فريق شرطة : عثمان أحمد محمد فقراي السودان هذا القطر الواسع الذي تبلغ مساحته المليون ميل مربع يعاني من عدة مشاكل ترجع إلى مساحته الواسعة وقلة كثافته السكانية بإضافة إلى ما يتمتع به من موارد طبيعية غنية من حيث موارد المياه التي توفرها الأنهار التي تجري فيه إلى جانب انبساط أرضه في السهول والوديان التي تتسم بالخصوبة إلى جانب الغابات الكثيفة والساحل البحري الذي يمتد إلى 717 كليومتراً مع تنوع في المناخات والتضاريس التي تساعد على ازدهار الطبيعة فيه حيث نجد مناخاً شبه صحراوي في شماله ومناخاً استوائياً في جنوبه،
04-19-2008, 09:40 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
كل ذلك إلى جانب تعدد القبائل وتنوع الثقافات والبيئات الاجتماعية والثقافية التي جعلته متعدد ومتنوع الاثنيات ومختلف في الأعراف والتقاليد الأمر الذي أدى في بعض الحالات إلى الصراعات والحروب الأهلية وكان أخطرها وأطولها حرب الجنوب للاختلاف الثقافي الإثني بين جنوب السودان وشماله الذي تسيطر عليه الأغلبية المسلمة التي تمسك بمفاصل السلطة والحكم في وسط السودان منذ عهد الاستعمار الذي شرع من القوانين ما يجعل جنوب السودان مناطق مقفولة أمام الثقافة العربية الإسلامية حتى تتمكن من تطبيق سياسة فرق تسد لكي يستمر في الهيمنة عليه والاستمرار في استعماره بل عمل على بذر الفتنة بين الشمال والجنوب وبالتالي انفجرت مشكلة الجنوب أمام أول حكومة وطنية في بداية الاستقلال بل قبل إعلانه في عام 1955
04-19-2008, 09:43 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
حيث اندلعت أول حرب أهلية في افريقيا، التي استمرت أكثر من عشرين عاماً بعد تمرد عام 1983 الذي قاده "القائد قرنق" مع غيره من أبناء الجنوب في الحركة الشعبية حتى تمت تسوية هذه المشكلة التي أرقت الشعب السوداني في شماله وجنوبه مما يعرف باتفاقية السلام الشامل ثم أصبحت أساساً للدستور الانتقالي الحالي.
04-19-2008, 09:46 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
وقبل ان يسترد أهل السودان أنفاسهم وينعمون بالسلام أنفجرت قنبلة أخرى من غرب البلاد في دارفور التي بلغت اقصى مداها على النطاق الدولي بشكل دراماتيكي لم تبلغه مشكلة الجنوب نفسها وذلك في وقت وجيز وفتحت الباب واسعاً أمام التدخل الدولي تحت غطاء حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ومهدت لمحاكمة أبناء السودان أمام المحاكم الجنائية الدولية بل أدت إلى تدخل القوات الدولية تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولو لا صمود شعب السودان وتمسكه بسيادته على أرضه أمام الدخلاء لتمكنوا بالتدخل فيه بوقت مبكر.
04-19-2008, 09:48 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
أما مشكلة شرق السودان فقد أختزلت في اتفاقية بين فصائل التمرد وحكومة السودان في شكلها الظاهر والخارجي بينما يعكس جوهرها وبنودها الفضفاضة التي يعتقد الكثير من أبناء الشرق بأنها مجرد تسوية للعلاقات بين اريتريا والسودان أكثر منها معالجة لمشكلة شرق السودان مما أفرغ الاتفاقية من معناها الحقيقي الذي كان يتطلع إليه أهل الشرق في الداخل، حيث ظلوا يعملون مع القوى الوطنية لرفع المظالم التاريخية التي اصابتهم منذ عهد الاستعمار وافقدتهم من اللحاق بالركب إلى يومنا هذا.
04-19-2008, 09:49 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
كل هذه المسائل إلى جانب الموقع المتميز للسودان في شرق ووسط افريقيا يجعله مركزاً للمشاكل الجيوبولتيكية الأمر الذي جعله هدفاً سهلاً للدول الاستعمارية التي تطمع في موارده بإضافة إلى الدول الافريقية التي تحيط به وتعاني أصلاً من شح في الموارد وارتفاع الكثافة السكانية في مقابل الغذاء مثل أثيوبيا من الجنوب وجمهورية مصر العربية من الشمال التي تعاني من قلة الأراضي الصالحة للزراعة إلى جانب دول الغرب الافريقي غير المستقرة مثل تشاد وافريقيا الوسطى التي يتسلل الكثير من سكانها إلى السودان حيث تتوفر فرص العمل والغذاء فيه.
04-19-2008, 09:51 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
كل هذه الظروف تشكل مهدداً أمنياً للسودان كما هو ماثل الآن في دارفور التي تعاني مشاكل بسبب شبح الموارد التي لا تكفي سكان الأقليم حتى يطمع فيه سكان الدول المجاورة ومن خلفها الدوائر الاستعمارية مثل الولايات المتحدة وفرنسا التي تريد بسط نفوذها حتى تتمكن من السيطرة على الموارد التي تكمن داخل أراضي الأقليم من موارد معدنية وبترولية تبشر بها البحوث والدراسات العلمية وآخرها اكتشاف بحيرة مياه جوفية في باطن الأرض عن طريق الأقمار الصناعية التي أعلن اكتشافها العالم المصري (ألباز) هذا إلى جانب البترول الكامن في أرض دارفور هو ما تتعطش إليه الولايات المتحدة حتى يذهب إنتاجه بعد ربطه مع بترول تشاد ونيجيريا عن طريق الأطلس بدلاً من بترول العراق الذي كثرت حرائقه وارتفعت تكاليفه بسبب الحرب التي تشنها المقاومة.
04-19-2008, 09:52 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
هذه بعض من مطامع الدول الكبرى ولكن الدول الصغرى أيضاً لها مطامعها في السودان وليست كلها علاقات حسن جوار ومجاملات الدبلوماسية، فأثيوبيا تطمع في (الفشقة) الزراعية وترغب في إقامة سدود على مجرى النيل الأزرق ولو على حساب السودان.
04-19-2008, 09:53 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
أما دولة اريتريا التي لا يتعدى سكانها الأربعة أو الخمسة ملايين تسعى هي الأخرى إلى تمدد قبائلها إلى الأراضي السودانية وذلك عن طريق الهجرة ولجوء مواطنيها من القبائل المشتركة التي تتمتع بازدواجية في الجنسية حتى يتحولوا إلى مواطنين سودانيين خاصة بعد رفض اللاجئين الاريتريين العودة الطوعية حسب برنامج الأمم المتحدة، مما يحقق الهدف الذي يسعى إليه النظام الاريتري الذي يسيطر عليه (اسياسي افورقي) الذي يمثل الأقلية المسيحية في مناطق المرتفعات بينما تعيش الأغلبية المسلمة في مناطق المنخفضات التي تحاد السودان الشرقي.
04-19-2008, 09:55 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
وفي تقديرنا ان هذه الرغبة وضحت عندما أصر النظام الحاكم الاريتري في التدخل المباشر في ترشيحات السلطة في اتفاقية سلام الشرق التي تجاوز فيه دوره كوسيط ليصبح وصياً على أقليم الشرق بل أصبحت اتفاقية الشرق مجرد خارطة طريق لبرنامج تنمية لمناطق الحدود المشتركة، بينما جعل مناطق الشمال الأقصى، وجبال البحر الاحمر خارج حسابات وأولويات الوسيط الذي أنحاز لسكان وقبائل المناطق المشتركة في الحدود الاريترية والسودانية!! وهنا يثور سؤال مهم.. وهو هل ما جرى هو نتيجة لما نسمع به هذه الأيام بأن الدوائر الاريترية تسعى لتغيير هوية شرق السودان.
04-19-2008, 10:06 PM
محمد خليل ساني
محمد خليل ساني
تاريخ التسجيل: 03-25-2008
مجموع المشاركات: 5997
والسؤال نفسه نوجهه إلى قادة جبهة الشرق أو الزعامات التي فرضت علينا من الخارج والذين اختزلوا مشكلة شرق السودان في المناصب التي أعطتهم قائمة ترشيحات السلطة؟! وسؤال آخر نوجهه لصناع القرار في السودان وأصحاب النظرية الاستراتيجية ربع القرنية، وهو هل تحقق الخطة الاستراتيجية أهدافها المطلوبة في بلد لا يحمى هوية مواطنيه عندما تسلب حقوقهم بمثل هذه الوسائل التي تجعل أرضه ملاذاً أيضاً لغير مواطنيه الأصليين أصحاب الأرض والتاريخ وهل يدركون ان هذا الوضع يؤثر في الأمن القومي؟ فهل يكون السودان بلداً آمناً موحداً مستقراً كما تقول الاستراتيجية إذا تركنا مواطنيه تحت وصايا الغير من الدول؟!
04-19-2008, 10:02 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
ان ظروف السودان الحالية تجعلنا نطرح هذه التساؤلات ونسترجع معها التاريخ لكي نتذكر ان السودان في بداية أيام استقلاله الأولى قد تنازل عن منطقة (قمبيلا) الحدودية لأثيوبيا وترك مثلث المبي لكينيا.. وأخيراً صرف النظر عن مثلث حلايب مع الاخوة في جمهورية مصر العربية.. كل هذا كان في الحدود والأرض فهل جاء الوقت ليتنازل عن هوية سكانه ومواطنيه وانتمائهم الحقيقي للسودان ويستمر قبول الآخر خاصة اللاجئ والوافد إليه، ثم تأتي مسألة (جيش الرب)، في جنوب البلاد لتقدم لنا درساً آخر وذلك بسبب صعوبة إخراج هذا الجيش من البلاد وذلك بسبب انتماء قيادته ومعظم أفراده لقبيلة واحدة وهي قبيلة (الآشولي) المشتركة بين السودان واوغندا، وبالتالي أصبحت قوات جيش الرب شوكة حوت في حلق السودان؟ وقس على ذلك باقي القبائل المشتركة شرقاً وغرباً؟!
04-19-2008, 10:03 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
ثم تأتي مشكلة (أبيي) لتشكل الثقب الأكبر في جسم الوطن بل تعتبر مشكلة (أبيي) (كعب أخيل) الذي سيؤدي إلى انهيار كل البناء؟ إذا لم ننقذ البلاد باتباع سياسة حكيمة وذلك بالرجوع إلى أهل المنطقة من المسيرية والدينكا الذين تعايشوا كل هذه السنوات في سلام وأمان فإن كل وسيلة تساعد على حل جزء من المشكلة بالضرورة تساعد على حل كل المشكلة السودانية إذا ما رجعنا إلى أصحاب الحق وهنا أصحاب الحق هم الشعب السوداني وقواه السياسية وذلك بالوفاق والتراضي فيما بين أبناء السودان وذلك بالتنازل لبعضنا البعض بأن نفسح المجالس التي يحثنا إليها ديننا الحنيف وبالتالي نجعل الشعب السوداني كله يقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص في وجه الأعداء. رأيت ان اطرح هذا الموضوع لأهميته للنقاش حتى يأخذ عين الاعتبار في مناقشات مجلس الدفاع والأمن الوطني حتى يعتمد في خطوات تنفيذ خطوات الاستراتيجية في مرحلتها العلمية بعد إجازتها نظرياً.
04-19-2008, 10:05 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
وقبل ان أختم مقالتي اثار أبناء الشرق في بلاد المهجر قضية فرعية لا تقل أهميتها من القضية الأولى وهم يعيشون في قلق واحباط بسبب السياسة غير الحكيمة وغير المفهومة التي اتبعها الحزب الحاكم عندما أنكر الدور الذي ظلت تقوم به قيادات الشرق التي تملأ الساحة وتعج بها عضوية المؤتمر الوطني وآخر هذه القيادات والي ولاية كسلا السابق من وزير الداخلية الحالي أهم الشخصيات التي شاركت منذ فجر الإنقاذ على كافة المستويات، حتى كاد البعض منهم ينصب نفسه الزعيم الأوحد الذي لا تراجع قراراته في شرق السودان؟ فاذا بنا نفاجأ بتعيين احد أبناء غرب السودان مسؤولاً ومشرفاً على دائرة الشرق؟ أليس هذا استخفافاً بأبناء الشرق في المؤتمر الوطني؟ أم أفلس الشرق من القيادات الوطنية المخلصة؟ أم عقمت حواء الشرق؟ أم هي نظرية جديدة بالعودة بالسودان إلى (سودان الخرطوم) التي تركز السلطة والقرار في قيادات المركز دون اشراك أبناء الأقليم، الأمر الذي سيزيد من الاحباطات السابقة التي عاشها أبناء الشرق بعدما سببتها لهم اتفاقية الشرق التي لم تحقق لهم المطلوب منها؟!
04-19-2008, 10:07 PM
Ahmed musa
Ahmed musa
تاريخ التسجيل: 07-08-2007
مجموع المشاركات: 16669
ولاشك ان مثل هذه السياسات سوف تؤدي بنا إلى المزيد من الخلاف والشقة لتصبح شقوقاً في جسم الأمة!! ما لم نتدارك ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة التي تنادي إليها الجميع في منبر (حكماء السودان)، لاسيما في هذا المنعطف الخطير الذي تمر بها البلاد!! وفي الختام نسأل المولى الكريم ان يحمينا من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا انه هو السميع العليم وانه نعم المولى ونعم النصير.. آمين. فريق شرطة (م) عثمان أحمد فقراي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة