الدوحة: الإبداع في الإسلام

د سيف الحجري: الإسلام لم يقف عائقا أمام حرية المسلم وحركته
غنوة علواني :
انطلقت صباح أمس أعمال المؤتمر الدولي «الإبداع في الإسلام» الذي ينظمه مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون قطر ويستمر لمدة يومين بفندق الفورسيزون، ويجمع نخبة من الباحثين في الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي وتم التطرق إلى قضايا متعددة منها الأدب والفنون الإسلامية والفقه والحداثة.. وفي كلمته الافتتاحية قال الدكتور سيف الحجري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع إن هناك فارقا جوهريا بين التجديد والاجتهاد والاختراع وقال إن الاجتهاد مطلوب والتجديد أمر مألوف ولكن التجديد ليس معناه التبديد.

وأشار إلى أن الأحكام القطعية لا تناقض الحياة والكل مؤمن بعقيدة منطلقات أساسية وبالنسبة للمسلم فإنه ينطلق من قدسية النص القرآني وديمومته وعدم قابليته للتغيير اوالتعديل أما مستجدات الحياة فيمكن أن تشهد آفاقا وأبعادا للمعاني ربما لم تكن مدركة في عصور سابقة لكن هذا يجب ألا يفسر بمفهوم تاريخية هذا النص او بشريته وإنما بحيويته وديمومته وعدم قابليته للتغيير اوالتعديل.. وقال د. الحجري لقد ترك الإسلام مجالا ضخما لحرية الحركة للمسلم وللمجتمع الإسلامي كتنظيم أمور حياته وممارساته ولم يقف حاجزا أمام تفاعل المسلم في حياته فردا اوجماعات مع الحضارات والثقافات الأخرى ولا كوّن حاجزا يحول دون تعايش المسلم وقبوله للآخر المختلف دينيا وثقافيا.. وأضاف لقد عرف تاريخ المسلمين كغيرهم وصولا إلى الحضارة السائدة اليوم الصراعات الفكرية والحربية وهو أمر لم ينتج من حضارة او حقبة تاريخية ولسنا بحاجة الآن لتوغل في التاريخ لنكشف ازدواجية المعايير وتضارب الرؤى وديمومة الصراعات، وأشار إلى أن الواقع يحظى كثيرا من أن يأخذ الإسلام على انه جملة من الأحداث التاريخية.. وأكد الدكتور سيف في سياق حديثه ضرورة ألا نحاسب الإسلام على سلوك قلة من المسلمين ولا أن نحكم عليه بمنطلقات من يجهلون حقيقة الدين من غير المسلمين ولا أن نحكم عليه بمنطلقات من يجهلون حقيقة الدين من غير المسلمين او حق الحاقدين وهناك فرق واسع بين الاجتهاد المنطلق من أسس الدين والمتفق مع ركائزه وبين الإبحار بلا ضوابط بدعوة المعاصرة او الحداثة او ما بعد الحداثة والذي قد يؤدي بنا إلى ذات الموقع الذي يقودنا إليه الجمود والتحجر والوقوف عند فهم محدد في مرحلة معينة رغم أن الأصل تغير الفتوى مع تغير الوقائع.

ثم تحدث الدكتور نصر حامد أبوزيد من جامعة الإنسانيات عن تطور المعارف في مطلع الحقبة الإسلامية وتناول مسألة اللغة الفصحى والجذور الدينية وتساؤل ما إذا كان القرآن المترجم يؤدي المعنى الصحيح..
وقد تحدثت الدكتورة أميرة سنبل من جامعة جورجتاون في قطر عن التغيرات في مفهوم الأسرة في الإسلام في حين ناقش الدكتور عبد الهادي الدور المتغير للمسجد عبر التاريخ أما في حلقة النقاش حول الإبداع الأدبي والفني فتكلم الدكتور باتريك لود من جامعة جورجتاون عن الإبداع في الشعر الصوفي وفي جلسة مناقشة اللاهوت والسياسة والفقه وناقش الدكتور مهران كمراوا التطورات التاريخية في الفقه الشيعي وفي الجلسة ذاتها ناقشت الدكتورة اميمة أبوبكر تفسير سير المرأة في الكتابات الإسلامية في القرون الوسطى.. كما تم توجيه الدعوة إلى العديد من الباحثين من جامعات أوروبا والشرق الأوسط والولايات المحتدة الأمريكية وهم محمد أركون وسمية حمداني ونيلي حنا وشرمان جاكسون وطارق رمضان ثم القى الشاعر والمفكر ادونيس كلمة عنوانها التجدد في الإسلام اتجاهات جديدة للبشرية.