باراك أوباما وخطاب التجديد في أمريكا

بسم الله الرحمن الرحيم
من صوت الأمة اليوم
زورق الحقيقة
باراك أوباما وخطاب التجديد في أمريكا
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم
نعيش هذه الأيام والليالي الديمقراطية في أمريكا حيث يتم انتخاب المرشح من قبل حزبه وعبر انتخابات ابتدائية في كل الولايات بنظام محدد ويكون هناك نقاش كبير حول المشاكل التي تواجه الولايات المتحدة والحلول المطروحة من قبل كل مرشح وبالتفصيل الممل، وكل شيء مسجل وسوف يحاسب على ماقاله وما سوف ينفذه في اول مائة يوم في البيت الأبيض وما بعدها لمدة اربعة اعوام. نرى بأم اعيننا وأبيها كيف تكون الديمقراطية الشعبية من اسفل إلى أعلى وكيف يكون من يبحث عن موقع عام كخادم للشعب وليس سيد عليه فالسيد هو الشعب والمرشح الذي سوف يكون حاكماً هو الخادم.
الواضح أن أمريكا وصلت لهذه المرحلة عبر تجارب كبيرة وبالتعلم والتعليم وبمزيد من الديمقراطية ومن حق اي مواطن أن يشتكي الحكومة ويأخذ حقه، لذلك تأتي أهمية فصل السلطات وتنظيم العلاقة ما بين السلطة التنفيذية والتشريعية والقضاء بشكل يسمح بأن لا تميل السلطة لجهة اكثر من الاخرى والقضاء هو الفاصل واحيانا يحكم ضد الحكومة وبشكل مستقل وعلى الحكومة تنفيذ امر القضاء الحر. لقد جمعت الولاية التي نعيش فيها رسوم من اجل اصلاح الطرق ورفعت بعض المجموعات دعوة قضائية ضد حكومة ولاية فيرجينيا والتي يقع الجزء الشمالي منها الذي نعيش فيه بالقرب من العاصمة واشنطن وحكمت المحكمة لصالح هذه المجموعة بأن مبلغ 12 مليون دولار جمعت بشكل غير دستوري ويناقض الدستور وامرت المحكمة الحكومة بارجاع المبالغ التي اخذت بشكل غير شرعي وغير دستوري وحتى لو كان الهدف بناء الطرق فلا يمكن ان تقدم الحكومة على شيء يخالف الدستور الذي هو ابو القانون وسوف ترسل الحكومة شيكات لكل الذين اخذت منهم رسوم وقبانة وعشائر على دائر المليم كما يقولون.
تلك هي العدالة التي يبحث عنها الناس، لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية "إن الله ينصر الدولة العادلة الكافرة على الدولة المؤمنة الظالمة" ونحن نشتكي لماذا لا ينصرنا الله وبرغم الدعاء اناء الليل واطراف النهار. وايضا قال الافغاني قديماً عندما ذهب إلى أوروبا بانه "وجد إسلاماً ولم يجد مسلمين". لذلك استطاع ابن المهاجر الكيني الاسمر اللون باراك اوباما أن يصل ثاني اثنين للمنافسة للترشح من قبل حزبه للانتخابات الرئاسية نهاية هذا العام واستطاع أن يحرم منافسته السناتور هيلاري كلنتون زوجة الرئيس السابق بيل كلنتون الذي حقق معجزة اقتصادية كبيرة للطبقة الوسطى وللفقراء من نصر سريع عليه بل ما زال يتجاوزها باكثر من مائة مندوب حتى هذه اللحظة والمنافسة مستمرة ولاية بعد ولاية.
فكل ما فعله أوباما بأنه طرح طرحاً جديداً واستطاع أن يقيم شبكات من طلاب الجامعات والشباب وبعض فئات الطبقة الوسطى واستطاع أن يحصل على دعمهم وبرغم لون بشرته وقد ذكرهم بمارتن لوثر كنج الذي قاد رحلة الحج إلى واشنطن من اجل حقوق السود واستطاع أن يحقق انجازاً كبيراً ومازال خطابه المشهور "لدي حلم" في المول في واشنطن يردده الناس. فقد قال باراك أوباما لمنافسته عندما نوقش امر الحرب لانها صوتت مع الحرب وهو صوت ضد حرب العراق، قال لها كل الموضوع يتمثل في الحكم السليم والتقدير الواعي وهذا كل ما يحتاجه المسئول أن يستطيع أن يكون عنده الحكم السليم على الأشياء وحتى يستطيع أن يتخذ قرارات من اجل الاغلبية، ولابد أن يستطيع المسئول أن يرى المستقبل بعيون فاحصة مستخدماً تجربته وقراءته للتاريخ وللحاضر ولكن عندما يكون المسئول ممتليء ملفه بالفشل فمن الصعوبة أن يستطيع أن يحقق اي اختراق وتلك هي مشكلتنا في عالمنا الآخر، فيمكن للمسئول الحزبي أو الحكومي أن يفشل خمسين مرة وتجده متطلعاً لمواقع اكثر واكبر مقدماً تبريرات أوهي من خيط العنكبوت ويخلط الخرافة بالواقع.
لب الخطاب الذي قدمه أوباما عن التجديد وتغيير واشنطن من اجل مخاطبة المشاكل الاساسية التي يعاني منها المواطن الامريكي مثل التأمين الصحي للكل والتعليم وتقديم القروض بشكل ميسر للطلاب والاقتصاد والسكن وحرب العراق والسياسة الخارجية لامريكا حيث يعتقد بأن بوش قد دمر صورة أمريكا في الخارج ويحتاج الأمر إلى رئيس مثله، وبتجربته يستطيع أن يرمم سياسة امريكا الخارجية ويعيد لها كثير من الاحترام. كل الموضوع عن السياسات والمشاريع التي يستطيع أن ينجزها في الاربعة سنوات حيث لم يحدثهم عن حلم او غيبيات او خيال بعيد، بل حدثهم عن برامج فامر السياسة هو امر دنيا فقد حدثهم عن دنياهم وبالتفصيل لذلك استطاع ان يحقق هذه المعجزة وحتى لو لم يصل للرئاسة فقد استطاع أن يصنع تأريخ كبير وفي فترة قصيرة وما زال في اربعيناته بينما السياسي عندنا يصل ستيناته وسبعيناته ولم ينجز شيء وتجده متمسك بالموقع ولا ادري ماذا سوف ينجز من في سبعيناته من عجز من انجازه في اربعيناته وخمسيناته وستيناته.
يبدو أن الخلاف ما بين عالمنا وعالمهم يكمن في تعليمنا وتعليمهم و في بنية المجتمع وفي بنية التعليم حيث يعتمد التعليم عندنا على التلقين والتحفيظ وتدريس تاريخ العلم، بينما يعتمد التعليم في امريكا على حل المشاكل وعلى المشاريع ومن المراحل التعليمية الصغرى لذلك يتدرب الطالب على حل الاشكالات في مجال تخصصه ويكون الطالب مجهز بشكل افضل لمواجهة مشاكل الحياة. وايضا السياسيين هنا أناس ناجحين لهم اعمال وتخصصات فعندما يترك الواحد وظيفته السياسية يمكنه أن يذهب للعمل في القطاع الخاص او مراكز الدراسات ويقدم خبرته للاجيال في شكل دراسات ومشروعات بينما عندنا يكون السياسي من المهد وإلى اللحد لا يمكن أن يستريح الناس منه إلا إذا اتاه امر الله، اما من امره فسوف لن يترك السياسة وبرغم الفشل وسوء التقدير في مراحل كثيرة.
تجربة أوباما وتجربة الانتخابات الامريكية وخاصة الانتخابات الابتدائية للتقدم للتشرح من قبل الحزب والنقاش الذي يدور حول الموضوعات يحتاج إلى دراسة من قبل دول العالم الثالث وخاصة الالهام والنهضة وتحريك واستنهاض همم الناس بهذا الشكل الكبير يجعل من المرشح كأنه صاحب رسالة خاصة يوصلها للكل وتصل الكل ويدخل كل واحد يده في جيبه ويتبرع لهذا المرشح وذلك بالاقناع، فقد استطاع اوباما ان يجمع اكثر من خسمين مليون دولار في الشهر الماضي واغلب التبرعات من اناس عاديين وبمبالغ عشرين وخمسين دولار. ويشتكي الناس عندنا في احزابهم من المال ولا يدرون أن الموضوع يتعلق بالاقناع واستنهاض همم الناس ومخاطبة هموم الناس وليس اوهام في عقل السياسي عندنا. فالبشر يمكن ان يعطوك ارواحهم ولكن يجب ان تقنعهم اما عندما يجدون الشخص يتحدث وبدون افعال ونتائج فيبادلونه الكلام بكلام ولكن هنا قد بادل الامريكان أوباما الكلام بعمل وبادلوه الكلام بمال من جيوبهم. أيها الساسة تعلموا من تجربة أوباما وقدموا حلول لمشاكل جماهيركم وبشكل واقعي وكفوا عن التحليق بجماهيركم في خيالات واوهام بعيدة عن ارض الواقع تجدون كل الدعم من جماهيركم.

ابوهريرة ..
سلاماااات
يا ليت قومي يعلمون !!

Quote: تلك هي العدالة التي يبحث عنها الناس، لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية "إن الله ينصر الدولة العادلة الكافرة على الدولة المؤمنة الظالمة" ونحن نشتكي لماذا لا ينصرنا الله وبرغم الدعاء اناء الليل واطراف النهار. وايضا قال الافغاني قديماً عندما ذهب إلى أوروبا بانه "وجد إسلاماً ولم يجد مسلمين".

ما هو الفرق بينك وبين أي شخص متشدد ومتخلف أخر؟

هذا هي ثقافة وديانة هذا البلد. فعن أي إسلام كان يتحدث شيخك المتخلف؟ لماذا لا تعترفون بأنكم لا تستطيعون أن تأتوا بنظام حكم عادل في هذا الدنيا؟

لا تبخسوا ديانات وحضارات الاخرين.

شكرا احمد عبد الله

لك الشكر أخ أبو هريرة.
الأخ دينق
لا داعي للتشنج فالكلام فيه دعوة للعدالة و المقصود به أن الإسلام بلا عدالة لا يكفي. أما كلام الأفغاني فالمقد به أنه وجد التطبيق للأخلاق التي دعا لها الإسلام و جميع الأديان السماوية مع عدم وجود مسلمين. لاأرى في هذا الكلام إساءة لدين أحد أو حضارته.

الشكر الجزيل لك اخي العوض والشكر للاخ دينق

--

وايضا قال الافغاني قديماً عندما ذهب إلى أوروبا بانه "وجد إسلاماً ولم يجد مسلمين".

Quote: --

Did Alafgani said that or Mohamed Abdu?

Quote: Did Alafgani said that or Mohamed Abdu?

الاخ خالد.

حديثك صحيحا. أنه محمد عبده


دينق.

THANKS DENG

شكرا دينق وخالد