كنت أتمني أن يصدر رئيس الجمهورية توجيهاً مشابهاً

لعل الحدث قديم
ولكنه آثاره ستظل باقية أمداً طويلاً
مثلما يقول المثل أن جرح البدن يطيب مع الزمن
ولكن جرح اللسان يبقي أبد الزمان

قرأت أن رئيس جمهورية مصر العربية أصدر توجيهاً لوسائل الإعلام بوقف الحملة ضد
الكابتن عصام الحضري بعدإحترافه فى سويسرا
وقد إستجابت وسائل الإعلام المصرية فوراً للتوجيه الرئاسي

تعرض لعيبة ومدرب منتخبنا الوطني لحملة من الكراهية والسباب والشتم بكل لا يتصور
أثناء وبعد بطولة الأمم الأفريقية
وكأن الموضوع تصفية حسابات وثأر
من غير مراعاة الفوارق الشاسعة أو - قبل كل شئ - مراعاة الخلق الإنساني القويم
والغريب أن كل لعيبة المنتخب الوطني من فريقي الهلال والمريخ وكذلك معظم الإعلاميين السودانيين
فهم يسمون أنفسهم ( إعلاميي الهلال أو إعلامي المريخ ) وإن كانت التسمية الصحيحة في رأي ( مشجعي وليس إعلاميي )
المهم - مهما كانت تسميتهم - فقد كان من المفترض علي الأقل أن يكفوا أذي ألسنتهم عن لعيبة أنديتهم ،، ولكن ذلك لم
يحدث بسبب الكراهية الشديدة التي تعمي القلوب قبل أن تعمي البصائر ،، وكأن هيثم مصطفي بقميص المنتخب هو هيثم آخر
غير كابتن الهلال مثلاً ،،، وكذلك فيصل العجب أو سفاري أو عمر بخيت إلي آخر القائمة.
كنت أتمني أن يصدر رئيس الجمهورية أو وزير الشباب والرياضة أو وزير الإعلام توجيهاً لوسائل إعلامنا
أن - علي الأقل أن يكونوا موضوعيين - في تناولهم ذلك ،،، ولكن ذلك لم يحدث.

ظللت أقول دائماً ( أن ما يعجز عنه القانون تكمله الأخلاق ) ولكننا أغفلنا القوانيين وغيبنا الأخلاق
وكان الله في عوننا

تحية خاصة لكابتن معتز كبير الذي تحدث عن نفس الموضوع
ولكم الود

كثير من الإعلاميين عندنا
وخاصة الرياضيين منهم
يمارسون الحقد الرياضي بدلاً عن النقد الرياضي
ليكون أحدهم حاقداً بدلا عن ناقد

و الناقد في اللغة هو الجواهرجي
فهل رجال الإعلام عندنا
يتخيرون مواطن الجمال فيكشفون عنها
ويلحظون مواطن الخلل فيرشدون إلي إصلاحها أو تفاديها
وهل هم يصيغون الذهب حروفاً؟؟؟؟
إذن فإن ذهبنا زائف ومغشوش مثله مثل بعض القيم التي ندعيها ولا نمارسه.