مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ

مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ


03-04-2008, 08:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1204657854&rn=13


Post: #1
Title: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-04-2008, 08:10 PM
Parent: #0

مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ

حشدُّ الأسى

فاتِحةُ الحشدِّ

لا يستريحْ...
قد كَلّ هذا الذِهنُ،
من أنفاسِ نفسٍ تحتسيهِ...
وتمدّ في حدِّ الظلامِ دخانهِ،
وأظنها لما تنتشي/
قسراً...
تلمّ شذاهُ،
وتدفعُهُ إلى قصبِ الأسى...
وتذرُّ في ريقِ المدى:
تميمةَ نارِهِ...
يا نفسُ اِتحدي وقلبَ الطِفلِ،
في عقلٍ تشتتَ أنوارُهُ، واقتادهُ:
سِرٌّ من الأسوارِ،
ركّبَ مخرجَهُ...
واستباحَ ليلَهُ ونهارهُ.


نحيب

أراكَ يا جِدارُ،
تمشي بداخِلِكَ الأسرارُ،
والهمساتُ العابِرةْ.
وحين يجِنُّ ليلُكَ الكئيبُ
-لعفونةِ المدارِ-
ترتاحُ من بعضِ السّيرِ الغابِرةْ.
ومثلك...
يصطادُني الصّحو بالوساوِسِ،
تخدشُني العّبراتُ الحائرةْ.


الاحتشاد

سِرنا بقلبِ البحرِ،
كي يفضي بِنا بالصّدرِ،
فصّادنا:
ريحُ القهرِ...
وأوردنا عاثِرَ الحظِّ: الميلُ...
مُدنٌ تلفعتْ بالجدلِ،
اصطفتْها الضغائنُ،
غطى بطنها الليلُ...


النبع

في بلدتي...
تستلقي الألوانُ على الثرى،
ويستريحُ الهديلُ
-كُلُّ ليلةٍ-
بطرفِها الكحيلْ.
وببلدتي...
ينعسُّ السِّحابُ،
ويستعيدُّ وعيَّهُ:
العليلْ.
وببلدتي...
تجولُّ أُمي حافيةَ الوجلِ،
يبلُّ جسمَها الأملُ،
وينطُّ لهيبتِها:
القتيلْ.
ولبلدتي...
أُقسِّمُ أشواقي،
تطّوفُ...
وتبيتُ -إذ يهدها التعبُ...-
بحِجرِ أُمي الظليلْ.
وببلدتي...
بلَّ روحي الولهُ،
فاستفاقتْ من سُباتِها الطويلْ.
وببلدتي...
أرقتني المسافاتُ،
كلما بلغتُ قصيّاً في الجمالِ...
قِستُ مدىً -لا أعلمُ مداهْ،
بيني،
ومن يمنحُ الشيءَ الضئيلْ.
وفي بلدتي...
تهدأُ روحي/
إذ تمسّها السكينةُ الضاجةُ،
فتتنسمُ الحُبورَ،
يلفُّها العديلْ.


بلوغ

لكنما تقاطُعِ الطُرقُ،
أنهكّ خاطِري،
وشقّ في ظلامِ الأسى دربي،
فتآزرّ النحيبُ واليأسُ،
والعمرُ العجولْ.
وبينما بأحلامِ الصحوِ أشيدُّ المنالَ،
من صلصالِ الخيالِ...
تختبئُ المفاتيحُ،
يتلقفُني حشدُ الأسى الملولْ.

30/9/2007م



مدينتي تتدفأُ بالعُزلةِ



لأنها كبناتِها...
تحترقُ بالرّغبةِ،
ولا تمنحْ من يهواها:
قُبلةَ المحبةْ.
وكمثلِ سائرِ النساءِ
-في بِلادي-
تُسافِرُ ليلاً،
في موكبِ الشهوةِ المهيبِ،
إلى أطرافِ البيتِ،
كمثلهن...
تتلفحُ بالخصبِ والنضارِ/
بالصندلِ والدخانِ،
لكنها...
تفتحُ فخذيها بأولِ النّهارِ،
فيغزوها الهمجُ والتتارُ،
ممن يحلمون،
بكسرِ أطواقِها الرّهيبةْ.
ولأنها ترضعُهم ما يشتهون،
من خيراتِها الكثارِ...
فيتحلقون بمطعمٍ أو مقهىً،
يثرثرون ويعلِكون،
وحبذا لو استمالوا أحدَّ الأخيارِ،
لدسِّ ما يحملون من أفكارٍ كسيحةْ.
لكنهم...
-وكدأبهم-
مثلما أتوا،
يخرجون...
إلا ببطونٍ معبأةٍ،
بالعدسِ و (الجقاجِقِ)
والفولِ والطعميةْ.
والسوقُ في مدينتي،
يُعقدُّ في الأسبوعِ مرتين،
فيؤمهُ:
الدلالون والكذابون والعاشقون والمتسكعون والأراملُ والدجاجُ والحمامُ والكلابُ السائبةْ.
يفترشون أرضَهُ المُباحةَ،
ويلعلعون مِلءَ الاستقطابِ...
بينما عيوننا بحذرٍ ودهشةٍ وضحكاتٍ مُتفجِرةٍ،
تطلّّ من بعيدٍ،
لمناظِرِهم البائسةْ.
وكأننا كُنا في سِعةٍ،
والعوزُ يلكزُنا...
وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ:
السِلعَ البائرةْ.



حِيلٌ بيضاءٌ لعتقِ طائرٍ في عُنقِ الوردِ

+++إلى عصافيرِ الإشاراتِ: روح الطائر و جناحيه+++

رونقُ البدءِ/الوجد

(يقول الطائرُ: يا جهلي، أجهلُ أين ستفضي بي؟)

لا ينخفضْ سماهُ،
يخشى أن يتبعثرَ عذبُ الوجدِ:
بشُرفِ الشهدْ.
يمضي مكسّوراً –في هدأتِهِ-
يتشظى من وطأةِ شجنٍ مُحتدمٍ،
ينتفضُّ لأقصى المدّْ.
لا ينسى أن يُفلتَ بفضاءِ البهجةِ،
زقزقةً،
يُغلقَّ عينيهُ...
ويخطَّ قياماً عبر السِحرِ المُنسدلِ الممتدّْ.
يموتُ مِراراً،
كي يجترَّ رحيقَ الإيقاعِ المفتولِ...
ويمطرَ جمرَ الروحِ:
بشجوِ الشجنِ المحتدْ.


رقصةُ الطائر

يرقُصُ...
ما مِن شُرخٍ في خُطواتِ الطّيرِ،
جِناحا حِجلٍ حملا عُرسَ البهجةِ،
واستاكّ الصّمتُ...
- برقتْ أوقاتُ الضوءِ،
انهزمتْ حِيّلُ الليلْ-.
.
.
.
يُغرِّبهُ...
في شهدِ الشفقِ،
الوترُ،
يُهطِّلَ عينَ السعدِ...
ويشدو:
شدّ سديمُ البدءِ عِواءِ الطَّرقِ،
وأغفى السأمُ بكفِّ الويلْ.
.
.
.
يشربُ:
ما مِن حَيلٍّ/حَلٍّ،
يخضلُّ حدّ الوجلِ،
يحاصرُهُ:
موجُ النّزقِ،
وشقشقةُ الميلْ.



نقشُ الخميلة

من جرداءٍ تتسامى للسفحِ،
هطلتْ...
وتمشتْ كأريجٍ في روحِ القلقِ.

ما مِن خفقٍ يمنحُ ريقَ المُختلِ:
زِحاماً...
يتكدسُّ خبراً في شبِّقِ الورقِ.

يا من ضختْ أقصى الرّيشِ ربيعاً،
ما أشقاه...
هذا الخفقُ خميلةْ،
لكن الرُّوحَ سديمُ النّزقِ.



عتبةُ الشقشقة

في إشارةٍ إلى ثلاثِ عصافِيرٍ تُنقِّرُ أوردةَ الطائرِ،
فينتشي قاعُ الدّمِ...

تنثُرُ وردةُ الحُبِ عِطرَها،
فيتشّققُ من الظمأِ
-على ريقٍ مُبتلٍّ-
سقفُ الفمِ.

لكأنهم أطيافُ عِشقٍ وشذى،
أو كواكبٌ تُرتّبُ خيالَ جامِحٍ،
ريشتُهُ السِحرُ،
ألوانُهُ المدى،
ورعشتُهُ ابتكارُ الحُلمِ...

لكأنهم...
"لأنهم قُبالتهُ،
وقِبلةُ احتمالُهُ"
يفِضّون حناياه،
يضمدّون غابَ الألمِ.



قيامةُ الرُّوحِ

المارِقُ من نزواتِ الموتِ،
يزرعُ أرضَ البؤسِ شُهبا/
.... فما أشقى عينُ اللَّيلْ.
.
.
.
ما غطى الطائرُ حُرقتَهُ...
أو دسّ بحِممِ الرُّوحِ،
وجسدِ التوقِ،
بقايا حَيلْ.

إذ ذاك الويلُ...
جادْ نسيمُ الشوقِ،
بالثملِ...
وانساقْ كمطرٍ في أرضٍ،
يسدُّ الرّمقَ،
ويوفي الكيلْ.

وإذ ذاك الويلُ...
ما أنبلّ هذا الرحِمُ،
غطى بالحبقِ بابَ القلقِ،
وشرعَ يردُّ الرُّوحَ،
بضحكاتٍ بيضاءٍ تنسابُ كما السيلْ.

وإذ ذاك الويلُ...
هرعْ الطائرُ في الطُرقاتِ/
يرهفَّ،
علّ المطرُ يصبُّ يقيناً:
أغنيةَ الميلْ.


رُقيّةٌ للقتيلِ

لأن الرُّقيّةَ من ريقٍ مشقوقٍ،
تشقُّ دُروباً مُتقنةً في جسدِ الطائرْ...

والشمسُ كإعصارٍ أعمى،
تتشحطُّ في النظرِ الحائرْ...

شدّ الوقتُ سِتارَ الحُلكةِ،
والطائرُ،
في وكنِ الشوقِ/
شحيحاً،
يحثَّ رياحَ الوجدِ:
قطفْ القلبَ الثائرْ...


عتق

" الدمُ يتشتتُ كماءِ الخريفِ في كمدٍ،
بينما صفقُ الرُّوحِ
–يابِساً-
يُصفّقُ...
يسقطُ حذا الدمعِ،
ويغيبُ في البدّدْ...

تقولُ:
ما مِن أحدْ...
أنتَ الذي استملتَ سلةَ الجسدِ،
واشتبكتَ...
فلا يدركنّ مُسرِفٌ،
بأيِّ جنبٍ تلَجُّ ريحُ الأبدْ.

وما مِن أحدٍ،
ما مِن أحدْ!!

قُرابةُ تحليقٍ،
والتفاتةٍ،
شاكستْ قوائمُ الطائرِ الهواءِ،
وأمسكتْ نبوءةَ العرافةِ،
وبللتها في المسدّْ....

وما مِن أحدٍ،
ما مِن أحدْ.

قطفْ الطائرُ حيرتَهُ،
فمن مِن هُناك يرتقُّ الوجلَ،
ويسرِبُ للطائرِ وشاياتٍ:
أسمكَ وحورَ عينٍ في صدرِ الحنانِ...
يتزلزلُ تحتهُ المكانُ،
ويسقطَ من الفرحِ المجنونِ
فمن....
...
وما مِن أحدْ.".






شهقةُ الخُروجِ

" الطائرُ من شقشقةٍ يكبِّتُها...
ما ارتطمَ بشقِّ الشمسِ قُشورٌ رصدتْها:
حِيلُ الشوقِ "

8/9/2007م

Post: #2
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: Muna Khugali
Date: 03-04-2008, 09:23 PM
Parent: #1

..........

..........

كل ما أقرا ليك وأقول أتداخل..
ما اعرف أكتب شنو..
من روعة قصايدك..


شكرا علي الجمال ..
واعذرني علي عدم القدره علي الكتابه..

Post: #3
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-04-2008, 09:58 PM
Parent: #2

عبورك بحد ذاته منى
أبلغ وأعمق كتابة

Post: #4
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: مجدي عبدالرحيم فضل
Date: 03-09-2008, 01:58 PM
Parent: #3

صديقي الجميل آبا سامر

عندما نسمر عن لقاء الشوق تخرج لنا من المكنون أروع الدٌرر

فأختي مني معها ألف حق إن عجزت عن الكتابه فمثلك بله لا تغيب

عنه الحروف بل تخضع له طائعه محتار وهذة المدينة سياجها الأسي والعٌزلة’ والحِيَِلُ

هي لَفِيف من قصاص القصيًد سبحنا فية بدون ماء بحر ولاصفاء نيل به الوجه فاتنتي

والسربال ثوب العفه .

بله رطب الوهاب لسان حالك ياأخي الجميل .

،،،،أبوقصى،،،،

Post: #5
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-09-2008, 08:37 PM
Parent: #4

هي اختزالات الفقد
العوز
الحميمية

هي النحيب المر
صاحبي
والذكريات
والأوجاع



من منا لا يبكي في غربته
مدينته
وأنفاسه التي كانت ضاجة في حوافها
الأهل
الأصدقاء والصديقات
الحبيبة


من منا يا صاحبي لا تأكله الأشجان


سلمت صاحبي
ولك الحب

Post: #6
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: mohmed khalail
Date: 03-09-2008, 09:08 PM
Parent: #5

بله..

الحضورالي بوستاتك..

والدخول الي عالمك المخملي جميل..متعة لا تضاهيها متعة

اكتب يا زول يا رائع..

ودعنا نستمتع..

Post: #7
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-14-2008, 03:40 PM
Parent: #6

كلما داهمتنا الكتابة صاحبي فإننا بخضم الاحتراق
إن في مهمه الغبطة المُستلبة
أو الأحزان المستشرية


يعزينا الأصدقاء بجمالهم
وجملهم
من حيث التبصير
أو التنصير (من النصر ولا أعلم هل يجوز تصريفها هكذا لكني أردتها متناغمة مع التبصير)

لك التحايا والمحبات

Post: #8
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: محمَّد زين الشفيع أحمد
Date: 03-14-2008, 08:39 PM
Parent: #1

*** قراءةٌ في مَدينةِ بلَّه ***

النَّصُّ عبارة عن صورة مركَّبة وواسعةٍ اعتمدَ فيها الكاتبُ اعتماداً جميلاً
على المعاني الرَّاقية التي بناها على العلاقات الإستعاريَّة ..
وهُناكَ ثيمات رائعة تأسَّسَ عليها متخيِّل الكاتبِ الشِّعْري
وظهرت بمستوياتٍ لغويَّة متفاوتة ، وكأنَّما أراد أنْ
يُعبِّرَ لنا الكاتبُ بأنَّ هناك نقصاً جوهريَّاً وحادَّاً في مقوِّماتِ
حياتِهِمْ في المدينة ..
ويحكي لنَا أيْضَاً كيفَ تَبْدُو الحياةُ
في مدينتِهِ ، باكتِظاظِها بالقادمين لسُوقِها
والذي يَقَعُ في يومينِ من أيَّامِ الأسبوعْ ،
ويحكي لنا عنْ كيفيَّةِ شرائهم لأغراضِهم ،
وملءِ بُطونِهم بأصنافِ الأطعمة من مَطاعِمِها العامرةِ
بالوافدينَ ، والكاتبُ ورَكْبُهُ
خِلْسَةً يرقبونَ المكانَ
يَمْنَعُهُمُ عنها العَوَزُ والفاقة ..

* قائلاً :

Quote: ( لأنها كبناتِها...
تحترقُ بالرّغبةِ،
ولا تمنحْ من يهواها:
قُبلةَ المحبةْ.
وكمثلِ سائرِ النساءِ
-في بِلادي-
تُسافِرُ ليلاً،
في موكبِ الشهوةِ المهيبِ،
إلى أطرافِ البيتِ،
كمثلهن...
تتلفحُ بالخصبِ والنضارِ/
بالصندلِ والدخانِ،
لكنها...
تفتحُ فخذيها بأولِ النّهارِ،
فيغزوها الهمجُ والتتارُ،
ممن يحلمون،
بكسرِ أطواقِها الرّهيبةْ.
ولأنها ترضعُهم ما يشتهون،
من خيراتِها الكثارِ...
فيتحلقون بمطعمٍ أو مقهىً،
يثرثرون ويعلِكون،
وحبذا لو استمالوا أحدَّ الأخيارِ،
لدسِّ ما يحملون من أفكارٍ كسيحةْ.
لكنهم...
-وكدأبهم-
مثلما أتوا،
يخرجون...
إلا ببطونٍ معبأةٍ،
بالعدسِ و (الجقاجِقِ)
والفولِ والطعميةْ.
والسوقُ في مدينتي،
يُعقدُّ في الأسبوعِ مرتين،
فيؤمهُ:
الدلالون والكذابون والعاشقون والمتسكعون والأراملُ والدجاجُ
والحمامُ والكلابُ السائبةْ.
يفترشون أرضَهُ المُباحةَ،
ويلعلعون مِلءَ الاستقطابِ...
بينما عيوننا بحذرٍ ودهشةٍ وضحكاتٍ مُتفجِرةٍ،
تطلّّ من بعيدٍ،
لمناظِرِهم البائسةْ.
وكأننا كُنا في سِعةٍ،
والعوزُ يلكزُنا...
وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ:
السِلعَ البائرةْ. )



.. وفي المقاطعِ التالية :

Quote: ( أراكَ يا جِدارُ،
تمشي بداخِلِكَ الأسرارُ،
والهمساتُ العابِرةْ.
وحين يجِنُّ ليلُكَ الكئيبُ
-لعفونةِ المدارِ-
ترتاحُ من بعضِ السّيرِ الغابِرةْ.
ومثلك...
يصطادُني الصّحو بالوساوِسِ،
تخدشُني العّبراتُ الحائرةْ. )


نلاحظُ في الدَّوال التَّالية :
جدار ، أسرار ، عفن ، وساوس ، خدش .. بجميع اشتقاقاتِها
فهماً وبرغمِ دلالاتِها المظلمة فقد أضاءتْ لنا عتمةَ النَّصّ وغَذَّتْ
روحَ النَّصِّ وذلكَ بتقاطُعاتِها المختلفة مع ذاكرةِ الكاتبِ وطريقةِ
استخدامِه لها ....

وفي مقاطعَ أُخرَ مثلْ :
Quote: ( في بلدتي...
تستلقي الألوانُ على الثرى،
ويستريحُ الهديلُ
-كُلُّ ليلةٍ-
بطرفِها الكحيلْ.
وببلدتي...
ينعسُّ السِّحابُ،
ويستعيدُّ وعيَّهُ:
العليلْ.
وببلدتي...
تجولُّ أُمي حافيةَ الوجلِ،
يبلُّ جسمَها الأملُ،
وينطُّ لهيبتِها:
القتيلْ.
ولبلدتي...


استطاعَ الكاتبُ أنْ يتحدَّثَ لنا من داخلِ النَّصِّ فنجدهُ ينقلُ لنا ابتسامَ
السَّماءِ في مدينتهِ ..
ويَصف لنا حالُ أمِّه في هَيْبَتِها وحُنُوِّها عليْهِمْ ، ويحدوها الأملُ
في مُسْتَقْبَلِهم الذي تراهُ في عُيُونِها مُشْرِقَاً ..
..


*** - الملاذُ النَّحويُّ للنَّصِّ ودَلالاةُ اللغة - ***

* - في قَوْلِكَ :

Quote: ( وتمدّ في حدِّ الظلامِ دخانهِ، )


الفعلُ تَمَدَّ : هلْ تقصِدُ تمَدَّدَ

تمَدَّى ..

* - قَوْلُكَ :

Quote: ( وتذرُّ في ريقِ المدى:
تميمةَ نارِهِ... )
تذَرُ : الرَّاءُ عليْها ضمٌّ فقط دونَ تشديد.

* - في قَوْلِكَ :
Quote: ( يا نفسُ اتحدي وقلبَ الطِّفل ، )


استخدَامٌ نحويٌّ جميل ،
حيثُ الواو هيَ واوُ المعيَّةِ
وقلبَ : مفعولٌ مَعَهُ اكتملتْ بهِ شروطُ
المفعولِ معهُ الثلاثة ،
أعجبني استخدامُكَ لهُ هُنَا جدَّاً .


* في قَوْلِكَ :

Quote: ( تخدشُني العّبراتُ الحائرةْ ) .

العَبَرَات : عينُ الكلمة عليْها
فتح وليسَ تشديد لأنَّها مسبوقةٌ
بـ " أل القمريَّة " ..


* في قَوْلِكَ :
Quote: ( فصّادنا: )
: حرفُ الصَّاد عليهِ
فتحٌ فقط دونَ تشديد.

* في قَوْلِكَ :
Quote: ( ينعسُّ السِّحابُ،)

ينعسُ : عليها ضمٌّ فقط دونَ
تشديد.

* في قَوْلِكَ :
Quote: ( تجولُّ أُمي حافيةَ الوجلِ،)

تجولُ : كذلك ضمٌّ فقط على حرفِ
اللامْ .

* في قَوْلِكَ :
Quote: ( أُقسِّمُ أشواقي،
تطّوفُ... )
تطوفُ : حرفُ الطاءِ عليه ضم فقط
لا تشديدْ .


* في قَوْلِكَ :
Quote: ( وتبيتُ -إذ يهدها التعبُ...-
بحِجرِ أُمي الظليلْ.
وببلدتي...
بلَّ روحي الولهُ،
فاستفاقتْ من سُباتِها الطويلْ.
وببلدتي...
أرقتني المسافاتُ،
كلما بلغتُ قصيّاً في الجمالِ...
قِستُ مدىً -لا أعلمُ مداهْ،
بيني،
ومن يمنحُ الشيءَ الضئيلْ.
وفي بلدتي...
تهدأُ روحي/
إذ تمسّها السكينةُ الضاجةُ،
فتتنسمُ الحُبورَ،
يلفُّها العديلْ. ) ..


مقاطعٌ رائعةٌ سليمةٌ تماماً
ومُعَافاةٌ من الأخطاء.


* في قَوْلِكَ :

(
Quote: لكنما تقاطُعِ الطُرقُ،
أنهكّ خاطِري، )


لكنَّما : إعرابُها كافٌ ومكفوفٌ
لكنَّ : أداةُ استدراك تنصِبُ
ما بعدَها فيكونُ اسْمُها لكنَّها مكفوفةُ
العملِ هُنا أيْ بطلَ عَمَلُها هُنا
وذلكَ لدخولِ ( ما ) عليها
و( ما ) تُسَمَّى كافَّةٌ لأنَّها
أبطلتْ وكفَّتْ ( لكنَّ ) عنِ
عملِها.
لِذا فالذي يليها يكونُ مُبْتَدَأً ،
وكلُّ ذلكَ يَدُلُّ على أنَّ الجديرَ بكلمةِ
( تقاطعِ ) أنْ تكونَ مرفوعةً هكذا :
لكنَّما تقاطُعُ الطُّرُقِ
ويكونُ إعرابُها الثَّاني هوَ
تقاطعُ : مضاف ، والطرقُ مضافٌ
إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ .

* في قَوْلِكَ :

Quote: ( وشقّ في ظلامِ الأسى دربي،
فتآزرّ النحيبُ واليأسُ، )


فتآزرَ : لا داعي لتشديدِ الرَّاءِ هُنا .

* في قَوْلِكَ :
Quote: ( والعمرُ العجولْ.
وبينما بأحلامِ الصحوِ أشيدُّ المنالَ، )


أشيدُّ : ضم فقط ولا داعي لتشديدِ الدَّال ،
أحِلْ التشديد إلى الياء مع الكسر.
أُشَيِّدُ .

* في قَوْلِكَ :

Quote: ( وحبذا لو استمالوا أحدَّ الأخيارِ، )


أحدَّ : الدالُ عليها فتحٌ فقط دونَ
تشديدْ .

* في قَوْلِكَ :

Quote: ( والسوقُ في مدينتي،
يُعقدُّ في الأسبوعِ مرتين، )


يُعْقَدُّ : ضمٌّ دونَ تشديدٍ ،
ومرتيْنِ : الأحرى بها أنْ
تَكونَ مرفوعةٌ بالألِف (مرَّتانِ )
لأنَّها خبَرٌ
فتكونُ الجملةُ هكذا :
يُعْقَدُ السُّوقُ في المدينةِ مَرَّتانْ .
يُعْقَدُ : فعلُ مُضارعٍ مبني للمجهول
والسُّوقُ نائبُ فاعلٍ
مَرَّتانِ : خبرُ المبتدأ مرفوعٌ بالألف
لأنَّها مُثنَّى .


* في قَوْلِكَ :

Quote: ( والعوزُ يلكزُنا...
وخلفنا أمهاتٌ ينتظرِنَ:
السِلعَ البائرةْ .)


مَقْطَعٌ يضجُّ جمالاً
وروعَة.


* في قَوْلِكَ :
Quote: ( لا ينخفضْ سماهُ، )


ينخفض : الجديرُ بها في
اعتقادي أنْ تكونَ مرفوعةً
لأنَّ ( لا ) الموْجُودة هذه
هيَ ( لا النافية )
وليسَتْ ( لا النَّاهية )
كما ظَنَّ الكاتبُ .

* في قَوْلِكَ :

Quote: ( ينتفضُّ لأقصى المدّْ.)
ينتفِضُ : الضَّادُ عليها ضمٌّ فقط
لا تشديدَ معهْ .

* في قَوْلِكَ

Quote: ( ويشدو:
شدّ سديمُ البدءِ عِواءِ الطَّرقِ،
وأغفى السأمُ بكفِّ الويلْ. )


عُواء : تكونُ بِضمِ العَيْن ،
كما أنَّ موقعها الإعرابي بمقطَعِكَ
مفعولٌ به منصوب والفاعلُ هوَ ( سديمُ البدْءِ )
فيكونُ المقطعُ هكذا :
شَدَّ سَديمُ البَدْءِ عُوَاءَ الطُّرُقِ.
لذلكَ أرجو أنْ تُحيلَ الكسرةَ إلى فتحة.
.

* في قَوْلِكَ :

Quote: ( يشربُ:
ما مِن حَيلٍّ/حَلٍّ، )


حَيْلٍ : بها كسرتان بالأسفل
لا يَصْحَبهما تشديدٌ .


* في قَوْلِكَ :

Quote: ( يتكدسُّ خبراً في شبِّقِ الورقِ ) .


شَبْق : حرفُ الباءِ عليهِ سُكونٌ
فقطْ.



* في قَوْلِكَ :

Quote: (في إشارةٍ إلى ثلاثِ عصافِيرٍ تُنقِّرُ أوردةَ الطائرِ،)


ثلاثِ عَصافير : الأحرى بها أنْ تكونَ
( ثلاثة عصافير )، وذلكَ لأنَّ
العددَ منْ ( 1 – 9 ) تُخالفُ
المعدودَ تذكيراً وتأنيثاً .

* في قَوْلِكَ :

Quote: ( لكأنهم...
"لأنهم قُبالتهُ،
وقِبلةُ احتمالُهُ" )


احتمالِهِ : يجبُ كسرُ اللامِ منها
وذلكَ لأنَّها مُضافٌ إليهِ .

* في قَوْلِكَ :

Quote: ( ما أنبلّ هذا الرحِمُ،)


إنْ كنتَ مُتَعَجِّباً فتكونُ جملَتُكَ
هكذا :
ما أنبلَ هذا الرَّحِمَ !.

وبحسبِ ما أتذكَّرهُ أنَّ جملَتَكَ
أعلاهْ كانتِ السببَ الأساسيَّ
في وضعِ علمِ النَّحوِ
منْ قِبَلِ أبي الأسودِ
عندما أخْطَأتْ ابنتُهُ في قَولِها لهُ
" مَا أحْسَنُ السَّـماءِ ،
فقالَ أبُوهَا : نُجُومُها ،
فقالتْ لَهُ : أتعَجَّبُ يا أبَتِ
ولا اسْتَفهِمْ ؟ ،
فحدا بهِ ذلك لأنْ يَذهبَ إلى الخليفةِ
الرَّاشدِ علي بنِ أبي طالبٍ يُخبِرُهُ
بأنَّ النَّاسَ قدْ لَحَنَتْ في قَوْلِها كثيراً
ويستشيرُهُ في أنْ يَضَعَ لهمْ شيئاً
يلتَزمونَهُ عندَ حديثِهمْ ،
فقالَ لهُ الخليفةُ الرَّاشدُ على بن أبي
طالب : ما أحسنَ النَّحْوَ الذي نَحَوْتَهْ
، ولذلكَ سُمِّيَ بعلمِ النَّحْوِ ..
ولِتُصَوِّبْني إنْ أخْطَأتُ فنحنُ هُنا لتبادُلِ
المعرفة .
.

بلَّه .. يا أيُّها الرَّائعُ
في زمانِ ذَهَابِ
ماءِ الرَّائعين ..
تقبَّلْ منِّي هذا المِدادَ
على بساطِتِهِ
وحتْمَاً ألْتَقيكْ ..

احترامي لكَ تُزَيِّنُهُ ورودُ
الأناقةِ والبهاءْ ..


وأنا طِفْلُ حرفٍ يَحْبُو لسَمَاعِ
جُلُوسِ الكتابة على رفيفِ بَوْحِكَ
العتيقْ ..

ولكَ اندهاشي كُلُّه ..

فرْضُهُ ونَفْلُهْ ..





أخوك دائماً / محمَّد زين ...

Post: #9
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-15-2008, 12:41 PM
Parent: #8

دعني أولاً أعبر عن ابتهاجي اللا موصوف
لما قمت به من جهد
يقعد حروف الثناء عليك



كن هكذا دائماً كما أنت
وأعلم أنه هو الأبقى
والمقصد



ولا زلت يا أنا متشبثاً بالأقاصي
أحاولُ لملمة ما وثب منها
للإتيان بما أرى

لا زلت
وتعي ما يحيط



محباتٌ لا تتقاعس
إلى حين عودة

Post: #10
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: هاشم أحمد خلف الله
Date: 03-15-2008, 01:01 PM
Parent: #9

نص جميل ورائع لا بل مجموعة نصوص منظومة بشكل رائع
إلي الأمام دائماً يا بله .

Post: #11
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-15-2008, 01:06 PM
Parent: #10

لك المحبات أبداً صاحبي المتفرد المعطاء
إذ تحتفي بحرفي
وتبعث الدفء بصدري

لك التجلة والمحبات

Post: #17
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-15-2008, 08:07 PM
Parent: #9

لكم أشبعت روحي
يا أنا
ونفختَ فيها رغبة الدفع بما حتحت الصدأ أصفره على حروفه
لكم نحن بحاجةٍ إلى من يسند بالاتزان انفلاتاتانا
يقوم جنوحنا
وجنوننا
أبذل لك
لهذا
وللشاسع بيننا
المحبات
وأعلم أنها دونك لا من رغبة بي لذلك
ولكن الحروف لا طاقة لها وإنما تلويحات قد لا تستبين
وبها مجتمعة ألوح لروحك






تمد إنما عنيتُ بها تناول

ما أنبل هذا الرحم
ليس بي تعجبٌ وإنما تأكيد


أما ما تبقى فسيتم التعديل



ويا صاحبي وأنا
(الشعر صعبٌ طويلٌ سلمه...)
وذا حالي في هذا الباب (النحو) الذي أهملته
ويا للندم
وقد كان الأجدر بي الإلمام إن لم يكن التجويد
لكن تكمن مشكلتي الأساسية في الهرب الدوءوب/الأبله من (التأكدم)
وهذا لعمري عين الخطأ



سلمت يا أنا
وعشمي الأكيد أن لا تسأل نفسك مرةً في تبيان ما ترى
أكن لك من الشاكرين


محبتي

Post: #12
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: د.محمد حسن
Date: 03-15-2008, 01:13 PM
Parent: #1

الاخ بلة

كنت هنا


الجم الجمال لساني

فصمت

Post: #13
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-15-2008, 01:19 PM
Parent: #12

منبع الجمال أنت صاحبي
ومن شساعته
ننهل

فلنا الصمت والإصغاء
وبعض المحاولات الخائبة

Post: #14
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 03-15-2008, 01:49 PM

أخي الأديب الأريب / بلة

سلامٌ على روحك الطيبة


ينساب شعرك كهدير الموج على الأضواء المعتقة الكاشفة لزرقة السماء وأنا كمن يقف على رصيف بوادي عبقر ، أستمع مستمتعاً لشعرك ينهمر بسرعه كشلال يصب على جدار الحلم،أستيقظ وحيدا إلا من الألم، وعلى رفرفات نغمات نايك الفيروزي أرتحل معك لأرى مدينتك ، فإذ بي أمر عبر أزقتها وحواريها حتى أقف أمام شاطيء البحر فتسرقني مدينتك عاشقة البحر،وهي ترسل هديلها الأبيض الملائكي الأسطوري عبر ألحانهاالتي تذرف إيقاعات مختلفة تتشظى لها أوتار المنافي بعيدا في ذاكرة الجرح غير آبهة بي وأنا العاشق لبوح القصيدة لأنثى القلب مدينتك التي رسمتها لوحة بنص أناح عزمي .. فترفق بالكهول من أمثالي الذين تفعل بهم الكلمة فعل السحر .. رائع .. أدهشتني برمزية مموسقة تنساب على الحس في رقة فترسم لوحات خبأها الشاعر في حروفه فأطلقنا العنان للخيال لنتخيلها لوحات جميلة

Post: #15
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: مهتدي الخليفة محمد نور
Date: 03-15-2008, 01:53 PM
Parent: #14

عزيزي بلة, تحياتي
لم تدع مكانا لقول...ما علي إلا أن أقرأك و أمتع نفسي بحرفك...مودتي

Post: #16
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: سلمى الشيخ سلامة
Date: 03-15-2008, 02:56 PM
Parent: #15

متفائل / متشائم / متربع على سدة الحياة وممتن لها فى شخص امك
متناول لكل تفاصيل حياتنا اليومية
لكن اللغة لديك تتمشى بين الناس
هى لغة اليوم والغد
تحاول ان تجد حلا
لكل مشكلة
لكن الشاعر يمشى بين اللغة
فيك
فيك الحل وفيك المشكل
لان اللغة احيانا لديك منغمسة فى الظل اخرجها للضوء يا صديقى
لاتتبع الحس الاليم فكلماتك احيانا فيها الشدو
وفيها الالم
لكن مع ذلك هناك امل فى نهاية النفق
تابعه
تابع ذلك الضوء ستصل
لك محبتى

Post: #20
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-15-2008, 09:10 PM
Parent: #16

هو ذا سلمى

أعدتني إلى حديث صاحبي الجميل والمجنون
عبد الوهاب الملوح
الشاعر التونسي وسيم العبارة
حين قال:
دام أنك ملعون جميل
فأبعد عن الدخول في مطبات التفاصيل الجانبية في الكتابة
لأنها تدخلك في ما لاحاجة له

لا أعلم صدقاً كيف يمكنني الهرب من احتدام اللحظة
لعل العودة إلى الإعادة إفادة
بينما أخشى كثيراً من الإعمال في النص
فالإعمال يذهب لمعته
وعذريته
بينما لابد مما ليس منه بد




لك التحايا سلمى
لعبورك المشرق مثلك

Post: #22
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-16-2008, 07:44 PM
Parent: #20

وأدناه أيتها الجميلة سلمى رصدٌ لبعض أوجاع المسافات والبكاء في غياب الحبيبة


آثارٌ هشةٌ لعابرٍ
"إلى أمي وهي تجرحُني بالمسافةِ"





1)
من يدري
قد تتآكلُ الطُرقُ
وأنتِ هناك
تلثمينَ العابِرين بالسؤالِ
وتُضجرينَ الهاتِفَ بالنظرِ

تستشفينَ ملامحي من الأسِرةِ
من أحلامٍ تطاردينها في الصحو

من يدري
قد تَستبقَين للمسافةِ عُمرٍ
تهزمينَ التواريخَ المُنصرِفةَ
تُهشمينَ الأبيضَ من الشَعرِ
وتنسينَ في حلقِ الانتظارِ
هُتافَ الضريرِ
المُخطئُ في رصدِ المسافةِ
بين البياضِ
وشغبِ الروح
المُدرِكُ لحتميةِ المسارِ
على أجنحةِ اليمامِ
يُنظِفُ أنسجةَ الركضِ المُتعثرةِ
يتواءمُ مع النفوسِ السخيةِ
الناقمةِ على احتكارِ الأزمنة

من يدري
قد يفقأُ البياضُ منافذَ الغفوةِ
يرسمُ الأجنةَ بشكلٍ دائري
بؤرتهُ الرُّوحُ
وأجنحتهُ الوئام

من يدري
فقد تُهزمُ الطُرقاتَ المُسفلتةَ بدماءِ المارةِ
وتنهرُ أنهارُ الحليبِ الدِّمنَ

2)
من يدري
قد نستدلُ بالخافِتِ من الأثرِ
على قنينةِ الرُّوحِ
فنتجرعُ همساتَ النظرِ
وقد تفضحُنا الأشجانُ
فتلاحقُ خُطانا
وتسبقُها بالنشيدِ المعزوفِ على أوتارِ الرغبةِ
حيث العناقُ مُمارسةٌ مُتهدجةُ الأنفاسِ
والكرى يُغالبُ أجفانَ الجسدِ
والحديثُ أكملُهُ في الغفوةِ
والنبيذُ حفنةٌ من الاقترابِ للحريقِ
لا أتخيلهُ يسمو دون أن يتأبطَ ذراتَ الحِسِّ
ويصعدُ بها للذروةِ
يطهرُ خيالَها من الكآبةِ
والنرجسيةِ

من يدري
قد يستدلُ
تضربُ أصابِعُهُ بانتظامٍ
يتوالدُ تحته السريانُ
والهطولُ
والارتعاش

غزيرٌ أنت أيها القلبُ
حين يكونُ بمقدورِكَ
جسَّ المسارِ
والتدلي في عُمقِهِ
دون أن تخرقَ الآهاتِ
بخشخشةِ الجسدِ
ويلامسُ المطرُ النباتَ
عند بابِ الخُروجِ
فتبكي دَقةُ المشهدُ على عنفوانِ المزيجِ
والكهرباءُ ارتعاشُ الفِراشِ
إن أحتكَ بأنفاسِ العابرين
وغبطةَ الوسادةُ المكورةُ تحت جذوعِ البنات

ولا دهشةَ سوى الحريقَ
وهسهسةَ الطريقَ
والبللَ المدسوسَ في أنحاءِ الليلِ
والمُمزِقَ لقنينةِ الخفرِ بالبوح

جدة 8/6/2005م


Post: #19
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-15-2008, 09:00 PM
Parent: #15

سلمت صاحبي الجميل
أنتم من تمتعون الروح
وتبعدون عنها الكدر

Post: #18
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-15-2008, 08:51 PM
Parent: #14

يا صديقي الجميل
في عبورك السلام

و
لك عبق القلب
وأفراح الروح


ولي الصمت
في مساحاتك الضوء

وعذراً لأني هناك (يا فراقداً...) ماطلتني الأيامُ
وتداعياتها
وحتماً بيننا الكثير


بك الإعزاز
ولك المحبات

Post: #21
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: Ishraga Mustafa
Date: 03-15-2008, 10:13 PM
Parent: #18

Quote: قيامةُ الرُّوحِ

المارِقُ من نزواتِ الموتِ،
يزرعُ أرضَ البؤسِ شُهبا/
.... فما أشقى عينُ اللَّيلْ.
.



وما اشقى الروح
ان الحياة لزجة برطوبة النفى والمنفى
ان الموت اكثر رحمة...



شكرا يابله على هذه الكتابة النشيج/الغناء

Post: #24
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-16-2008, 08:41 PM
Parent: #21

حالما يبتعد الجسد
تبدأ الروح في التعلق
بحبالٍ واهيةٍ
لا تستر أساها

لكأنا خُلقنا للشتاتِ
والبكاء العلقم

وكأن الغربة تتراكم
تتراكم
تميتنا كل يوم
فلا نتعشم في حياة
إلا في مدى لزوجتها اشراقة


لنا الله و (نشيج المحابر) اشراقة
والأشواق

Post: #23
Title: Re: مدينتي، الأسى و العُّزلةُ و الحِّيلُ
Author: عبدالله الشقليني
Date: 03-16-2008, 08:41 PM
Parent: #1



سيدنا في مقام الشِعر العالي : بلة

ما كنتُ أعلم أن الغيب عنك يأخذني إلى منفى ،
ما كنتُ أحسب أن الحُب جلسة نتفحص فيها الأشياء والكائنات ، والبشر .
ما كنتُ أحسبُ أن نجماً تألق مُشرقاً بالشِعر ..
يختفي بين اللفائف حتى تستوقنا اللغة المُسرفة في وصف المدائن ، فنجدكَ تمشي على رصيف الطريق .
أهلاً بك شاعرنا "بلة " ،
يا مُنضد الشوق يا زهو الكلام .
يا رفيقاً حين يرتمي القلب على رئة تتنفس الشِعر في بطون الوديان وأطراف المدن.
شكراً لك شاعر المُدن الرقيقة وأحشائها الخصر الذي يلُفك بالهوى فتغتسل من ذنوبك الأولى قبل ميلادكَ والرحيل .