لــن تـرتـاح يـا ســفــاح

كتب الصحفى والكاتب فى جريدة الرايه القطريه صاحب القلم الجرىء ابراهيم بخيت بتاريخ اليوم السبت 15/3/2008 فى عموده المقروء ( تصاريف ) الآتى :


http://www.raya.com/site/topics/article.asp?cu_no=2&ite...e_id=24&parent_id=23


تصاريف ..لن ترتاح يا سفاح

بقلم : إبراهيم بخيت ..تري هل قرأ احد سدنة مايو لرئيسه السفاح جعفر نميري خبر انتخاب المنافحة هالة بابكر النور ضمن قائمة اليسار التي فازت في الانتخابات البلدية في فرنسا والتي جرت الايام الماضية؟ وان كان احدهم قد قرأها له.

تري ماذا كان رد فعله حين يرجع بذاكرته (رغم خرابها) الي ذلك اليوم الاسود في تاريخ السودان حين حكم وهو مخمور علي والدها بالاعدام؟ وهل ادرك معني ان تكون مثل هذه النابهة هي سليلة ذلك الرجل الذي اغتاله بدم بارد. رغم انه كان ذات يوم تحت رحمته ولم يفعل به كما فعل هو فعل الجبناء. وهو بلا حول ولا قوة.

ولكن الله يمهل ولا يهمل فها هو السفاح مهملا تأففت منه مزبلة التاريخ وتركته ليعاني حصاد طغيانه وعجرفته. يقول عنها صلاح بندر (تخرجت هالة من جامعة الخرطوم والبلاد ما زالت تعمها روح الانتفاضة ويغمرها الفرح الجرئ بهزيمة السفاح الجنرال نميري. وذلك بعد ان ساهمت طوال مراحل وعيها المبكر في هذه الهزيمة المرة. فقد حدث انقلاب مايو بقيادة الجنرال نميري ومشاركة والدها الشهيد القيادية فيه وهي لم تتجاوز السادسة من العمر.

وشبت وهي تلعق جراحات فقدانها لوالدها بعد انقلاب 1971 وهي لم تتجاوز الثامنة. عاشت هالة مع أسرتها في كنف رعاية أسرتها الكبيرة ومجاهدات والدتها الخنساء في أن تكون الأم والأب والأخ والصديق ولتنجح في تربيتها لهم علي خلق وعلم وجسارة وإيمان عميق بالعدالة الاجتماعية. وشاركت هالة منذ طفولتها الباكرة في كل تجمعات الاحتجاج التي نظمتها أسر الشهداء علي مر الأعوام).

شابة بمثل هذه الجسارة والصمود تمثل نموذجا لا يتماشي مع (التوجه الحضاري) الذي غم السودان ذات ليلة ليبسط ظلامه علي الحياة والاحياء. ولما كانت هالة بفكرها وتربيتها ضد التعليمات المعلبة والمغلفة بالخداع و التحيز الغافل. لم تحتملها الدبلوماسية الجديدة للانقاذ. بل رأت فيها وهجا ثوريا يتخطي التعليمات عمياء التنفيذ وهو مما لا تتحمله العقلية الانقاذية اضافة الي استرجاع تاريخها وتاريخ اسرتها المحبة للعدالة واحقاق الحق فكان لا بد من التخلص منها مثلها في ذلك مثل الكثيرين من ابناء وبنات الوطن المخلصين له ولا ينتمون (للتوجه الحضاري) تري ما يحس الانقاذيون الآن والعالم كل يشهد لأحد بنات السودان المطرودة من وطنها وهي تمدد سناها علي اعرق ديمقراطية غربية قبلتها وتبنتها ورفعتها. بينما بطشت بها بلادها وبطشت بكل جميل اصيل. ليت القوم يدركون انها (ما دوامة) وان الوطن للجميع.

رحم الله كافة شهداء بيت الضيافة.