احمد محيسي يرد على موضوع وردى هل بلغ من العمر عتيا؟

وردي هل بلغ من العمر عتيا؟

ِ

الأخ نشأت إن الإساءة لوردي تعتبر إساءة للشعب السوداني قاطبة لأن وردي يشكل جزءاً من ضمير الشعب والذي ظل يثري وجدانه ويطربه لمدة نصف قرن. ومن اللائق أن نحكم على وردي بعطائه وفنه والذي نحن في حاجة ماسة إليه، حيث لاتوجد علاقة بين الإبداع والعمر. واعتقد أن لقب فنان أفريقيا الأول أقل ما يستحق وردي ، إذ أن وردي فنان الإنسانية جمعاء، فنان البشر إينما وجدوا، فهو فنان القارات كلها، فنان الكون وأعظم من تغنى على الإطلاق سواء بالعربية أو بغيرها من اللغات . غنى فأخرج الناس من القصور والدور ومس شغاف قلوبهم وحركهم وجعلهم يرقصون في الشوارع والميادين، أطربهم وأسعدهم وأنساهم همومهم وقربهم لمن يحبون..

ماذا أقول في وردي وماذا أدع؟ محاسنه لاتحصى ولاتعد، ودعني من (عجرفته أو ازدرائه وترفعه) فعنده مايستحق العجرفة والازدراء ، ومن منا لم يتعجرف أحياناً أو يترفع في بعض المواقف عندما يستدعي الأمر ذلك؟

أخي نشأت، أرجو أن لا تتحدث عن (مسألة أرذل العمر والخرف وفيتامين E إن الأعمار بيد الله ووردي لايعاب بمرضه، وكان الأجدر بك أن تطلب لوردي عاجل الشفاء وأن يمتعه الله بالصحة والعافية لا أن تتهكم عليه وتزدريه وتقلل من شأنه.

إن قامة وردي تملأ المسافة بين بين السماء والأرض وليست (خمسة أقدام وثلاث بوصات) وأن وردي ظاهرة غنائية فريدة قد لاتتكرر فهي صدفة، وهي فلته ومن نعم الإله أن متعنا بوردي فلاجدر بنا أن نحمده ونشكره على نعمه.

أن فيض وردي الغنائي والموسيقي شلالاً يتدفق عذباً سلسبيلاً من حلفا إلى نمولي ومن الهضبة الحبشيه إلى تشاد وتخومها، وكأني به عندما يغني يقف شامخاً تطأ قدماه أرض مدينة cape Town في جنوب إفريقيا ويطل برأسه في مدينة Hammerfest في أقاصي السويد وهي نهاية الكرة الأرضية شمالاً، ناظراً إلى معجبيه من مختلف الملل والنحل بحنان ومحبة ويمعن في إطرابهم.

عجبي والناس فيما يعشقون مذاهب .. فأنا أحب موسيقى وأغاني وردي وأرى موسيقى وردي بعيني مشاهد حية تتحرك أمامي، أستطيع أن أوصفها مشهداً بعد مشهد..

هناك الهالة الموسيقية التي تنبيء عن الأغنية .. التدفق .. الانهمار الموسيقي ومن ثم الدخول في عالم وردي الجمالي .. العنعنة الموسيقية .. التواتر .. التفخيم .. التضخيم .. القدوم .. الإلباس .. التوريه.. التعريه .. الدوران .. الدوائر الموسيقية المتداخلة.

الخروج من النص الموسيقي .. الإبحار .. العودة مرة أخرى .. التوسيع .. التضييق .. التطويق .. التوحد .. الذوبان .. التلاشي .. التخلق .. العودة للسيرة الأولى.. الافتتان.. التعلق .. التمادي .. الاعتراف بالحب في حضرة الحبيب مجسداً.. البوح للملأ .. ذكر الأسباب موسيقياً .. التلفع بالمحاسن.. الانغماس.

ماذا أقول .. وماذا أدع فوردي الحب والطرب والإبداع والسمو والجمال. إن أغاني لو بهمسة ، وياناسينا، وصدفه ، وغلطة، وبعد إيه، ومن غير ميعاد شكلت هالة من الإبداع الغنائي غطت سماء بلادي منذ الستينات أمطرتنا عطراً وطرباً وماتزال. علمتنا الغناء للحبيبة في وضح النهار، دون وجل أو عار . لقد وحدت أغاني وردي مشاعرنا وسمت بعواطفنا إلى مراقي الكمال، ونظفتها من الحسد والحقد والكراهية وملأتها بالحب والخير حتى تدفقت.

الأخ نشأت إن احترام مبدعينا من الفنانين، والشعراء ، والموسيقيين، والكتاب، وأصحاب الرأي المستنير هو جزء من احترامنا لأنفسنا، ولأنهم يشكلون ضمير أمتنا ولأنهم يسعون لخيرنا واسعادنا فكيف لانحترمهم.

الأخ نشأت أرجو أن تعتذر لوردي لتنال رضى الشعب السوداني لأن الإساءة للمحبوب هي إساءة للمحب.



أحمد محيسي

احمد محيسى ذات نفسو والله فرحت جد
محيسى مثقف وانسان فى غاية الرقة والتهذيب
واهم من كل هذا وذاك
حكائى من طراز مدهش
الاساءة لوردى حارقانى من يوم داك وداير ارد لكن خفتا يقولو دى عصبية حلفاوين ساكتلكن بردت بطنى وردى قامة شامخة ونخلة طويلة لن تصلها الاحجار
شكرا محيسى ودايرنك تكتب بالاصالة والكيك اخوى ما قصر

شكرا محمد سيداحمد على المشاركة والاطراء ..
الاخ احمد محيسي صحفى كبير كنت اتمنى ان يكون معنا هنا فى البورد للاستفادة من ثقافته الواسعة واسلوبه السلس ..
واتمنى مواصلته وان لا يتوقف عن الكتابة الا ان تصبح عضويته حقيقة ماثلة وننعم بها جميعا اللهم امين

شكرا محمد سيداحمد على المشاركة والاطراء ..
الاخ احمد محيسي صحفى كبير كنت اتمنى ان يكون معنا هنا فى البورد للاستفادة من ثقافته الواسعة واسلوبه السلس ..
واتمنى مواصلته وان لا يتوقف عن الكتابة الا ان تصبح عضويته حقيقة ماثلة وننعم بها جميعا اللهم امين

أخي العزيز الكيك
السلام عليكم
لك الشكر والتقدير والتحية والتجلة للاستاذ احمد محيسي
وردي قامة شامخة عطاء في كل المجالات ليس في الفن فقط
ولكن ماذا تقول في الحاسدين
وهل يضير السحاب نبح الكلاب