ود الزومة ...يضرب الهم بالفرح ...!!

العدد رقم: 481 2007-03-15
السودانى
بين قوسين
يستحسن شربها بلا بلل

عبد الرحمن الزومة
كُتب في: 2007-03-15




منذ ان نشأت مسألة القوات الدولية ثم تبعتها مسألة محكمة الجزاء الدولية قيل كلام كثير وأدلى المسئولون فى الدولة وقادة الفكر والرأى فى بلادنا بأحاديث كثيرة ترفض تلك الخطوات وتنظر اليها فى الأساس على انها (مؤامرات) وكذلك تعتبرها تمثل مساساً باستقلال البلاد وخدشاً لسيادتها ونيلاً من عزتها واهانة لشعبها و(حقارة) حقيرة لاتشبه فى حقارتها ودناءتها الا الذين (عصروها) وشربوها وحامليها والمحمولة اليهم و(المهللين) لها. كل ذلك واكثر منه قيل وأكثر منه سيقال فى مقبل الأيام اذا لم يكف (السفهاء) عن اللعب بالنار لأننا لن نسكت أبد الدهر على سفاهة السفهاء وتطاول المتطاولين, لكن من كل ما قيل ويقال وسيقال لم يعجبنى الا موقفان وعبارتان الأولى هى قسم الرئيس المجاهد المشير الركن عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة حين اعلن وأقسم بالله ( ثلاثاً) انه وهو على قيد الحياة لن يسلم سودانياً الى أية جهة لتحاكمه ثم (غلظ) قسم الخرطوم فى جنوب كردفان مؤكداً ذات المعنى وهو أنه لن يسلم مواطناً سودانياً حتى لو كان معارضاً من حملة السلاح الى أية جهة غير جهة عدلية سودانية. أما الموقف الثانى الذى أعجبنى و(أطربنى) وهزنى حتى الثمالة فهو التصريح الذى أدلى به (مولانا) الاستاذ محمد على المرضى وزير العدل حول مطالبة (الدعى العام) فيما تسمى بمحكمة الجزاء الدولية بتسليم اثنين من السودانيين هما القاضى أحمد هارون والسيد على كوشيب. لقد قال مولانا المرضى (لا فض فوه) حينما سئل عن مذكرة الجلب التى ينوى السيد أوكامبو اصدارها بحق (أبناء السودان) فقال ان على السيد أوكامبو أن (يبل) هذه المذكرة ويشرب (ميتها) مثل هذه المواقف والعبارات يا سادة لا يجود بها الزمان كل يوم لذلك عندما تأتى ويجريها الله على لسان رجل فى مقام رئيس أو وزير عدل فانها تقع على النفوس (الأبية) موقعاً حسناً وتطرب لها تلك النفوس وبالمقابل فان النفوس (اياها) تضايقها هذه العبارات و(تخم) لها نفسها! ألم تلاحظوا أن نفس الجهات التى هللت وطربت ورقصت على أنغام (القسم الرئاسى) هى نفس (الرجال) الذين اطربهم حديث السيد وزير العدل؟ وألم تلاحظوا أن نفس الذين (ضايقهم) قسم الرئيس هم الذين (غمهم) تصريح وزير العدل؟ أما أنا فقد أعجبنى الموقفان غير أن لى وقفة مع اقتراح السيد الوزير بخصوص مسالة (عطن) مذكرات السيد أوكامبو فى الماء وعملية الشرب بعد ذلك ! طبعاً بما أن عملية (البلل) فى الماء تساعد على (تليين) المادة الورقية المكونة للمذكرة مما يسهل عملية (الشرب) وبما اننى ليس فى نيتى تقديم أية مساعدة لهذا الرجل (أوكامبو) فاننى أريد أن أتقدم بتعديل لاقتراح السيد الوزير وأرجو من سيادته أن يقبل هذا التعديل وهو أن يقوم السيد أوكامبو بشرب المذكرة (ناشفة) ودون أن تمر بمرحلة (البلل) ويا حبذا لو كانت عملية الشرب على (الريق)! ان هذه العبارات ليس كما يفهمها (البعض) ويفسرونها فى ضوء مواقفهم المسبقة من الحكومة. انها مواقف ضرورية لـ (تثبيت) وتأكيد الموقف والخط السياسى حول قضية ما ولها هدف آخر وهو (الاستخفاف) بمؤامرات العدو ووضع تلك المواقف العدائية فى اطارها الصحيح حتى تسير الأمة فى قوة الى الأمام و(الأهم) هو أن ييأس الأعداء!