خمس اعوام تكفي لفقد طفلي حواسه الخمس في النزوح

العام الخامس للاطفال في معسكرات النازحين
عندما لا يكون للحياة المعنى والاحساس الطبيعي الذى من اجله خلقت البشريه ان لايرى طفلى وهو في الخامسه من عمرة و الذي لما حبلت به كنت احلم بان يكون امل في غد افضل وحياة اجمل كنت احلم بان يعيش ويحلم ويحقق كل ما لم استطع انا عمله وتحقيقه.
ولكن ان اراه امامي يبلغ الخامسه وفى كل سنة تمر من الخمس سنين يفقد طفلى واحده من حواسه الخمس فهو لايرى غير الضعف والتسول لايسمع غير الانين والبكاء ولا يتحدث الاعن صفوف الاعانات ولا يتذوق الا الالم ولا يستنشق الا زفير الالم الطالع من صدر امه المكلومه وفى كل شهر يفقد احد من اعضائيه الادميه ولا امل لدي بان حتى اقلل من المي الذي احسه حاليا والمه الذي سيحسه مستقبلا , بمن استنجد وليس هناك وجيع يعي او يحس ما يحدث ولماذا استنجد وانا ارى مستقبلي خاوي. فانا ام مكلوم في حياتها الان ومستقبلها يتداعى بين يديها وهى تغالب عذاب مشاهدته يتداعى.
خمس سنين عمر طفلى الذى لا يعي غير صفوف توزيع الاغاثات من قبل غرباء ويعمل على علاجه و تعليمه والاهتمام بشئونه نفس هؤلاء الغرباء لا يعلم معنى منزل له خصوصيته لا يدري من من يطلب العلاج ولمن يشكى المه من المرض ومن من يطلب المساعده في مواده الدراسيه لايستطيع ان يتمتع بطفولته لانه نشأ في وسط لجان الاصحاح البيئي وادرار الدخل ولجنة التورزيع للمواد الغذائية ولجنة تورزيع المواد الغير غذائية , يستمع يوميا لحوارات عنيفه يحاول كل الناضجون ان يثبتوا فيها براءاتهم وتحميل الذنب لغيرهم يعى وهو في هذة السن الاهميه القصوى للماء وينتبه لطرق ايجاده والمحافظه عليه يعلم ان النار ليست شئ من اساسيات الحياة التى يجب ان تتوفر بسهوله لانها قد تتطلب فى بعض الاحيان الشرف والحياة اذا صح التعبير، لا يدري كيف يمكن ان يعيش الانسان فى منزل به كل الخدمات الاساسيه للحياة وليست مقدمه من منظمات اجنبيه.
على ماذا تفاوضون وتناضلون يا ساسة السودان اذا كان هم المستقبل ماذا تنتظرون ان يحدث غير مذيد من الدمار والتمزق والموت , انها خمس اعوام ياربي , انها اكثر مما يستطيع بشر تحملة خمس اعوام نزوح ولا زالت الدوله تقتل اي حلم بالاستقرار في الاماكن التى نزحوا اليها وعدم الامان يقتل كل الامال في العوده من حيثوا اتوا. انها ليست ابتلاء من رب العالمين كما تشعرون يا اهلى الكرام ويا وجعي المهزوم هذه ليست من افعال الاله فالاله لايحملك وزر ما لا تعلم وانتم حتى لاتعلمون لماذا سلب امنكم ولماذا لاتزالون نازحون تستجدوا الاعانات الله خلقكم لاعمار الارض وليس لقضاء خمس سنين في معسكرات نزوح بحثا عن الامن وفي معظم الاحيان لا تجدوه هذه ليست من اعمال الله. انه الم كبير كما تقول الامهات في المسكرات ويتسالون ليأتوا هؤلاء المتفاضون لقضاء خمس ايام فقط هنا معنا في المعسكر ليعلموا بماذا يعبثون. اجل يا امي لايعلمون انهم يعبثون بمستقبل بلد ويمارسون تعذيب بيوت الاشباح لشعب لايطلب الا ان يعيش بسلام.
ولكم الله

Quote: ولا زالت الدوله تقتل اي حلم بالاستقرار في الاماكن التى نزحوا اليها وعدم الامان يقتل كل الامال في العوده من حيثوا اتوا.

انه الاحساس بانك تايه وانت في داخل دارك يا احمد

عزيزتى أسماء
ربما سرقوا حواسه ولكنهم لن يستطيعوا سرقه إحساسه بالظلم .سيكبر ذات يوم ويلقى بالنظر بعيدا,حيث التلال العاتمات مثل مستقبله ,وسيدفع آخر مليم فى جيبه ثمنا لكلاشنكوف,ويستظل بما تناثر هنا وهناك من الهشاب .
يتسلل خلسه إلى أطراف المدن عله يحصل على حفنة من السكر والشاى ,وليسأل عن أحوال الناس ,ممن ترعرعوا معه إن لم تكن أمراض الطفوله وسؤ التغذيه والدرن قد فتك بهم,بعد ذلك سيعود إلى رفاقه الذين إنتهجوا دربه.
هذا ما سيحدث بعد خمسة عشرعاما,ما لم نتدارك الامر من الآن..
ما تبذلينه من مجهود ضخم ومقدر لكنه فقط يسدرمق الاحتياج البيولوجى لهذا الإنسان ولا يكفى لمتطلباته الحياتيه الأخرى ..
لاتحبطى وتنزعجى من ذلك ,المشكل أكبر من أن تحلينه بإمكاناتك الفرديه..أنت فى حوجه ليقف معك كل المجتمع السودانى والدولى..واصلى نضالك ياعزيزتى واعملى ماهو منوط بك..
لك التجله يا صديقه

many thanks my dear Mohammed
will be back

وبجانب الأحساس بمرارة الفقد والظلم..والأحساس بالجوع..تقل الخدمات الممنوحه..حتي الغذاء الذي يوزع لا يكفي الكاد..توقفت المنظمه عن التدريس ولم يعد هناك من يمدنا بالقليل فه..
وعند الشتاء تحشرنا الظروف في مسحة مترين..تتكدي اجسادنا ولكن لا بأس فالغطاء غير كافي والتكدس يدفئنا!
أما في الصيف..فليس من مكان سوي ضل الحائط الذي بنته أمي وجارتها لتحقق لنا بعض من الحمايه والسريه والظل..
بالطبع لا يمكننا التكدس كما نفعل في الشتاء!





تزعجني ملابسي الممزقه وجوعي..تزعجني الروائح الكريه في المكان..يزعجني هذا العنف بين الأسر نتيجة الضغوط..
سمعت أن الأطفال في عمري في اماكن اخري لهم أكثر من جلابيه واحده..بل سمعت ان بعضهم له عدة اطقم
من الملابس..





وتحدثني أمي كثيرا عن السرير وغطاءه..لا أعرفه يعرفه اخواتي الذين يكبروني..يحدثوني هم ايضا عن منزل به مساحة واسعه كانوا يعيشون به..حدثوني عن دكان ابي الذي يشبه ذلك الدكان في سوق بليل..فيه كل انواع البسكويتات واشياء كثيره اخري..
الا انني اتذكر طعم قطعة بسكويت كان قد منحني اياها أحد الزائرين للمعسكر ومازلت احتفظ بطعمها مميز
في مذاقي!
وعدتني أمي أن تسعي لشراء حذاء لي..صغر حذا الأغاثه علي قدمي..واصبحت اسير حافيا طوال الوقت..تلك الشوكه الخبيثه اثرت علي قدمي بضربتها القويه..ولم تتماثل للشفاء..في المرز العلاجي اعطوني دواء وطلبوا من امي أن تهتم بتنظيف الجرح..ضحكت امي وهي توافق الطبيب المعالج وعند خروجنا سمعتها تتمتم بكلمات غضب كبيره لم افهم أكثرها لكنها انتهت بأن حملتني وأنا الطفل ذو الخمسة اعوام لتبكي بعدها وهي سائره!
توعدني امي بوعود كثيره..ولكنها لا تتحقق علي الأطلاق..قالت أن الحروب انتهت وقتل مافي..لكني سمعت والدي وبعض من رجال المعسكر يتحدثون عن استمرار القتل..




ماذا يعني هذا؟؟
اريد للعيد ان يأتي ونفعل فيه كما كان يفعل اخوتي..
متي أتعلم أن اكتب أسمي؟؟
أنا لا أصدق أمي مع اني أحبها كثيرا..الا انها غير قادره علي تاتي لي بما أحب!

هل تدري انهم كثر الذين سلبوا من حقهم في الطفوله يااستاذة مني وهل تدري كم هو الالم الذي تشعر به امهاتهمووهل تدري الم ان تري كل ذلك ولا تستطيعي ان تفعلي شئ ولا حتى الدموع التي هى حجارة تسد مجرى الادمع

هو حال تحكيه حواء ولا حكي بعده!





كيف يمكن لأي انسان ان يبخس انسان آخر حقه في الحياه؟
ان يأخذ روحه وأن يأخذ سكن اطفاله ويشردهم..
ان يحرمهم حق الأحساس بالأمان؟

تري ماذا يفعل أي أنسان في غير محل قرار علي أن يشرح ويسعي لأن يكون شرحه محل قرار مفيد؟؟
ماذا يفعل الغير قادر علي الشرح غير أن يحتج وأن يشارك بأي شكل يراه مفيد؟؟
وكم منا يستطيع ان يري الماساه كما هي حاثه؟؟
فالكثير منا غارقون في ازماتهم وفقرهم وعري اجساد اطفالهم؟؟

حواء تحدثت بخاطر مكسور والم لا يعرف الحدود..
ومثل ىمنه كثيرات..ويشملن كل الأعمار..فيهن أمهات فقدن اطفالهن من المرض..واثناء رحلة الهروب المذعور..واثناء حرب الاباده!

Thank you Muna

---

*

*

شكرا لك اسماء وانت صوتا لكل الاصوات المغيبه.
رايت البوست قبل ايام ولم اقوى على الدخول
فاالحزان و الاحساس بالعجز شل مقدراتي على تحمل مزيد من الجراح و الاحزان.
لك الله يا اختاه وانت تلتقيهم وجها لوجه كل يوم
واكيد تتعذبي بالعجز عن مساعدتهم.
ربنا يخفف عنهم.

لا املك غير الدموع
ما اظلم بني الانسان

ما اكثر الدموع هنا يا ماما دومه ( اسمحي لي بماما كما تعودت ان اجدها مقرونه باسمك دايما هنا)

شكرا على المداخلة يا تراجي
الحزن الاكبر ان المظلومين الحقيقين ليس لهم من يحس بهم في ممثلي دارفور.

الأخت العزيزه أسماء،

تحياتى،

مجرد قراءة الأخبار اليومية يصيب الانسان بالاحباط،
متابعة مواقف القاده السياسيين السودانيين ومقارنت هذه المواقف مع الحال على الارض يثير الدهشه حقا...فمن أين الكواكب أتى هؤلاء الناس؟

شكرا على هذا البوست...ورغم الاحباط لامخرج سوى إستمرار النضال.

" target="_blank">

أطفالنا أكبادنا التي تمشي على الأرض ولكن إلى أين تسير ؟؟

شكرا سومة على هذا الموضوع الرائع ..

شكرا للمتداخلين
ولي عوده
اسماء

شكرا على تداخلك يا استاذة عواطف وشرف كبير والله ان تتداخلي في بوستي

شكرا بكري على المشاركه

شكرا خالد واتمنى ان تكون بخير

.

**