بشير النفيدى ...فى الخالدين

بشير النفيدى ...فى الخالدين


05-03-2005, 10:41 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=151&msg=1254450661&rn=4


Post: #1
Title: بشير النفيدى ...فى الخالدين
Author: الكيك
Date: 05-03-2005, 10:41 PM
Parent: #0

رحل عن دنايانا الفانية امس الحاج بشير النفيدى التاجر المعروف فى السودان والذى ارتبط اسمه بالسوق العربي قلب السودان ما ان يذكر احد السوق العربي والا يذكر اسم الحاج بشير النفيدى ..
بشير النفيدى بدا رحلته التجارية مع شقشقه المرحوم محمد صالح وعملا سويا لم يختلفا فى يوم من الايام الى ان انتقل محمد صالح الى رحمة مولاه فى الثمانينات من القرن الماضى ..
وواصل الحاج بشير النفيدى المسيرة وتطورت اعماله بعد دخول الابناء الى معترك العمل الحر بروح وافكار جديدة ..
والحديث عن الحاج بشير النفيدى طويل ولن نستطيع ايفاؤه حقه فى هذه السطور ولكن ما عرف عنه من خير ومواقف وطنية واسرار كثيرون يعرفونها ولا يستطيعون قولها فى حياته من اعمال جليلة جاء اليوم الذى تقال فيه ..
وبحكم وجود الوالد فى السوق العربي تعرفت على شخص بشير النفيدى فى السبعينات هو واخوه محمد صالح وكانت معرفتى به معرفة سوق فى البداية وترسخت الى معرفة شخصية فيما بعد فى القاهرة ..
عرف الحاج بشير بعمل الخير فقد تكفل ببناء مسجد وضريح حاج الماحى فى منطقة الكاسنجر شمال السودان وكان المتكفل بالمستشفى فى كل الاحوال التى تحتاج فيه اليه وايضا ببعض مرضى مستشفى الخرطوم ومن يتوفون بتجهيز كافة مستلزماتهم .. وكانت اياديه تجرى نحو اهل الخير والتقى ..
فى قاهرة المعز كنت اجلس مع المغور له باذن الله مولانا السيد نور الدائم العجيمى فى فندق مونتانا وكانت بينه وبين الحاج بشير النفيدى مودة ومحبة خاصة .. وجاء الحاج بشير وجلس معنا وقدمنى اليه مولانا وقال له الا تعرفه معكم فى السوق والده فلان فكان التعارف الشخصى الاول مباشرة وبعد ذلك تكررت لقاءاتى معه فى القاهرة وعرفته عن قرب رجل يحب الخير واهل الخير ويبادر بتقديم كل ما يساعد فى اى عمل خيرى رحم الله الحاج بشير النفيدى بقدر ما انفقت اياديه البيضاء للفقراء ومساكين السودان ..عزائى لكافة افراد الاسرة وتجار ومعارف الفقيد فى داخل السودان وخارجه ..
انا لله وانا اليه راجعون
صدق الله العظيم

Post: #2
Title: Re: بشير النفيدى ...فى الخالدين
Author: البحيراوي
Date: 05-04-2005, 00:36 AM
Parent: #1

ليك المغفرة وعليك الرحمة من خالق السموات والأرض نسألة تعالي أن يسبغها عليك ليوم الميعاد وجنةٌ عرضها السماء والأرض لكل موتانا وموتي المسلمين . فقد جاء يوم شكر الرجل بشير النفيدي وكيف أنة أسس بناءاً نتمني لة البقاء


يحيراوي

Post: #3
Title: Re: بشير النفيدى ...فى الخالدين
Author: الكيك
Date: 05-07-2005, 11:30 PM
Parent: #2


د. بشير البكري يكتب عن : النفيدي الاب الروحي للعصامية السودانية

للعصامية السودانية، ملامح تميزها عن غيرها فهي في «فرديتها» تؤسس على الأسرة التي تحيط الفرد بتقاليد دينية، يعتمد عليها اعتماده على نفسه، فهي عصامية مؤمنة وصوفية شفافة..

لم يكن «المديح» في سيرة بشير النفيدى، مجرد قصيدة تطرب، ولكنه قوة ملهمة، وكانت أنغامه وجماعته مصدر وحي لا ينضب..

والعصامية السودانية، روح جماعة، تتقبل التضحيات وتوزعها وتتقاسمها، في مكان العمل، ومكان العبادة ومظان الدرس.

وكان «بشير النفيدى» كل ذلك، نسيج وحده، وحليف دربه، ولكنه نسجه في رداء متناسق حتى لا ترى فيه إلا هذه السيرة الحسنة والمحسنة معاً..

لم تكن «عصامية» تتجاهل اثر المادة ولكن الاشتغال بها كان في حد ذاته روحانية ولود بكل القيم الفاضلة، خلصت من العيب وكانت مصدر اضاءة ونور..

حب الوطن كان عنده فريضة كالصلاة، ولم يكن متعصباً ولكنه تسامح مع الغير حتى شهد عليه الجميع..

كان يحب الخير، ليس لنفسه فحسب، وقد شهدته وهو يعين ضعفاء التجار ان يتدربوا ويتعلموا وهو الذي لم يعرف هذه المدرسة بالمعنى المغلق الذي نضعه لها ولكن مدرسته كانت الحياة، يأخذ منها ويعطى لها ويعتبر بما تقدمه من بلاء.. وفيها تخرج وحصل على الشهادة والجائزة.. كانت الحياة جامعته المفتوحة..

وكم كنت أزوره وهو في السن المتقدم فأجده يعمل كأحد أبنائه أو حتى أحفاده ولما كانوا يشفقوا عليه كان يقول ان العمل شفاؤه وان الكسل داؤه..

يذهب مع التفاصيل الى هذه الدرجة القصوى التي تذهلك من رجل بلغ سنه المتقدمة ومكانته الرفيعة..

حدثني أحد رواد «التعاون» وكنت أزور بلده متلقياً هذا الضى والعلم الذي يسمى بالتعاون، قال لي هل تحفون في بلدكم ما تتوصلون اليه من نجاح أو طرقه.. ولما قلت لا استطيع الاجابة، رد عليَّ بنهج في الحياة يشبه نهج «بشير النفيدى» الذي ما كان يخفى شيئاً نجح فيه أو فشل، لا عن أسرته الصغيرة ولا أسرته الكبيرة، لقد كان دائماً يؤمن بالجامعة..

ولما عجز أولئك الذين تخصصوا في الاقتصاد في بلاده عن اقتحام ميدان المؤسسات المالية، من بنوك أو شركات تأمين تقدم هو وصحبه ورفاق دربه فقاموا بالمؤسسات الوطنية السودانية المالية الأولى..

وكان رحمه الله في رئاسته لهذه المؤسسات أو عضويته دائماً موضع احترام الجميع وثقتهم، ولم نسمع عنه قط ما يشير او يوحى بتفرد في الرأي..

العصامية في حياة هذا الرجل، كانت تصوفاً أيضاً بل ان «العصامية» كانت مفتاح سر نجاحه وقوته، كم حدثنا بلسان بسيط، فأفرز حكمة لم يسبقه اليها المؤهلون، وكم واجه مشاكلنا المعقدة بروح سماحة لم تكشف فقط عن ثقافة شعبية تحترم الغير، وتعامله معاملة الضيف فيما يبدي من معارضة أو مقاومة..

صحيح كان امامه جيل من العصاميين، ولكن الأصح ايضاً، إنه كان فريداً في عصاميته الجذلة والمشحونة دائماً بالتجارب وكم أدهشنا حسه الشعبي الذي غلب به الكثير من المتكبرين أو الظالمين!

لم يعرف بشير النفيدى في حياته هذه المدرسة التي يعرفها الناس مكاناً مغلقاً على التمدرس، ولكن في نظره كانت الحياة مدرسة واسعة شاسعة، تعطي كل يوم درساً لمن يريد ان يستوعبه ولمن يصغى ويتعلم بقلبه وعقله وأفئدته أيضاً..

كان على رأس «مجموعة أعمال النفيدى» حقاً وحتى شهوره الأخيرة وكم كنت أزوره لهذا الود الذي نشأ بيننا وهذا الاحترام المتبادل الذي غرسنا مع بعضنا، وكنت اتعجب كيف ان هذا الرجل على تقدم سنه وعلى نجاح أبنائه من حوله كان يحرص دائماً على ان يقوم بواجبه كواحد منه ويضرب المثل على ضرورة المشاركة الفعلية ولو تقدم السن أو لم تتوافر الصحة والعافية..

ولعل هذا هو المثل الأعلى الذي تركه لنا جميعاً ولم يخص به مجموعته ولا أبنائه ولا أحفاده، فقد كنا جميعاً وكأننا أسرة واحدة!

اقتحمت «مجموعة النفيدى» الكثير من الأعمال الجديدة التي لم يقتحمها من قبل سودانيون وأهمها في نظرى «صناعة النقل».. وكان بشير النفيدى الأب لكل هذه المبادرات!

كان رحمه الله ظريفاً في مجالسه، لا تشعر فارق السن بينه وبين الشباب، فهو دائماً صديقهم الأول وكم كان يؤلمه ألا يرى الشباب في المقدمة.

هذه كلها عصامية تتميز بسمات لا نجدها في العصامية العالمية التي نسمع عنها في بعض الاساطير والأمثلة: رأسها أو عمودها الفقرى، البساطة والاخلاص والمصداقية، تؤمن بالتقدم المادي ولكن أمامها دائماً التفوق الروحي والاخلاقي.. رحم الله بشير النفيدى.




Post: #4
Title: Re: بشير النفيدى ...فى الخالدين
Author: الزنجي
Date: 05-07-2005, 11:37 PM
Parent: #1


نسأل الله له المغفره وحسن الثواب
انا لله وانا اليه راجعون

محمد عبدالله ـ الزنجي