شيز لونج ست الشاي

رندا عطية:

شفتو.. الكنبة تلك التي يطلب الطبيب النفساني ممن جاءه ينشد مساعدته ان يستلقي عليها هذا هو.. الـ(شيز لونج) والذي ما ان يتمدد بظهره عليه ويتكئ رأسه على مسنده باسترخاء إلا ويشرع في (الفضفضة) و(التنفيس) قصاً لهمومه تلك التي جعلته قاب قوسين او ادنى من إحراز لقب.. مجنون، لذا وفيما انا أتدبر في حقيقة ان غالبية السودانيين مستظلين بظل السيدات من (بائعات الشاي) ذوي اعين مملوءة هماً وحيرة وقلة حيلة، وان المجتمع القاسي يدمغ كل من يراه من عيادة الطبيب النفساني خارجاً بختم الجنون ـ تساءلت قائلة:
ـ هل اتخذ السوداني اللي قرب (يجن) من كرسي (ست الشاي) عن (شيز لونج) الطبيب النفساني.. بديلاً؟!
ودونكم في ذلك حقيقة ان (اغلب) الذين يجلسون على كراسي (ستات الشاي) البلاستيكية ذات الاناقة البسيطة ويثرثرون مع بعضهم البعض (فضفضة) و(تنفيساً) هم إما موظف (صالح عام) او (معاشي) بإلباسه طاقية ده لـ ده اصبح.. حاوي! او (والد) وقع تحت هاجس عدم مقدرته على تسديد الرسوم الجامعية.. لابنه او (زوج) قامت زوجته باعلام الركبان عبر الصحف بانها قد رفعت عليه قضية طلاق.. لإعسار او (خريج زراعة) هو في زمان نفرة هؤلاء الزراعية لا يجد.. عملاً وفيهم (رب الاسرة) قام ببيع عفش منزله لأنه حتى الـ(10) من الشهر لم يعطوه.. مرتباً، وفيهم (سائق الهايس) ذاك الذي قبل ان يتم قولة: (يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم) إلا ويطير الإيصال ابو (30) اليقين من قلبه.. وفيهم من حينما هجمت عليه (كلاب لهب الجبايات) جاب ضِلف دكانه او هجر مزرعته أما من اشهر افلاسه منهم فنعق جرس الدلالة على مصنعه كما غراب البين قائلاً: على اونا.. على دو.. ان هلموا لتنهشوا لحم (عزيز قوم ذل).
علماً ان اولئك (السيدات) اللواتي للشاي بائعات يقفن شاهداً على ان السودان لهو احق دول العالم بالتربع على قمة قائمة دوله الفاشلة.. وبالله عليكم هل هناك فشل اكثر من ان تزاحم خريجة هندسة مدنية تلك الأم المطلقة المغلوبات على امرهن اولئك.. اللواتي أُجبرن في زمان الغفلة هذا على العمل (بائعات للشاي) حيث (تصطلي) رؤوسهن ووجوههن بـ(لهيب) الشمس، فيما (تُصلى) اجسادهن بـ(لهب) مواقدهن!.
ولربما لأن في بيعهن للشاي (دليلاً) لكي (يحمل) معتمد الخرطوم عليهن بشراسة ترهيباً باتهامه لهن بممارسة الرذيلة ومخالفة النظام العام، حتى اذا ما كنت اقرأ في تعليقات مواطني ولاية الخرطوم بمناسبة نقل موقف المواصلات الواردة بتحقيق الزملاء بالسوداني (عباس حسن وهالة حمزة) ووجدت احدى بائعات الشاي (تتجنب الافصاح) عن اسمها فيما افصح باقي المواطنين عن اسمائهم ادركت ان حملة الكودة الارهابية عليهن تشويهاً لسمعتهن قد بدأت تؤتي اكلها، لذا وجدتني ومن بين يدي السوداني اهتف بـ(ست الشاي) تلك رفضت الافصاح عن اسمها (اختشاء وخجلاً) من مهنتها قائلة:
ـ ارفعي رأسك عالياً.. عن اسمك افصحي.. ولا تختشي او تخجلي..
وبالله عليكم من هو الأحق بـ(عدم الافصاح) عن اسمه اختشاء وخجلاً (ست الشاي) التي عندما غلبتها سياسات الحكومة على امرها خرجت في معيشة اطفالها ام (هؤلاء) الذين عندما اصبحت بوابات الوطن في عهدهم سايبة تعرض (103) من (اطفالنا) على عينك يا تاجر للاختطاف من قبل منظمة آرش دو زوي الفرنسية؟! علماً ان قائد طائرتها قد اعترف بأنه قد تم خطف (13) من اطفالنا بنجاح.. وصحي الاختشوا ماتوا.
لذا وبحق (شيز لونج ست الشاي) والذي لولاه لبلغت نسبة (السودانيين) البيطقعوا بالحجارة في الشوارع ويحتلوا الصواني الـ(90) التي هي نسبة الواقعين منهم تحت خط الفقر ألا ترون بأن (الشعب السوداني) مدين بان يلقي على (ست الشاي) الباشمهندسة عديلة ايون مصطفى صابون وعبرها لكل (السيدات) بائعات الشاي (المكافحات) تحية احترام ومحبة وتقدير:
ـ صباحكن شاهي برمكي.. صباحكن شاهي ساموطي.. صباحكن شاهي اخضر. علماً انني ما ان شرعت في ارتشاف شاهيي الاخضر بكوبي الحبيب ذي الطراز الاميركي ذاك وجدتني فيما انا استرخي على كرسي الوثير، برأسي متكئة على مسنده أغمغم قائلة لمن جاءوا بالكودة لمحلية الخرطوم معتمداً:
ـ ان مد الله في العمر.. انظرونا، حتى اذا ما حدثناكم عن (ذاكرة الأنف و(سايغون) ست الشاي) يوماً لأدركتم كالكسعي اننا حال ختمنا عمود (انتباهة قلم) ذاك بمقولة (على نفسها قد جنت براقش) كان قصدنا نقول ليكم:
ـ هو انتو لسع شفتو حاجة؟!.
علماً ان (الكودة) إن كان من الذين يتدبرون في قوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر اخرى) لما رمى (بائعات الشاي) بذاك الاتهام الذي تترفع اي نفس سودانية انسانية عن مجرد التفكير فيه، ناهيك عن المجاهرة به على رأس شهود مؤتمر صحفي ذي.. مشاط مقمل!.

Quote: ودونكم في ذلك حقيقة ان (اغلب) الذين يجلسون على كراسي (ستات الشاي) البلاستيكية ذات الاناقة البسيطة ويثرثرون مع بعضهم البعض (فضفضة) و(تنفيساً) هم إما موظف (صالح عام) او (معاشي) بإلباسه طاقية ده لـ ده اصبح.. حاوي! او (والد) وقع تحت هاجس عدم مقدرته على تسديد الرسوم الجامعية.. لابنه او (زوج) قامت زوجته باعلام الركبان عبر الصحف بانها قد رفعت عليه قضية طلاق.. لإعسار او (خريج زراعة) هو في زمان نفرة هؤلاء الزراعية لا يجد.. عملاً وفيهم (رب الاسرة) قام ببيع عفش منزله لأنه حتى الـ(10) من الشهر لم يعطوه.. مرتباً، وفيهم (سائق الهايس) ذاك الذي قبل ان يتم قولة: (يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم) إلا ويطير الإيصال ابو (30) اليقين من قلبه.. وفيهم من حينما هجمت عليه (كلاب لهب الجبايات) جاب ضِلف دكانه او هجر مزرعته أما من اشهر افلاسه منهم فنعق جرس الدلالة على مصنعه كما غراب البين قائلاً: على اونا.. على دو.. ان هلموا لتنهشوا لحم (عزيز قوم ذل).

وماذا تبقى من شعب السودان ليعيش بكامل قواه العقلية ؟؟؟؟؟

انها احصائية محزنة ومحبطة خاصة لمن يريد ان يعود للوطن متكئا على ما يسمعه فى التلفاز من وعود ونعيم يعيش فيه اهل السودان ....

حسبنا الله ونعم الوكيل ....

قرشو ..
بالرغم من هذا الواقع المحزن و المحبط الا ان علينا ان لا نقنط من رحمة الله على شعب السودان ..

رندا

...

لاجل ست الشاي و لاجل كل النساء المكافحات ..

...

الأستاذة رندا
جل إن لم يكن كل الذين يذهبون للطبيب النفسي
يكون العلاج ليس هو الأولوية لديهم بقدر ما هم فى حاجة لمن يستمع لهم
وفي ذلك أيضاً علاج - لو كانوا يدرون- ولكنهم سوف يحسون بالفرق بعد الحكي
ستات الشاي يوفرن متنفساً لكدر النفس وهمومها
ستات الشاي هن ستات الكل بكدهن وكفاحهن وقبل ذاك تحملهن للأذي المادي والمعنوي
كان الله في عونهن وسيكون إنشاء الله إذ يكفي أن معظمهن أمهات الجنة تحت أقدامهن

Quote: وبالله عليكم من هو الأحق بـ(عدم الافصاح) عن اسمه اختشاء وخجلاً (ست الشاي) التي عندما غلبتها سياسات الحكومة على امرها خرجت في معيشة اطفالها ام (هؤلاء) الذين عندما اصبحت بوابات الوطن في عهدهم سايبة تعرض (103) من (اطفالنا) على عينك يا تاجر للاختطاف من قبل منظمة آرش دو زوي الفرنسية؟! علماً ان قائد طائرتها قد اعترف بأنه قد تم خطف (13) من اطفالنا بنجاح.. وصحي الاختشوا ماتوا.

الخجل الحقيقي أن يكن رعايا دولة يموت غنيها من التخمة وفقيرها من المسغبة

العزيز Fadl Karrar

كان الله في عونهن ..

رندا

...