الطاهر ساتي: ما ذنب أهل الشمال لتدير الحركة شأنهم بعمال الطلمبات وتجار الموبايلات وتحويل ا لرص

السجال بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لا يتوقف ابدا .. وكأنهما اتفقا في نيفاشا على أن يتساجلا فقط لاغير .. على مدار الأسبوع زعماؤهما يزعجون آذان الناس وعقولهم بطق الحنك والسجال البيزنطي .. تارة في قضايا جادة ذات صلة بحياة الناس في بلدى ، وفي هذا النوع من القضايا لا يتفقان سريعا .. وتارة في قضايا انصرافية لاتهم سواهما، وفي مثل هذه يتفقان سريعا و يصمتان فجأة .. وأي متابع حصيف يستطيع أن يجزم بأن كليهما ينتظر الآخر فجرا أمام داره محدقا في لسانه ، وما أن يتفوه بكلمة لصحيفة الا ويسارع بالرد على تلك الكلمة بسيل من الكلمات التي تشبه - شكلا ومضمونا - اللكمات .. هكذا نهج الشراكة .. نهج الثرثرة - التى أخير منها الكحة وصمة الخشم - حتى يكاد البلد يكتفي ذاتيا من ذاك النوع من الكلام المسمى شعبيا ب « كلام ساكت » .. و هو نوع القول الذي لا يتبعه العمل ..!!
** نموذج .. نافع علي نافع كان قد تحدي كل القوى السياسية قبل أسبوع تقريبا، مؤكدا بأن حزبه سوف يكتسح الانتخابات القادمة ، ثم مضى جازما بأن حزبه سيحمى نتائج الانتخابات بالقوة .. وبالأمس خرج ادوارد لينو متحديا أيضا كل القوى السياسية ، ومؤكدا بأن حركته ستكتسح الانتخابات ، ثم مضى في نفس الطريق جازما بأن حركته ستحمي نتائج الانتخابات بالقوة ..تأمل في وجه هذا السجال عزيزي القارئ .. سجال في الانتخابات التى لا يزال قانونها في علم الغيب ، بيد أن قضية أبيي - التي يحترق فيها اليوم الدينكا والمسيرية - لا تجد حظها من النقاش الموضوعي الذي يؤدى الى الحل الجذري أو حتى المؤقت .. بالله عليكم - أيها الناس - أى القضيتين أولى بالحوار والنقاش أو حتى بالسجال ..؟.. فظائع الطحن الراهن في أبيي أم السباق نحو الكراسي بعد عام أو يزيد ..؟.. فإن كان المؤتمر والحركة - وهما وحدهما بلامنافس في السلطة - عجزا عن حل أزمة مدينة ، فكيف ينالان ثقة الشعب لاحقا في حل أزمة ( بلد بي حالو ) ..؟.. فالشراكة المسؤولة هي أن يضع شركاء السلطة قضايا الوطن والمواطن في أول القائمة ، ومن ثم يأتى طموح الحزب والحركة في مؤخرة القائمة .. ولكن ( القائمة مقلوبة )..!!
** ونموذج آخر .. حيث تتهم الحركة - على لسان ادوارد لينو - شريكها بأنه جعل من السائقين والخفراء وزراء في حكومة الجنوب .. قد يكون ادوارد محقا في حديثه ، حيث لا علم لي بمؤهلات وزراء المؤتمر بالجنوب ، بل ولا أذكر أسماءهم ، واذا اجتهدت ذاكرة أى سوادني لتخزين أسماء كل وزراء الولايات فإن أسماء آل بيته وأهله لن تجد مساحة شاغرة .. المهم ، قد يكون حديث ادوارد صحيحا بحيث أن وزراء المؤتمر بحكومة الجنوب كانوا (خفراء وسواقين ) .. وان كان الأمر كذلك فهذا خطأ يجب على المؤتمر الوطني تصحيحه باستبدال هؤلاء الخفراء والسائقين بآخرين من ذوي المؤهل العلمي والكفاءة .. ولكن ليس المؤتمر الوطني وحده ، بل حتى الحركة الشعبية ذاتها ترتكب ذات الخطأ ، و ادوارد لينو اما إنه يعرف ذلك جيدا ولكنه يغض الطرف أو لايعرف عن ذلك شيئا وهنا يصبح مثل ( الأطرش في الزفة ) .. وعلى سبيل المثال لا الحصر عليه أن يطلب من قطاع الشمال بالحركة الشعبية المؤهلات العلمية والسيرة الذاتية لوزارء الحركة بالولايات الشمالية ، وستجد وزيرامن وزرائكم كان - قبل التغيير الأخير - في أهم وزارة ذات صلة مباشرة بالخدمة المدنية وقوانينها بإحدى الولايات الشمالية .. وزيركم السابق هذا مؤهله العلمي لم يتجاوز المرحلة المتوسطة ، ثم بدأ مشوارالعمل عاملا بإحدى محطات الوقود و تطور لصاحب محل لبيع الهاتف السيار وتحويل الرصيد، ثم فجأة خرج للناس وزيرا .. هكذا الحال .. فإن كان المؤتمر يدير شأن أهل الجنوب بالسائقين والخفراء، فما ذنب أهل الشمال لتدير الحركة شأنهم بعمال الطلمبات وتجار الموبايلات وتحويل ا لرصيد..؟ .. فالمختصر ياعزيزي القارئ، انهما يتساجلان ولكن في.. ( اللا شئ ) ...!!http://www.alsahafa.sd/Raay_view.aspx?id=45236[/B]

******

********

ومالذي يمنع الحركة او المؤتمر الوطني في تعين اي شخص باي مؤهلات فهل نسب ال 52 و28 اصلا كانت بخيار شعبي حتي نحاسب الان