العمال حرقة وانسان الحزب الشيوعي

* وعدنا في حلقتنا السابقة ونحن نستعرض اهم ما جاء من رؤى في تقرير الحزب الشيوعي السياسي المقدم للمؤتمر الخامس تجاه الطبقة العاملة وخصوصية العلاقة بينها والحزب، وعدنا بان نستعرض الموجهات الاساسية التي اطلقها الحزب في تقريره لتصبح رافعات عمل يومي لعضويته في سبيل مزيد من الدعم لرفعة حركة العمال وتنظيماتهم النقابية. وفي هذا الخصوص دفع الحزب في تقريره بعدة موجهات اساسية تبدأ بـ (مواصلة الجهد لتدريب النقابيين الجدد من الشيوعيين والديمقراطيين بكل اساسيات واركان العمل النقابي والمواظبة على اعداد الدراسات والنشرات التي تخدم الهدف)، يأتي هذا الموجه وينطلق من مسؤولية الحزب الشيوعي الطبقية تجاه الطبقة العاملة وتنظيماتها التي شارك في بنائها منذ بدايات حركة الجماهير العاملة المنظمة في عطبرة الباسلة وانبثاق هيئة شؤون العمال. ولم يكتف الحزب الشيوعي بهذا الحد بل نادى بـ (رفع الاهتمام بتوسيع العمل النقابي كمدرسة اولية للصراع الطبقي ليشمل كل ما هو جاذب للوافدين الجدد الى صفوف العمال للنشاط النقابي منل المنتديات العمالة وفصول محو الامية والنشاط التعاوني .. الخ اذ ان غياب الحريات النقابية والتشريد السياسي والنقابي واسع النطاق حال دون تشرب شباب الطبقة العاملة بتقاليد واسس العمل النقابي والحركة النقابية).
* يدرك الحزب الشيوعي تماماً اهمية وجود كادر قوي وسط مجموع العاملين وبما انه حزب الطبقة العاملة فقد آلى على نفسه ان يكون المبادر في رفع قدرات الناشطين من عضويته ليلجوا باب الحركة النقابية وخاصة من الشباب وعملية التأهيل ليست جديدة في ادب الحزب فهو تقليد متبع لعموم النقابيين وفي زمن الديمقراطيات كم بعث الحزب من كوادره ومن الديمقراطيين في بعثات نقابية لعدة بلدان صديقة تلقى فيها هؤلاء المناضلون علوم وفنون العمل النقابي وها هو الحزب الان يؤكد ذات ما ذهب اليه في السابق برفع الاهتمام بتوسيع العمل في مجال الحركة النقابية. وفي سياق ذلك الاهتمام يدعم الحزب مسار الحركة النقابية بـ (ضرورة توسيع التضامن النقابي العالمي والاقليمي لدعم نضال عمال السودان في معركتهم من اجل الحريات النقابية وبالتالي هناك ضرورة لأن تمتد علاقات عمال السودان مع كافة المراكز التي ترعى شؤون العمل والخدمة ومع الاتحادات والتكوينات النقابية اقليمياً وعالميا).
* الحزب الشيوعي وفي تقريره السياسي المقدم للمؤتمر الخامس لم يقف محايدا بل دعم موقفه تجاه حركة الطبقة العاملة بموجهات داخلية تعد من ضمن رافعات بنائه التنظيمي الداخلي وفتح فرص لعضويته من العمال للترقي في مجالات الحزب التنظيمية والقيادية وذلك وفق ما جاء بأن (علاقة الحزب الشيوعي التاريخية والفكرية والسياسية والاجتماعية بالطبقة العاملة تشكل اساسا لعملية البناء الحزبي بين جماهير العمال بما يمكن طلائعهم من احتلال مواقع قيادية في الحزب في كافة المستويات)، وعلى ذات الطريق، طريق البناء الحزبي وسط مجموع العاملين، واصل الحزب موجهاته بـ (وضع خطط مناسبة لتركيز البناء الحزبي وسط الطبقة العاملة حسب واقع المجال والقطاعات العمالية المختلفة في العاصمة والاقاليم مع وضع اهتمام خاص لدعم البناء الحزبي والديمقراطي بين العمال الفنيين والمهرة بوصفهم طلائع لجماهير العمال). بموضوعية ووضوح عضد الحزب موقفه نحو جماهير العمال بالتزامات داخلية تدفع بطلائعهم الى مصاف القيادة الحزبية وفي ذلك دحض الحزب اي حديث (سرا او جهرا) بأن الحزب صار يعزف خارج (التون) وان صوته الصداح قد (فارق) الا انه قد تأكد الآن ان حباله الصوتية على اتمها.
(نواصل)،،،

* ناشط فى مجال الحقوق النقابية وحقوق الإنسان*