سؤال ذكى

سؤال ذكى


04-10-2008, 09:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=160&msg=1207817502&rn=1


Post: #1
Title: سؤال ذكى
Author: mohmmed said ahmed
Date: 04-10-2008, 09:51 AM
Parent: #0


هل أبيي أكثر تعقيداً من مشكلة الجنوب؟

أسماء الهادي
[email protected]

في الساحة السياسية هذه الأيام سوى مايجري من تطورات في منطقة أبيي التي توصف الأوضاع فيها بأنها قد أوشكت على الإنفلات ومن المعروف أن منطقة أبيي هي أحد المناطق الثلاث التي تحظى ببرتوكولات خاصة بها ضمن اتفاقية السلام الشامل بنيفاشا 2005م ، وهي منطقة أبيي ومنطقة النيل الأزرق ومناطق جبال النوبة.

وقد رسمت اتفاقية السلام الشامل خارطة طريق للسلام بالسودان يقوم على قسمة السلطة والثروة بين الحكومة والحركة الشعبية إضافة إلى بروتكولات عسكرية للتسريح والدمج لقوات الحركة الشعبية ، ولأن لمناطق الثلاثة هذه تحظى بأوضاع خاصة فقد تم أفراد برتوكولات خاصة بها.

وقد مضت اتفاقية السلام في سلاسة ويسر تنفيذها إلا من بعض العقبات التي تظهر من حين لآخر ، وكان المراقبون يعتبرون أن هذه العقبات هي أمر طبيعي يحدث دائماً عند نقل النصوص إلى أرض الواقع، لكن مشكلة أبيي ظلت دائماً حجر عثرة في طريق الإتفاقية لأت ترسيم حدودها قد أسند للجنة من الخبراء تم تشكيلها حسب اتفاق نيفاشا ،ولكن تقرير الخبراء جاء معاكساً لكل التوقعات حيث رأي أن حدود أبيي يجب أن ترجع لحدود 1902م بينما يتم ترسيم كل حدود السودان، والحدود الفاصلة بين الشمال والجنوب وفقاً لحدود 1956م ، وقد رفض المؤتمر الوطني هذا المقترح الذي تمسكت به الحركة الشعبية.

ومن ذلك الحين والأوضاع تشهد توتراً متصاعداً في المنطقة للدرجة التي نسي الناس معها أن برتوكول أبيي ليس إلا جزءاً صغيراً من اتفاقية السلام الشامل ، وانه ليس من الحكمة أن يعرقل الجزء الصغير تنفيذ الإنجاز الكبير بالنسبة لإتفاقية السلام، وقد إزداد هذا التوتر وأخذ بعداً سالباً بعد تعيين الحركة الشعبية للسيد أدوارد لينو حاكماً على منطقة أبيي في خطوة تعد خرقاً صريحاً لإتفاق نيفاشا، كما يراه المؤتمر الوطني والمراقبون كلك ، لأن الإدارة يجب أن تكون مشتركة بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حسب ما نص عليه الاتفاق لكن استعجال الحركة بتعيين إدارة مؤقتة للمنطقة زاد من تصاعد التوتر في المنطقة خاصة أن قبيلة المسيرية وهي أحدى المكونات الأثنية الرئيسية في أبيي قد رفضت هذا التعين وقالت أنها ستعمل على مواجهته بشتى السبل والوسائل.

ومهما يكن فمن الأحداث ما كان ينبغي لها أن تصل إلى هذا الحد الذي وصلت إليه، والذي ينذر بالإنفجار في كل لحظة لأنه ثبت بالدليل القاطع أن المواجهات المسلحة لن تحل المشكلة بين طرفي النزاع ، لأنها لو كانت وسيلة للحل لما استمرت حرب الجنوب لأكثر من اربعين عاماً على مرحلتين فبعد كل هذه السنوات من الحرب والإقتتال وتبديد الموارد لجأ المتحاربون إل مائدة الحوار التي أمكنها حل المشكلة في أقل من عام واحدة أذن فالأمر من ذات العقليات المفتوحة التي أمكنها أمكنها حل كل مشكلة الجنوب، بإمكانها الجلوس مرة اخرى للتفاوض حول أبيي ، ومن المؤكد أنهم سيصلون إلى حلول بشأنها فمنطقة أبيي تمثل رقعة أرض صغيرة لكل أطراف الإتفاقية هو السودان ووحدته فإنه لن يضير أي طرف من الأطراف أن تنتمي أبيي للشمال أو الجنوب، لأن كل من الشمال والجنوب ينتميان لوطن واحد اسمه السودان ، وإلا إذا كان للحركة الشعبية نوايا مبيتة وأهداف أخرى لا صلة لها بوحدة السودان فإن قبيلة المسيرية قد أعلنت الجهاد في حين أن جيش الحركة الشعبية قد تحرك في إتجاه أبيي، حيث بدأت الأوضاع في ساعة الصفر ، ولكن الأمر كله لا يعدو أن يكون إختلافاً حول تنفيذ جزئية صغيرة من اتفاق نيفاشا لا ينبغي السماح لها بأن تدفع الأمور نحو التصعيد الضار في هذه الحالة سوف يهدد بنسف اتفاقية السلام كلها وليست جزئية منها وحينمها تصبح أبيي القشة التي قصمت ظهر البعير.

أن القضية الإساسية التي يجب أن ننظر لها في هذه المرحلة هل توفير الاستقرار الذي هو مدخلنا الرئيسي لحلحلة مشاكل اليلاد، لأنه في أجواء الاستقرار يمكننا أن نحقق التنمية وبأعلى مستوياتها ، ونستطيع بذلك أن نقضي على الفقر الذي هو سبب المصائب التي تلم بالسودان ، فما من تمرد ولا صراع وقتال إلا كان بسبب الفقر والتهميش رغم أن لدينا موارد وثروات بترولية وزراعية ومائية وتعدينية ، ولكنعدم استغلالها لهذه الموارد هو الذي يضاعف من مشكلاتنا.

أننا نعتقد أن الحوار الهادف هو الذي يمكن أن يحل مشكلة أبيي كما حل من قبل مشكلة الجنوبوالشرق وأنه بعد الحوار لن يبقى أمامنا إلا أن نوجه كل طاقاتنا من أجل التنمية ، لأنها هي المفتاح الذي يمكن أن يفتح لنا كلمشاكلنا ، ولهذا فإنه من الضروري أن يحكم الجميع العقل قبل أن تدفعهم تطورات الأحداث نحو المهالك ، ونضل الطريق مرة أخرى وتنغمس من جديد في حرب واقتتال وهو وضع لا نريد ، لبلادنا بعد أن اصبحنا على مشارف التعافي من الأمراض التي أصابتنا لسنوات طويلة وبالحكمة والعقل استتطعنا أن نتخلص منها ، أذن فما الذي يمنعنا اليوم من أن نمارس نفس أسلوب العلاج الذي مارسناه ، في نيفاشا واسمرا وأبوجا ، حيث كان يومها العقل حاضراً والإرادة متوفرة مما جعلنا نتجاوز أخطر المشاكل فهل أبيي أكثر تعقيداً من مشكلة الجنوب أنه مجرد سؤال؟؟


--------------------------------------------------------------------------------

اعجبنى التساؤل
من الكاتبة اسماء
حقا هل ابيي اصعب من الجنوب

ام للامر خفايا