سر الإنقاذ

بسم الله الرحمن الرحيم
مقال الاسبوع لصحيفة صوت الأمة
زورق الحقيقة
أبوهريرة زين العابدين عبد الحليم

سر الإنقاذ

هناك تقرير عن عدد الشهداء الذين لقوا حتفهم في دارفور من هيئة محامي دارفور وآخرين من منطقة ابيي حيث وصلت الأزمة إلى مرحلة خطيرة بالاضافة للأزمات الاخرى التي تفتك بالوطن. السؤال الذي يطرح نفسه ما جدوى الحوار مع النظام وخاصة من قبل القوى الرئيسة في الوطن. هل سوف يلتزم النظام باي اتفاقية يوقعها وفي ظل الرقابة القبلية على الصحف ونقضه لغزل دستوره الذي وضعه بيده. نعم لقد ترك النظام للمعارضة "زقاق" حرية تتمشى فيه ولكن سوف لن يفتح لها باب مدينة الحرية على مصراعيه العريضة. ولكن هل تدرك المعارضة حدود مناورات النظام؟
الإنقاذ هي الإنقاذ مثل الحية التي تغير جلدها في مواسم محددة ولكن تظل الحية هي هي، لذلك دخل اناس كثر وخرجوا بما فيهم عراب الإنقاذ السابق الترابي وغيره وظلت الإنقاذ كما هي يتغير كل شيء حولها وتظل الإنقاذ كما هي. هناك "سر" خطير وراء بقاء الإنقاذ وبغيها وبغاءها السياسي طوال هذه المدة فهو قهرها وطواف المعارضة حولها وحجها الدائم لديارها. هذا السر عجزت المعارضة عن سبر غوره وفضح كنهه مما جعلها تدور في فلك النظام سنين عددا، واصبح كل البرنامج هو التفاوض مع النظام أو الحديث معه وفقدت المعارضة اي بدائل أخرى، فأصبح عشمها في أن يوافق النظام على مطالب عامة موضوعية ولكن النظام سوف "يجرجرهم" إلى أن يوردهم مورد الهلاك، "وإذا كان الغراب دليل قوم اوردهم جيف الكلاب"، أو كما قال الشاعر. هذه "الجرجرة" كان يجب أن تدركها بعض قوى المعارضة ومن تجاربها السابقة مع النظام ومن لدغها من جحر الإنقاذ لأكثر من مرة ولكن لماذا الرهان على الإنقاذ وليس الرهان على قوة الجماهير وتلك هي المسألة والمعضلة.
الصور التي عرضت في وسائل الاعلام العالمية عن قرى أبوسروج وسربا في دارفور وعدد الذين لقوا حتفهم والذين اوردهم تقرير هيئة محامي دارفور هو امر خطير ولا يجب أن تغض المعارضة الطرف عن ذلك وخاصة أن هناك جهات تعتبر هؤلاء الذين استشهدوا يؤيدون خطها وخطاها السياسية ولكن كيف يستقيم ذلك؟ هل صدرت اي ادانة للحكومة وخاصة من قبل حزب الأمة؟ سؤال كبير يحتاج إلى اجابة كبيرة وواضحة وصريحة، وخاصة أن الصور توضح أن هذه القرى يسكنها مدنيون وهناك صور شيوخ واطفال ونساء جلسن تحت هجير الشمس يتأملن في حجم المأساة وجحيمها. لقد وقفت "القطاطي" اعجاز اعواد خاوية يعمها السواد ترى الشمس تلمع في ارضيتها وهي قاع صفصف. جلست عجوز في الغابرين تضع يدها على خدها لا تدري ماذا ارادت الإنقاذ بها بعد أن اصلتهم بجحيم نيران طيرانها. لقد تفحمت الأشجار وهي واقفة وقد تفحم ضمير من قام بهذه المأساة، من اصدر الأوامر ومن نفذها ومن تابع ومن وافق عليها كلهم يشتركون في جريمة واحدة وقد وقف الدليل شامخاً في تلك القرى والصور موجودة لمن يريد أن يرى وتلك هي نعمة التكنولوجيا الجديدة التي سوف تكون يحموم على الأنظمة الشمولية فهي رقابة مجانية تقدمها التكنولوجيا لهؤلاء الفقراء الذين فقدوا كل شيء وحتى تكون دليل دامغ على كذب النظام.
من يقف مع هؤلاء الفقراء في دارفور، اين حزبهم الذي يعبر عنهم، اين حكومتهم، وايضا مثلهم اهل ابيي فقد وصف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز بأن ابيي هي مجزرة أفريقيا القادمة، والحرب تبدأ بطلقة وقد اطلقت الطلقة الأولى التي هي الشرارة، ترى هل ننتظر إلى أن تصبح ابيي وكردفان دارفور أخرى وبعد ذلك نظل نطوف حول الحكومة من اجل قبول حلولنا النظرية الجميلة والتي تتكيء على ورق ناصع وبحروف منمقة ونبدأ في التسويق للنظام بأنه اصبح نصف شمولي وبأنه جاد وبأنه يتقدم نحو الديمقراطية بثبات وبعزيمة كبيرة وقد توضأ بماء الحرية وبدأ يوزع اكواب عسل الديمقراطية على القوى السياسية، وفي نفس الوقت يحرق قرى دارفور ويصادرالصحف ويعتقل الصحافيين وأيضاً النظام يتقدم نحو الديمقراطية، اي ديمقراطية هذه التي نتحدث عنها يا هؤلاء هداكم الله. هل سكرنا بخمرة كذب النظام التي يرسلها لنا من حين لحين ونسينا أو تناسينا مأسآة جماهيرنا في دارفور وكردفان وفي أبيي الجريحة.
إذا كان النظام جاد في اقواله فنريد افعال تؤكد جديته وتلك هي المشكلة، لماذا لا يوقف حزب الأمة كل المفاوضات مع الحكومة احتجاجا على ما حصل في دارفور وحتى يكون عندنا موقف مشرف تجاه جماهيرنا وتجاه هؤلاء الثكالى والأدلة موجودة والأسماء موجودة. لماذا لا نشترط على النظام إيقاف كل العمليات في دارفور وحل مشكلة أبيي وادخال كل القوى السياسية في الحل شامل. لماذا لا يعقد النظام المؤتمر القومي الدستوري الجامع ويكون من شروطنا بأننا سوف لن نجلس مع النظام إلا داخل صالة المؤتمر الجامع ويمكن أن نشترك في التحضير له إذا حددت مدة محددة له أما اي كلام في الهواء فالكلام ليس بمال كما يقال في المثل. حزب الأمة تقع عليه مسئولية تأريخية تجاه جماهيره فالسكوت على ما يحدث هذه الأيام في دارفور وكردفان تحت دعاوى أن هناك مفاوضات مع النظام لحل المشكلة وسوف نكون وكيل للنظام لحل مشاكله وفي اطار النظام نفسه فهذا امر خطير وسوف ندفع ثمنه عاجلاً أو آجلا.
علينا التأمل فيما يجري هذه الأيام وقراءة التصريحات التي تتبرج في الصحف والتي وردت من القيادات فسوف نستطيع أن نقرأ الخارطة السياسية للنظام والمعارضة وندرك أن هناك حالة تماهي خطيرة نجح النظام في تمريرها على بعض القوى السياسية وهذا هو مطلب النظام ومرماه في تخدير القوى السياسية الرئيسة وحتى تكون ديكور ديمقراطي يجمل قبحه الذي يسير برجليه في دارفور وكردفان وفي دور الصحف، ومن ضمن الصحف هذه الصحيفة التي تعرض رئيس تحريرها للإستدعاء وتعرضت بعض الاعمدة للحذف في اطار الرقابة على الصحف ولا ادري لماذا يخاف النظام من كلام مكتوب فإذا حذف اي مقال من الصحف فسوف يجد طريقه لصحف الانترنت والايميلات الخاصة وسوف يصل بشكل اكبر، والممنوع مرغوب، أو كما يقال، ولكن هل يعقل النظام أو جهاز أمنه والذي يعمل بعقلية ما قبل الانترنت بمقص الرقيب العتيد، تلك هي المشكلة.

Quote: الإنقاذ هي الإنقاذ مثل الحية التي تغير جلدها في مواسم محددة ولكن تظل الحية هي هي، لذلك دخل اناس كثر وخرجوا بما فيهم عراب الإنقاذ السابق الترابي

ابوهريرة
يادوب عرفتو سر الانقاذ..انشاء الله وقعت ليك كويس..انو انقاذ 91`/.96
99 /2000./2008
شي واحد.. مع تغير الاقنعة والجلود..
بالله.. الكلام دا فهمو كويس..لدبايبكم الفي واشنطون.. البيغيروا في
جلودهم..في كل.. مناسبة...

Quote: ولكن النظام سوف "يجرجرهم" إلى أن يوردهم مورد الهلاك، "وإذا كان الغراب دليل قوم اوردهم جيف الكلاب"

شكرا الاخ وسام
هذه وجهة نظر شخصية سوف ادعو لها بشكل ديمقراطي فاذا اقتنع بها البعض الحزبي فخير واذا لم يقتنعوا فخير وعلينا ان نرضى برأي الاغلبية ولكن سوف نظل نقول وجهة نظرنا وهذه ميزة اننا حزب ديمقراطي.

الأخ أبو هريرة زين العابدين
لك التحية و الإحترام

هنا صور أولئك الضحايا في صليعة و أبو سروج و سربا ....

صحيفة النيويورك تايمز تنفرد بنشر صور الدمار الذي الحقه ...وطني بمدينة أبو سروج

الشكر لك اخي محمد سليمان
وهنا قوائم الشهداء

قوائم شهداء أبوسروج وسربا في المعارك الاخيرة في دارفور

That is what I am talking about, Marching against Ingaz Gang

Thanks again Wesamm

--