الهوية الضائعة لبعض المثقفين فى السودان

الهوية الضائعة لبعض المثقفين فى السودان


03-17-2004, 06:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=151&msg=1205999327&rn=0


Post: #1
Title: الهوية الضائعة لبعض المثقفين فى السودان
Author: الكيك
Date: 03-17-2004, 06:49 AM




من اقاصي الدنيا
مشاحنات عبد العزيز خالد ود. تيسير (2)

محمد محمد خير




القطيعة التى حدثت بين العميد عبد العزيز خالد والدكتور تيسير، لا تقف فى حدود المشاكل التنظيمية الداخلية، بل تتعدى ذلك لتخترق طبيعة الحلف الذى يعقد جوهر العلاقة بين العسكريين والمثقفين الذين يفتقدون العمق الشعبى. ويحسون ان الاوعية المطروحة تعجز عن استيعاب طموحاتهم العامة والشخصية. وينظرون للعسكرى كنفاثة سريعة تختصر الطريق الشاق نحو الوصول للسلطة السياسية. ونشأ تنظيم التحالف فى وقت اخفقت فيه القيادة الشرعية وتحوّلت من جسم عسكرى لمجموعة من الضباط السياسيين الذين يمارسون عملا سياسيا مدنيا بالقاب عسكرية. وكانت القيادة الشرعية نفسها قد اسدت خدمات مجانية لعبد العزيز بالحديث المتواتر عنه كضابط مرموق يجيد الرماية وركوب الخيل، حدث ذلك فى المرحلة التى كانت القيادة تطمئن جماهير الشعب السودانى بانها ستدخل البلاد فاتحة ومنتصرة. وليس على الجماهير إلا الانتظار. والجماهير مازالت( فى القعدة الياها) حين انشق عبد العزيز واشهر تنظيمه. وانشق معه ايضا البرق الذى لوّحت به القيادة الشرعية هذا (البرق العبادى) الذى لم يمطر حتى الآن. وها هو يتحوَّل فى نهاياته لزوابع من رعد كذوب ولرياح خلافات ولاعاصير تجتاح التنظيم، هذا البرق اجتذب ثلة من مثقفين واكاديميين. وحوّل تنظيم التحالف لحلف بين البندقية والذهنية الاكاديمية المنهجية، فغيَّب عنه البعد الشعبى وافقده سلاسة الطبقات الشعبية وطلاقتها، ففشل التنظيم منذ البداية فى الاجابة على اسئلة كثيرة، تتعلق بالديمقراطية ومحورية علاقته باريتريا. واثر ذلك فى استقلاليته. وعجز الاكاديميون فى صوغ خطاب فكرى يؤكد ان التنظيم جاء تلبية لحاجة موضوعية. وفشلوا ايضا فى اجتراح ادبيات خاصة بالتنظيم، فظل التنظيم يشارك الحركة فى شعارها (السودان الجديد) دون شعارات خاصة به. وظل العطاء الفكرى ضامرا على مستويات الخطاب والاطروحة. وهذا البؤس ضاعف من دور العسكريين، فصاروا يتصدون للعمل الفكرى والتأليف والمشاركة فى الندوات والسمنارات. ويلِّوحون بالعمل العسكرى الذى تميّز (بفقه الجغرافيا) بانحصاره فى مناطق لم نسمع بها ولا نعرف اهميتها الاسترتيجية، مثل جبل ابو قمل واللفة ومينزا، كأنهم يحرصون على تسميع السودان قرية قرية حتى الوصول للخرطوم. ويبدو ان اثر الاكاديميين تبيّن فى هذا الاداء العسكرى الذى التزم الدقة و«الداتا» والتذييل وذكر المراجع. ورغم هذا الوضع المثير للإشفاق، الا ان الحملة التى واجهها التحالف من الاحزاب السياسية لم يواجهها من الحكومة التى سعى لاسقاطها عن طريق الاكاديمية المسلحة، فقد حاربت الاحزاب السياسية التحالف بنية صادقة. وصممت على اسقاطه ومحوه عن خارطة العمل السياسى، تعويضاً عن فشلها فى مهمتها التى تصدت لها، فاسقطت التحالف بدلا عن الحكومة!!
فى الحلقات القادمة سنتناول ازمة المثقف حين يتعسكر والثقافة حين تبتسر.




من اقاصي الدنيا
عسكرة المثقف وابتسار الثقافة (3)

محمد محمد خير




الحالة التى يجسدها د تيسير ليست جديدة فى التاريخ لكن الجديد فيها إستغناء المثقف عن العسكرى قبل بلوغ الامانى المشتركة ويرجع ذلك لتعسكر المثقف الاكايمى نفسه ويبدو لى انه حين يبلغ هذه المرحلة يزداد طموحا ويصبح اكثر ملاصقة للوهم وتزداد قناعته بانه قادر على تحقيق طموحاته السياسية دون الحاجة للعسكرى خاصة إذا كان بينهما دولة وهذا مايفعله الدكتور تيسير الان.
درج المثقف على طاعة العسكرى فى النظم السياسية المختلفة فى المنطقة والسودان وكانت تجربة احمد خير مع عبود هى الاولى إذا تحريت الدقة ويبدو لى ان الدكتور محمد احمد والد موضوع المقال كان ضمن الطاقم التكنوقراطى الذى استعانت به سلطة عبود ،ثم صعدت التجربة الى نموذجها الاسطع ومثلها الاعلى خلال مرحلة مايو فى الفترة التى اعقبت انقلاب 19يوليو إستطاع المشير نميرى خلال هذه الفترة ان يجرّد المثقف من كل اقنعته ويبرزه للعيان ذليلاخنوعا ، وكنا نطالع اخبار البروفسيرات الذين استقبلهم الرئيس القائد وزوّدهم بنصائحه فى ميدان يملك البروفيسور يقينه واسراره العلمية ، ولامسنا ذلك الاسفاف فى مقالات يعلن كاتبها انه يؤيد الرئيس فيما قال وفبما سيقول ! ثم يطل الرئيس فى اللقاء الشهرى ويستهجن ذلك انطلاقا من الروح الديمقراطية!!
لقد كشفت تلك الفترة عن الهوية الضائعة للمثقف وعن انانيته وتسربله بحب الذات واستعداده للدفاع عن الباطل فى وجه الحق المبين وتقبله الرحب لتقديم كل ما يسهّل استمرار الدورة التى تبقيه على الكرسى ، وجريا على السياق تشكّلت مجموعة من المثقفين يتحلون بروح عالية فى معاداة الديمقراطية والاحزاب ذات الطبيعة الشعبية وتميّزت تلك التشكيلة ذات الجاهزية والاستعداد العالى بأنها فى طاعة العسكريين للعمل كشق تكنوقراطى ضمن اى طاقم عسكرى باسم التنمية والامن والقضاء على الطائفية واخواتها من المحسوبية والفساد وفى الضفة الاخرى دللت التجارب ان الطائفية تعود اكثر قوة مما كانت عليه وتكتسب وعيا خاصا وتحلّق فى الفضاء السياسى بطلاقة و(بتوضيحاتها) واثبتت الارقام ان مديونية البلاد الخارجية تتضاعف باسم التنمية التى تتحوّل من ركائز اقتصادية تعود للجميع لعمارات فى الرياض وكوبر والمنشية وكافورى وتغذى الحسابات الخاصة فى البنوك السويسرية وتتجلى شققا وشاليهات صيفية فى مصر لاينتمى تيسير قطعا لهذه التشكيله بحكم انه يعتبر قائدا (لتيار الحداثة) فى علاقة المثقف بالعسكرى لان انقلابه الاكاديمى على العسكريين رفد الظاهرة بوجه متطور ربما تصبح وسيلتها فى الوصول الى السلطة هى (الثورة الاكاديمية المسلحة) ان جاز التعبير وصحت التسمية هذا الاغتراب عن الواقع هواحدى تجليات حالة المثقف حين يتعسكر وتنمو دون ان يشعر على لهاته بندقية وواحدة من الفرضيات السياسية المنطلقة من الوهم والعائدة اليه بتوهم اكثر والمرتدة لرحمه شفقا من النرجسية تساندها الرغبة اللحوحة فى اختصار الطريق وتغليب الذاتى على الموضوعى والاحساس المتعاظم بالأنا.
نواصل

Post: #2
Title: Re: الهوية الضائعة لبعض المثقفين فى السودان
Author: zumrawi
Date: 03-17-2004, 06:27 PM
Parent: #1

الكيك
شكرا للمقالات ولكن اين الجزء الاول