اطفال السودان فى امريكا يحنون لوطنهم ويتساءلون عن موعد العودة

منذ اعلنت محطة الحرة بث برنامج عن اطفال الحرب وضحاياه فى السودان حرصت على حضور هذا البرنامج المهم الذى وضح لنا كيف استطاع الامريكان انقاذ هذه الوجوه البريئة التى فقدت اهلها وهامت فى الغابات والمعسكرات المختلفة ..اكثر شىء انا كنت مبسوط منه ان هويتهم لم تتاثر وهم رغم صغرهم لم يتاثروا بنظام المجتمع الامريكى لا يزال يعاودهم الحنين الى السودان وطنهم الاصلى لا يزالون يستمعون للاغانى السودانية احدهم اسمه سانتينو كان يقود سيارته بدون رخصة وعمل مخالفة ذهب للمحكمة باسلوب حضارى ودفع ما عليه من غرامة وفى طريقه للمحكمة كان يستمع لشريط غنائى للبلابل ..كفاية علينا ..
بيتر فقد والديه وعمره اربع سنوات لا يعرف غير انه هرب وعندما عاد وجد والديه قتلا ولا يعرف من القاتل وهام على وجهه فى غابات السودان الى ان اواه معسكر كاكوما وهناك شب وسط ناس غرباء الى ان امتدت اليه اليد الرحيمة التى تحاول اعادة صياغته من جديد كانسان ومحاولة ازالة الفزع الذى تملكه منذ مقتل والديه ...
وتصور لنا الكاميرا حياته اليومية ..
تنتقل بنا الكاميرا الى بقية الشباب الذين يفرحون عندما يلتقون مع بعضهم البعض ويتساءلون عن زمن عودتهم للسودان ويحنون اليه ..
قالوا انهم عانوا فى البداية من غرابة العلاقات فى امريكا كل واحد مسؤول عن نفسه مسؤولية كاملة وهم صغار لم يتعودوا على هذا فى مجتمعهم ..
خلاصة القول ان الاسلوب التربوى الذى تم تصويره مع اطفال الحرب السودانيين يعلمهم اولا الاعتماد على الذات واحترام العمل والتعليم مع توفير كافة سبل الترفيه ..
شكا بعضهم من صعوبة التعامل مع البيض ومن شراسة السود .. فالبيض يعتبرونهم امريكان سود يسرقون ويقتلون مثلهم والسود بشراستهم يعتدون عليهم ايضا لسرقتهم واذلالهم ..
مثل هذا البرنامج الهادف ما نريده فى قنواتنا الفضائية المليئة بالكذب والخداع والدعاية السياسية ..

يا سلام عليك يا الكيك..



تعرف يا الكيك.. لدي رغبة في كتابة وصية مفتوحة في هذا ليكون الجميع شاهدين عليها.. الموت والحياة ما معروفات.. وأنا أرغب إذا حصل أمر الله أن أدفن في بلدي.. ولكن لا أريد أن أدفن إلا في بقعة حرة.. وحتى الآن فإن اختياري وقع على مدينة جوبا، المدينة التي أحببتها وقضيت فيها ثلاث سنوات من أجمل أيام عمري، وكنت طبيبا هناك.. وآمل أن يتكفل سودايون أحرار بتأدية هذا الجميل لي، وقد اخترت الدكتور جون قرنق والدكتور منصور خالد، وآمل أن تصلهم رغبتي هذه.. وربما تتحول الوصية إلى مدينة الأبيض إذا تم تحرير السودان الشمالي من هؤلاء البلطجية.. أنا مسكون بالسودان ولكن لا أرغب في دخوله، حيا أو ميتا، إلا وهو حر..

Inshallah ba'ad Kharaf ya Doc

شكرا يا عبد الله عثمان، أنا عارف نيتك.. ولكن السودانيين الطيبين، لا يعرفون أنهم بمثل هذه الدعوة يتمنون للإنسان أن يصل مرحلة الخرف، وهذا أرذل العمر الذي استعاذ منه النبي عليه السلام.. كانت أمي عليها رحمة الله تقول: "أنا إن شاء الله من القوة للهوة" يعني ألا تصل إلى هذه المرحلة من العمر والضعف والارتداد.. وقد استجاب الله دعاءها وتوفيت يوم 7 مايو 1998 في الأبيض بعد مرض لم يدم أكثر من أيام.. وحاول الأهل، أن يسفروها راجعة إلى أمدرمان، حيث إبنها الأكبر، شقيقي حسبو الذي كان غائبا في واجب عزاء في مدينة بالصعيد.. ولكن كابتن الطائرة قال أنه لا يوافق على ترحيل مريضة في حالة مثل حالتها بالطائرة.. وأرجعوها إلى المستشفى لتلاقي ربها بعد ساعات وتدفن بجانب والدي الذي رحل عن الدنيا في يوم 10 يناير عام 1986.. رحمهم الله ورحم جميع موتانا.. فهم السابقون ونحن اللاحقون.. ودحين أنا ذاتي إن شاء من القوة للهوة.. وأشكر على الدعوة لي بطول العمر.. بس بدون خرف..

شكرا اخى ياسر الشريف ..
بعد عمر طويل ان شاء الله وترى الحرية تعم فى كل ارجاء السودان طالما امثالك يناضلون من اجلها ويسعون اليها ويحلمون بها ..
اعود للبرنامج وهو موضوعنا الاصلى ..نسيت مشهد بيتر وهو يذهب للكنيسة لتلقى التعاليم الدينية وهناك يستمع باهتمام كبير لما يقوله رجل الذين ..ويبدو ان البرنامج كان يهدف الى تطمين اهل هؤلاء الصبية بانهم فى ايدى امينة وسوف يعودون الى اهلهم يوما ما وانهم لم يتاثروا كثيرا بالنظام الامريكى وانهم لم ينسوا عاداتهم وتقاليدهم السودانية السمحة ...

ياسر الشريف مالك يازول الدنيا قبائل عيد ونحن مساهرين والبلد باقيا لينا بعيده شديد
نحن ناس نعزك والله يا دكتور ونتمنى ليك طول العمر
وكل سنه وانت طيب

يا فرح: دي كانت "هترشة" أسميها بهترشة يناير، وأنا باقي بحري بقوم في يناير!!
وأشكرك يا أخي الكيك..
الله يدينا ويديكم العافية ونتلاقى ونتسالم ونتعارف بدون شاشات وبدون كي بوردات ونضال الانترنيت.. عليك الله يا فرح لو قدرت تجيب البوست بتاع سودان نيت قبل أكثر من سنتين "أنا البوي أخو فرح" وقصة أمكم مع لقاء البوي في الانترنيت؟؟ لقد أفرحني وأضحكني مثل طاحونة أخونا الكسمبر.. لا شك أنك تذكرها يا فرح..

أهديكم هذا البوست الذي كتبته في خيط الدكتور مهدي محمد خير:

أثنى عشر توقيعا ... لمحاسبة النظام