الافندى..... يخافون من امريكا ولا يخافون من الله

الافندى..... يخافون من امريكا ولا يخافون من الله


07-04-2004, 09:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=151&msg=1254454800&rn=4


Post: #1
Title: الافندى..... يخافون من امريكا ولا يخافون من الله
Author: الكيك
Date: 07-04-2004, 09:45 AM
Parent: #0

دارفور في البوصلة الاخلاقية العربية
ssد. عبدالوهاب الافنديsss
ppسئلت هذا الاسبوع من قبل مذيع في هيئة الاذاعة البريطانية: كيف تفسر هذا الصمت العربي ازاء احداث دارفور المفجعة؟ ولماذا لم يتحرك العرب لتدارك هذه الازمة المتفاقمة في عقر دارهم؟ ولماذا تقيم الولايات المتحدة وبريطانيا والامم المتحدة واوروبا الدنيا ولا تقعدها ازاء مأساة توصف بأنها اضخم مأساة انسانية معاصرة، والعرب كأنهم اموات او نيام؟ppp
بدأت اجابتي بسؤال مضاد: ومتي تحرك العرب في موقف مماثل؟ هل تحركوا لنجدة اكراد العراق او شيعته حين بطش بهم نظام صدام؟ ام هل هبوا لنجدة اي فئة مضطهدة اخري في اي بلد عربي؟
واضفت: اذا كنت تقصد الحكومات العربية فان بيوتها من زجاج، وما منها من نظام الا وهو يمارس في حق شعبه بعض ما تمارس الحكومة السودانية في حق مواطنيها، ولهذا هناك تفاهم بين هذه الحكومات علي التعاون في القمع والعدوان، وفي اضعف الايمان عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض. اما اذا كنت تقصد الشعوب العربية فهي اولا مغلوبة علي امرها، وثانيا فان لديها تشككا غريزيا في كل قضية تهب امريكا واوروبا للدفاع عنها، لما تعلمه من مسارعة الغرب في اعانة من يمارسون الاضطهاد في حق الشعوب العربية، وتقاعسه عن نجدة الشعوب العربية المهضومة الحقوق في فلسطين وغيرها.
واضفت قائلا: وعلي كل حال فان التحرك العربي (ان صحت التسمية) فيما يتعلق بقضية دارفور كان ثوريا بالمقارنة مع الخمول المماثل في قضايا اخري، فقد قامت دول عربية علي رأسها الامارات بارسال مواد اغاثة، كما ارسلت الجامعة العربية بعثة لتقصي الحقائق، وتناولت وسائل الاعلام القضية علي استيحاء، وهذا في مجمله تقدم كبير قياسا علي ما وقع في العراق او الجزائر او الصحراء الغربية او الصومال او جزر القمر.
هذا الحوار دار غداة زيارة وزير الخارجية الامريكية كولن باول، وامين عام الامم المتحدة كوفي عنان الي الخرطوم واقليم دارفور، وقد اكتسب اهمية مضاعفة بعد المشاهد التي بثتها وسائل الاعلام للنازحين المشردين في المعسكرات وهم يلتفون حول باول ويستغيثون به في مشاهد مؤثرة ومفجعة كون المستغاث به اجنبيا غريبا، والمستغاث من جورهم اخوة مفترضون في الدين والوطن. وقد تصاعدت في نفس الوقت دعوات من الاقليم بحظر الطيران في دارفور، وبتدخل اجنبي فيها لتأمين اهلها، وقد لخص عنان حجة التدخل الاجنبي بالقول انه اما ان الحكومة ضالعة في الاحداث، مما يوجب علي العالم الخارجي التدخل ضدها، او انها بريئة ولكنها عاجزة عن توفير الامن لمواطنيها، فعليها ان تطلب المساعدة الدولية في ذلك.
وكأني بالصحف واجهزة الاعلام العربية تخرج غدا، اذا وقع التدخل، وهي تمطر اللعنات علي الخونة الذين استعانوا بالاجنبي ضد بلادهم، ولكن اليس السؤال المحوري هنا هو: لماذا تدفع الشعوب دفعا الي احضان الاجانب عبر تخييرها بين الهلاك او الاستعانة بالخارج؟ واين هي الآليات العربية لتدارك مثل هذا الخلل الذي يمزق الشعوب؟
مسؤول سوداني كبير رد علي الاتهامات التي اثيرت في حق الحكومة بقوله ان المسؤولين يخافون الله قبل كل شيء، ولا يمكن ان يرتكبوا مثل هذه الكبائر. ونحن نقول، ليت بعض هؤلاء المسؤولين كانوا يخشون الله ويطيعونه بمعشار ما يخافون به الادارة الامريكية ويطيعونها، واذن لصلحت البلاد صلاحا كبيرا! ولو سلمنا بصحة هذه الدعوي فان السؤال المحوري هو: من هو اذن الذي شرد الابرياء وحرق القري واغتصب النساء وسفك الدماء، اذا كان كل المسؤولين حيعيطوا من الايمان علي حد قول عادل امام. ولماذا لم تتبرأ الحكومة منهم كما بريء منهم الله ورسوله، وتعاقب من تواطأ معهم من مسؤولين زودوهم بالمال والسلاح ودعموهم بكل وسيلة؟
ان التمترس وراء الدين، مثل التلفع بالوطنية، لا يجدي شيئا حين يتحول الوطن الي جحيم، والحكام الي كائنات مفترسة. ولا شك ان الحل الامثل هو وجود انظمة حكم فيها آليات ذاتية للتظلم وتصحيح الخطأ، وفي حال وجود ازمة في هذه الناحية ان تكون هناك آليات عربية ـ اسلامية للتدخل والاصلاح. وهنا مربط الفرس، لان حال العالم العربي اليوم يغني عن السؤال، وما من بلد عربي الا وشعبه عاجز عن اغاثة نفسه فضلا عن ان يغيث غيره، ولعل السبب في ان فلسطين ما تزال محتلة هو ان كل العالم العربي اليوم فلسطين، وكل الشعوب في وضع هو اسوأ من الاحتلال.
وفوق ذلك فان الازمة الاكبر هي نوم، او موت، الضمير العربي، فالسجون العربية ملأي بالابرياء، وكلها ابوغريب، والمنافي العالمية تشكو من طوفان المشردين العرب، ولكن ما اكثر الظلم والظالمين وما اقل الاصوات التي تستنكر، مجرد استنكار فضلا عن العمل علي تغيير المنكر الذي دعم وساد.
9

Post: #2
Title: Re: الافندى..... يخافون من امريكا ولا يخافون من الله
Author: مأمون
Date: 07-04-2004, 10:53 AM
Parent: #1

سلام،،

الكيك .. مقال الأفندي في الصميم.

لقد تقاعس الجميع .. وبدون مزايدة أقول إن التقاعس المشين أتى من التنظيمات السياسية السودانية وجموع المثقفين سواء في الداخل أو الخارج . إذ أنها فشلت في تفعيل دور شعبي ضاغط على الحكومة لتقوم بما يجب أن تقوم به، تجاه مواطنيها . بدل إضاعة الوقت في الحديث عن المؤتمرات والمشاورات وغير ذلك من إدعاءات ذر الرماد على العيون .

والحياة تسير في الخرطوم وغالب مدن السودان غير عابئة بما يحدث في معسكرات الآلام والتشرد .

Post: #3
Title: Re: الافندى..... يخافون من امريكا ولا يخافون من الله
Author: الكيك
Date: 07-05-2004, 10:12 PM
Parent: #2

اخونا مامون
الانقاذ نجحت فى ابعاد الاحزاب وتقسيمها واضاعت الزمن والوقت من اجل هذه الغاية للاسف ..واليوم تبحث عن احزاب قوية لنظام جديد يحافظ علي وحدة البلاد.
قوة اى حزب تكون فى وضع يكفل له حرية الحركة وحرية الراى ..ولكن هناك من يرى ان استمراريته فى السلطة مرهونة بابعاد الاخرين ونفيهم والاساءة اليهم ومنعهم من حرية الحركة وحرية الراى

Post: #4
Title: Re: الافندى..... يخافون من امريكا ولا يخافون من الله
Author: مارد
Date: 07-05-2004, 10:42 PM
Parent: #3

حلو جداً .. وشهد شاهد من أهلها ..أليس هذا "الأفندى " من إعلاميى الإنقاذ ودبلوماسييها الذين اجتهدوا كثيراً وحاولوا تسويق جرائم وأوهام الإنقاذ للناس على انها خير ونماء وعدل وبركة وإنسانية ومشروع حضارى رائد!!؟
صــه يادنئ .. ماشأن الجلاد بآلام الضحية !!؟

حاشية .. ذاكرتنا ليست مثقوبة أيها السوس المدسوس ، وتظل الأفعى كما هى سماً وقبحاً وأذى مهما حاولت تجميل وجهها وتبديل جلدها .

Post: #5
Title: Re: الافندى..... يخافون من امريكا ولا يخافون من الله
Author: مأمون
Date: 07-06-2004, 03:41 AM

سلام،،
مارد ..
بأمانة .. لم أقرأ كل ما كتب الأفندي .. لكن ما تيسر لي سمح بتكوين وجهة نظر إيجابية تجاه هذا الكاتب ..

لا أود الدفاع عن عبد الوهاب الأفندي، لأدافع بالتالي عن وجهة نظري .. لكنني أود التنويه لقيمة مقاله هنا ..