كل مستقبل المنطقة يتقرر في العراق

كل مستقبل المنطقة يتقرر في العراق


08-15-2003, 03:35 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=155&msg=1207677201&rn=1


Post: #1
Title: كل مستقبل المنطقة يتقرر في العراق
Author: Yasir Elsharif
Date: 08-15-2003, 03:35 PM
Parent: #0


من جريدة الشرق الأوسط.. مقال يستحق القراءة
http://www.asharqalawsat.com/view/leader/2003,08,15,187308.html
كل مستقبل المنطقة يتقرر في العراق
هاشم صالح

اصبح العراق مختبرا لكل المنطقة، فاما ان تنجح التجربة فيه، واما ان تفشل. وفي كلتا الحالتين سوف تكون الانعكاسات ضخمة ليس فقط على العراقيين، وانما على شعوب المنطقة بأسرها، وربما العالم. هذا ما يقوله ساسة الغرب انفسهم، ومن بينهم الزعيم الاشتراكي الاسباني فيليب غونزاليس.
فهو كان مضادا للحرب قبل حصولها، ولكن الآن يرفض ان يتخذ موقف الشماتة من اميركا بسبب الصعوبات التي تلاقيها حاليا في بلاد الرافدين. فهو يرى ان فشل اميركا هناك سوف يكون كارثة للغرب كله، وللمنطقة بالدرجة الاولى.
وللخروج من الورطة العراقية يتخيل الزعيم الاسباني ثلاثة سيناريوهات، الاول هو الانسحاب المستعجل والانهزامي للقوات الاميركية من العراق، وقد يبرره بوش وجماعته بأنهم يريدون اعطاء السيادة كلها للعراقيين لكي يتدبروا انفسهم بأنفسهم. فهم ليسوا استعماريين وانما محررون. وبحجة حسن النية ينفضون ايديهم من المغطس العراقي ويعودون سالمين الى الوطن. وهكذا يتحاشون هزيمة منكرة لبوش في الانتخابات التي اصبحت على الابواب، وقد اصبح تساقط الجنود الاميركيين يوميا في العراق يشكل خطرا على الحزب الجمهوري وقائده.
ولكن هذه الفرضية التي لا يستبعدها تماما غونزاليس تبدو خطرة جدا. فهي تعني التخلي عن شعب العراق في اصعب الظروف وتركه يواجه قدره ومصيره بنفسه في جو من الفوضى العارمة، وخطر انفلات الامور واشتعال الحرب الاهلية بين الطوائف والاعراق، كما ان انعكاسها على خطة السلام الفلسطينية الاسرائيلية الهشة سوف يكون قاتلا. وهذا ما لا يريده غونزاليس ولا بقية زعماء الغرب. ويرى القائد الاسباني ان الكثيرين في اوساط المحافظين الجدد يؤيدون هذا الحل اللامسؤول لأن الحفاظ على السلطة في واشنطن اهم بالنسبة لهم من اي اعتبار آخر.
اما السيناريو الثاني لتطورات الامور في العراق فهو معاكس تماما للاول. انه يتمثل ليس في الانسحاب وانما في زيادة عدد القوات الاميركية هناك وسحق كل من تسول له نفسه ان يعارض المخطط الاميركي في المنطقة. واتباع هذا الحل يقولون بأن المشكلة ليست في ان اميركا ضربت عسكريا في العراق، وانما في ان ضربتها ليست كافية. فهي ينبغي ان تضرب اكثر وبقوة اشد، وان تصل ضربتها الى سوريا وايران. ثم تحتل المنطقة كلها عسكريا وتفرض عليها السلام الاميركي بالقوة. واتباع هذا الحل في الادارة الاميركية هم تروتسكيون سابقون اصبحوا فيما بعد يمينيين ومنظرين للسلطة الامبراطورية للولايات المتحدة الاميركية. ولا اعرف من المقصود بهذه التسمية. فهل يوجد تروتسكيون في اميركا؟ ربما كان غونزاليس يشير الى «بول وولفويتز» دون ان يسميه.
اما السيناريو الثالث والاقرب الى قلب الزعيم الاشتراكي الاسباني فهو يتمثل بالتخلي عن جنون العظمة الاميركية واعادة الامور الى نصابها عن طريق اشراك الجميع في ايجاد حل لمشكلة العراق. فمن الواضح ان هذه المشكلة استفحلت وتوسعت واصبحت تتجاوز قدرات اميركا. وبالتالي فلا بد من اشراك الجميع في عملية التهدئة. والمقصود بالجميع هنا اولا مجلس الامن والامم المتحدة، وثانيا الاتحاد الاوروبي، وثالثا الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي، ورابعا واخيرا روسيا..
ان اشراك هؤلاء كلهم في تصحيح الاوضاع في العراق والتوصل الى استتباب الامن والنظام لا يعني تهميش دور اميركا. فهي ستظل المهيمنة وصاحبة الرأي الاول، ولكن الآخرين يمكن ان يقدموا لها الشرعية الدولية التي تنقصها والتي بدونها لا يمكن ان يستتب امن ولا نظام. يضاف الى ذلك ان اميركا اصبحت مكروهة جدا من قبل الشعوب العربية والاسلامية وبالتالي فيمكن للاتحاد الاوروبي والدول العربية المؤثرة كالسعودية ومصر وسوريا ان يساعدوها على تجاوز عثرتها او محنتها في العراق. فهي قد ربحت معركة الحرب وخسرت معركة السلام على ما يبدو.
هكذا نلاحظ ان اميركا التي خرجت على الشرعية الدولية عندما اتخذت قرار الحرب بمفردها اصبحت الآن بحاجة ماسة الى هذه الشرعية الدولية لكي يكتمل نجاحها في مهمتها. ويبدو ان العقلاء في ادارة بوش اصبحوا يتجهون نحو هذا السيناريو الذي يخرجهم من ورطتهم التي وقعوا فيها. وبدأوا يستشيرون زعماء اوروبا والعالم العربي وبخاصة الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي والرئيس المصري حسني مبارك.
ولكن في ذات الوقت نلاحظ ان كوندوليزا رايس مستشارة الرئيس بوش للأمن القومي تلقي خطابا قويا لا أثر فيه للضعف او للوهن فيما يخص مشكلة العراق والمقدرة على ضبط اموره. وفيه تعلن عن عزم اميركا على «تثوير» منطقة الشرق الاوسط اي تغييره بشكل جذري من خلال العراق. فاذا ما استطاعت اميركا ان تجعل من العراق بلدا حرا، ديمقراطيا، مسالما، فإنها سوف تجعل المنطقة كلها على شاكلته. وهكذا تنتهي الايديولوجيات المبنية على الكره والحقد، هذه الايديولوجيات التي ازدهرت وترعرعت كثيرا في منطقة الشرق الاوسط على مدار العقود الماضية.
كلام جميل.. ولكن السيدة رايس تنسى ان ازدهار ايديولوجيا الحقد ناتج عن عدم وجود اي حل للصراع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، وعن الظلم او القهر الذي يشعر به العرب من جراء كارثة فلسطين. وبالتالي فإن نجاح المختبر الديمقراطي في العراق مرتبط بإيجاد تسوية شبه عادلة ـ ولا اقول عادلة، فهذا مستحيل ـ لهذا الصراع المزمن والطويل. فهل اميركا مستعدة للضغط على اليمين المتطرف في اسرائيل مثلما تضغط على اليمين المتطرف لدى العرب والمسلمين؟
هذا هو السؤال. واذا ما اجابت عليه اميركا بشكل واضح وصحيح فإن امورها سوف تسهل كثيرا في العراق.

بقيت نقطة اخيرة، ان مسألة الديمقراطية تمثل صيرورة معقدة، طويلة، لا تتم بين عشية وضحاها. وتجربة الشعوب الاوروبية اكبر دليل على ذلك. ويبدو ان السيدة رايس واعية لهذه المنطقة. فهي لم تعد تتحدث عن تحقيق الديمقراطية فورا، وانما على مدار سنوات طويلة. ويبدو ان الاميركان بعد ان اصطدموا بالمشكلة عمليا في العراق ادركوا مدى عمقها وخطورتها.
فنحن لا يوجد عندنا تراث ديمقراطي لكي نبني عليه. بل الموجود هو العكس تماما: اي تاريخ طويل عريض من الاستبداد والقمع. وهذه العقلية الاستبدادية ترسخت في النفوس والعقول الى درجة انه اصبح من الصعب جدا اقتلاعها منها. وبالتالي فقبل بناء اي شيء جديد ينبغي ان نفكك الموروث القديم القائم على الاستبداد والذي ينكر طعم الحرية. بعد ان نفكك ثقافة الاستبداد وخنق الرأي المعارض يمكننا ان ننتقل الى ثقافة الحرية والديمقراطية والتعددية. وهذه قصة طويلة تتجاوز الاميركان. لا ريب في ان الضغط الخارجي قد يسرع من العملية. ولكن اخشى ان «يحرقوا الطبخة» من كثرة ضغوطهم. اخشى الا يتركوا الامور تنضج بشكل طبيعي وتدريجي حتى تصل الى غايتها.
لكن كوندوليزا رايس فاجأتنا ـ ولحسن الحظ ـ اذ تحدثت عن الفقر المنتشر في العالم العربي وقالت بأن كل ثروات الدول العربية مجتمعة لا تساوي ثروة دولة مثل اسبانيا! فهل وعت اميركا اخيرا الى ضرورة محاربة اسباب الارهاب وليس فقط الارهاب نفسه؟ هذا كل ما نتمناه.

Post: #2
Title: ياسر الشريف
Author: توما
Date: 08-15-2003, 05:38 PM

ياسر الشريف
سلامات
حقيقي يستحق القراءه..وحقيقي بستفيد جدا من المقالات البتكتبها او تنقلها للبورد..
شكرا كتير
لكن الكلمه دي(تروتسكيون ) غلبتني تب..يا ريت اعرف معناها..
توما

Post: #3
Title: Re: كل مستقبل المنطقة يتقرر في العراق
Author: SAMIR IBRAHIM
Date: 10-09-2003, 12:52 PM

نقل طيب ...ومفيد ...بارك الله فيك...