 20 أبريل وبصمود الشهيد وثباته تصاعدت وتائر التعذيب كثافة وشدة، ودخلت حيزا وحشيا وداميا.. وفى مساء نفس اليوم أصيب بعدة ضربات فى راسه نجم عنها نزيف داخلي فى الدماغ تسبب فى تدهور حالته الصحية.. ولقد أكدت التقديرات الطبية اللاحقة أن الشهيد وبسبب التعذيب المتواصل لم يكن قادرا على الحركة بل وحرم من الأكل والشرب وحرم كذلك من النظافة والإستحمام على مدي تلك الفترة!!

فى 21 مارس 1990 وفى الساعة الرابعة والنصف صباحا،أحضر الشهيد إلي المستشفي العسكري بإمدرمان فى حالة الغيبوبة التامة.. ولقد وصف هيئته أحد الأطباء بالمستشفى قائلا(لم يكن ذلك حال معتقل سياسي مريض بل حالة مشرد جيئ به من زاوية الطريق.. لقد كانت حالته مزريه ومؤلمة وإنني مستعد أن أشهد بذلك فى أي تحقيق قضائي يتم بضغوط من رجال الأمن الذين أحضروا الشهيد علي فضل الي المستشفي بخطاب من مدير جهاز الأمن وبتدخل من قائد السلاح الطبي د.الفاضلاوي،إضطر العاملون بحوادث الجراحه لإستقبال الشهيد كمريض عادي دون الإجراءات القانونية السليمة وأشرف عليه مباشرة رائد طبيب ونائب جراح موالي للجبهة الإسلامية يدعي أحمد سيد أحمد!!

اواصل

Post: #33
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-26-2008, 02:08 AM
Parent: #1

فى الساعة الخامسة صباحا يوم 21 أبريل 1990 .. وبسبب حساسية الموقف وطابعه المروع، أضطر قائد السلاح الطبي لأستدعاء الأخصائي المشرف.. والذي أمر بفتح الأثمال الملتصقة بجسد الشهيد بواسطة مقص.. وحينما أدير الشهيد علي جانبه.. فاضت روحه الطاهره،ليسجل الحادي والعشرين من أبريل يوما مشهودا في تاريخ الحركة النضالية فى بلادنا....

فى تمام الساعة الخامسة والربع من صباح يوم 21 ابريل 1990 وجثمان الشهيد على فضل مسجي بحوادث الجراحة بالمستشفي العسكري سجلت الحقائق التالية:
1- / جرح غائر ومتقيح بالرأس،عمره ثلاثة أسابيع!
2- / مساحة تسعة بوصات مربعة منزوع منها شعر الرأس إنتزاعا!
3- / البطن منتفخة، بإستخدام القسطرة، المثانة فارغة والأرجح أن الحالة هي نزيف بداخل البطن.
4- / كدمات بأحد العينين وبالأحري أثار حريق (أعقاب سجائر)!

Post: #34
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-26-2008, 02:13 AM
Parent: #1

فى الساعة الخامسة صباحا يوم 21 أبريل 1990 .. وبسبب حساسية الموقف وطابعه المروع، أضطر قائد السلاح الطبي لأستدعاء الأخصائي المشرف.. والذي أمر بفتح الأثمال الملتصقة بجسد الشهيد بواسطة مقص.. وحينما أدير الشهيد علي جانبه.. فاضت روحه الطاهره،ليسجل الحادي والعشرين من أبريل يوما مشهودا في تاريخ الحركة النضالية فى بلادنا....

فى تمام الساعة الخامسة والربع من صباح يوم 21 ابريل 1990 وجثمان الشهيد على فضل مسجي بحوادث الجراحة بالمستشفي العسكري سجلت الحقائق التالية:
1- / جرح غائر ومتقيح بالرأس،عمره ثلاثة أسابيع!
2- / مساحة تسعة بوصات مربعة منزوع منها شعر الرأس إنتزاعا!
3- / البطن منتفخة، بإستخدام القسطرة، المثانة فارغة والأرجح أن الحالة هي نزيف بداخل البطن.
4- / كدمات بأحد العينين وبالأحري أثار حريق (أعقاب سجائر)!

Post: #35
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: malamih
Date: 04-26-2008, 03:20 AM
Parent: #34



قابلت الشهيد على فضل مرة واحدة في منزل الأعزاء ماجد والرشيد سعيد..

لم يكن يكن يتحدث كثيرا.. وكان يتابع الحديث بإهتمام .. ولاحظت

تعليقاته اللماحة دون إسهاب.. أستأذننا وخرج مبكرآ ربما في التاسعة

مساء بأن لديه عمل في الصباح الباكر في المستشفى.. كان ذلك عام 1988

قبيل كارثة السيول و الأمطار..

وكانت اللحظات الثانية هي لحظات وداعه في مقابر فاروق ..

كان موكبا موهيبآ غاضبآ وحزينا.. أمه جمع غفير من أهل الفقيد وزملائه الأطباء وأهل الديم والعمارات وكل من سمع وعرف الشهيد.. ولقد صلى عليه
خلق كثير.. وكان هنالك عدد غير قليل من بكاسي الأمن تحيط بالمقابر وعدد 3 كوامر من شرطة الإحتياطي في أماكن متفرقة من المقابر ,, وعدد إيضا من عناصر الأمن ببدلهم السفاري ولقد لاحظت أن أحدهم يخفي مسدسه تحت قميصه
ويحشره في بنطلونه من جهة الخلف.. العم الراحل الخزين كان يركب على دراجته وهو يحمل مايكرفونه حاثا الناس على الحضور لدفن جثمان الفقيد
( الليلة الناس حزينة نبكي ونودع دكتورنا الإنسان على فضل.. إبن الشعب
إبن الديم .. منو البعالجنا تاني ,, منو البسهر في مرضنا,, منو البجيب
لينا الدوا,, يهتف أحدهم ( مليون شهيد لعهد جديد) يصيح أحدهم فيه( هوي يازول راعي حرمة الميت.. يهتف آخرون نعم مليون شهيد لعهد جديد..
بدأ التراجع من بعض لابسي البدل السفاري قابضين على مسدساتهم المخفية خلف قمصانهم بدأ جنود الإحتياطي المركزي في النزول من على كوامرهم صاح رجل كبير يبدوا على محياه الصلاح ( ياناس خلونا نستر الجثمان في الأول وبعدين أعملوا الدايرنو..) الناس تنصاع لهذا النداء .. لم نستطع الوصول ألى المقبرة للعدد الكبير و التدافع .. ينهار أحدهم وهو يبكي بحرقة ليجلس على الأرض ,,فجأة يصيح أحدهم ( الدم الدم لكلاب الأمن) يسكته أحدهم
وفجأة يصيح أحدهم الفاتحة ياجماعة.. فيرفع الجميع الفاتحة,, ثم صاح نفس الصوت الرجاء قراءة الإخلاص إحدى عشرة مرة,, يقرأ الجميع .. وعرفنا بأن الدفن قد تم.. كان أحدهم يطوي علم السودان بين يديه.. الناس تبدأ في التحرك ,, ولقد ظل الكثيرون متحلقين حول المقبرة وكأنهم لا يريدون مفارقتهم للشهيد.. أحد ضباط الإحتياطي المركزي يأتي ليأمر الناس بتهذيب بالتفرق ,, كان صوته يحمل رنة أسى .. ثم يضيف دي تعليمات يا جماعة الرجاء مساعدتي في تنفيذها.. كان الضابط على ماأعتقد برتبة ملازم أول..
كان قبره غير بعيد من قبر الشهيد مجدي محجوب محمد أحمد,, ولعل الله قد جعلهم جيرانا ليشهدا على الظلم الذي لحق بهما,, تفرقنا وذهبت ألى أوقفت
سيارتي على ناحية مدرسة الأميرية الخرطوم جنوب .. فلقد درست فيها وأعرف خبايا تلك الأماكن وفجأة تتعالى الهتافات من الناحية الأخرى تجاه حي ديم كوريا سابقا.. كان الصديق ماجد سعيد يوقف سيارته بقربي فأنتظرته حتى حضر وقال لي ( ولعت) وكان يقصد الهتافات ,, تحركنا بشارع المقابر الغربي تجاه المظاهرات ولكن فجأة يظهر كومر الإحتياطي المركزى ويقفل الطريق أمامنا لينزل جنود الإحتياطي و يقفلون الشارع أمامنا.. ضابط آخر يأمرنا بالرجوع والعودة من حيث أتينا لأن الشارع مغلق,, وبعد ساعة تمكنا من الخروج والعودة إلى شارع الديم زلط محطة الغالي..

رحم الله الشهيد على فضل في تساميه وعليائه مع مليك مقتدر ..

والتحية لوالده وأسرته التي أنجبته و علمته,,

Post: #36
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Khalid Kodi
Date: 04-26-2008, 04:16 AM
Parent: #1

عاشت ذكرى الشهيد على فضل.


.

Post: #37
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-26-2008, 06:13 AM
Parent: #1

فى يوم 22 أبريل 1990 ، بعد الظهر، قام المدعو: بشير إبراهيم مختار ، الأمين العام للجمعية الطبية الإسلامية بمعاونة الدكتور أحمد سيد أحمد، بكتابة تقرير عن تشريح جثمان الشهيد يعزي الوفاة الي "حمي الملاريا" ثبت لاحقا أن بشير مختار لم يفتح ولم يقطع ولم يرسل حتي عينات للتحليل.. فقط نظر للجثة ثم كتب تقريره!

Post: #38
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-26-2008, 10:39 AM
Parent: #1

شهادة وفاة صادرة من المستشفي العسكري بأمدرمان رقم 166245
الأسم : علي فضل أحمد
ساعة الوفاة : الساعة الخامسة صباح يوم 21 أبريل 1990
سبب الوفاة : الملاريا
المبلغ عن الوفاة : أحمد سيد أحمد
أمضاء من حرر الشهادة : غير مقروء وغير معروف!

Post: #39
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-26-2008, 12:58 PM
Parent: #1

فى يومي 21 و22 أبريل 1990 ، شهدت قاعة الشعب قرب المستشفي العسكري بأمدرمان إجتماعات متواصلة لقادة النظام الفاشي بهدف التدبير لدفن جثمان الشهيد دون إجراءات قانونية

ضغوط متصلة وواسعة يقودها نائب مدير الشرطة فخر الدين عبدالصادق لإجبار صغار الضباط بالقسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال لإستخراج تصريح من القاضي المقيم لكي يدفن الجثمان دون أجراءات قانونية... والفاشيست يفتحون البلاغ رقم 40 بتاريخ 22 أبريل 1990 بالقسم الجنوبي يفيد بأن علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بواسطة حمي الملاريا!!
العميد عباس عربي بجهاز الأمن وآخرين من الأمن وقيادات الشرطة يقودون محاولات عديدة لأقناع وإجبار أسرة الشهيد بإستلام الجثمان ودفنه.. أسرة الشهيد ووالده ترفض أستلام الجثمان وتطالب بإعادة التشريح بواسطة جهة موثوق بها!

Post: #40
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: خالد العبيد
Date: 04-26-2008, 04:19 PM
Parent: #1

واعود لمواصلة
انتظرونا!!

Post: #41
Title: Re: الدكتور علي فضل أحمد: ذكـراه ماثلة ولن يفـلت القتـلة .... مهما طـال الـزمـان
Author: Amjed
Date: 04-26-2008, 04:41 PM
Parent: #1

قسماً باسمك الوضي يا علي ان دمك لن يضيع هباء و سنذيقهم دماً بدم و جرحا و جرح و سنبقى على الوصية و في دربك سائرون