عراب الاقتصاد السوداني ... من حاول اخراجه من مساكن جامعة الخرطوم

البروفيسور محمد هاشم عوض : سيظل السودان سلة غذا العالم العربي
وزير الاقتصاد السوداني الاسبق: البلاد تحتضن بحيرات ضخمة من النفط لم يكتشف منها الا القليل

جدة: كمال ادريس
كان اول من اطلق شعار "السودان ثلة غذاء العالم العربي" مستندا الى معطيات يلمسها كوزير للاقتصادابان حكومة جعفر نميري،أراضي السودان البالغة مليوني ميل مربع والمهيأة للزراعة الطبيعية لم تستخدم منها سوى 17 مليون هكتار، بينما هناك 68 مليونا لا تزال
أراضي بكرا، تماثل مجموع الأراضي الزراعية في كل البلدان العربيةالأخرى. لكن بعد مرور أربعة عقود من الزمان، هل لا يزال السودان
قادرا على ان يكون سلة غذاء العالم العربي؟
كانت الإجابة عن هذا السؤال ضمن الحوار الذي أجرته «الشرق الأوسط» مع البروفيسور محمد هاشم عوض، وزير الاقتصاد السوداني
الأسبق، في جدة خلال مشاركته في منتدى الاقتصاد الإسلامي الذي احتضنته جامعة الملك عبد العزيز أخيرا.

رابط الحوار لمتابعةالحوار الذي نشر اليوم في صحيفة الشرق الاوسط:

http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=6&issu...icle=467384&feature=






ونواصل..

شكرا اخي كمال علي اروائنا برشفات اقتصادية من هذا البحر الاقتصادي العميق


الحوار جدير بالقراءة والتعليق خاصة وان كثيرين يعتقدون ان ( طاسة) السودان الاقتصادية

لازالت ضائعة كغيرها من الطاسات!!!.

فى ولاية البروفيسر محمد هاشم عوض لوزارة التجارة فى عهد نميرى طُلب منه أن يُصدر قراراً بزيادة السكر قرشاً واحداً لتغطية عجز ما فى الخزانة العامه فرفض ذلك الأمر وتقدم باستقالته من الوزارة قبل أن يٍقال ...

Quote: من المعلوم ان محاربة الفقر امر اساسي في الاسلام وان العدالة في توزيع الثروات هي المخرج الوحيد من الازمات في السودان . لكن ما يحدث يخالف ذلك

لقد قطع محمد هاشم عوض قول كل خطيب

س : عراب الاقتصاد السوداني ... من حاول اخراجه من مساكن جامعة الخرطوم؟
ج : من اخرج السودان من جلده.

يحياتي أخي الصحفي المثابر كمال ادريس لهذه الاضاءات في أفكار ومسيرة القامة الاقتصادية العالية بروف محمد هاشم عوض ... متعه الله بالصحة والعافية

ضمن حوار طويل مليء بالخفايا تحدث البروفيسور محمد هاشم عوض في حوار التوثيقى حول عدد من القضايا التي سيتوالى ذكرها هنا تباعا.

الترابي يعتبر من ليس معه فهو ضده:

أصدرت إدارة جامعة الخرطوم قرارا يقضي بخروجي من سكن الجامعة الذي ظللت أسكنه لسنوات طويلة امتدت بعمر عملي في الجامعة، ولكن الجامعة تتيح السكن بصفة دائمة للأساتذة الحائزين على درجة بروفيسور الشرف professor imperator وهناك بالفعل من لايزال يسكن ممن درسونا في الجامعة. كنت قد قدمت لهذه الدرجة من سنوات وقد أجيزت مبدئيا، ولكن كان هناك أحدهم وهو قريب من الترابي في إدارة الجامعة عمل على عرقلة الأمر ولم يوافق على التوقيع لمنحي تلك الدرجة بل استخرج قرار إبعادي من السكن على اعتبار إني لا اعمل ـ وعلى كل حال الترابي دائما يري أن من ليس معه فهو ضده. حقيقة أنا فوجئت بالتعاطف الكبير من الناس مع هذا الأمر الذي تناولته العديد من وسائل الإعلام. وقمت بالتوضيح للجهات العليا باني خلال الفترة المعنية أشرفت على العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير لطلاب سودانيين وعرب وكان من بين ممن أشرفت على شهادة الدكتوراه لهم نائب رئيس الجمهورية على عثمان محمد طه. وأخيرا منحت الدرجة العلمية وانتهى الإشكال بحمد الله.

و...نواصل

ربما كان البروفيسر محمد هاشم عوض مثالا للعديد من اساتذتنا الاجلاء الذين لفظتهم جامعاتنا بسبب الصراعات السياسية (لعنها الله ) وغيرها وكان الخاسر الأول والاخير المواطن السودانى ...
نقول لأهلنا الاقتصاديين على وجه الخصوص (من نسى قديمه تاه)...

دنقلاوي راسو ناشف:

يواصل البروفيسور محمد هاشم عوض حديثه قائلا:
الرئيس الأسبق جعفر نميري عندما حاول تطبيق سياسات صندوق النقد الدولي عجل بنهايته بعد حكم استمر 16 عاما، وقد كنت حينها وزيرا للاقتصاد والتعاون، وأمرني بمساعدته في تطبيق توجيهات الصندوق فرفضت وأصر هو فقلت له إذا أنت دنقلاوي راسك ناشف، أنا كمان دنقلاوي رأسي أنشف منك، وعندما تركت التدريس في الجامعة ربنا عاقبني بان أكون وزيرا في حكومتك، وأنا لا أطبق إلا ما أؤمن به، فقال لي :خلاص سأطبقها وحدي.
استمر نميري في تطبيق توجيهات الصندوق فارتفعت أسعار السكر والبنزين وغيرها من السلع الهامة فحدث ما توقعته وطلبني نميري وقال لي : سأعينك نائبا لي ورئيسا للوزراء ووزيرا للمالية والاقتصاد فرفضت تلك العروض.
لكن ما أود أن أؤكده، ونحن الآن قد بلغنا من العمر مبلغا، أن جعفر نميري رغم انه كان حاكما عسكريا إلا انه كان رجلا نظيف اليد والدليل انه يسكن الآن منزلا متواضعا كأي مواطن عادي، والفريق إبراهيم عبود أيضا، بعد أن شيد مدينة الامتداد كان له بيتا متواضعا جدا.

و...نواصل

في الحلقة الاخيرة من حوار البروفيسور محمد هاشم عوض يتحدث عن تأسيس والده حي الدناقة.

والدي شيد حي الدناقلة في بحري:
نحن دناقلة من منطقة اقترنت بالأساطير القديمة ومنطقتنا هي (ناوا) في شمال السودان، واللغة العربية بالنسبة لنا لغة أجنبية، كان والدي من أوائل النازحين إلى الخرطوم، وتعلم اللغة الانجليزية لفترة من الزمن ثم عمل مع الجيش الانجليزي في نقل التموينات الغذائية من الخرطوم إلى شرق السودان.
في ذلك الوقت كان معظم الدناقلة في الخرطوم يسكنون في الأطراف في منازل مستأجرة ولم يكن لدى الكثير منهم يمتلكون بيوتا خاصة بهم، فقرر والدنا أن يجمع شمل الناقلة في مكان واحد، فأسس حي الدناقلة في الخرطوم بحري. وقد أجريت دراسة منذ سنوات على ذلك الحي ووقفت على حقائق مذهلة، فالدناقلة يعتبر أول تجمع سكاني في أفريقيا يتم تخطيطه بواسطة الأهالي تخطيطا هندسيا دقيقا يتسق مع فن العمارة الحديث، فجميع البيوت متراصة في انتظام وكل بيت مساحته 320 مترا مربعا، ومنافذ الغرف جميعها تفتح شمال جنوب لتحقق التهوية المطلوبة.
وكانت المرافق والخدمات موضوعة بطريقة حضارية وعصرية بما فيها المدارس والشفخانة وغيرها.
أما جامع الدناقلة فقد تم تشييده بواسطة عدد من أبناء الدناقلة المغتربين حينها في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبالمناسبة لازلت احتفظ ببعض صورهم وهم يرتدون البدلة الكاملة مع الطربوش ، هؤلاء أرسلوا الأموال التي بني بها الجامع. وتبرع الأمير عمر طوسون في مصر بمئذنة المسجد. ورغم ان والدي كان القائم على انشاء الحي الا انه لم يمتلك فيه سوى بيتين فقط.