مقال ل خالد المبارك :الرسوم الدنماركية!

مقال ل خالد المبارك :الرسوم الدنماركية!


03-06-2008, 08:55 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1204833340&rn=0


Post: #1
Title: مقال ل خالد المبارك :الرسوم الدنماركية!
Author: Waeil Elsayid Awad
Date: 03-06-2008, 08:55 PM

http://www.rayaam.sd/Raay_view.aspx?pid=97&id=6745

Quote: صوت سوداني
الرسوم الدنماركية!


اصدرت السفارة السودانية بلندن بياناً صحافياً عن الرسوم الدنماركية المسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) التي اعيد نشرها باسم حرية التعبير وأثارت عاصفة من الاحتجاجات في السودان وغيره.
تناول البيان المسألة من زاوية مختلفة بها رد على الذين أبدوا تعجباً من تظاهرات السخط والغضب، فاورد مثلين محليين جديرين بالتأمل. الأول هو ان ستيفن جرين مدير منظمة «كرستيان فويس» صوت مسيحي - قاد تظاهرة غضب وقام مؤيدوه بحرق الوثائق امام مباني تلفزيون الـ (بي بي سي) بلندن في شهر نوفمبر الماضي. استعان ايضاً بالقضاء استناداً على قانون يحرم الاساءة الى الدين المسيحي. اثار حفيظة كرستيان فويس ان الـ (بي بي سي) بثت برنامجاً اسمه «جيري سبرنجر - الاوبرا» به تصوير لسيدنا عيسى عليه السلام بطريقة مسيئة. واعترفت المحطة التلفزيونية بأنها تسلمت خمسين الفاً من توقيعات المتظاهرين والمحتجين. لاتزال القوانين التي تحظر الاساءة للدين سارية المفعول في بريطانيا رغم وجود محاولات لالغائها.
يدل ذلك على ان الحساسية في معالجة المسائل الدينية والرموز الدينية لا تقتصر على المسلمين وحدهم.
المثل الثاني من لندن ايضاً حيث نشرت صحيفة «الاندبندنت» 29 فبراير 2008م خبراً عن طالبات في مدرسة ثانوية يهودية رفضن الاجابة على أية اسئلة في الامتحانات تتصل بمسرحية «تاجر البندقية» لأنهم يعتبرن المؤلف وليام شكسبير من المعادين للسامية واليهود إذ يصور قسوة التاجر المرابي. يتفق النقاد كما نعلم على ان المسرحية حمالة اوجه يمكن ايضاً ان تفسر من وجهة نظر انسانية عامة لأن التاجر اليهودي يدافع عن نفسه ويقول إنه انسان من لحم ودم مثل المسيحيين. ما يهم هو ان الطالبات نفذن «اضرابهن» عن الاجابة وضاعت عليهن فرصة التفوق. ثمة مثل ثالث - لم يرد ذكره في بيان السفارة - نشره سايمون روكر في صحيفة الجالية اليهودية البريطانية 22 فبراير وجاء به ان منظمة كرستيان فويس المسيحية المتشددة قامت بتوزيع منشورات لليهود المصلين قبل دخولهم الى الكنيس احتجاجاً علي تمثال تملكه السيدة انيتا زابلو دوفتز لأن سيدنا عيسى عليه السلام يجسد في التمثال بطريقة مسيئة. السيدة انيتا هي حرم احد كبار قادة الجالية اليهودية وهو رئيس وراعي «مركز الابحاث والاتصالات البريطاني - الاسرائيلي».
لا يليق ان ننكر ان «الطالبان» شوهوا صورة الاسلام عندما دمروا تماثيل بوذا رغم عدم وجود شبهة عبادة لها، ورغم انها ظلت في مكانها خلال عهود اسلامية سابقة لم تعتبر فيها خطراً او مشكلة في افغانستان.
الاحتجاج على الرسوم المسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) له ما يبرره، وله نظائر في بريطانيا. حرية التعبير ليست المعيار هنا لأن الرسوم تنشر في وقت يجري فيه تقليص الحريات المدنية الديمقراطية والتضييق على الاسس الديمقراطية والاستعلاء على الثقافات الاخرى.