الملك لير بعيون مخرج سودانى ....ربيع يوسف و المسرح السياسى

أحتفلت الورشة المسرحية لفنون الأداء باليوم العالمى للمسرح على طريقتها الخاصة . وهى مجموعة مسرحية تجريبة ، تضمعدد من الدراميين السودانيين. قدمت الورشة المسرحية عرضا من اخراج المخرج الشاب التجريبى ربيع يوسف الحسن وبعنوان( ملك الدم ) عن ( قصة مسرحيةالملك لير) للكاتبوالشاعرالانجليزى وليم شكسبير. المسرحية أعادت الى المشاهد السودانى المسرح السياسى ، برمزية عميقة ، وأداء تعبيرى لدرجة الكريكروتورية . تلك فكرة ساذجة التى خطرت على رأس الملك لير حينما ظن أنه سوف يعيش هنيا مطمئنا مرتاح البال اذا ما قسم مملكته ( انجلترا) على بناته الثلاث .جن الملك عندما لم يجد ردا حلوا متملقا من بنته الصغرى مثل أختيها الكبرى والوسطى اللتين أجادا التملق ، حيث انها ردت ( لا شيئ Nothing [/B وهو الرد الذى طار له عقل لير فردعليها بمقولته الشهيره والتى صارت احدى حكم وليم شكسبير
.Nothing Comes from Nothing ]. الحقيقة ربما عودت المخرج ربيع بنا الى علالم المسرح السياسى يعيد امكانية مقاربة الخطاب السياسى السودانى عبرالمسرح ، خاصة بعد انحسارالمسرح السياسى . المسألة السياسة أشددرامية منالمسرح ذاته ، اذ لم يتبقى وقت كبير حتى يصبح السودان سودنان . هذه حقيقة مثيره وجديره بالتناول ، فاذا ما حزفنا ربيع من المشهد المسرح اليوم لم نجد غير الذباب يحك ذراعه بذراعه غردا على خشبة المسرح السودان

up

Nothing Comes from Nothing

المسألة السياسية اليوم فى حاجة شديده لأدوات تعبريية جمالية مثل المسرح ، لكن ظل المسرح السياسى من عهد بيسكاتور و وبريخت يبحث عن مناخه الديمقراطى .تجربة الورشة المسرحية لتطوير فنونالاداء مترعه بقضايا الثقافى وتقاطعاته مع الخطاب السياسى . هذه رؤية امتاحت من مشارب عديده تؤسس منظومة هذه المجموعه وهى جميعها مشارب تنتمى الى قضايا المجتمع المدنى ، فالمسرحيون أكثر ملامسة للمجتمع المدنى ...الورشة المستمرة تضم نفر من من المستنيرين من أمثال الا ستاذ راشد ، والاستاذ السر السيد ، و الممثل اللذوعى صوصل وآخرين وآخرات لا أعرف أسمائهملفرط ما صابنى من زهايمر المسرح المتعمد ... وأعنى بزهايمر المسرح المتعمد مقاطعتى الشخصية للمسرح القومى الذى ظل يكرس لأستراتيجية المؤسسة الرسمسة ، وامتدت مقاطعتى لعروض مسرح البقعه فهو ذراع آخر ملتوى وحيله من حيل المؤسسةالمسرحية الرسمية بقناع لا يخلو من شنب . حيله متكرشه - من كرش بعد أن أكلت مجموعات الهامش المسرحى من التجريبيين فى السودان

وتاريخ المخرج الشاب ربيع يوسف ينبئ عن مدافعه ضد المظلمة الثقافية ، وهو من المدركين لمشروعهم الثقافى بتحكم كبير ووعى تاريخى للمسألة المسرحية، لذلك فهومخرج لكنهناقد ظل يوجه سهامه ، وينتقد مؤسسةعلى مهدى وامبراطوريته المستهبلة......بالفعل قد وجد الشاب ربيع عنتا وعراقيلا كثيره ، لكنه ( ربط بطنه) مرابطا يصنع مسرحه بذاته .

تعرفت على المخرج الشاب ربيع يوسف عام 2000 م.كان قدتقدم لى برغبته فى المشاركة فى غافلة ( التدخل الثقافى من أجل بناء سلام القواعد )، ثم بانت لى رؤيته الابداعية الناضجة حينما تصدى لنص ( البرمكة) مخرجا له . كانت التجربة مثيرة ، كل العوامل وعناصر التدخل كلنت جديده على الشاب ربيع ، فهو من جهات شمال السودان ، أما الرحلة كلنت الى منطقة الميرم بمحافظة أبيى سابقا ، كذلك النص بلغة البقارة وشعر البرامكة ، لم يلحظ المشاهدون المستهدفون بالتدخل الثقافى أى غربة فى العرض. كذلك لفت نظرى بطبعه المقتحم ، واصراره على توصيل رؤاه مهما كلفه ذلك ... وهو شخص منفتح على الحياة بديمقراطية ......تلك كانت أول مرة أتعرف بها على المخرج ربيع ، ثم نمت بيننا علاقة معرفية ، وتبادل خواطر ، وعندما طلب من معهدواشنطن لدراسات السلام مساعدته فى توصيل منهجه فى فض النزاعات عبر الثقافات المحلية عام 2006 طلبت من ربيع ورشحته للاسهام فى ذلك البرنام فى مدينةنيالا بالفعل كانت تلك أول مرة يرى فيها ربيع نيالا ، لكننى لم أحس فيه غربة، بل واصل نهجه الاندماجى فقام بمسرحة منهج USIP بصورة مدهشة لا زالت محل تقدير الكثيرين. فى عام 2006 تصدى الشاب ربيع الى اخراج نص ( المتكافلون ) وهو عبارةعن نص من فصل واحد يعكس الاثر النفسى اللبى للحرب على شابين ... وعندما شرح رؤيته ، الاخراجية وجدت صدى ، وتم بثها على اذاعة دوتش فيلى الالمانية ثم تمتثبيتها على الموقع الخاص لبرنامج من ( كاب تاونالى القاهرة).

up