(الانتهابات)000000الانتخابات 0000 من صحيفة اجراس الحرية

(الانتهابات)
جروحكم لن تبرأ أبداً إن كنتم آخر من يعلم بأن أشبال القوم من (طلاب) المدينة التي صهرت الحديد قد استأجروا مائة بص أو يزيد!..
وأن هذا (الكنفوي) قد يمم شطر (نبتة حبيبتي) !.. وإن سألت من أين جاء هؤلاء (الطلاب) بالمال, أنا أقول لك: يكونوا عملوا sharing!..
ولا عزاء لصديق احمد الذي ظن أن (الهجرة الطوعية) تبدأ من الزومة منارة الفقرا وتنتهي في (سلبونا)!..
فعلاً وحقاً .. إن الرحلة تنتهي بـ(سلبونا)! ولكن ما ليس صحيحاً أن تكون بداية الرحلة من العفّاض، أو دويم ود حاج أو أرقي أو أرقين..
الأشبال في كل مكان هم أمل أي فريق !..أشبال القوم لهم تفاسير كثيرة في شأن العودة الطوعية، ولهم رأي تقدمي جداً .. وقد (افترعوا) معنىً متجدداً للهجرة الطوعية التي كانت (بالقديم) تتم من اجل مواطني مناطق العمليات .. اختلف الأمر الآن .. فالأشبال يحركون بصات العودة الطوعية إلى كل مكان ولا تسأل ! عمّا إذا كان هذا عملاً تعدادياً أم انتخابياً!..
انت عارف, وأنا عارف والله عارف.. لكن ما لا تعرفه انت, وهي معرفة من النوع الذي (يجيب الحرقان) أن القوم حركوا مائة بص أخرى لتسجيل أسماء الناس في نواحي العيكورة, ومائة بص أخرى يمّمت شطر عِد الفرسان .. ومائة بص آخر لتوطين أسماء المقترعين في نواحي قبوجة وجلوكة وهما مدينتان في صعيد المناقل! ومائة بص أخرى لتسجيل الناس في (خشم الحمار)..
ومائة بص أخرى للتسجيل في الغزالة جاوزت, ومائة بص أخرى لتوطين الأسماء في أم كرابيج .. الخ .. إلى كل نواحي السودان .. وكل هذا من اجل (الانتهابات)!.. وفقط ليكتب العائدون أسماءهم ويعودوا إلى خرطوم السودان..
إمبراطورية القوم تبتغي الآن توطين الأسماء في المناطق القاحلة حتى لا يضحك علينا العالم بعدين!.. وإذا جينا للحساب الذي يوجع قلوبكم سترى أن تكلفة إيجار البص الواحد ـ يمكن ـ أقول يمكن تكون 2مليون!.. هذا غير (لزوم الضيافة) وغير (حق اللبن) وغير (رسوم العبور) وهم حتماً يدفعون رسوم العبور !.. وهذا أيضاً ..غير أجرة السواقين والمساعدية!.. هل رأيتم توزيعاً للثروة أفضل من هذا النهج الجماهيري ؟..
ولا بأس من تعداد مزايا العد التنازلي .. فقد بدأ القوم الانتخابات قبل العد !.. وتبرعوا بالبصات لأولاد شايق الذين يزرفون الدمع السخين على العودة، وبعد تسع رمضانات يتذكر الواحد فيهم أمه ويرسل لها (إيميل) بقول فيه: (يايمه رسلي لي عفوك)!..
الآن وفر القوم البصات المكندشة ـ ذهاباً وإياباً ـ بصات مش لواري!.. لترى في مروي ( كل جديد)..
حدثنا عسقلان بن صرمحة أنه سيأتي عليكم زمان يكون فيه صوتكم كما الخيزران ... وقالوا: ما الصوت, وما الخيزران, قال عسقلان: سيأتي زمان يكون فيه صوتكم كالعصا .. قالوا : عرفنا أن الخيزران هي العصا ..فما الصوت ؟ أجابهم عسقلان كما يقول الراوي, ولكن هرج القوم ومرجهم حرم أذنيه من التدوين.
.. وفي رواية أخرى ..يقال إن فرح ود تكتكوك حلال المشبوك قال إن آخر الزمان (السفر بالبيوت والكلام بالخيوت)..
ولعلم القراء إن هذه النبوءة تحققت .. لكن من نِعم القوم على السودان أن أشبال القوم طوروا النبوءة فصارت تقرأ هكذا ( في آخر الزمان السفر بالخيوت والكلام في البيوت) .. وسلام يا ساكن الحارة ..
ولله درك يا منشية، وإن جار عليك الزمان فانت التي (شقيتي الدرب)!