إم بي سي .. كباريه على الهواء: بقلم أ/ عبدالله علقم

إم بي سي .. كباريه على الهواء: بقلم أ/ عبدالله علقم


03-15-2008, 07:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1205607065&rn=1


Post: #1
Title: إم بي سي .. كباريه على الهواء: بقلم أ/ عبدالله علقم
Author: اكرم عثمان عبده
Date: 03-15-2008, 07:51 PM
Parent: #0

تم نشر المقال أدناه بقلم الأستاذ/ عبدالله علقم على موقع سودانايل، ولتعميم الفائدة أعيد نشره على موقعنا هنا


(كلام عابر)

إم بي سي .. كباريه على الهواء

عبدالله علقم
[email protected]

تلقيت رسالة غاضبة من الأخ الأستاذ فخرالدين محمد البشير يقول فيها إنه شاهد في برنامج سي بي إم الذي تبثه قناة إم بي سي "فتاة في كامل بهاء الدلال والغنج ولا غرو فهي من ذوات المال والصون لا أفريقية ولا سودانية وأخرى مقبحة المنظر ،واضح لمسات القبح التي أضيفت إليها، دللوا على أنها سودانية بسحنة مفرطة في السواد وبلكنة مقيتة وسمجة .. النظر للإثنتين يمنحك بسهولة تملك الخيال في الوصول إلى النقيضين.. إمرأة بارعة الجمال وأخرى – أي السودانية- مهترئة رثة. تتبادلان أطراف حوار أرادوا له أن يصب في خانة ازدراء بالسودانية التي لا تعرف حتى الفاكهة وتتمناها حين تسأل فترد بلكنة آآآآي أنا دايرة.. فتتصل صاحبة الجمال بصاحب البقالة وتسترسل في السؤال بغنج (لا يمارس في الأماكن المحترمة) وتطلب منه ربع موزة ثم تسأله عما لديه من فواكه أخرى .. عندكم قشر بطيخ؟ ثم ترد على صاحب البقالة لا .. لا.. موش لحيوانات.. وتعود مرة أخرى تسأل السودانية فترد السودانية بذات اللكنة المقيتة دااايرة تفاح .. فتسأل الجميلة صاحب البقالة مرة أخرى .. عنكم تفاح رخيص؟"

ويتساءل الأخ فخرالدين " ما مدعاة الفخر والتفاخر بالتفاح والموز وسائر الفاكهة (التي لا تجد من يقطفها في أحراش الجنوب وجبل مرة) لتبدو مكرمة يسيل لها لعاب السودانية (التي صوروها في تلك الصورة) ومن قال إنها الأماني التي تشغل عقل السودانية المملوء بأمنية الطموح للمعرفة وإشباع نهم العقل؟ أهكذا ينظر إلينا الآخر وعلى مستوى أجهزة الإعلام على إننا فقراء حد الفجور في الفقر (للدرجة التي نفرح فيها بقشر البطيخ رغم آلاف الكيلومترات من الأنهار الجارية في بلادنا ) ويسخرون آلتهم الإعلامية (للتهكم من وطن كامل)؟

ويختتم الأخ فخرالدين رسالته بقوله إن احتقارنا لضعف جنيهنا ومآل اقتصادنا المريض هو واحد من أمضى عناصر التهكم ، ولا يفوتني قبولنا بأريحية للتهكم في حقنا والإهانة على أنه هزار وخفة روح ومبادلة للحديث من اخر أيا كان ولا أراني أغفل دور الأجهزة الإعلامية الرسمية في سكوتها على إسفاف كثير في حق الوطن في الإعلام العربي.

وإضافة لرسالة الأخ فخرالدين أود القول أن قناة إم بي سي الفضائية "المحترمة" تبث برنامجا يحمل اسم سي بي إم يقوم عليه أشخاص قليلو الحظ من الموهبة أو الآداب العامة وليست لهم خلفية إبداعية في بلادهم وما كان لهم أن يشاهدهم الناس على شاشة أي تلفزيون لولا "كرم" إم بي سي. برنامج سي بي إم كله ، وليس تلك الحلقة بالذات التي وجهت للنيل من الشخصية السودانية، يخصم من قناة إم بي سي الفضائية ويجردها من صفة القناة الفضائية المحترمة التي كانت توصف بها قديما ويحولها إلى "كباريه" فاضح على الفضاء يمارس فيه كل ما يمارس في الكباريهات من رذيلة. لو رجع مالك هذه القناة ومسئولوها لحلقات برنامج سي بي إم بإسفافها البذيء خصوصا الحلقة الأخيرة الأكثر هبوطا ، لو سمحت مشاغلهم الكثيرة بذلك، لاكتشفوا الحال البائس الذي أصبحت عليه قناتهم.

كلمة أخيرة لا أجد حرجا من قولها،إننا لم نشاهد الشخصية السودانية في يوم من الأيام تتعرض للسخرية على الإطلاق في البلدان والمجتمعات المتقدمة، بل تجد احترام وتقدير العارفين، ولكن هذه الشخصية أصبحت للأسف في بلدان ومجتمعات متخلفة مجالا للابتذال المقزز الذي يمارسه بعض الساقطين من "الأشقاء" ، ومعظمهم لبنانيون، تحت مسمى الكوميديا، وهو أمر لم يعد ممكنا ابتلاعه.