زهير السراج ... حدث في مستشفى الخرطوم!!

زهير السراج ... حدث في مستشفى الخرطوم!!


03-13-2008, 11:23 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1205403794&rn=1


Post: #1
Title: زهير السراج ... حدث في مستشفى الخرطوم!!
Author: مكي النور
Date: 03-13-2008, 11:23 AM
Parent: #0

مناظير

حدث في مستشفى الخرطوم!!

زهير السراج
كُتب في: 2008-03-13

[email protected]

* استشرى السلوك العدواني بين الأفراد حتى صار ظاهرة بادية للعيان، فما التقى اثنان إلا وكان العدوان ثالثهما.. وكثيرا ما يتحول النقاش البسيط او الحديث الودي بين الناس إلى خلاف عنيف، وعبارات جارحة وضرب ولكمات وشلاليت وبلاغات وحراسات ومحاكم!!
*اختفت الابتسامة، وحل محلها العبوس و(الصَّرَّة) التي تقطع قلب من يراها، وكثيرا ما تلتفت فجأة وأنت تجلس في مكان عام، او تسير في الطريق، لترى من ينظر إليك بعبوس شديد، وكأنه يريد ان يمزق لحمك بأسنانه ويرميه للكلاب!
*ضاعت الثقة واستشرت المؤامرات، وعلى هذه الخلفية الكئيبة، صار(الشك) هو صاحب الجلالة الذي يأمر وينهى وسيد الموقف الذي تتولد منه المواقف الأخرى، وتعتمد عليه ردود الأفعال.
*قد تقود مزحة بريئة او ابتسامة..(تخيلو ابتسامة) إلى حرب طاحنة بسبب الشك المترسب في النفوس وانعدام الثقة.. والتهافت لانتزاع ما عند الآخرين!!
*حتى مؤسسات العلم والتربية، وملاذات الرحمة لم تنج من هذه الظواهر العدوانية الغريبة على مجتمعنا.. أو التي كانت غريبة على مجتمعنا!!
*حكيت لكم أمس قصصاً عن ظاهرة الابتزاز الجنسي للنساء، وخاصة للباحثات عن وظيفة، التي تهدد بانهيار الثقة وقيم الاحترام بين النساء والرجال، التي يتميز بها المجتمع السوداني، اوكان يتميز بها وأوشكت أن تضيع!!
* وأنقلكم اليوم إلى نمط آخر من أنماط السلوك العدواني، وهو المعاملة العنيفة التي يجدها المرضى في المستشفيات من بعض الممرضين والممرضات أو(ملائكة الرحمة)..كما نطلق عليهم، بسبب الدور الإنساني العظيم الذي يضطلعون به، او هكذا يفترض ان يكون!!
* من يصدق ان ممرضة شابة تعمل في مستشفى خاصة معروفة، صفعت مريضة كبيرة في سن جدتها، لأنها استدعتها عدة مرات في وقت وجيز.. ولولا العلاقة الطيبة التي تربط مدير المستشفى بأحد أقرباء المريضة، لوصلت المشكلة إلى المحاكم،او سال فيها الدم(ركب).. كما هدد ابن المريضة!
*وفي مستشفى الخرطوم فوجئ الزوار في نهاية الأسبوع الماضي بممرض يجر شيئا، اعتقده البعض للوهلة الأولى كيس قمامة، ثم سرعان ما اكتشفوا أنه طفل، وماهي إلا لحظات، حتى ألقى به الممرض خارج المستشفى، وهو في حالة يرثى لها من الإعياء، وعندما ثار أحد الحاضرين وسأله عن هذا التصرف الغريب، كانت أجابته، بأنه يضايق المرضى برائحة السلسيون التي تنبعث منه، كما أن أمثاله كثيرون والبلد ليست في حاجة إليهم!!
*أهدى هذه القصة إلى الدكتور عبدالله عبدالكريم مدير مستشفى الخرطوم، ولصديقنا وزميلنا الدكتور كمال عبدالقادر وكيل وزارة الصحة، وللرأي العام حتى يكتشف إلى أين وصل بنا الحال، وأين المآل، وماهو العلاج؟!

http://alsudani.info/index.php?type=6&issue_id=1545&col_id=133&bk=1