Post: #1
Title: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: A/Magid Bob
Date: 03-02-2008, 10:45 PM
Parent: #0
رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
لا توصدوا الباب فى وجه فاروق!
نشرت مواقع إسفيرية هذا الإسبوع تفاصيل الحديث الذى وجهه الدكتور فاروق محمد إبراهيم النور من مركز الخاتم عدلان إلى المؤتمر الخامس للحزب الشيوعى. وهذا التعليق لا يعُنى كثيراً بمحتوى ذلك الحديث، بقدر ما يتطرق إلى موقف الجهات المسئولة فى الحزب الشيوعى منه، وصده عن الحديث فى دار الحزب الشيوعى السودانى. فالعبرة الآن ليس فيما يحمله الدكتور فاروق من آراء حول مراحل بعينها ودور أشخاص بعينهم فى تاريخ الحزب الذى أسهم مع بقية رفاقه فى وقت مبكر فى إرساء دعائمه وتثبيت أركانه منذ بداية نشاطه فى الكلية الجامعية. إنما العبرة فى بعث الحيوية والثقة فى المناقشة الجماهيرية، وتقديم المثال على رغبتنا فى الإصغاء لآوسع الآراء ومن مختلف المشارب. معلوم أن الرفيق فاروق قد جرى إنتخابه لعضوية اللجنة المركزية فى المؤتمر الرابع، وكانت له مساهمات حول مسألة الإصلاح الزراعى، لم تكن محل إجماع إقتصاديى الحزب. ولكنه خاض مناظرات نظرية رفيعة المحتوى على صفحات ‘أخبار الإسبوع‘ الموالية للحزب الشيوعى السودانى آنذاك. والرفيق فاروق إنسان مقدر فى أوساط المثقفين داخل الحزب وخارجه. ومشهود له بالثبات والإستقامة والنأى بنفسه عن مواقع الكسب الشخصى الذى تطلع إليه وناله أشخاص ومنهم شيوعيون سابقون يتضاءلون أمام شخصه وقدراته. ومعلوم أنه عبر عن آراء مخالفة لأغلبية أعضاء اللجنة المركزية وقواعد الحزب حول الموقف من نظام 25 مايو، وخلال المؤتمر التداولى فى أغسطس 1970 ولكنه لم يمض مع الإنقساميين آنذاك حتى نهاية الشوط. واستعاد عضويته بعد بضع سنوات معززاً مكرماً. وقد تطرق لتلك الأحداث من منبر الخاتم عدلان. وبكل ماأحمله لرفيقنا فاروق من إعزاز أرى بأن موقف الإدانة الشاملة الذى تمسك به تجاه المؤسس الحقيقى لحزبنا وقائده وشهيده عبدالخالق محجوب لا يتسم بالموضوعية والإنصاف المعروفين عنه. ولا ينسجم مع المنهج الجدلى الذى يضع ماأنجزه عبدالخالق وما لم ينجزه فى سياقه السليم. والحديث الذى تطرق إليه الدكتور فاروق حول مؤتمر الجريف وفى طياته تراجُع عبدالخالق عن قرار حل الحزب الشيوعى قد أسدل التاريخ عليه ستائره، ولم يعد يؤرق خاطر السواد الأعظم من أعضاء الحزب الذين يقدرون لرفاقنا السوفيت نصيحتهم لنا بأن لا نقدم على تكرار أخطاء حزب الطليعة الجزائرية والحزب الشيوعى المصرى بحل منظماتهم الشيوعية. كما أن الحديث عن جدوى بقاء الحزب الشيوعى السودانى لم يعد مسألة نظرية فى وقت يتأهب فيه أعضاؤه لعقد أهم المؤتمرات قاطبة فى تاريخهم. وهو أدرى بأن المطالبة بحل الحزب الشيوعى السودانى قديمة قِدم الحزب نفسه. وتباين وجهات النظر هنا أدفع به لا لإلغاء فكرة الحوار والتجديد حول مايضعه البعض فى عداد المسلمات، بل للتأكيد على ضرورته وتوسيع أوعيته. وكما قال محمد إبراهيم نقد "لا سفينة ولا جبال أرارات" ستنجينا من حتمية التغيير. بعض القضايا التى أثارها الدكتور فاروق قد تضمنها التقرير العام المقدم للمؤتمر الخامس. أتمنى أن يطلع عليه ويسهم بآرائه المقدرة فى مناقشته على النحوالذى يتثنى له. وبصريح العبارة أرى أن الدكتور فاروق سيسدى خدمة مقدرة فى إثراء المناقشة حول النشاط الرأسمالى فى القطاع الزراعى، وأزمة الحكم فى البلاد، ومستقبل علاقات الشمال والجنوب وبناء التحالفات السياسية واستكمال التحول الديمقراطى، وتنفيذ دعوته للمصارحة والعفو الخ. لقد حان الوقت لتفتح دور الحزب أبوابها وتفسح جريدة الميدان حيزاً مقدراً من صفحاتها، وتستحث الرفاق خاصة الذين ابتعدوا لسبب أو آخر عن نشاط الحزب للإطلاع على التقارير المتاحة والإدلاء بآرائهم. فمهمة تحويل الحزب الشيوعى إلى قوة إجتماعية كبرى إذ أخذت مأخذ الجد لا بد لها أن تستنفرالأقسام الطليعية من العاملين والمثقفين الوطنيين وبناة الحركة الديمقراطية والدكتور فاروق بلا شك فى مقدمتهم. لا يضيرنا فى شىء مدى التوافق والتباين فى المواقف هنا وهناك. فهنالك المئات من الأعضاء الذين أسهموا فى مسيرة الحزب فى فترة أو أخرى يتطلعون لإختبارجدية الشيوعيين فى الإصغاء لآرائهم وتخفيف القيود لتسهيل عودة الراغبين والمخلصين منهم إلى صفوف الحزب. مع خالص تحياتى
أرسل هذا الموضوع بداية إلى صحيفة ‘الميدان‘ الغراء بتاريخ 14 فبراير 2008
|
Post: #2
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: ابراهيم الكرسنى
Date: 03-03-2008, 03:21 AM
Parent: #1
عزيزى ماجد التحايا الحارة لك و لأمثالك من الرفاق لقد أكبرت فيك هذا الموقف المبدئى و النبيل تجاه صديقنا و أستاذنا د. فاروق محمد ابراهيم، لكن من يضيق صدره عن سماع وجهة نظر من هم فى مقام وقامة الدكتور فاروق، من حيث التاريخ و المساهمة النظرية ووضوح الرؤية، سوف يكون أكثر ضيقالسماع الرأى الآخر، أيا كان مصدره!! لك التحايا مرة أخرى و للرفاق التوفيق والسداد. ابراهيم الكرسنى
|
Post: #11
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Abdel Aati
Date: 03-04-2008, 04:31 AM
Parent: #2
Quote: لقد أكبرت فيك هذا الموقف المبدئى و النبيل تجاه صديقنا و أستاذنا د. فاروق محمد ابراهيم، لكن من يضيق صدره عن سماع وجهة نظر من هم فى مقام وقامة الدكتور فاروق، من حيث التاريخ و المساهمة النظرية ووضوح الرؤية، سوف يكون أكثر ضيقالسماع الرأى الآخر، أيا كان مصدره!! |
ابصم ..
|
Post: #3
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-03-2008, 03:25 AM
Parent: #1
Quote: لقد حان الوقت لتفتح دور الحزب أبوابها وتفسح جريدة الميدان حيزاً مقدراً من صفحاتها، وتستحث الرفاق خاصة الذين ابتعدوا لسبب أو آخر عن نشاط الحزب للإطلاع على التقارير المتاحة والإدلاء بآرائهم. فمهمة تحويل الحزب الشيوعى إلى قوة إجتماعية كبرى إذ أخذت مأخذ الجد لا بد لها أن تستنفرالأقسام الطليعية من العاملين والمثقفين الوطنيين وبناة الحركة الديمقراطية والدكتور فاروق بلا شك فى مقدمتهم |
|
Post: #4
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Atif Makkawi
Date: 03-03-2008, 03:55 AM
Parent: #1
Quote: لا يضيرنا فى شىء مدى التوافق والتباين فى المواقف هنا وهناك. فهنالك المئات من الأعضاء الذين أسهموا فى مسيرة الحزب فى فترة أو أخرى يتطلعون لإختبارجدية الشيوعيين فى الإصغاء لآرائهم وتخفيف القيود لتسهيل عودة الراغبين والمخلصين منهم إلى صفوف الحزب. |
الأخ دكتور عبدالماجد تحياتي وسلامي مساهمة جيدة تشكر عليها اذ أنها حتما قد عبرت عن الكثيرين وان كنا لا ندرى ما هي الأسباب التي دعت قيادة الحزب للاعتذار عن اتاحة الفرصة لدكتور فاروق لتقديم رسائله بدار الحزب, كما أنه أيضا لا علم لنا بالظروف التي جعلت دكتور فاروق أن يختار هذا التوقيت بالذات وبهذه الطريقه ليدلو فيها بدلو سبق أن نشر له وبالنص في (قضايا سودانية) وهو يعلم بأن التحضير للمؤتمر شبه مكتمل بما يعني أن كل شئ جاهز ...رغما عن كل ذلك كنت أتمني لو اتيحت له هذه الفرصة لأسباب كثيرة أغلبها قد تم الاشارة اليه في رسالتك التي وللأسف لم أطلع عليها في العددين السابقين لصحيفة الميدان ...كما أتفق معك تماما في ما ورد بالمقتبس أعلاه.
|
Post: #5
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Abdalla Hussain
Date: 03-03-2008, 04:24 AM
Parent: #1
د. عبد الماجد بوب
سلام وتحايا
في عدد الميدان الأخير في عمود الأستاذ نبيل أديب " لا جدوى من الصمت "، كتب د. فاروق محمد إبراهيم:
Quote: وهي تفعل ذلك ليس فقط لأنها تتهيب النقد الذاتي والإعتراف بالخطأ وإنما أيضاً لأنها ترفض خيار مؤتمر الجريف الذي يدعو إلى قيام حزب لا – أيديولوجي متعدد المصادر والخيارات مفتوح النهايات يستند إلى برنامج وميثاق محددين، وتنحاز إلى إستمرار تجديد « الحزب بتعديلات لا تمس جوهره كتغيير الاسم و أو « نظرية الثورة السودانية » أو تبني ما يسمى « الماركسية النظرية الجديدة . وبهذا فإن قيادة الحزب تعيد أزمته ولا تحيد عن الستالينية بتاتاً . |
أتحدى " رغم الحدة في كلمة أتحدى " د. فاروق محمد إبراهيم وأي شخص في هذا العالم أن يقدم لنا مثال واحد لحزب لا آيديولوجي؟.
|
Post: #6
Title: أشكركم على مطالعة آرائى !
Author: A/Magid Bob
Date: 03-03-2008, 07:56 PM
Parent: #1
الأعزاء إبراهيم الكرسنى عاطف مكاوى محمد عمر وعبدالله حسين تحياتى وتقديرى.
أشكركم على مطالعة آرائى فى الرسالة الموجه لرفاقى فى قيادة الحزب الشيوعى السودانى. وعدم نشر رسالتى يعزز القناعة لدى بضرورة تخفيف القيود إن لم يكن إزالتها عن الرأى الآخر. وتزداد الضرورة لإعتبارات أهمها أن مؤتمر الحزب القادم سيكون الأهم على الإطلاق منذ تأسيسه. والهم الأكبر الذى أنام وأستيقظ عليه هو ضرورة إقتحام آفاق التغيير وإعادة ترميم جسد الحزب وتجديد فكره وأوعيته التنظيمية وصياغة برامج عمل قصيرة ومتوسطة المدى لإنجاز مهام بعينها. هذه القضايا جسيمة وتتطلب مساهمة كل عقول وأفئدة أعضاء الحزب، الشىء الذى لم تلامسه ‘المناقشة العامة‘ إلا لماما. وعلى سبيل المثال لا الحصر أمام الحزب الشيوعى السودانى مهمة تجديد لائحته تجديداً حقيقياً يتيح لإشاعة الديمقراطية فى كل المستويات، وتقديم برنامج عمل يتناول قطاعات الإقتصاد والحياة الإجتماعية وبناء التحالفات السياسية لمحاربة الفقر، وحماية الطبقات والقوى الإجتماعية التى تعانى من وطأة ‘إقتصاد السوق‘ وحل المشكلات القومية التى تهدد لحمة الوطن، والعمل لجعل الوحدة خياراَ ينحاز إليه السواد الأعظم من مواطنى الجنوب، وبناء برنامجه على أساس المعرفة الإنسانية التقدمية. الخ.. هذه القضايا تتطلب توسيع أوعية الحوار والإنفتاح على الآراء المعارضة لا يضيرنا من أى إناء خرجت. فى هذا السياق طرحت آرائى التى لم تجد حظاً فى النشر فى الموضع الأنسب. وهدفى من نشرها فى هذا الموقع هو جذب المهتمين لإثرائها وتمتينها حيثما اقتضى الأمر.
|
Post: #7
Title: Re: أشكركم على مطالعة آرائى !
Author: طلعت الطيب
Date: 03-03-2008, 09:14 PM
Parent: #6
الاخ ماجد تحياتى رسالة مسؤولة اهم شىء التخلص من المركزية وفتح نوافذ الحزب لرياح الديمقراطية
|
Post: #8
Title: العزيز طلعت الطيب
Author: A/Magid Bob
Date: 03-04-2008, 00:23 AM
Parent: #1
العزيز طلعت الطيب
شكراً لك. يبدو أن هنالك مسائل كثيرة تسابق إلى الصدارة. المهم الآن أن يتوجه المخلصون من الناس وكل من قلبه على مستقبل الوطن لإدارة حوار صريح ومنفتح ومجدى حتى يأخذ الحزب الشيوعى موقعه المعهود فى تحريك ساكن المجتمع السودانى.
وكما قال رفيقنا العزيز نقد ‘لاسفينة نوح ولا جبال أرارات ستوقف النزوع نحو التغيير ومواكبة متطلبات العصر‘.
وتقبل شكرى..
|
Post: #9
Title: الأعزاء طلعت الطيب , وعبدالله حسين
Author: A/Magid Bob
Date: 03-04-2008, 00:54 AM
Parent: #1
العزيز طلعت الطيب شكراً لك. يبدو أن هنالك مسائل كثيرة تسابق إلى الصدارة. المهم الآن أن يتوجه المخلصون من الناس وكل من قلبه على مستقبل الوطن لإدارة حوار صريح ومنفتح ومجدى حتى يأخذ الحزب الشيوعى موقعه المعهود فى تحريك ساكن المجتمع السودانى.
وكما قال رفيقنا العزيز نقد ‘لاسفينة نوح ولا جبال أرارات ستوقف النزوع نحو التغيير ومواكبة متطلبات العصر‘.
وتقبل شكرى..
Quote: وهي تفعل ذلك ليس فقط لأنها تتهيب النقد الذاتي والإعتراف بالخطأ وإنما أيضاً لأنها ترفض خيار مؤتمر الجريف الذي يدعو إلى قيام حزب لا – أيديولوجي متعدد المصادر والخيارات مفتوح النهايات يستند إلى برنامج وميثاق محددين، وتنحاز إلى إستمرار تجديد « الحزب بتعديلات لا تمس جوهره كتغيير الاسم و أو « نظرية الثورة السودانية » أو تبني ما يسمى « الماركسية النظرية الجديدة . وبهذا فإن قيادة الحزب تعيد أزمته ولا تحيد عن الستالينية بتاتاً .
الهدف من رسالتى هو الدعوة لتوسيع مساحة الحوار، وهنالك العشرات إن لم نقل المئات ممن لايشاركون د. فاروق آرائه ولكنهم يتحينون الفرصة لإبداء آرائهم فى هذا الشأن أو ذاك. وهؤلاء الأفراد ينتظرون إشارة إيجابية بأن لإختلاف الآراء موضع فى عملنا. ومن قال بأن الحزب، أى حزب يمتلك الحقيقة المطلقة. ومن قال بأنه ليس من بين الأعضاء الحاليين فى صفوف الحزب من يدعو إلى طلاق بينٍ مع الماركسية والفكر العلمى. ومشروع لائحة الحزب نفسه عدد المصادر الفكرية للحزب الشيوعى، فاحتلت العادات والتقاليد مركز الصدارة. وجاءت الماركسية فى موقع متدنى؟
المهم إذا كان لديك الوقت والرغبة فيمكننا أن نتناول آراء د. فاروق بالنقاش أو أى قضايا أخرى. وإذا عاودت قراءاة رسالتى الأصلية بخصوص هذا الموضوع، يمكن إستقراء موقفى مما طرحه د. فاروق. ولكن العبرة لم تكن بمقدار مايروق لى فى رسالته وما أعارضه فيها، ولكن الشىء الأهم هو توفير المنبر الحر للأخذ والرد. وربما تكون قد شاهدت بنفسك أعداد الذين إستمعوا لحديث د. فاروق فى مركز الخاتم عدلان. ألم يكن حرى بمثل هذا العدد من الناس أن يتوافد على مركز الحزب الشيوعى وهو المعنى بالمناقشة أولاً وأخيراً.
|
Post: #10
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Elbagir Osman
Date: 03-04-2008, 03:12 AM
Parent: #1
العزيز د.عبد الماجد
الموضوع حيوي بديهي أنه يكسب من يفتح نوافذه لسماع الآراء المتنوعة حول أدائه ويخسر من يضيق صدره بذلك
راودتني أيضا فكرة "رسالة للشيوعيين"
ما دمت أثرت هذا الموضوع هنا ونحن في العصر الإسفيري الذي مات فيه الناشر لم لا تبادر أنت هنا بإدارة الحوار المواز أو المصاحب على صفحات هذا البورد
وأنا متأكد من أن الناتج سيكون حصيلة ثرية يأخذها بجدية من يريد ومن صم أذنيه عنها سيعرف أن ثم مادة تاريخية في أرشيف سودانيزأونلاين
مع تقديري
الباقر موسى
|
Post: #12
Title: الأستاذ الباقر عثمان
Author: A/Magid Bob
Date: 03-04-2008, 05:03 AM
Parent: #1
شكراً لك على التعليق ومنه أستشف إهتمامك بحاضر ومستقبل الحزب الشيوعى السودانى. هذا هو همى الأكبر بأن نفوت سانحة تاريخية لا أدرى ماإذا كانت هى الأخيرة أو خلافه. ولكن هل من عاقل يريد أن ينتظر حتى ‘تطُب‘ تلك السانحة الأخيرة. وأخشى أن ينعقد المؤتمر الخامس من دون أن يهز ساكن الحياة فى إمور أصبحت من مسلمات الحياة. وانت تعلم مايقولونه عن سلطان العادة. أرحب بدعوتك لتنشيط الحوار الذكى الذى يجذب إلى صفوفه المهتمين بقضايا الثورة السودانية. الوطن تحترق أطرافه، وجزء منه ربما يفقد الأمل فى التحول العميق الذى يتيح لمساواة المواطنين ومشاركتهم فى كل أوجه الحياة على قدم وساق. والفقر .. الفقر يسحق الطبقات الفقيرة وتكاد الفئات الوسطى أن تنمحى من الخارطة الإجتماعية. العاملين تم حشرهم فى تنظيم جامع مثل سرير بروكست. وهذه معركة قادها طلائع الشيوعيين قبل 60 عاماً بالفكر الثورى والتحالف الواسع الرحب الصدر وكسبوا جولاتها واحدة إثر واحدة.
الدعوة إلى تحويل الحزب الشيوعى إلى قوة إجتماعية كبرى أشد إلحاحاً وضرورة اليوم بسبب ما ذكرت فى البداية. ودون إستهانة بالصعوبات الفكرية والعملية القائمة الآن المهم أن نخطوا خطوة عملية فى الإتجاه الصحيح. وتلك هى النصيحة التى قدمها كارل ماركس للشيوعيين الألمان حينما دعاهم فى عام 1849 إلى صياغة برنامجهم على أى نحو يتفق ولكن المهم أن يواصلوا إمتحانه على أرض الواقع وتقوية مواضع الضعف فيه.
رحم الله عبدالخالق محجوب فانه لم يكتف بالدعوة إلى تحويل الحزب الشيوعى إلى قوة إجتماعية كبرى، بل راح ينقب فى كل موقع عن تلك القوى داخل الأحزاب الطائفية، وفى الروابط والإتحادات الإقليمية وبين الفئات الوسطى يستحثها أن لا تكتفى بالتأمل فى نجاحات الحزب الشيوعى بل ببناء تنظيماتهم المستقلة ودعاهم بأن لا يستكينوا للعمل وسط فئات المدن، وحرضهم للإنتقال إلى الريف كما فعل الشيوعيون - حيث يعيش السواد الأعظم من الشعب.
الدعوة إلى كل من يهتم بهذه المسائل لإبداء الرأى إثراءاً ودفعاً لخطى التحضير للمؤتمر الخامس
|
Post: #13
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Abdalla Hussain
Date: 03-04-2008, 05:07 AM
Parent: #1
الأخ د. عبدالماجد بوب
سلام وتحايا
لقد تفهمت ما جاء في رسالتك منذ البداية، فهي تدعو إلى الإصغاء إلى وجهة النظر الأخرى غض النظر عن الإتفاق والاختلاف، ونشرها في منابر الحزب ( الميدان، الدور ...إلخ )، بخصوص الميدان فقد نشرت رد د. فاروق في عددها الأخير، بينما رفضت قيادة الحزب إقامة سلسلة ندواته في دار الحزب.
رأي حول الموضوع أجمله لك فيما يلي من نقاط:
ـ أتفق معك تماماً فيما يتعلق بالإصغاء لمختلف وجهات النظر، وهذا في تقديري جزء من الصراع الاجتماعي، وهو عملية مستمرة خارج رغبات الذوات، ومنها حوارنا هذا التي يناقش رؤية د. فاروق محمد إبراهيم. غير أن عملية الإصغاء إلى الرأي الآخر لا تسير في إتجاه واحد، فعلى الآخر أيضاً الإصغاء لوجهة نظرنا.
ـ ليس متأكداً أن المنابر الحزبية هي المكان الملائم لعرض الرؤى المتناقضة جذرياً مع رؤية حزب من الأحزاب، فليس من المتوقع حتى هنا في الغرب، أن يسمح حزب من الأحزاب لأحد منتسبيه سابقأ أو عضو في حزب آخر، إقامة ندوة في مقره تدعو علناً هذا الحزب إلى حل نفسه وتكوين حزب آخر على أنقاضه.
ـ يجب على الآخر التخلص من عقلية الوصاية، والأوامر العسكرية، التي تدعو إلى حل الحزب الشيوعي وتكوين لجنة، تعمل خلال فترة زمنية على تأسيس حزب جديد، قدم هذه الدعوة من قبل الأستاذ الخاتم عدلان، والآن د. فاروق. هذه الدعوة تمارس الوصاية على عقول أغلبية الشيوعيين الذين فضلوا البقاء في حزبهم ومواصلة البحث عن آفاق جديدة للثورة السودانية.
ـ لو كنت في مكان د. فاروق ومن يتفقون معه، لبادرت إلى إعلان تأسيس الحزب الذي يدعون إلى قيامه، طالما أنهم يرون أن له قوى اجتماعية كبيرة ستلتف حوله وتدعمه، وبالتالي لن يكون في حاجة إلى حل الحزب الشيوعي، بل لو أنهم ديمقراطيين حقاً لأمنوا على وجود الحزب الشيوعي، وأحزاب تمثل أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، مثل النموذج الغربي التي تتواجد فيه الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية إلى جانب الأحزاب الشيوعية، ولا يرى أي طرف أن قيامه وتواجده يتم على أنقاض الآخر.
ـ رغم احترامي لتاريخ د. فاروق في الحزب الشيوعي، ومواقفه المشرفة من نظام الإنقاذ، إلا أني استغرب موقفه من نظام مايو وتأييده لآلية التغيير الانقلابي، رغم ما آل إليه نظام مايو، وبعد مرور كل هذه السنوات!.
ـ ينطبق على د. فاروق ومن يتفقون معه، البيت الشعري لحميد:
" يا لايصاً بيمين والشعب قد أيسر "
توقفت ذاكرتهم عند سقوط " حائط برلين " وهو على مرمى حجر مني، فقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر منذ ذلك الحين، ها هو حزب اليسار الألماني، وهو نتاج اندماج حزب الاشتراكية الديمقراطية وريث الحزب الاشتراكي الحاكم سابقاً في ألمانيا الشرقية والتيار اليساري في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، يتقدم بقوة محققاً انتصارات كبيرة في كل الانتخابات المحلية التي جرت خلال الشهرين الأخيرين، وقبلها في الانتخابات العامة التي جرت عام 2005، ليصبح القوة الثالثة، مغيراً خارطة التحالفات التي تشكل الحكومات في ألمانيا. ومهدداً بشكل جدي مواقع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي أصبح كغيره من الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية في أوروبأ في السنوات الأخيرة، معول الهدم التي تستخدمة البرجوازية لهدم دولة الرفاه والهجوم على كل المكتسبات الاجتماعية التي تحققت زمن الحرب الباردة. السياسة اليمينية الاصلاحية للحزب الاشتراكي الديمقراطي التي تبناها المستشار الألماني السابق غيرهارد شرويدر، دفعت أوسكار لافونتين أحد قادة الحزب المحبوبين في ألمانيا، إلى الاستقالة من الحزب وخروج التيار اليساري معه، ليتوحد بعد سنوات مع حزب الاشتراكية الديمقراطية، برنامج الحزب الجديد يستند بشكل أساسي على الماركسية، ويؤكد انتمائه إلى تراث الحزب الاشتراكي الألماني الموحد في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين بقيادة الشهيدين روزا لوكسنمبورغ وكارل ليبنكخت، حيث يطلق الحزب إسم روزا لوكسنمبورغ على منظمة تابع له، وإسم ليبنكخت على مقره في برلين. خروج أوسكار لافونتين وإتجاهه إلى اليسار، والعمل بصبر على تحقيق قناعاته، يبدو لي مسار معاكس لمسار د. فاروق الذي خرج من الحزب الشيوعي ليدعو إلى حزب اشتراكي ديمقراطي، وفي دولة من دول العالم الثالث، التي تميل شعوبها إلى اليسار مع إشتداد وطأة الأزمات التي تنجتها وتعمقها السياسات الليبرالية الجديدة، بينما كان من المتوقع أن ينحسر دور اليسار الجذري في المجتمعات الغنية، خصوصاً في ألمانيا بعد انهيار حائط برلين، ولكن العكس هو ما يحدث الآن، فهناك ميل عام إلى اليسار في ألمانيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
مع فائق الود
|
Post: #14
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: عبّاس الوسيلة عبّاس
Date: 03-04-2008, 06:12 AM
Parent: #13
Quote: أرحب بدعوتك لتنشيط الحوار الذكى الذى يجذب إلى صفوفه المهتمين بقضايا الثورة السودانية. الوطن تحترق أطرافه، وجزء منه ربما يفقد الأمل فى التحول العميق الذى يتيح لمساواة المواطنين ومشاركتهم فى كل أوجه الحياة على قدم وساق |
العزيز الدكتور بوب هذه هموم تشغل و تهم ليس حزبكم فقط ولكن كل حادب على قضاياالسلام الوحدة والدمقراطية وهذه القوى أصبحت طيف سياسي واسع يشمل الوسط ويسار الوسط ينتظر رؤية جديدة وتنظيم مرن وفعال يحترم حرية الفرد ويهتم بهموم الهامش ويقترب من الحركات التي أصبحت تمثله.مبادرة أتمنى ان تجد حظها من النقاش المتجرد.
|
Post: #15
Title: الأستاذ عبدالله حسين
Author: A/Magid Bob
Date: 03-04-2008, 07:19 AM
Parent: #1
كتب الأستاذ عبدالله حسين فى جزء من مساهمته مايلى: ليس متأكداً أن المنابر الحزبية هي المكان الملائم لعرض الرؤى المتناقضة جذرياً مع رؤية حزب من الأحزاب، فليس من المتوقع حتى هنا في الغرب، أن يسمح حزب من الأحزاب لأحد منتسبيه سابقأ أو عضو في حزب آخر، إقامة ندوة في مقره تدعو علناً هذا الحزب إلى حل نفسه وتكوين حزب آخر على أنقاضه.End Quo أولاً أود أن أشكرك على دفع هذا الحوار فى إتجاهه السليم. وبايجاز انا أدعو إلى توسيع ميادين الحوار. وغنى عن القول أن الحوار لا يقتصر على وجهات النظر المنسجمة، بل باعتباره منهج جدلى يرتقى بالخاطرة فى شكلها الجنينى إلى فكرة ثم إلى فكرة معارضة وهكذا. والحزب الشيوعى وقيادته تحديداً هى المعنية والمستفيد الأكبر من عائد المناقشة الهادفة والمترامية الأطراف. أصدقك القول، بأننى لا أشفق على الحزب الشيوعى من خطر الأفكار التى تدعو علانية وبجرأة إلى حله – كما هو الحال فى موقف الدكتور فاروق. ومصدر إشفاقى الحقيقى من حالة التعتيم التى تساعد على نمو أفكار التصفية الفكرية التى تعمل تحت شاشة الرادار. وهذا النمط من التفكير له مواقع بين أعضاء الحزب ويعمل بوعى أو بدون وعى على سلب الحزب من روحه الثورية المستمدة من الماركسية والفكر التقدمى عموماً. فما معنى أن نضع العادات والتقاليد فى مقدمة المصادر الفكرية للحزب الشيوعى. والعادات والتقاليد فى مثل مجتمعنا لا تعنى النخوة والجودية ونجدة الملهوف بقدر ماهى أيدلوجية للطبقات والفئات المعادية للتقدم. وفى الحديث عن خطر الأفكار التى تدعو بشراسة لتصفية الحزب الشيوعى السودانى، لقد إكتسب الحزب مناعته وصموده وعزز مواقعه فى معارك متتالية منذ أيام الإستعمار وفى فترات الحكم الوطنى حيث إلتقت كل الأحزاب لمحوه من الوجود بوسائل العنف الدستورى (مسودة دستور 1967) والعنف البدنى، والتصفية الدموية على يد نميرى. الحوار الذى لايستثنى رأياً هو الذى يجدد أوعية ودماء الحزب. ومنهج الجدل الذى نهتدى به هو جدل الفكرة ضد الفكرة.
أرجو أن يتواصل النقاش بدخول أعداد متزايدة لإثرائه وتصويبه.
|
Post: #16
Title: Re: الأستاذ عبدالله حسين
Author: elsharief
Date: 03-04-2008, 07:50 AM
Parent: #15
هنالك بعض الاسئلة لدفع الحوار
1- هل الدكتور فاروق محمد ابراهيم الان عضوا بالحزب ويحمل وجهة نظر للخروج من ازمة الحزب فى جميع جبهاتها الفكرية والسياسية والتنظيمية....الخ, ام خارج الحزب وعلاقته مع الحزب هو ان يصدر قرار من قيادة الحزب بحل الحزب الشيوعي وتاسيس الحزب الاشتراكي حسب ماورد فى مشروع ورقة دكتور فاروق محمد ابراهيم.
2- المناقشة العامة الصادرة من قيادة الحزب فى عام 1991 فى مجلتى الشيوعي وقضايا سودانية وتلخيصها هل تعتبر من الوثائق الاساسية للمؤتمر الخامس للحزب بما فيها ورقة دكتور فاروق محمد ابراهيم
|
Post: #18
Title: Re: الأستاذ عبدالله حسين
Author: طلعت الطيب
Date: 03-04-2008, 08:10 AM
Parent: #15
العزيز عبد الماجد تحياتى مرةاخرى لظروف خاصة لا استطيع الكتابة التفصلية رغم ان الموضوع يعد واحدا من اهتماماتى التى اشرت اليها فى عدد من المواقع لدرجة التى اعتبر فيها البعض ان هذا الاهتمام جزء من مؤامرة!. لدى عدد من الملاحظات التى اعتقد بأهميتها وساشير اليها مستقبلا،على انى امل ان يستمر الحوار الهادىء فى هذا البوست حيث مات الناشر فى هذا العهد الاسفيرى كما يقول لرجل العاقل الاخ الباقر. اود ان اشير الى حقيقة هامة جدا وهى اننى اؤمن بأجندة اليسار للدرجة التى يصل فيها اعتقادى الا ان العدالة ااجتماعية تتناسب طرديا حتى مع نسبة التصويت فى اية انتخابات مما يعزز القناعة بأن هذه المسالة مرتبطة جوهريا بالعملية الديمقراطية فى كل العالم وليس العالم اثالث وحده كما اشار احد الاخوة اعلاه،وان كانت مسألة المجتمع التكافلى تدفع بلادنا اكثر الى تلك الاجندة. بل دعنى اقول لك اننى على قناعة بان انعدام الرعاية الصحية مثلا لكل ابناء الشعب ذو اثر على نسبة التصويت والتالى مجمل العملية الدميقراطية. الحوار فى تقديرى فيما يتعلق بالحزب الشيوعى ليس حول التوجه يمينا او يسارا، وحينما اتحدث عن حائط برلين مثلا انا لا اتحدث عن حتمية صحة اجندة اليمين السياسى، وانما الدرس المستفاد هو انه لا يمكن تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية بتغييب الديمقراطية باية حال من الاحوال، وفى الغرب لم يدعوا حزبا ما مفصولا عنه للتحدث فى ندوة له لانه لا اهمية لذلك فى الاساس، فالحوار موجود ومتصل فى الغرب. فى تقديرى ان الحوار فيما يتعلق بالحزب الشيوعى هو حوار حول الديمقراطية لا اكثر ولا اقل وكل الاحزاب اليسارية فى اوروبا الشرقية وغيرها لم تحقق نجاحات لو ظلت هى نفسها تلك الاحزاب التوليتارية العتيقة التى تدار بالمركزية الديمقراطية والتى تؤمن بالرسالة التاريخية للطبقة العاملة للدرجة التى يحق لها ان تركل السلم الذى حملها الى سدة البرلمان والسلطة السياسية. فهى تقديرى مثلا لا تختلف عن دعوة على بلحاج قبيل ان يقطع عليه الحيش الجزائرى الطريق للسلطة، حينما دعا الجماهير فى ميدان عام بالجزائر وهو مزهوا بالنصر الذى حققته جبهة الانقاذ،فقال ما معناه ان الشعب قد فوضه وان اهم من ذلك هو تفويض الله والرسول لان الديمقراطية موروث غربى بغيض. فى اعتقادى ان المعركة هى معركة ديمقراطية وحريات ورغم احترامى العميق للقيادات التاريخية الحالية لحزب الشيوعى الا اننى احملها مسؤولية عقدالمؤتمر بعد اربعة عقود رغم توفر الظروف لعقده بعد انتفاضة ابريل، واخشى ان يحدث ذلك مستقبلا اذا لم يحسم المؤتمر الخامس مسألة المركزية الديمقراطية حسما تاما، اذ بدونه لن نستطيع ان نتحدث عن اية اصلاح او مستقبل.اعتقد ان موضوع الدمقراطيةهو ما يجب ان يوليه المؤتمر عنايته القصوى وانا واثق ان المثقف السودانى قادر على معالجة الخيارات والتوجهات وكل جيل حسب قدرته. اعود لمناقشة بعض القضايا النظرية والفلسفية فى مسألة التوجهات انشاء الله. من المهم التنيه الى ان حصيلة المناقشات والافكار ووثائق الحزب الشيوعى ان تتوفر هنا فى هذا الاسفير لو حرص اعضاء الحزب على مسألة الحوار الموازى والتى اعتقد بأهميتها القصوى. مع وافر التقدير
|
Post: #17
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Nasr
Date: 03-04-2008, 08:06 AM
Parent: #1
إذا إستطاع الحزب الشيوعي الصمود كل هذه الأعوام العاصفة منذ مؤتمر الجريف في منتصف الستينات--مرورا بمايو ومعتقلات كوبر وشالا وسواكن‘ والإنقاذ وبيوت الأشباح-- وحتي الآن فمن الغريب أن يعتلي أحد منبر الحزب الصامد هذا ليطالب الحزب بحل نفسه!!! بيدي لا بيد عمرو!!!. المنطق يقول أن صمود الحزب يعني أن هناك إحتياجا موضوعيا له. تمعن النظر في الخارطة السياسية في السودان، هل هناك حزب واحد يدعي--مجرد إدعاء-- أنه يمثل الطبقات المستغلة (بفتح الغين) سوي الحزب الشيوعي؟؟؟ أكثر الأحزاب تقدمية تدعي تمثيل الطبقة الوسطي أو القوي الحديثة. الطبقات المعينة تدرك ذلك ولذلك تقوم بحماية الحزب وتعطيه أسباب البقاء والنمو. المثقفين الذين ينتظرون أن تتفرتق عرضة الحزب ليقيموا عرضتهم سيطول إنتظارهم.
وكما قال أحدهم ولماذا لا تبادرون بمناقشة هذا الموضوع هنا؟؟ أعني مناقشة آراء فاروق محمد إبراهيم؟
قولوا لنا لماذا يجب أن يحل الحزب نفسه
|
Post: #19
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Atif Makkawi
Date: 03-04-2008, 09:43 AM
Parent: #1
الأخ الدكتور عبدالماجد سلام مرة أخرى وبعد مداخلتي الأولي التي أمنت فيها علي ما جاء في رسالتك وقولي أنني لا علم لدى عن الأسباب التي جعلت قيادة الحزب لا ترحب بأن يرسل د. فاروق رسائله من داخل دار الحزب, كما لا علم لدى أيضا عن لماذا لم يكتفي دكتور فاروق برسائله التي أرسلها ونشرت له من قبل في قضايا سودانية علما بأنها نفس الرسائل التي أرسلت مرارا وتكرارا وأطلع عليها كل ذوى الشأن. ولكن يظهر أن في الأمر أمر فقد اتصل علي صديق من السودان للتحايا وتطرقنا لندوتي دكتور فاروق وكان حاضرا لهما ..للأسف كان انطباعه سيئا عن الندوتين فقال فيما قال ذهبت لأخرج بما يفيد خاصة وأن الدكتور من الرجال الذين لا يمكن أن يتقول عليهم قائل فاذا به لم يكن حسن النية. هذا انطباع متلقي شيوعي من الذين ينشدون التغيير والتحديث للأفضل...أتمني أن يشارك في هذا البوست اذ أنه عضوا بالمنبر وسوف أقوم بلفت نظره لهذا الخيط الذى افترعته مشكورا.
|
Post: #20
Title: الأستاذ عاطف الأستاذ طلعت الأستاذ الشريف الأستاذ عباس الوسيلة الأستاذ عادل عبدالعاطى
Author: A/Magid Bob
Date: 03-04-2008, 08:29 PM
Parent: #1
الأستاذ عاطف شكراً على متابعتك. والمهم أننا سننتقل شيئاً فشيئا من التسليم بضرورة الحوار والإصغاء للرأى المعارض إلى لب الحوار ومناقشة الآراء المعارضة. وهذا هو جوهر الموضوع الذى أثرته. ولايخفى عليك أننى أفردت فقرة فى مقالى الرئيسى لتحديد موقفى مما يدعو له دكتور فاروق.
الأستاذ طلعت لقد تقدمت علينا خطوة باثارة قضايا من صميم البرنامج الوطنى الديمقراطى، أرجو أن يتصدى له بالتعليق أشخاص آخرون. فهذه المساحة للحوار قد تحولت إلى ملكية عامة ومشرعة الأبواب.
الأستاذ الشريف الدكتور فاروق عضو سابق بالحزب الشيوعى السودانى. وهو من أبكار المؤسسين. وقد كنت له منذ منتصف الستينات آراء لم تكن محل إجماع الشيوعيين فيما يختص بقضية الإصلاح الزراعى. المهم لقد أطلق دعوته من خارج صفوف الحزب. وهنالك مجادلة حية بينه والأستاذ تيجانى الطيب فى مجلة ‘قضايا سودانية‘. أرجو أن تتثنى لك قراءاتها. أما عن حصيلة المناقشة العامة فقد تم إصدارها فى عدة كتيبات وبطبيعة الحال ستمثل جماع آراء الأعضاء ولابد أن تؤخذ فى اعتبار فى مداولات المؤتمر شأنها شأن بقية التقارير المقدمة. أم مكانها فى جدول أعمال المؤتمر فلم يحن وقته بعد. والله أعلم.
الأستاذ عادل عبدالعاطى فات على أن أشكرك شكراً خاصاً على مرورك العابر.
الأستاذ عباس الوسيلة
تحياتى ومحبتى. وأنا أعلم علم البقين صدق مشاعرك تجاه الحزب الشيوعى ومستقبله. وكما ترى كلنا يسعى للإجابة على أسئلة كثيرة وعصية. وفى تقديرى إن أحمد مسعى لحزبنا يتمثل فى تعدد منابر الحوار والتزامها جانب الموضوعية ووضوح الرؤيا والغرض.
|
Post: #21
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Elbagir Osman
Date: 03-05-2008, 00:59 AM
Parent: #1
الدعوة لتوسيع المناقشة لتشمل غير الأعضاء جاءت عند فتح المناقشة العامة وطبعا لا يتوقع من أصدقاء الحزب والمهتمين به أن تكون آراءهم مطابقة لآراء العضوية
أرى البعض يختزل هذا الحوار في أنه دعوة لتبني وجهة نظر د. فاروق وإلى حل الحزب والأمر ليس كذلك إنها ببساطة مواصلة لنفس منهج المناقشة و"قضايا" في توسيع دائرة النقاش بإفساح هذه المساحة للمهتمين بالحزب والراغبين في إبداء آرائهم وكل طرح لا يعبر إلا عن قائله وليس ملزما لأي جهة
أوافق بوب في أن الحزب لا يخشى عليه من الآراء التي تختلف مع خطه العام وإنما من الضيق بتلك الآراء
الباقر موسى
|
Post: #22
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Atif Makkawi
Date: 03-05-2008, 01:12 AM
Parent: #1
قمت بالتنويه لهذا البوست في بوست يؤمه خريجي جمهورية مصر في السبعينات والثمانينيات خاصة الئك الذين كانوا أعضاء بالجبهة الديمقراطية , وطلبت منهم أن يساهموا في هذا البوست بل حتي الذين ليسوا أعضاء بالمنبر يمكنهم أن يرسلوا لي مساهماتهم عبر البريد الأليكتروني لأنزلها لهم تحت أسمائهم, قمت بذلك لأننا كنا سنفترع بوستا لنفس الأهداف وكنا سنعنونه ب.. (رسائل الي المؤتمر الخامس), لنستكتب فيه كل الحريصين علي أن يخرج المؤتمر بكل ما هو مفيد من أجل الوطن والحزب وأصدقائه. والشكر لدكتور عبدالماجد الذى أتاح لنا ذلك وبالتالي لا أظن أننا بحاجة لفتح بوست آخر.
|
Post: #23
Title: كتب عاطف مكى
Author: A/Magid Bob
Date: 03-05-2008, 09:31 AM
Parent: #1
كتب عاطف مكى: قمت بالتنويه لهذا البوست في بوست يؤمه خريجي جمهورية مصر في السبعينات والثمانينيات خاصة الئك الذين كانوا أعضاء بالجبهة الديمقراطية , وطلبت منهم أن يساهموا في هذا البوست بل حتي الذين ليسوا أعضاء بالمنبر يمكنهم أن يرسلوا لي مساهماتهم عبر البريد الأليكتروني لأنزلها لهم تحت أسمائهم
شكراً على جهدك الباهر. وهذا هو المغزى الحقيقى من نشر تعليقى.
|
Post: #24
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Elbagir Osman
Date: 03-06-2008, 04:12 AM
Parent: #1
يا اخوانا البوست دا ما تخلوهو ينزل
الباقر
|
Post: #25
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: عمر ادريس محمد
Date: 03-06-2008, 05:29 AM
Parent: #1
العزيز د.بوب
فكرة الدكتور فاروق مع التقدير لنضاله الطويل فكرة قديمة يتجدد فقط التعبير عنها بطرق مختلفة..وهى فى جوهرها فكرة تدعو الى حل الحزب الشيوعى " تصفيته" واقامة حزب بديل عنه مرة باسم الحزب الاشتراكى كما يدور الحديث عن مؤتمر الجريف واخرى مدعومة بخطوات عملية كما حدث فى مايو باسم قوى الشعب العامل اذ كان الحال كذلك يصبح من الطبيعى رفض الفكرة من قبل قيادة الحزب ومقاومتها كما يقاوم الحزب اى قوى اخرى معادية تسعى لمحوه من الوجود .
مع خالص تحياتى
|
Post: #26
Title: العزيز عمر
Author: A/Magid Bob
Date: 03-06-2008, 08:55 AM
Parent: #1
العزيز عمر أتمنى أن تكون مرتاح البال عوداً إلى تعليقك. يبدو لى أنه ينطوى على قدر من الإبهام يحسن بنا أن تزيله قبل أن يتداوله القاصى والدانى بدون عِلم. ومع تفرع النقاش أرجو أن لاتُطمس فكرتى الأساسية، وقد دعوت لها ولازلت جهد طاقتى. أريد للحوار أن يتسع ليشمل أوسع أقسام القوى الوطنية والديمقراطية تحقيقاً لنداء عبدالخالق لجعل الحزب الشيوعى قوة إجتماعية كبرى! أنا لا أوافق على آراء دكتور فاروق من الألف إلى الياء. فهل هذا يكفى؟ وهاك هذه الفقرة من رسالتى الأصلية. ويمكنك تتبع تعليقاتى اللاحقة التى لم أحيد فيها عن الهدف الأسمى فى رسالتى. أما إذا كان حديثك موجهاً لدكتور فاروق فألاجدى أن تسمى الأشياء بأسمائها.
كتبت فى الفقرة الثالثة من رسالتى الأصلية مايلى:
بكل ماأحمله لرفيقنا فاروق من إعزاز أرى بأن موقف الإدانة الشاملة الذى تمسك به تجاه المؤسس الحقيقى لحزبنا وقائده وشهيده عبدالخالق محجوب لا يتسم بالموضوعية والإنصاف المعروفين عنه. ولا ينسجم مع المنهج الجدلى الذى يضع ماأنجزه عبدالخالق وما لم ينجزه فى سياقه السليم. والحديث الذى تطرق إليه الدكتور فاروق حول مؤتمر الجريف وحول تراجُع عبدالخالق عن قرار حل الحزب الشيوعى قد أسدل التاريخ عليه ستائره، ولم يعد يؤرق خاطر السواد الأعظم من أعضاء الحزب الذين يقدرون لرفاقنا السوفيت نصيحتهم لنا بأن لا نقدم على تكرار أخطاء حزب الطليعة الجزائرية والحزب الشيوعى المصرى بحل منظماتهم الشيوعية. كما أن الحديث عن جدوى بقاء الحزب الشيوعى السودانى لم يعد مسألة نظرية فى وقت يتأهب فيه أعضاؤه لعقد أهم المؤتمرات قاطبة فى تاريخهم. وهو أدرى بأن المطالبة بحل الحزب الشيوعى السودانى قديمة قِدم الحزب نفسه.
ومرة ثانية تقبل تحياتى ومحبتى!
|
Post: #27
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: خالد العبيد
Date: 03-06-2008, 01:11 PM
Parent: #1
[BQuote: ]لماذا لم يستمر الحزب الاشتراكي بعد انسحاب الحزب الشيوعي؟ ولماذا يرتبط قيام الحزب الاشتراكي الواسع بحل الحزب الشيوعي؟ فمع وجود الحزب الشيوعي المستقل لماذا لم يبنى د.فاروق الحزب الاشتراكي المقترح؟ فالساحة السياسية واسعة ولا يحتكرها الحزب الشيوعي |
.
ستظل هذه الاسئلة التي طرحها الاستاذ تاج السر عثمان في ندوة فاروق بلا اجابة!
Quote: ولكن الحزب الشيوعي يتحول إلى قوة اجتماعية كبرى بدراسة واقع المجتمع السوداني وفهمه واستيعابه والعمل على التأثير فيه نتيجة لتلك الدراسة كما أشار المؤتمر الرابع للحزب، كما يتحول إلى قوة اجتماعية كبرى بالارتباط بالجماهير والدفاع عن مصالحها في القطاعين الحديث والتقليدي ( المناطق المهمشة)، والارتباط بالتنظيمات الجماهيرية الديمقراطية والنقابية والإصلاحية والتواجد حيث تتواجد الجماهير والنضال معها وليس بالنيابة عنها في الارتقاء بمستواها المعيشي والسياسي والثقافي، وهى عملية شاقة . |
جزء من مداخلة الزميل تاج السر
|
Post: #28
Title: الأخ خالد العبيد
Author: A/Magid Bob
Date: 03-06-2008, 08:21 PM
Parent: #1
الأخ خالد العبيد
أشكرك على طرح تلك الأسئلة المتعلقة بالحزب الإشتراكى.
فكرة الحزب الإشتراكى أساساً نشأت فى سياق تاريخى يتعين النظر إليه من زواية الظروف السائدة آنذاك فى السودان والعالم العربى والإفريقى ووجود المعسكر الإشتراكى. أحزاب مثل الحزب الشيوعى المصرى وحزب الطليعة فى الجزائر وغيرها إتخذت قراراً بحل تنظيماتها بهدف الإلتحام بقوى تنادى بشعارات إشتراكية ذات طابع فضفاض. بالنسبة لنا لم لم يكن قرار تكوين حزب إشتراكى يتضمن ‘حل الحزب الشيوعى‘. بل كان الرأى أن ينشأ تنظيم يوحد القوى الديمقراطية والإشتراكية على أن يظل الحزب الشيوعى ‘بمثابة القلب‘ (هذه العبارة تحديداً وردت فى خطاب ل.م. وموجهاتها بانشاء فروع للحزب الإشتراكى). ومهم هنا عند مناقشة آراء دكتور فاروق أن نجلى هذه الحقيقة. وهذا موقف مغايرلموقف الأحزاب الشيوعية التى إختارت حل تنظيماتها. وثمة إضافة أخرى فان تجربة الحزب الإشتراكى التى تراجعنا عنها لم ترد خلال المداولات فى بداية عهد مايو. بل كان دعاة حل الحزب الشيوعى ينطلقون مما أسموه الطبيعة التقدمية للنظام والدور التاريخى للديمقراطيين الثوريين ودور الجيوش فى العالم الثالث الخ. وبهذا المعنى فلا مؤتمر الجريف ولا غيره من المؤتمرات (وهى حقيقة لم تكن مؤتمرات بالمعنى اللائحى بل إجتماعات موسعة بصلاحيات محددة) لم ترد خلال تلك المداولات. وفى سياق آخر بعد تجربة الحزب الإشتراكى إنعقد المؤتمر الرابع للحزب ورفض تلك التجربة باعتبارها إمتداداً للإتجاهات اليمينية فى حركة التحرر الوطنى ولكنه أكد على أهمية التحالف من مواقع مستقلة.
الحزب الإشتراكى فى منتصف الستينات لم يكتب له الإستمرار لأنه نشا بمبادرة الحزب الشيوعى مع حلفائه المقربين ولم يكن إتحاداً أو تحالفاً بين فصائل تقدمية تسعى للتوافق والإلتحام. وعندما قرر الشيوعيون التراجع عن تلك التجربة لم ترتفع أصوات الإحتجاج بين حلفائنا، بل واصلوا العمل معنا حتى إنقلاب 25 مايو 1969.
لقد سعيت بكل جهدى لتفادى الإطالة المملة. ولكن كما ذكرت, وسوف أعاود الكتابة فى هذا الموضوع.
|
Post: #29
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: صديق عبد الهادي
Date: 03-07-2008, 02:07 AM
Parent: #1
الصديق العزيز د. بوب تحية وسلام
يا اخي شكراً علي هذه المبادرة الطيبة في فتح حوار هادئ حول قضية هامة. و بالمناسبة لم انتبه لهذا البوست لانني في حالة انزواء من الانترنت وذلك لمشغوليات عديدة ، و لكن تكرم الاخ عمر ادريس مشكوراً بلفت انتباهي لهذا البوست القيٍّم. علي اية حال المخاوف لم تعد هي نفس المخاوف لان الظروف تغيرت، من جانبي لم اتوقع ان يرد طلب شخص اراد ان يطرح حواراً من داخل دور الحزب لسبب اختلاف الرأي فقط. كان من الممكن ان يكون الرفض مقبولاً لو ان الآراء التي ستطرح فيها دعوة للكراهية ، او العنصرية او دعوة للحرب او ضد الديمقراطية مثلاً. بل كنت اتوقع لو ان دكتور فاروق كان سيقيم حواره هذا في موقع آخر و علمت قيادة الحزب بان في الحوار دعوة لحل الحزب الشيوعي ، حقيقة كنت اتوقع ان تقوم قيادة الحزب بدعوة الدكتور فاروق الي دار الحزب و استضافة ذلك الحوار، و لا ارمي في ذلك الي اثبات ان الحزب الشيوعي حزب متفرد و انما القصد هو ان هذه الاختلافات و التي كانت بمثابة المخاوف حتى الامس القريب لم تعد كذلك اليوم. و لاكون اكثر وضوحاً , ما المشكلة في ان يدعو شخص ما لحل الحزب الشيوعي؟ هل سيتم ذلك الحل عنوة ام ان الامر سيكون بقرار ديمقراطي و وفقاً لارادة اعضاء الحزب؟. فيما اعتقد اننا، و ليست فقط قيادة الحزب، مدعوون للانفكاك من احكام العادة في تناول القضايا و التصدي لهابالروح التي اتسمت بها المناقشة العامة الحالية و التي لم يحجر فيها علي اي عضو اراد ان يحل الحزب. إني اربأ بحزب في قامة الحزب الشيوعي ان تّّمنع اقامة مناشط بدوره لا لسبب سوي اختلاف في الراي حتى و لو كان ذلك الاختلاف دعوة لحل الحزب، و في ذلك اعتمد علي حقيقة واحدة و هي ان ليست هناك قوة يمكنها حل الحزب رغم انف اعضائه. اتمنى عميقاً ان يكون السبب في عدم الترحيب باقامة ذلك الحوار غير ما ذكر. كما و اتمنى ان تتسع الصدور و دور الحزب للجميع... و بعدين يا جماعة مش قبل ايام كان الترابي قاعد في دار الحزب دا وما لاي سبب آخر سوى "احتراما"ً للديمقراطية؟
مرة ثانية شكراً ليك يا بوب.
لك مودتي
صديق عبد الهادي.
|
Post: #30
Title: العزيز صديق عبدالهادى
Author: A/Magid Bob
Date: 03-07-2008, 07:02 AM
Parent: #1
العزيز صديق عبدالهادى أشكرك على تناولك الرصين لهذا الموضوع. وكما تلحظ فقد سار فى شعاب عديدة ولكن لا أحد ينكر بأنه مما كان حجم الإتفاق أو الإختلاف بشأن الآراء المطروح، فلا أحد يتقاضى عن التناول الجاد والموضوعى الذى يثير الإعجاب خاصة فى منبر عام مثل سودانيزاونلاين. عندما دعوت لتوسيع أوعية الحوار لم يدر بخلدى هذا الإقبال الهائل. والناس بحاجة إلى مزيد من المحاور وتركيزها حتى يتقدم الحوار نحو غاياته المرجوة على طريق المؤتمر الخامس. والدعوة لفتح المنابر ودور الحزب لا نقصد من ورائها إستخراج تأشيرة دخول للدكتور فاروق فحسب. وهو لن يعدم الوسائل لعرض آرائه. ولكن كان همى أن هنالك آلاف من أعضاء الحزب والأعضاء السابقين والأصدقاء وأفراد الشعب يراقبون باهتمام إستعداد الحزب لتهيئة مثل تلك المنابر.
|
Post: #31
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: esam gabralla
Date: 03-07-2008, 08:48 AM
Parent: #1
سلام د.بوب والجميع (1) اعتقد ان الموضوع تشعب الان, بالطبع هناك تداخل بين الموضوعات التى انفتحت، اجدنى اتفق مع كثير من الاراء و بالذات مع راى الاخ عبدالله حسين خاصة النقاط 1 ،2،3،4 .
اضيف ما يلي: - مفهومة جدا الاسباب والخلفيات التى قادت الى ما يشبه "الحالة" النفسية بين الاطراف المختلفة قبل و عقب مايو والانقسام و يوليو، فهي فترة عميقة التاثير و مريرة. لكن ان يتم "سجن" اجيال و رؤاها و امالها في توابع هذه الفترة ما عاد مقبولا على الاطلاق . والامر مسئولية طرفي الصراع ـ الحزب و من انقسموا عنه.صار لدى بعض اعضاء الحزب "فوبيا" تسمي الانقسام و تصفية الحزب ترفع في وجه كل راى مختلف، بالمقابل عدد من الذين غادروا الحزب صار لا هم لهم غير نقد و مهاجمة الحزب بسبب او من غير سبب. طبعا ده من حقهم، لكن هذه الحالة قطعا لا تقود لحوار نقدى مطلوب حول ماضي و حاضر الحزب في اطار الصراع السياسي و الاجتماعى الدائر الان. - رغما عن هذه الحالة التى وصفتها فوق نجد ان البعض قد انتقل من حالة "السكون" في المشهد التاريخي السابق لاستشراف مواقف متقدمة و لناخذ كمثال قضية الديمقراطية (لا اود مناقشة اراء العم فاروق بتفصيل فقط ابراز مثل لحالة السكون هذه). العم فاروق لا زال يقول بخطا موقف الحزب من سلطة مايو . في الواقع فان الازمة الحقيقية كانت في عدم وجود موقف فكرى واضح و جذري من قضية الديمقراطية و الانقلاب العسكرى داخل الحزب و لدى طرفي الصراع داخله حينها ، يمكننا ان نستقرا جذور هذا الضعف و الالتباس في الموقف من قضية الديمقراطية في افكار الديمقراطية الثورية او الشعبية او غيرها من التسميات داخل تيار و تجارب اليسار. الضعف والالتباس نفسه قاد لاحقا للموقف الخاطئ من انقلاب يوليو. الحزب استفاد من الدرس الباهظ الثمن ليخرج بموقف و رؤية كاملة حول الموقف من الديمقراطية البرلمانية و الانقلابات في السبعينات "الديمقراطية مفتاح الحل" ، اليوم انا على ثقة كاملة انه لو اتى انقلاب بكل الشعارات التى يرفعها الحزب فسوف يتم رفضه من الحزب ، ربما يشذ بعض الاعضاء هنا او هناك. هنا يكمن فرق جوهرى بين من تجاوز اللحظة التاريخية بشكل ايجابي للامام و بين من تجمد فيها و في تفاصيلها.
اواصل لاحقا حول: - الموقف من الحوار والمنابر. - الشيطان/القديس عبدالخالق محجوب.
واخرى
تقدير للجميع
|
Post: #32
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: esam gabralla
Date: 03-07-2008, 05:07 PM
Parent: #1
سلام واواصل
(2) - الموقف من الحوار وفتح المنابر: لا ادرى ماهى حيثيات رفض الحزب لاقامة هذه الندوة بالتحديد، واصلا هل تم رفض بهذا المعنى؟ دى مش اسئلة للتشكيك بل للوضوح حول ما حدث.
غض النظر عما حدث، اجدنى اتفق مع الراى العام القائل بضرورة فتح كل ابواب و نوافذ و وسائل الحوار مع القوى والتيارات و المجموعات والافراد حلفاء و شركاء الحزب في الهم الراهن و الهموم متوسطة و بعيدة المدى، الحوار يشترط الندية والاستعداد لسماع وجهة النظر الاخرى بذهن مفتوح والتخلص من الاحكام الجاهزة والمسبقة وثقل المرارات و الانتصار للذات على حساب الصحيح . قضية مهمة في السياق ده هى ضرورة قبول الاخر لحقيقة ان الحزب ـ واى حزب اخر ـ له اولوياته و تقديراته لما هو مهم و اولوى ، له حق التفكير والتقدير والتقرير , مثله مثل من فكروا و وصلوا لهذه النتيجة او تلك و اتوا بها للحزب، يجب ان يتقبلوا دون مرارة حقيقة ان الاخرين لهم هذا الحق و هذه القدرة ايضا, كما يرفض البعض لسبب او اخر اراء الحزب او حتى فكرة الحوار معه يجب ان يتقبلوا هذا ايضا من الحزب، ان يكون هذا الموقف صحيح او خطا امر خاضع للنقاش و تختلف فيه الاراء، لكن يجب ان يتاح حتى حق الخطا و الصواب للجميع بالتساوى.
اواصل
|
Post: #33
Title: العزيز عصام
Author: A/Magid Bob
Date: 03-07-2008, 07:25 PM
Parent: #1
العزيز عصام شكراً للإنضمام إلى هذه المناقشة، وسوف تكون مشاركتك إضافة قيمة بهدف تعميقها وتركيزها وملامستها للقضايا التى تشغل بال أعضاء الحزب وغيرهم. لا زال البعض يحجمون عن إبداء آرائهم مخافة أن يجدوا أنفسهم فى لجة صراعات ومجادلة هم فى غنى عنها. وسوف يكون تواجدك مساعداً على تحفيز الآراء النيرة.
|
Post: #53
Title: Re: العزيز عصام
Author: Atif Makkawi
Date: 03-08-2008, 04:07 PM
Parent: #33
Quote: لا زال البعض يحجمون عن إبداء آرائهم مخافة أن يجدوا أنفسهم فى لجة صراعات ومجادلة هم فى غنى عنها. وسوف يكون تواجدك مساعداً على تحفيز الآراء النيرة. |
العزيز دكتور بوب تحياتي بالفعل في هذا المنبر تعودنا أن نجد من يحاول اغراق كل بوست يعنون باسم الحزب الشيوعي بمقالات مكرورة بعيدة كل البعد عن أهداف البوست المعين. لاحظ للبوستات التي ابتدرها (مركز الخاتم عدلان) عن ندوات دكتور فاروق بدأ القراء في المتابعة فاذا بهم يكتشفون أنهم يتابعون شيئا آخر من الذين يحاولون دائما الاستيلاء علي البوستات الجاهزة بغية الترويج لأفكارهم وسط الزخم المتوقع ولكن سرعان ما اكتشف القراء هذا النوع من الفهلوة فكان ان ابتعدوا عنها. وهكذا في هذا البوست كان من المؤمل أن تكون المساهمات وفقا لرسالتك أعلاه وبالفعل بدأ المتداخلون في نفس الاتجاه ولكن للأسف بدأ تشتيت أهداف البوست وكما هو معروف فان تشتيت تركيز القارئ يصيبه بالملل وبالتالي الابتعاد وهذا ما أخشي له أن يحدث هنا أيضا. وأقول لهؤلاء(حاوروا في نفس اتجاه البوست والاتجاهات الأخرى افترعوا لها بوستاتها وحتما ستجدون من يتابعها ويحاوركم فيها)
|
Post: #34
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-07-2008, 07:46 PM
Parent: #1
الماركسية في ذمة التاريخ
فاروق محمد إبراهيم
حوار : علاء - خالد
مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي تنشط جهات وشخصيات شيوعية لأجل تغليب رؤاها عبر المؤتمر ، خاصة وان الحزب يحفل بالمراكز والتيارات والرؤية التي يتبناها د. فاروق احمد ابراهيم في هذا الحوار معه هي تحويل الحزب الشيوعي الى حزب اشتراكي ديمقراطي، وهذه العملية هي احياء لطرح قديم منذ 6691م، في مؤتمر دعا الى قيام الحزب الاشتراكي ، ود. فاروق يدافع في هذا الحوار عن ذلك الطرح باعتباره احد القيادات التي شاركت في ذلك المؤتمر وانحازت لهذا الطرح وبسببه ترك الحزب في تلك الفترة الى ان عاد اليه مرة اخرى في فترة الانتفاضة ثم خرج عنه مرة اخرى وهو من الجيل المؤسس للحزب وقد تعرض لتجربة اعتقال مريرة في عام 9891م. ٭ طرحت في رسالتك المفتوحة لمؤتمر الحزب الشيوعي الخامس فكرة قديمة وهي تحويل الحزب الشيوعي الى حزب اشتراكي ديمقراطي، ما هي دواعي ومبررات طرح هذه الفكرة من جديد؟ - الآن نحن على اعتاب المؤتمر الخامس لاجل تقييم مجمل تجربتنا وهذه الفكرة او الورقة طرحتها سنة 4991م، في مجلة قضايا سودانية بالخارج بدعوة من التجاني الطيب ومحجوب عثمان اللذين يحرران المجلة، وعندما كتبت هذه المساهمة انزعج منها التجاني الطيب ورفض نشرها في العدد الثالث من المجلة حتى يتمكن من الرد عليها باعتبارها تدميرا للحزب، وقام بنشرها في العدد الرابع، وهذه الطريقة حقيقة اجهضت المناقشة، واهمية اثارة هذا الطرح الآن لأن ما هو سائد الآن وجهتا نظر مطروحتان الاولي طرحي الذي قدمه وهو رد الاعتبار لمؤتمر الجريف ونطوي بذلك صفحة الخلافات السابقة ونرد الاعتبار لكل الناس الذين اختلفوا مع الحزب وهنالك وجهة النظر الاخرى وهي تجديد الماركسية وتجديد البرنامج و... ٭ مقاطعا: ولكن طرحك هذا تم تجاوزه من قبل الحزب الشيوعي وتم وصفه بالانحراف اليمني وان الحزب دفع ثمنا باهظا لاصلاح نتائج هذا الانحراف وهذا يعني ان الحزب انتقد موقفه فهل من المقبول طرحه الآن بعد ان انتقدته قيادات الحزب و ..؟! - رد مقاطعا: قيادات الحزب الشيوعي متهمة في هذه المسألة وهم متهمون بأنهم اجهضوا هذه العملية يعني هذا انحياز لوجهة نظر وهو بهذا الوصف اغتيال لمجمل عملية المناقشة، السؤال المطروح هو ما العمل الآن هل نجدد الحزب بصورته القديمة، ونجدد الماركسية ، و.. الخ.. ام ان سبب الجمود هو الماركسية نفسها وفهمنا لها، وتجربتنا معها؟ وبالتالي ان تكون الماركسية هي احد المصادر وبالتالي نتجه نحو ان يصبح الحزب حزب برنامج وليس حزب نظرية وهذا طرحي انا و.. ٭ مقاطعا: ولكن هنالك مركز داخل الحزب الشيوعي يطرح نفس طرحك هذا وهم يعتبرون علي نحو ما تفعل ان الماركسية مصدر من المصادر وهذا موجود في دستور الحزب الجديد، وفي تصريحات متوفرة لقيادات في الحزب ينادون فيها بنظرية جديدة والقطع مع الماركسية اذاً طرحك هذا ليس بالجديد وهنا تصبح مشروعة الاتهامات التي وجهت اليك من انك علي اتفاق مع هذا المركز المهيمن داخل الحزب الشيوعي والذي يسعى الي اعلان الحزب الاشتراكي الديمقراطي عبر المؤتمر الخامس، وان طرحك هذا داعم للتيار اليميني التصفوي داخل الحزب، كيف ترد؟ - اذا كان خط مؤتمر الجريف الذي دعا الى قيام حزب اشتراكي ديمقراطي فانا مع هذه التصفية، ولكني اعتقد ان هذا الوصف غير سليم، ما حدث هو عملية تحول عميق طرحناه منذ اكتوبر لتجاوز الجمود العقائدي، وتجاوز التجارب السابقة ورد الاعتبار لكل الذين اختلفوا مع الحزب في فترات مختلفة، الآن اضعاف اضعاف الشيوعيين موجودين خارج الحزب، اذا كان هنالك اتجاه داخل الحزب يحمل نفس افكاري فلا بأس ولكن ليس لدي فكرة عن ذلك، انا اتعامل مع نقد وسليمان حامد، والتجاني الطيب، والشفيع خضر، وصديق يوسف انا اتعامل مع هذه القيادات ولم اتعامل مع جهات اخرى داخل الحزب، وليس لدي معرفة غير الوثائق المكتوبة والمناقشة العامة.. ٭ مقاطعا: من خلال مناقشاتك مع نقد وقيادات الحزب هل شعرت ان هنالك رؤية مساندة لوجهة نظرك تلك ؟ - انا ارى ان وجهة نظرهم هي مثل وجة نظر السر بابو والتي تدعو الي تجديد الماركسية واعتقد ومن خلال ما وضح لي ان هذه هي وجهة النظر او الرؤية السائدة.. و ٭ مقاطعا: ولكن هذا غير صحيح، وهذا واضح من خلال دستور الحزب الجديد الذي يدعو الى توسيع المصادر والبحث عن نظرية جديدة و...؟ - رد مقاطعا: مايثار ويكتب عن نظرية جديدة هو مجرد كلام هلامي، النظرية هي تعميم يمكنك ان تجري تنبؤات للمستقبل، وتعميم قابل للدحض ، فالكلام الذي لا يمكن دحضه لا يمكن ان تسميه نظرية علمية فكل هذا مجرد هلام وحتى المقالات التي كتبها نقد، وصدقي كبلو لا تلمس فيها نظرية ولكن ما قدمه عبدالخالق وبيان ثورة مايو رقم واحد، وووثيقة حول البرنامج هذه نظرية ومن الافضل مناقشة كل ذلك ومن ثم نرى الي اين تتجه. ٭ يبدو ان هنالك صعوبة كبيرة في تغيير طبيعة الحزب فغالبية جماهير الحزب والشيوعيين خارج الحزب من الذين أُبعدوا او ابتعدوا لأسباب متعلقة بمناخات الحزب الداخلية هؤلاء يتمسكون بمرتكزات الحزب الفكرية الماركسية ويرون ان الحل في تطويرها وهذه الصعوبة قد احس بها محمد ابراهيم نقد نفسه فنقد يحمل افكارا قريبة من التي تحملها انت، وفي حوار اجرته معه مجلة باكستانية تصدر بالعربية (شؤون دولية) عام 3991م، ذكر نقد ان حزبهم لم يعد ماركسيا وان الماركسية لن تكون في موقع المرشد، ولكن نقد نفسه جاء بعد اول لقاء له مع جماهير الحزب عقب خروجه الى العلن ليتراجع عن هذا الموقف ويعلن (نحن ما زلنا ماركسيين، انحنا ما نطينا) ووجد هذا تصفيقا عظيما في لقاء كان معظم حضوره من الشباب وهذا مرده الي الصعوبة التي ذكرتها لك.. كيف ترد؟ - اذا كان نقد فعلا يسير في هذا الاتجاه فعليه ان يرد الاعتبار علي ما طرحته انا عبر رد الاعتبار لمؤتمر الجريف، نقد في مقالاته يتحدث عن الانحراف اليميني في صيف 6691م، فكيف يسير في اتجاه هو الآخر انحراف يميني ؟! انا اعتقد بالنسبة لنقد وقيادات الحزب لا يوجد وضوح في الرؤى ، الذي يريد حزب برنامج فهذا ما نادى به مؤتمر الجريف، والذي يريد حزبا ايدلوجيا فان هذا موجود في طرح السر بابو رغم تراجعه التدريجي وهذا سيكون موضوع مناقشاتي القادمة حول الماركسية والدين ومختلف القضايا.. ٭ ذكرت ان فكرة تحويل الحزب الي اشتراكي ديمقراطي جاءت من عبدالخالق نفسه، وعندما سافر عبدالخالق الي الاتحاد السوفيتي وبنقاشات مع الشيوعيين الروس غيّر عبدالخالق قناعاته وجاء وفرض عليكم قناعاته الجديدة والتي هي عكس قناعات الاغلبية في حالة وصفتها بالجمود العقائدي وهذا وضع غريب ، كيف حدث ذلك وكيف يتخذ القرار في مثل هذه الحالة ...؟! - رد مقاطعا: هذه ارجعها الي شخصية عبدالخالق ونفوذه فشخصية عبدالخالق محجوب شخصية قوية فعلا، وكان ذكيا جدا ، وعليك التفكير في الطريقة التي قلب بها كل اللجنة المركزية ضد قرارها وجعلهم يتحدثون حتى الان عن انحراف يميني في صيف 6691م، دون تفكير وكذلك البيان الذي قدمه في نفس يوم 52 مايو 9691م، بعد تحضير تم، وكان الخلاف حول هل يذهب اعضاء الحزب الذين تم اختيارهم للوزارة لاستلام مهامهم كوزراء ام لا ، ؟ وبالنسبة لنا كان الخيار هو تأجيل المسائل الايدولوجية والموافقة علي ذهاب هؤلاء المرشحين للوزارة من اعضاء الحزب، وعبر صراع تمت الموافقة على هذا الامر، وكذلك اعضاء مجلس قيادة الثورة هاشم العطاء وبابكر النور ثم جاء بعد ذلك اجتماع اللجنة المركزية وبدأ الصراع عبدالخالق كان يرى ان يكون تأثيرنا محدودا، وفي ناس ارسلوا برقيات تأثير فتمت معاقبتهم، وتقدمت انا باقتراح تسيير موكب مساندة، ولكن عبدالخالق لم يكن يرى ذلك ولكن موقف عبدالخالق كان يمثل الاقلية واغلبية اللجنة المركزية كانت مع الموكب، والموكب كان هادرا علي عكس ماذكر السر بابو من ان موكب تشييع الازهري كان اكبر منه في محاولة لتبخيس موكب الحزب، كما انه ايضا تبخيس لموكب تشييع الازهري وهو امتداد لموقف مجلس الوزراء في نعيه للازهري عبر بيان كان تافها جدا. ٭ هل المقدور هو الا يقوم هذا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الا على انقاض الحزب الشيوعي، انتم تنعون الممارسة الديمقراطية داخل الحزب، ولكن كان الاجدر كموقف ديمقراطي صحيح ان تعلنوا قيام حزبكم بعيدا عن الحزب الشيوعي وجماهيره على نحو ما فعل الخاتم عدلان والحاج وراق؟ - ذلك لأنني حريص علي تجربة الحزب الشيوعي، هذه تجربتنا، وانا حريص فعلا على ان يكون الحزب الشيوعي في قلب هذه العملية، في العام 6691م اتخذ الحزب الشيوعي قرار تحويل الحزب الي حزب جماهيري ، وهذا تم اتخاذه بغالبية الحزب، وبصورة ديمقراطية جدا، فكيف نعود الى هذا الموقف؟ ، اعتقد ان العودة اليه برد الاعتبار لمؤتمر الجريف، ان يتخذ المؤتمر الخامس قرارا بحل الحزب الشيوعي ويحول نفسه الى لجنة تحضيرية لحزب جماهيري يرد الاعتبار لكل الناس لأجل ازالة العدوان والمرارات القديمة لكل الناس الذين خرجوا من الحزب لسبب او آخر ودخل معهم في عداوات، ويبدأ في الاتصال بكل القوى الاخرى، وهذا يعطي اعتبارا للحزب الشيوعي وهذا موقف سليم، انا لم اكتب اي مقال و مساهمة في كل الفترة السابقة الا من خلال منابر الحزب الشيوعي ذلك لأنني حريص على تجربة الحزب الشيوعي، ولكن اذا الحزب رفض فهذه مسألة اخرى، فانا اريد ان تكون الحقائق بين العضوية واعتقد ان العضوية يمكن ان تؤثر كي يتخذ المؤتمر الخامس هذا القرار واذا لم يتخذ المؤتمر الخامس هذا القرار فيمكن باسم مؤتمر الجريف، وباسم مؤتمر الحزب الاشتراكي توسيع الدعوة لتشكيل الحزب الجديد .. وفي الحالتين سيكون هنالك حزب ديمقراطي باساس جيد ، ولكن انا لا اريد ان اجهض تجربة الحزب الشيوعي، الطريقة المتبعة الآن من تجديد للماركسية لا اعتقد انها ستسير الى الامام واعتقد انها ضارة بالحزب الشيوعي ، والعودة الى قرار 6691م، هو الذي سيحافظ على الحزب الشيوعي ويفتح المجال لكادر الحزب لكي يجد شيئا جديدا.. ٭ لماذا تجزم بأن مسألة الماركسية لن تسير الى الامام يعني انت هنا تصادر قناعات اعضاء كثر يجدون في انفسهم المقدرة الذهنية والمعرفية للسير في هذه العملية (تجربة الماركسية) و.....؟ - يرد مقاطعا: الماركسية نموذج ارشادي ، وهنالك نماذج جاءت وذهبت افسحت الساحة ، جاءت الرؤية النيوتينية (نيوتن)، للكون وافسحت المجال بذهابها لرؤى اخرى مثل النظرية النسبية، هنالك رؤى للعامل تتغير من حين لآخر يحدث تحول من نموذج ارشادي معين الى نموذج ارشادي آخر، وعندما يحدث هذا التحول فهذا لا يعني خطأ القديم بل يدخل القديم في الجديد يحدث نقلة في النموذج الارشادي ، جزء كبير جدا من الماركسية دخل في العلوم، والاقتصاد، والبنيوية ، وعلم الاجتماع وهكذا... ولكن جزءا منها يشبه التصور الديني مثل علم بناء الشيوعية يعني كارل ماركس اخذ البرنامج الاجتماعي للاديان جميعها من ارادة تحقيق المساواة المطلقة والعدالة المطلقة، والتحرر المطلق للناس، ماركس اخذ هذا البرنامج الاجتماعي للدين، ولكن اراد ان يحوله بطريقة علمية واعتبر ان اي شيء في الدين ما عدا هذه العملية عبارة عن يوتوبيا، فعندما يحدث تحول عن الماركسية فهذا لا يعني ان ماركس كان على خطأ الان ، هنالك مشروع تقويمي جديد يمكن ان يحل محل الماركسية، الناس قد يتمكسون بنموذجهم القديم الذي لا ينتهي الا بوفاتهم ، فتوماس بوم صاحب مؤلف بنية الثورات العلمية ، تساءل قائلا: (هل من الافضل ان تموت انت ام ان يموت نموذجك الارشادي) ،من الافضل ان يعيش الانسان في نموذجه الارشادي الجديد بدلا من الانتظار حتى موته هو ، وهذا ما يحدث الآن لهؤلاء (الجماعة) يموتون واحدا تلو الآخر، والاسوأ من ذلك انا الآن ارى ان هنالك توريثا لمشاكلهم للجيل الجديد، لماذا؟! ، الافضل هو ان يموت هذا النموذج الارشادي ويذهب الى ذمة التاريخ،وذمة العلم، وانا هنا لست ضد ا لماركسية ولكن ان يصبح الحزب حزب برنامج وميثاق يتفق عليه الناس، ويمكن ان يشارك فيه ماركسيون ، المهم هو الاتفاق على برنامج، هذا البرنامج الذي نريد له ان يحقق تنويرا الآن وليس ان يحقق مجتمعا شيوعيا، ليس ان يحقق برنامجا انتهازيا مثل مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية المفضية في نهايته الى تحقيق المجتمع الشيوعي، فالماركسية تريد ان تحقق الشيوعية، تريد ان تحقق الحلم الديني عبر ادخالها في العمل وهذه مسألة غير علمية ، فللعلم وظيفته ، وللدين وظيفته ، ويجب عدم الزام الناس برؤية نظرية. وبالعودة الي حديثك فاذا كان نقد يتفق معي فيما احمله من طرح فهذه مسألة جيدة ونقد صديقي فأنا اقترحت ان نجري المناقشة والندوة بدار الحزب الشيوعي واقترحت ان تكون مغلقة و.. ٭ مقاطعا: ولكنك اقمت محاضرتك بمركز الخاتم عدلان وهذه لها دلالاتها السالبة في نظر بعض الشيوعيين الذين التقيتهم و....؟ - رد مقاطعا ومتسائلا: ولكن لماذا عقدت المحاضرة بمركز الخاتم عدلان؟! انا طلبت من نقد في شهر مارس من العام الماضي ان اقدم محاضرات كمساهمة للمؤتمر الخامس بدار الحزب الشيوعي وذكرت له انني انوي ان تكون اول ورقة اقدمها في هذه المحاضرات هي المساهمة التي قدمتها في (قضايا سودانية)، وهي ورقة ناقدة ولم يكن نقد مرتاحا لها فرحب نقد بذلك وبعد فترة لم يتحقق هذا الامر، فسألت الشفيع خضر،وصديق يوسف: هل لديكم موقف من هذه المسألة ؟ فردوا بالنفي وعزوا ذلك الى ان نقد ربما قد نسي وطلبوا مني تذكيره وأن اذهب لتاج السر بابو باعتباره المسؤول عن هذه المسائل الثقافية وبالفعل ذهبت الي السر بابو ورحب جدا ، في اليوم الثاني ذهبت الى نقد واخبرته مرة اخرى بأنني اريد ان اقدم سلسلة ندوات، وانني اخذت موافقة بابو، ونقد رحب مرة اخرى، ولكن جاءني بابو وقال لي: (جيب لينا الندوة مكتوبة)، ثم عاد وقال لي ان السكرتارية غير موافقة فرديت عليه بأنني سأقنعهم وبالفعل ذهبت الي نقد، ولكنه اظهر عدم موافقة، وفي النهاية رفض، وأنا لا ارى ان هنالك عيباً في ان اقدم هذه الندوات بمركز الخاتم عدلان، فالخاتم اختلف مع الحزب وذهب...!
http://www.alsahafa.info/news/index.php?type=3&id=2147515158
|
Post: #35
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: صديق عبد الهادي
Date: 03-08-2008, 00:24 AM
Parent: #1
الاخ عمر محمد
سلام فعلت خيراً بايرادك لتلك المقابلة الصحفية مع الدكتور فاروق محمد ابراهيم. ملاحظة طفيفة لا تفت من عضد المحتوى بالنسبة للحوار و الملاحظة هي ان تحرير المقابلة و باستخدامه لكلمة "مقاطعاً" و بتلك الطريقة تجبر القارئ علي كثير من التركيز في تبين لمنْ يتبع هذا القول او ذاك مما يجعل الخلوص الي حصيلة مرضية من محتوى الحوار امراً كان من الممكن ان يكون اكثر يسراً لو تم وضع اسم القائل بشكل مباشر. علي اية حال هذه مجرد ملاحظة، و لكن لنأتي لتناول بعض مما ادلى به الدكتور فاروق . في البداية الدكتور فاروق رجل جدير بالتقدير وذلك لمساهماته النوعية و الجادة هذا بالاضافة الي اصالتهاـ اي بمعنى انها من صميم تفكيره و كدحه ـ هذا من جانب اما من الجانب الآخر فهو رجل مثير للاعجاب و ذلك لمثابرته و اصراره علي التحاور بس كدي تصور ان شخصاًمنذ سينيات القرن المنصرم لم تفتر همته و لم ينقطع عشمه في ان يكون التعاطي و الحوار مستمراً، و هذه قيمة نادرة . نجد ان هناك كثيراً من الناس اداروا ظهورهم و يمموا شطر ما يريح بالهم ، بل ان بعضهم آثروا الانكفاء علي ذواتهم. ان ما يجهد في فعله الدكتور فاروق كافي بان تفتح لاجله كل الابواب الموصدة، و لو فعل الحزب ذلك لكان العائد اكبر. بالنسبة لما يقول به دكتور فاروق، في اعتقادي انه يتعامل مع الاحداث التاريخية للحزب بشئٍ من الاصولية يعيبهاهو نفسه علي قيادة الحزب ، مثلاً ما المعنى من اصرار دكتور فاروق علي ان تكون بداية الحوار انطلاقاً من مؤتمر الجريف و مقرارته و كان مؤتمر الجريف هو النقطة التي بدأ بها تاريخ الحزب او بالاحرى فكرة التجديد فيه، و من ثمّ اليها كان المنتهى. ان ما هو مطروح الآن يعتبر متخطياً و بكل المقاييس ما جاءت به مقررات مؤتمر الجريف و ما بعدها. المناقشة العامة التي جرت خلال مايقارب العقدين الآن و بكل ما صاحبها من تعثر و احباط هي الاجرأ و الاكثر وضوحاًو مواجهة في تاريخ الحزب، و حتى لا يكون الكلام مرمياً علي عواهنه لنا ان نسأل متى كان العضو في تاريخ هذا الحزب مطمئناًوهو يجهر ليس فقط بتعديل اللائحة و انما بالغاء معظمها و بتغيير البرنامج بل و بتغيير مرتكزات الحزب النظرية و الفكرية جملةً و تفصيلا؟! فهذه كلها قضايا كانت تتطاير لها الرؤوس في يومٍ ما و تستحكم العزلة السياسية و الاجتماعية حول من يحمل لواءها!!! إن اصرار دكتور فاروق علي ان يكون الاحتكام لمقرارات الجريف هو الفيصل في معالجة ماتم في تاريخ الحزب لهو اصرار يرجع بالصراع حول تجديد الحزب الي نقطة متأخرة ، و ذلك بالقطع لن يفيد حتى المشروع الذي ينادي به دكتور فاروق نفسه. الحزب الآن في ورطة فكرية حقيقية لن تخلصه منها الانتقائية بخصوص الماركسية لان هناك نفر كبير ما زال يعتقد بان الماركسية ما زالت صالحة و لا خلاص بدونها، و على الطرف الآخر من يرى التخلص منها جملةً و تفصيلاً!!! اوليس هذا الصراع و بملامحه تلك قد طوى مؤتمر الجريف بل و جبّ ما بعده؟
اعود الي بفيةالمسائل الاخرى،
مودتي للجميع
صديق عبد الهادي.
|
Post: #36
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-08-2008, 04:06 AM
Parent: #35
عزيزى د.ماجد القراء الاعزاء مسألة مؤتمر الجريف (الرابع) واعادة الاعتبار له تجد قبولا اذا نظرنا لها من منظور تجربة الحزب الشيوعى نفسها، بمعنى انه هناك معطيات رجحت تصحيح المسار وان تصحيحه من تلك المرحلة التاريخية يستصحب بالضرورة اعادة اعتبار لكل تجربة الحزب واتصدى الشجاع بالتالى لمعالجة تلك الاخطاء. انظر لما تحته خط فى الاقتباس التالى:
- Quote: اذا كان نقد فعلا يسير في هذا الاتجاه فعليه ان يرد الاعتبار علي ما طرحته انا عبر رد الاعتبار لمؤتمر الجريف، نقد في مقالاته يتحدث عن الانحراف اليميني في صيف 6691م، فكيف يسير في اتجاه هو الآخر انحراف يميني ؟! انا اعتقد بالنسبة لنقد وقيادات الحزب لا يوجد وضوح في الرؤى ، الذي يريد حزب برنامج فهذا ما نادى به مؤتمر الجريف، والذي يريد حزبا ايدلوجيا فان هذا موجود في طرح السر بابو رغم تراجعه التدريجي وهذا سيكون موضوع مناقشاتي القادمة حول الماركسية والدين ومختلف القضايا |
من ناحية ثانية انا اميل الى التوصل الى تسوية تكون فى حدها الادنى معقولة بحيث تفتح الطريق للتطور الديمقراطى لهذا الحزب والتجديد القيادى المطلوب. هنالك رد من فاروق على من يعتقد ان عليه الدعوة الى بناء حزبه الديمقراطى بعيدا عن الحزب الشيوعى، اعتقد انه منطقى وطبعا المسألة فى النهاية ترتبط بمنهج التعامل مع الحزب الشيوعى او اية منظمة عمل عام بنمهج التملك او التجرد والموضوعية ، فمن يعتقد ان الحزب حزبه فقط ويعنيه هو دون غيره من افراد الشعب فهو فى تقديرى من يتعامل مع الناس والحياة وفق منهج التملك ( to have and not to be ) وهى ظاهرة ترتبط بالتربية والثقافة والنزعة الشمولية ولا مكان هنا لشرحها ولكن من المهم وصفها والانتباه لها ، اذ ان القضية تهم كل الناس فى ظرف اريخى حرج يهمنا الخروج منه بافضل الخيارات الممكنة من خلال نقد التجربة بتجرد
Quote: هل المقدور هو الا يقوم هذا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الا على انقاض الحزب الشيوعي، انتم تنعون الممارسة الديمقراطية داخل الحزب، ولكن كان الاجدر كموقف ديمقراطي صحيح ان تعلنوا قيام حزبكم بعيدا عن الحزب الشيوعي وجماهيره على نحو ما فعل الخاتم عدلان والحاج وراق؟ - ذلك لأنني حريص علي تجربة الحزب الشيوعي، هذه تجربتنا، وانا حريص فعلا على ان يكون الحزب الشيوعي في قلب هذه العملية، في العام 6691م اتخذ الحزب الشيوعي قرار تحويل الحزب الي حزب جماهيري ، وهذا تم اتخاذه بغالبية الحزب، وبصورة ديمقراطية جدا، فكيف نعود الى هذا الموقف؟ ، اعتقد ان العودة اليه برد الاعتبار لمؤتمر الجريف، ان يتخذ المؤتمر الخامس قرارا بحل الحزب الشيوعي ويحول نفسه الى لجنة تحضيرية لحزب جماهيري يرد الاعتبار لكل الناس لأجل ازالة العدوان والمرارات القديمة لكل الناس الذين خرجوا من الحزب لسبب او آخر ودخل معهم في عداوات، ويبدأ في الاتصال بكل القوى الاخرى، وهذا يعطي اعتبارا للحزب الشيوعي وهذا موقف سليم، انا لم اكتب اي مقال و مساهمة في كل الفترة السابقة الا من خلال منابر الحزب الشيوعي ذلك لأنني حريص على تجربة الحزب الشيوعي، ولكن اذا الحزب رفض فهذه مسألة اخرى، فانا اريد ان تكون الحقائق بين العضوية واعتقد ان العضوية يمكن ان تؤثر كي يتخذ المؤتمر الخامس هذا القرار واذا لم يتخذ المؤتمر الخامس هذا القرار فيمكن باسم مؤتمر الجريف، وباسم مؤتمر الحزب الاشتراكي توسيع الدعوة لتشكيل الحزب الجديد .. وفي الحالتين سيكون هنالك حزب ديمقراطي باساس جيد ، ولكن انا لا اريد ان اجهض تجربة الحزب الشيوعي، الطريقة المتبعة الآن من تجديد للماركسية لا اعتقد انها ستسير الى الامام واعتقد انها ضارة بالحزب الشيوعي ، والعودة الى قرار 6691م، هو الذي سيحافظ على الحزب الشيوعي ويفتح المجال لكادر الحزب لكي يجد شيئا جديدا.. ٭ لماذا تجزم بأن مسألة الماركسية لن تسير الى الامام يعني انت هنا تصادر قناعات اعضاء كثر يجدون في انفسهم المقدرة الذهنية والمعرفية للسير في هذه العملية (تجربة الماركسية) و.....؟ |
|
Post: #37
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Atif Makkawi
Date: 03-08-2008, 04:55 AM
Parent: #1
Quote: مقاطعا: ولكن هنالك مركز داخل الحزب الشيوعي يطرح نفس طرحك هذا وهم يعتبرون علي نحو ما تفعل ان الماركسية مصدر من المصادر وهذا موجود في دستور الحزب الجديد، وفي تصريحات متوفرة لقيادات في الحزب ينادون فيها بنظرية جديدة والقطع مع الماركسية اذاً طرحك هذا ليس بالجديد |
حديث الصحفي الذى أجرى هذا اللقاء مع دكتور فاروق هو الذى يحدث بالفعل منذ بدء المناقشة العامة في أوائل التسعينات وحتي اليوم, بل أعتقد أن هذا التيار ان لم يكن غالبا لكنه ليس ضعيفا والتوقيت والطريقة التي انتهجها الدكتور في تقديرى اما أنه يريد القول (في حالة ما اذا تبني المؤتمر وجهة النظر التي تقول بأن يتحول الحزب الي اشتراكي ديمقراطي معتبرا الماركسية مصدرا من مصادر منهج الحزب الذى سيكون) بأنها فكرتي التي طرحتها من قبل وان لم يكن لوحده فها أنتم ترجعون اليها بعد كل هذه الفترة بما يفيد بأنني كنت ولا أزل متقدما عن الكل وبأشواط عديدة... ليس مهما هنا الظرف التاريخي والتحول الذى طرأ. أو أنه يريد خلق نوع من البلبلة خاصة وأن المؤتمر علي مرمي حجر من توقيت ندواته هذه وهو الذى يعلم تمام العلم بأن كل وثائق المؤتمر قد تم انجازها بل وتوزيعها علي كل الفروع ولا يمكن صياغتها من جديد.. علي الأقل لهذا المؤتمر (من الممكن طبعا في المؤتمرات القادمة) لأنها باختصار كما قال الأخ صديق هذه خلاصة مناقشة عمرها قرابة العقدين. هذا مع العلم بأنه قد اتيحت له شخصيا الفرصة كاملة لنشر كل ما يود قوله في حين أن الكثيرين من عضوية الحزب لم يجدوا هذه الفرصة التي أتيحت له.
* في اللقاء عندما سأله الصحفي : Quote: ٭ هل المقدور هو الا يقوم هذا الحزب الاشتراكي الديمقراطي الا على انقاض الحزب الشيوعي، انتم تنعون الممارسة الديمقراطية داخل الحزب، ولكن كان الاجدر كموقف ديمقراطي صحيح ان تعلنوا قيام حزبكم بعيدا عن الحزب الشيوعي وجماهيره على نحو ما فعل الخاتم عدلان والحاج وراق؟ |
اشار في ضمن رده علي السؤال الي :
Quote: لكن اذا الحزب رفض فهذه مسألة اخرى، فانا اريد ان تكون الحقائق بين العضوية واعتقد ان العضوية يمكن ان تؤثر كي يتخذ المؤتمر الخامس هذا القرار واذا لم يتخذ المؤتمر الخامس هذا القرار فيمكن باسم مؤتمر الجريف، وباسم مؤتمر الحزب الاشتراكي توسيع الدعوة لتشكيل الحزب الجديد .. وفي الحالتين سيكون هنالك حزب ديمقراطي باساس جيد |
الا يؤشر هذا الي أن توقيت الدكتور لأحاديثه تجعل البعض يشك في النوايا, وأنه يخاطب التيار الذى يدعو لتحويل الحزب الي حزب برنامج بقوله (أسعوا داخل المؤتمر ما أستطعتم فان لم تنتهوا الي ما نسعي اليه فنحن جاهزون لاستقبالكم في حزبنا حزب مؤتمر الجريف)...والتجارب كثيرة مع الذين انقسموا أو الذين ابتعدوا وغيرهم من التنظيمات التي تسمي نفسها بالحديثة ....كلهم يسعون لبناء تنظيماتهم المسماة حديثة علي حساب الحزب الشيوعي....شئ يدعو للتأمل... هذه التنظيمات ومن مجموع 35 مليون تجدكل تركيزهم علي عضوية وجماهير الحزب , في حين أنهم لو اجتهدوا بعيدا يكونون قد أضافوا لقوى الثورة السودانية ما لم يستطع علي فعله الحزب الشيوعي لوحده.
|
Post: #38
Title: هل أصبحت الماركسية في ذمة التاريخ؟....تعقيب على د. فاروق محمد إبراهيم//الأستاذ / تاج السر عثمان
Author: sultan
Date: 03-08-2008, 05:45 AM
Parent: #37
الأيام 6-3-2008
هل أصبحت الماركسية في ذمة التاريخ؟ تعقيب على د. فاروق محمد إبراهيم
تاج السر عثمان
في عدد الصحافة بتاريخ 20/فبراير/2008م، وفي حديث صحفي تحت عنوان عريض (الماركسية في ذمة التاريخ) تحدث د.فاروق محمد إبراهيم عن الماركسية ووصفها بأنها (نموذج إرشادي وان هناك جزءا كبيرا منها دخل في العلوم والاقتصاد والبنيوية وعلم الاجتماع، ولكن هناك جزءا منها يشبه التصور الديني مثل علم بناء الشيوعية، يعني كارل ماركس اخذ البرنامج الاجتماعي للأديان جميعها من إرادة تحقيق المساواة المطلقة والعدالة المطلقة، والتحرر المطلق للناس، ماركس اخذ هذا البرنامج الاجتماعي للدين ولكن أراد ان يحوله بطريقة علمية واعتبر أي شيء في الدين ما عدا هذه العملية عبارة عن يوتوبيا، فعندما يحدث تحول عن الماركسية فهذا لا يعني أن ماركس كان علي خطأ الآن، هنالك مشروع تقويمي جديد يمكن أن يحل محل الماركسية، الناس قد يتمسكون بنموذجهم القديم الذي لا ينتهي إلا بوفاتهم، فتوماس بوم صاحب مؤلف بنية الثورات العلمية، تساءل قائلا (هل من الأفضل أن تموت أنت أم يموت نموذجك الإرشادي)، من الأفضل أن يعيش الإنسان في نموذجه الإرشادي الجديد بدلا من الانتظار حتى موته هو، وهذا ما يحدث الآن لهؤلاء (الجماعة) يموتون واحد تلو الآخر، والأسوأ من ذلك أنا الآن أرى أن هنالك توريثا لمشاكلهم للجيل الجديد لماذا؟، الأفضل هو ان يموت هذا النموذج الإرشادي ويذهب إلى ذمة التاريخ وذمة العلم، وأنا هنا لست ضد الماركسية، ولكن أن يصبح الحزب حزب برنامج وميثاق يتفق عليه الناس، ويمكن أن يشارك فيه ماركسيون، المهم هو الاتفاق علي برنامج، هذا البرنامج الذي نريد له أن يحقق تنويرا الآن وليس أن يحقق مجتمعا شيوعيا، ليس أن يحقق برنامجا انتهازيا مثل مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية المفضية في نهايته إلى تحقيق المجتمع الشيوعي، فالماركسية تريد أن تحقق الشيوعية، تريد أن تحقق الحلم الديني عبر إدخالها في العمل وهذه مسألة غير علمية، فللعلم وظيفته وللدين وظيفته، ويجب عدم إلزام الناس برؤية نظرية)، انتهى حديث د.فاروق، وبالمناقشة مع د.فاروق أكد لي مضمون هذا الحديث الذي نحن بصدد مناقشته والتعقيب عليه.
في التعقيب أود ان أوضح الآتي 1- ما هي الماركسية؟ 2- هل أنجز ماركس تصور مكتملا للمجتمع الشيوعي؟ 3- وهل الماركسية هي ما كتبه ماركس وانجلز في القرن التاسع عشر أم هي مجموع المعرفة التي راكمها المفكرون الماركسيون والأحزاب الشيوعية والاشتراكية في تناولها لواقعها المتجدد وقضايا العالم المعاصر المتجددة؟ 4- وهل تتعارض الاشتراكية مع قيم الأديان الأخلاقية الفاضلة وفي تحقيق العدالة الاجتماعية؟ وما المشكلة إذا اخذ ماركس البرنامج الاجتماعي للأديان في تحقيق العدالة والمساواة؟ و5-هل يتعارض التنوير مع الأهداف الإنسانية النبيلة للاشتراكية؟وهل يتعارض البرنامج مع المرجعية والمنطلقات الفكرية؟.
وما هي المرجعية الفكرية للبرنامج الذي يبشرنا به د.فاروق؟ في البداية أود أن أؤكد أن من حق د.فاروق أن يتخلى عن الماركسية ويقدم لنا مشروعا فكريا بديلا لها . ولكن هل العرض الخاطئ للماركسية أو تشويهها هو الطريق السليم لذلك ؟ . ويعلم د,فاروق الذي كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني حتى العام 1970م أن الماركسية كانت ولازالت بالنسبة للحزب الشيوعي منهج لدراسة الواقع السوداني من اجل فهمه واستيعابه للتأثير فيه وتغييره إلى الأفضل، ولم تكن عقيدة، جاء في برنامج الحزب الشيوعي المجاز في المؤتمر الرابع - أكتوبر 1967 م (ولأن النظرية الماركسية علم فهي مفتوحة لمساهمة الإنسان وترفض الجمود الذي يحولها إلى عقيدة لا تقبل المعرفة الجديدة.) يواصل البرنامج ويقول: (ومن هذه الزاوية فان الاشتراكية العلمية- الماركسية - لا تقبل الانغلاق إلا إذا قبل عقل الإنسان التوقف، إلا إذا عجزت المعرفة عن الصمود في سيرها الذي لا يتوقف والذي لا تحده حدود).
وهى من الصياغات المستنيرة في تناول الماركسية ولا علاقة لها بتصور جامد. كما يحاول د. فاروق إيهامنا بذلك.
نبدأ بالسؤال الأول ما هي الماركسية؟ كما هو معلوم لـ د. فاروق أن الماركسية ذات طابع علمي نقدي بمنهجها الديالكتيكي الذي لا يعرف النهائية والاكتمال إلا إذا توقف عقل الإنسان عن التفكير، وهى ليست تعاليم جامدة، بل مرشد للعمل .وجوهر الماركسية هو: اكتشاف المفهوم المادي للتاريخ ونظرية فائض القيمة التي كشفت جوهر الاستغلال الرأسمالي، وبهذين الاكتشافين تحولت الماركسية إلى علم، وكما هو معلوم، العلم لا يعرف الحقيقة النهائية.
يتعاطى د.فاروق المكروه عمدا، ويتجاهل التراكم المعرفي الهائل للشيوعيين في دراسة واقعهم ومجتمعاتهم ودراسة التحولات المختلفة التي مرت بها التشكيلة الرأسمالية والمعرفة الإنسانية والمستجدات في العلوم الطبيعية والاجتماعية والإنسانية والسلوكية، وتناولهم لها بذهن مفتوح بالدراسة والتحليل، فمنذ ماركس وانجلز علي سبيل حدثت تحولات في التشكيلة الرأسمالية والتي تحولت في نهاية القرن التاسع عشر إلى مرحلة الاحتكار وتقسيم العالم بين الدول الرأسمالية الكبرى ودراسة لينين لتلك التحولات الجديدة في مؤلفه: الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية 1916، والتطورات التي حدثت في علم الفيزياء بعد اكتشاف مكونات الذرة (اكترون، بروتون .. الخ)، وإسهام لينين في توسيع مفهوم المادة في مؤلفه: المادية والمذهب النقدي التجريبي 1907م، وكذلك إسهام المفكرين الماركسيين مثل الإيطالي انطونيو غرامشي في دراسة المتغيرات الجديدة في التشكيلة الرأسمالية بعد صعود الفاشية في الثلاثينيات من القرن الماضي، وإسهامه في دراسة ظاهرة الدولة التي تعيد إنتاج نفسها بوسائل ثقافية وتجاوز مفهوم ديكتاتورية البرولتاريا والوصول للسلطة بطريق ديمقراطي جماهيري عن طريق ما اسماه بالهيمنة التي تنتج من كسب القلاع في الجبهة الثقافية والاهتمام بدراسة البنية الفوقية للمجتمع والتي لها استقلالها النسبي.
هذا إضافة لإسهامات مفكرين ماركسيين محدثين في دراسة الاقتصاد السياسي للتخلف مثل: بول باران، وعمانويل سويزى، سمير أمين، توماس سنتش، شارل بلتهايم، ..الخ، وهي من الفروع الاقتصادية الهامة التي تناولت الجذور التاريخية للتخلف والأسباب الحقيقية التي أدت للتفاوت في التطور بين بلدان العالم الثالث والبلدان الرأسمالية المتطورة.
كما يتجاهل د.فاروق فترة الجمود في الماركسية التي كرسها ستالين بتجريد الماركسية من جوهرها العلمي والنقدي واختزالها في تعاليم جامدة مثل مؤلفه: المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية 1938م والذي حول الملامح العامة التي تحدث عنها ماركس وانجلز للمجتمع الشيوعي المقبل إلى نظرية نهائية لبناء المجتمع الشيوعي ومحاولة تعميم النموذج السوفيتي علي بلدان شرق أوروبا وبلدان العالم الثالث دون مراعاة خصائص وظروف كل بلد، وابتداع ما يسمى علم بناء الشيوعية والذي ينتقده د.فاروق وكأنه من أصول الماركسية !!، وكذلك ما كنا نسمعه في فترة الجمود أن الاتحاد السوفيتي دخل مرحلة الاشتراكية المتطورة التي تمهد الطريق لمرحلة المجتمع الشيوعي.
والواقع أن ماركس لم يضع تصورا مكتملا للمجتمع الشيوعي ولكنه تحدث عن ملامح عامة، ورفض في مؤلفه: (نقد برنامج غوتا) تقديم تصور تفصيلي للمجتمع الشيوعي وأشار إلى أن ذلك يدخل في اليوتوبيا، وأن العلم وحده في المستقبل هو الكفيل بتقديم الإجابة.
والملامح العامة التي وضعها ماركس مثل: أن الاشتراكية سوف تقوم في مجتمعات رأسمالية متطورة، وسوف تخرج من أحشاء وتناقضات الرأسمالية، وبالتالي سوف تكون حاملة لسماتها لفترة طويلة، وبالتالي لن تكون هناك عدالة مطلقة ومساواة مطلقة، ويتفاوت الناس حسب قدراتهم الذهنية والعضلية، وأن قانون القيمة الخاص بحركة السلع في المجتمع الرأسمالي سوف يكون فاعلا لمرحلة طويلة، وفي مرحلة المجتمع الشيوعي يأخذ الإنسان حسب حاجته، ويتم فيه تحقيق الفرد الحر باعتباره الشرط لتطور المجموع الحر، وأن الهدف تحرير الإنسان من لعنة الحاجة ومن الاضطهاد الطبقي والقومي والجنسي، وتحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة، وتحسين مستوى معيشة العاملين وتوفير احتياجاتهم الأساسية في التعليم والصحة والضمان الاجتماعي وحماية الأمومة والطفولة، وتحقيق حرية الضمير والمعتقد .. الخ.
تلك باختصار الملامح العامة التي تحدث عنها ماركس، ولم يتحدث عن يوتوبيا أو علم للشيوعية، كما يحاول أن يصور لنا د.فاروق!!! ويمكن القول أن ماركس كان من أكثر المفكرين واقعية، كما أنه كان من أكثر المفكرين الذين يتجاوزن تصوراتهم السابقة بحكم منهجه الديالكتيكي النقدي الذي لا يعرف التصورات والنماذج الإرشادية النهائية، فبعد أربعين عاما من صدور البيان الشيوعي، كتب ماركس في مقدمة له بأنه شاخ في بعض جوانبه بعد التطورات الهائلة التي تمت في الرأسمالية وأن هناك حاجة لتعميم جديد، كما كان ماركس يأخذ دائما التطورات الجديدة في الحسبان.وبالتالي، فان الحديث عن موت الماركسيين في نموذجهم الإرشادي لا أساس له من الصحة، كما أشار د.فاروق.
كما يتجاهل د.فاروق إسهام الحزب الشيوعي السوداني في التناول المستقل للماركسية في دراسة المجتمع السوداني من الباطن في وثيقة(الماركسية وقضايا الثورة السودانية) التي أجازها المؤتمر الرابع، أكتوبر 1967م، والتي تجاوزت المنقول من الكتب الماركسية ودرست واقع المجتمع السوداني واستنبطت حلولا من تلك الدراسة للمشاكل التي كانت تواجه البلاد في تلك الفترة، واستخدام الماركسية كمنهج وليست عقيدة جامدة.
ومعلوم أنه منذ اكتشاف نيوتن لقوانين الحركة لم يتوقف علم الفيزياء، بل تطور واكتشف اينشتاين النظرية النسبية التي عمقت وطورت قوانين الحركة لنيوتن وخاصة بالنسبة لحركة الأجسام التي تتحرك بسرعة الضوء، كما ظهرت ميكانيكا الكم. كما لم يتوقف علم الأحياء عند اكتشاف دارون لتطور الأنواع بالانتخاب الطبيعي بل تطور علم الوراثة حتى تم اكتشاف الجين الوراثي، كما لم يتوقف علم الفلك عند اكتشاف كوبرنيك، بل تطور حتى نظرية الانفجار العظيم .. الخ، كذلك لم تتوقف الماركسية عند اكتشاف ماركس للمفهوم المادي للتاريخ ونظرية فائض القيمة، بل أسهم مفكرون ماركسيين كثيرين في تناول الظواهر الجديدة التي افرزها تطور الرأسمالية المعاصرة مثل: الثورة العلمية التقنية والمتغيرات في تركيب الطبقة العاملة التي اتسع مفهومها والتي أصبحت تضم العاملين بأدمغتهم وأيديهم، إضافة للظواهر الجديدة التي أفرزتها الرأسمالية في مرحلة العولمة الحالية مثل الشركات عابرة القارات، الايدولوجيا الجديدة أو الليبرالية الجديدة التي تكرس سيادة الرأسمالية علي نطاق عالمي مثل: نهاية التاريخ ونظريات ما بعد الحداثة التي تحاول إلغاء التقاليد العقلانية للتراث النظري والفلسفي السابق لتبرير النظام الرأسمالي في مرحلته الحالية الذي يتسم بالهمجية والتفاوت الصارخ في توزيع الثروة والهجوم علي الحقوق والحريات الديمقراطية وتدمير البيئة .. الخ.
كما طرحت الأحزاب الشيوعية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية استراتيجية الوصول للسلطة عن طريق البرلمان، أي تجاوزت ديكتاتورية البرولتاريا، كما طرح الحزب الشيوعي السوداني منذ دورة اللجنة المركزية في أغسطس 1977، بعنوان: جبهة للديمقراطية وإنقاذ الوطن: الوصول للنظام الوطني الديمقراطي بطريق ديمقراطي تعددي. كما يتجاهل د.فاروق الدروس التي تم استخلاصها من تجارب انهيار التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق أوروبا والتي أهمها أن العدالة الاجتماعية والتنمية لا يمكن أن تتم في غياب الديمقراطية، ونظام الحزب الواحد، ورغم انهيار تلك النماذج إلا أنه كان لها إنجازات كبيرة في توفير احتياجات الناس الأساسية مثل: التعليم، الصحة، حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة، وأسهمت تلك النماذج في حفز حركة الكادحين في الدول الرأسمالية لتحقيق مكاسب وضمانات اجتماعية كثيرة، والتي تحاول الرأسمالية في مرحلة العولمة الحالية تجريد الجماهير منها فيما يعرف بالخصخصة وسحب الدولة لدعم خدمات التعليم والصحة والضمانات الاجتماعية ونهب موارد العالم الثالث عن طريق التبادل غير المتكافئ أو الاحتلال المباشر (العراق)، بهدف السيطرة علي النفط. وأي برنامج بفكر فيه د. فاروق بديل لابد أن يلبي احتياجات الناس الأساسية والديمقراطية كشرط للتنمية وشروط تبادل متكافئة مع بلدان العالم .. الخ، وسوف يأخذ برنامج الحزب الجديد المتغيرات المحلية والعالمية في الاعتبار، والسؤال: ما هي المرجعية الفكرية للبرنامج الجديد الذي يبشرنا به د. فاروق؟ وإذا كانت الماركسية هي نتاج عصر التنوير والذي يتمثل في إنجازات حقوق الإنسان وحكم القانون واستكمال الحقوق السياسية التي أنجزتها طبقة البرجوازية الناهضة بالحقوق الاجتماعية والثقافية، واستكمال حقوق المرأة السياسية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فأي تنوير ارقى من ذلك يريد أن يبشرنا به د.فاروق؟
وعلي مستوى السودان: باستخدام المنهج الماركسي طرح الحزب الشيوعي السوداني شعار الجلاء وتقرير المصير عام 1946 م، كما طرح الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي والاعتراف بالفوارق الثقافية بين الجنوب والشمال وحق الأقليات القومية في استخدام لغاتها المحلية في التعليم كما طرح مساواة المرأة والرجل واسهم في بناء الحركة النسائية والشبابية والنقابية، وادخل الوعي في صفوف الشعب السوداني، كما طرح ضرورة التنمية التي تلبي احتياجات الناس الأساسية، كما أسهم في بناء حركة إبداعية وثقافية واسعة، كما أشار في وثيقة المؤتمر الرابع (الماركسية وقضايا الثورة السودانية) إلى ضرورة استصحاب قيم الدين الفاضلة في تحقيق العدالة الاجتماعية، ورفض استغلال الدين لخدمة مصالح دنيوية زائلة، وبالتالي، فان الحزب الشيوعي كان رائدا في التنوير في البلاد، وعليه، فان اي تنوير جديد سوف يتم استنادا على الرصيد الايجابي السابق، كما أن الحزب الشيوعي قادر علي تجديد برنامجه ودستوره بما يواكب المتغيرات المحلية والعالمية كما هو جاري الآن. وأن هجوم د. فاروق علي الحزب الشيوعي والماركسية لا أساس موضوعي له. مع تقديري وتحياتي لـ د.فاروق.
http://www.alayaam.info/index.php?type=3&id=2147510662
= = = = السودان لكل السودانيين المجد لشعب السودان ... المجد لأمة السودان
|
Post: #39
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-08-2008, 05:54 AM
Parent: #37
Quote: يرد مقاطعا: الماركسية نموذج ارشادي ، وهنالك نماذج جاءت وذهبت افسحت الساحة ، جاءت الرؤية النيوتينية (نيوتن)، للكون وافسحت المجال بذهابها لرؤى اخرى مثل النظرية النسبية، هنالك رؤى للعامل تتغير من حين لآخر يحدث تحول من نموذج ارشادي معين الى نموذج ارشادي آخر، وعندما يحدث هذا التحول فهذا لا يعني خطأ القديم بل يدخل القديم في الجديد يحدث نقلة في النموذج الارشادي ، جزء كبير جدا من الماركسية دخل في العلوم، والاقتصاد، والبنيوية ، وعلم الاجتماع وهكذا... ولكن جزءا منها يشبه التصور الديني مثل علم بناء الشيوعية يعني كارل ماركس اخذ البرنامج الاجتماعي للاديان جميعها من ارادة تحقيق المساواة المطلقة والعدالة المطلقة، والتحرر المطلق للناس، ماركس اخذ هذا البرنامج الاجتماعي للدين، ولكن اراد ان يحوله بطريقة علمية واعتبر ان اي شيء في الدين ما عدا هذه العملية عبارة عن يوتوبيا، فعندما يحدث تحول عن الماركسية فهذا لا يعني ان ماركس كان على خطأ الان ، هنالك مشروع تقويمي جديد يمكن ان يحل محل الماركسية، الناس قد يتمكسون بنموذجهم القديم الذي لا ينتهي الا بوفاتهم ، فتوماس بوم صاحب مؤلف بنية الثورات العلمية ، تساءل قائلا: (هل من الافضل ان تموت انت ام ان يموت نموذجك الارشادي) ،من الافضل ان يعيش الانسان في نموذجه الارشادي الجديد بدلا من الانتظار حتى موته هو ، وهذا ما يحدث الآن لهؤلاء (الجماعة) يموتون واحدا تلو الآخر، والاسوأ من ذلك انا الآن ارى ان هنالك توريثا لمشاكلهم للجيل الجديد، لماذا؟! ، الافضل هو ان يموت هذا النموذج الارشادي ويذهب الى ذمة التاريخ،وذمة العلم، وانا هنا لست ضد ا لماركسية ولكن ان يصبح الحزب حزب برنامج وميثاق يتفق عليه الناس، ويمكن ان يشارك فيه ماركسيون ، المهم هو الاتفاق على برنامج، هذا البرنامج الذي نريد له ان يحقق تنويرا الآن وليس ان يحقق مجتمعا شيوعيا، ليس ان يحقق برنامجا انتهازيا مثل مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية المفضية في نهايته الى تحقيق المجتمع الشيوعي، فالماركسية تريد ان تحقق الشيوعية، تريد ان تحقق الحلم الديني عبر ادخالها في العمل وهذه مسألة غير علمية ، فللعلم وظيفته ، وللدين وظيفته ، ويجب عدم الزام الناس برؤية نظرية. وبالعودة الي حديثك فاذا كان نقد يتفق معي فيما احمله من طرح فهذه مسألة جيدة ونقد صديقي فأنا اقترحت ان نجري المناقشة والندوة بدار الحزب الشيوعي واقترحت ان تكون مغلقة و.. |
اعلاه اجد وضوح نظرى عالى لدى د.فاروق وهو فى الحقيقة صلب الموضوع. لى عودة مؤكد انشاء الله فى موضوع تعارض المنظور الماركسى (المسألة الاساسية فى الفلسفة) مع التصورات الدينية حيث ان القيم هى موضوع الانسان والمجتمع ، و تأتى الاديان فى قلب هذه القيم.
|
Post: #41
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-08-2008, 06:38 AM
Parent: #39
Quote: مثل: الثورة العلمية التقنية والمتغيرات في تركيب الطبقة العاملة التي اتسع مفهومها والتي أصبحت تضم العاملين بأدمغتهم وأيديهم، إضافة للظواهر الجديدة التي أفرزتها الرأسمالية في مرحلة العولمة الحالية مثل الشركات عابرة القارات، الايدولوجيا الجديدة أو الليبرالية الجديدة التي تكرس سيادة الرأسمالية علي نطاق عالمي مثل: نهاية التاريخ ونظريات ما بعد الحداثة التي تحاول إلغاء التقاليد العقلانية للتراث النظري والفلسفي السابق لتبرير النظام الرأسمالي في مرحلته الحالية الذي يتسم بالهمجية والتفاوت الصارخ في توزيع الثروة والهجوم علي الحقوق والحريات الديمقراطية وتدمير البيئة .. الخ. |
نلاحظ ان كتابات التيار المنادى بتجديد الماركسية والذى يمثله الاستاذ تاج السر ينطلق من موقف ضبابى بمعنى انه يحاول ان يعطى القارىء الانطباع بأن اطروحة د.فاروق قائمة على قمع التيار الماركسى الموجود الان . مع ان الحقيقة هى عكس ذلك تماما فدعوة الدكتور لقيام حزب وفقا لميثاق وبرنامج محدد هى دعوة تحفظ لجميع التيارات المتحالفة الحد الادنى للتعايش والاختلاف فى مناخ ديمقراطى معافى. وقد ظل المنهج الذى تدعوا له القياة الحالية هوالسائد فماذا كانت النتيجة.!!
كتب فاروق فى وصفه للصراع الفكرى بعاليه: ٭( ولكن طرحك هذا تم تجاوزه من قبل الحزب الشيوعي وتم وصفه بالانحراف اليمني وان الحزب دفع ثمنا باهظا لاصلاح نتائج هذا الانحراف وهذا يعني ان الحزب انتقد موقفه فهل من المقبول طرحه الآن بعد ان انتقدته قيادات الحزب و ..؟! - رد مقاطعا: قيادات الحزب الشيوعي متهمة في هذه المسألة وهم متهمون بأنهم اجهضوا هذه العملية يعني هذا انحياز لوجهة نظر وهو بهذا الوصف اغتيال لمجمل عملية المناقشة، السؤال المطروح هو ما العمل الآن هل نجدد الحزب بصورته القديمة، ونجدد الماركسية ، و.. الخ.. ام ان سبب الجمود هو الماركسية نفسها وفهمنا لها، وتجربتنا معها؟ وبالتالي ان تكون الماركسية هي احد المصادر وبالتالي نتجه نحو ان يصبح الحزب حزب برنامج وليس حزب نظرية وهذا طرحي انا)
ان الصراع الدائر الان هو كما قلت حول ابسط الحقائق والحقوق، انه حول توفير الديمقراطية داخل الحزب الشيوعى لجميع الاعضاء والتخلص من داء المركزية العضال. ان ما يميز افكر مابعد الحداثة هو الاعتراف بالطابع التعددى للحقائق بما فى ذلك الحقائق الاجتماعية وفى ذلك تعزيز للديمقراطية لتعددية ايما تعزيزوذلك بعكس مدارس الحداثة ذات الرؤى الاحادية. فى كل الاحوال تخيّل عزيزى القارىء وجود حزب سياسى فى السودان ، اشتراكى ديمقرطى ذو برنامج مرحلى واضح المعالم وتحتشد فى داخله كل الوان الطيف من ماركسيين الى لبراليين ، كيف سيكون مستوى السجال الفكرى والسياسى ومدى فائدته؟ ولكن التيار الماركسى المتشدد داخل الحزب الشيوعى يطرح نقده للمدارس الاخرى دون اهتمام بتقنين ذلك النقد وتوفير القنوات له، انه هكذا نقد يرمى على عواهنه وعند الطلب تهربا من القضية المهمة وهى قضية الاصلاح الديمقراطى. تحدث د.فاروق عن ترجع ما فيما كتبه السر ولكنى لا المح اية تراجع ولسان حال الرجل فى المقال اعلاه يقول انه (ليس فى الامكان احسن مما كان)
|
Post: #40
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Atif Makkawi
Date: 03-08-2008, 06:31 AM
Parent: #1
Quote: وعلي مستوى السودان: باستخدام المنهج الماركسي طرح الحزب الشيوعي السوداني شعار الجلاء وتقرير المصير عام 1946 م، كما طرح الحكم الذاتي الإقليمي لجنوب السودان في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي والاعتراف بالفوارق الثقافية بين الجنوب والشمال وحق الأقليات القومية في استخدام لغاتها المحلية في التعليم كما طرح مساواة المرأة والرجل واسهم في بناء الحركة النسائية والشبابية والنقابية، وادخل الوعي في صفوف الشعب السوداني، كما طرح ضرورة التنمية التي تلبي احتياجات الناس الأساسية، كما أسهم في بناء حركة إبداعية وثقافية واسعة، كما أشار في وثيقة المؤتمر الرابع (الماركسية وقضايا الثورة السودانية) إلى ضرورة استصحاب قيم الدين الفاضلة في تحقيق العدالة الاجتماعية، ورفض استغلال الدين لخدمة مصالح دنيوية زائلة، وبالتالي، فان الحزب الشيوعي كان رائدا في التنوير في البلاد، وعليه، فان اي تنوير جديد سوف يتم استنادا على الرصيد الايجابي السابق، كما أن الحزب الشيوعي قادر علي تجديد برنامجه ودستوره بما يواكب المتغيرات المحلية والعالمية كما هو جاري الآن. وأن هجوم د. فاروق علي الحزب الشيوعي والماركسية لا أساس موضوعي له. مع تقديري وتحياتي لـ د.فاروق. |
|
Post: #42
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-08-2008, 07:29 AM
Parent: #40
Quote: كما طرحت الأحزاب الشيوعية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية استراتيجية الوصول للسلطة عن طريق البرلمان، أي تجاوزت ديكتاتورية البرولتاريا، كما طرح الحزب الشيوعي السوداني منذ دورة اللجنة المركزية في أغسطس 1977، بعنوان: جبهة للديمقراطية وإنقاذ الوطن: الوصول للنظام الوطني الديمقراطي بطريق ديمقراطي تعددي. كما يتجاهل د.فاروق الدروس التي تم استخلاصها من تجارب انهيار التجارب الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق أوروبا والتي أهمها أن العدالة الاجتماعية والتنمية لا يمكن أن تتم في غياب الديمقراطية، ونظام الحزب الواحد، ورغم انهيار تلك النماذج إلا أنه كان لها إنجازات كبيرة في توفير احتياجات الناس الأساسية مثل: التعليم، الصحة، حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة، وأسهمت تلك النماذج في حفز حركة الكادحين في الدول الرأسمالية لتحقيق مكاسب وضمانات اجتماعية كثيرة، والتي تحاول الرأسمالية في مرحلة العولمة الحالية تجريد الجماهير منها فيما يعرف بالخصخصة وسحب الدولة لدعم خدمات التعليم والصحة والضمانات الاجتماعية ونهب موارد العالم الثالث عن طريق التبادل غير المتكافئ أو الاحتلال المباشر (العراق)، بهدف السيطرة علي النفط. وأي برنامج بفكر فيه د. فاروق بديل لابد أن يلبي احتياجات الناس الأساسية والديمقراطية كشرط للتنمية وشروط تبادل متكافئة مع بلدان العالم .. الخ، وسوف يأخذ برنامج الحزب الجديد المتغيرات المحلية والعالمية في الاعتبار، والسؤال: ما هي المرجعية الفكرية للبرنامج الجديد الذي يبشرنا به د. فاروق؟ وإذا كانت الماركسية هي نتاج عصر التنوير والذي يتمثل في إنجازات حقوق الإنسان وحكم القانون واستكمال الحقوق السياسية التي أنجزتها طبقة البرجوازية الناهضة بالحقوق الاجتماعية والثقافية، واستكمال حقوق المرأة السياسية بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فأي تنوير ارقى من ذلك يريد أن يبشرنا به د.فاروق؟ |
لا تعليق على الاقتباس اعلاه. لكن يشهد الله اننى لم اقرأ على المدى القريب نصا يحتشد بالمغالطات التاريخية والمعرفية ويتسم بالمفارقة بين القول والمسلك مثل هذا النص الذى كتبه السيد السكرتر الثقافى للحزب الشيوعى السودانى ولااعتقد ان ذلك النص يمثل وجهة نظره الشخصية فقط وانما وجهة نظر كل القيادة للحزب. من الواضح ان معركة التغيير صعبة جدا وربما تصل الى تخوم المستحيل امام التيار الديمقراطى وستكون مواجهات فكرية من جانبهم فى مقابل الاتى من التيار العقائدى المتشدد فى القيادة: ١- اتهام بالمؤامرة وربما العمالة وكل المظاهر المتعلقة بشخصنة الخلاف ٢-توظيف كل اليات المركزية الديمقراطية لمصلحته للدرجة التى يمكن تشبيهها بالمصارعة التى يكون فيها التيار الديمقراطى اشبه بالمصارع معصوب العينين. ٣-الشىء الايجابى الوحيد هو انها ربما تكون معركة القوى الحديثة الاخيرة داخل ذلك الحزب. هذا الامر يطرح بعض التساؤلات حول مدى جديّة الاعلان عن المؤتمر نفسه فى حالة عدم وضع ضغوطات عظيمة امام القيادة الحالية للحزب بعقد المؤتمر فى اسرع فرصة ممكنة. ٤-امام كل ذلك التامر التنظيمى ماذا اعد ذلك التيار للمواجهة والتنسيق فى ظل المركزية الديمقراطية التى تحرّم مثل ذلك الالتقاء او التنسيق؟ فى اعتقادى ان القيادة المتشددة الحالية ستقوم بتوظيف مسألة كسب الزمن وقد ظلت تراهن على الزمن دون فعل اية شىء جدى لحل الازمة الفكرية وتجاوزها ايجابيا، كذلك ليس امامها سوى محاولة الجمع بين النقائض على مستوى اللغة مثل الديمقراطية الليبرالية والماركسية، اعتماد الماركسية كمرشد (مرجعية اساسية) والانفتاح فى ذات الوقت على الفكر الانسانى ..وهكذا!!!!
|
Post: #43
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-08-2008, 08:03 AM
Parent: #42
Quote: كنت قد أوضحت فى مساهمتى السابقة أهمية التقيد فى أبحاث العلوم الإجتماعية ( سياسى؛ إقتصادى؛ إجتماعى) بالتوازن الدقيق بين القيم الإنسانية المراد رصدها ( ويمثلها وجدان الباحث) وبين مناهج البحث العلمى الصارمة ( والتى يمثلها هنا عقل الكاتب أو الباحث) ؛ وإذا ما تم تغليب الوجدان على العقل فقد البحث قيمته ونحى بالتالى منحى أيديولوجآ ؛ أما إذا حدث العكس يكون الباحث قد فشل فى توجيه الإسئلة التى تهم المجتمع. فى دراسته الشيقة والعميقة ( آن أوان التغيير ) ؛ حاول الراحل المقيم الأستاذ الخاتم عدلان أن يجد بعض الإجابات للأسئلة المتعلقة بجموح ماركس الذى دفعه نحو إيجاد حلآ جذريآ لمعاناة الفقراء ليضع مسألة العدالة الإجتماعية خاتمة للتاريخ بكل ما يصاحب ذلك من حرق للمراحل والتفكير حتى بالنيابة عن الأجيال القادمة. أورد الخاتم مارواه ماركس عن نفسه إذ قال ( كنت وأنا صغير حينما أتطلع للعمال العائدين إلى أسرهم بعد ساعات عمل طويلة ومجهدة أرى ثيابهم وهى مبتلة بالعرق الغزير وكأنه النبل يشع من أجسادهم ). يقول الخاتم أن هذا التعلق المدهش بالعدالة الإجتماعية قد ظل ملازمآ لماركس طيلة حياته الأمر الذى دفعه حتى إلى رفض كل التصورات الدينية مادامت تقوم بتزييف للوعى الطبقى؛ وربما إستبدل كارل ماركس مفهوم المسيح المخلص ليستعيض عنه بالطبقة العاملة فرشحها لتخليص الفقراء من الإستغلآل والظلم وإلى الإبد وذلك حين تتمكن من السيطرة على السلطة السياسية وإقامة ( الجنة الأشتراكية على الأرض |
اجد ترابطا بين الاقتباس اعلاه للراحل الخاتم عدلان فيما يتعلق بجوهر العلاقة بين الماركسية والدين والاقتباس ادناه لدكتور فاروق :
Quote: يرد مقاطعا: الماركسية نموذج ارشادي ، وهنالك نماذج جاءت وذهبت افسحت الساحة ، جاءت الرؤية النيوتينية (نيوتن)، للكون وافسحت المجال بذهابها لرؤى اخرى مثل النظرية النسبية، هنالك رؤى للعامل تتغير من حين لآخر يحدث تحول من نموذج ارشادي معين الى نموذج ارشادي آخر، وعندما يحدث هذا التحول فهذا لا يعني خطأ القديم بل يدخل القديم في الجديد يحدث نقلة في النموذج الارشادي ، جزء كبير جدا من الماركسية دخل في العلوم، والاقتصاد، والبنيوية ، وعلم الاجتماع وهكذا... ولكن جزءا منها يشبه التصور الديني مثل علم بناء الشيوعية يعني كارل ماركس اخذ البرنامج الاجتماعي للاديان جميعها من ارادة تحقيق المساواة المطلقة والعدالة المطلقة، والتحرر المطلق للناس، ماركس اخذ هذا البرنامج الاجتماعي للدين، ولكن اراد ان يحوله بطريقة علمية واعتبر ان اي شيء في الدين ما عدا هذه العملية عبارة عن يوتوبيا، فعندما يحدث تحول عن الماركسية فهذا لا يعني ان ماركس كان على خطأ الان ، هنالك مشروع تقويمي جديد يمكن ان يحل محل الماركسية، الناس قد يتمكسون بنموذجهم القديم الذي لا ينتهي الا بوفاتهم ، فتوماس بوم صاحب مؤلف بنية الثورات العلمية ، تساءل قائلا: (هل من الافضل ان تموت انت ام ان يموت نموذجك الارشادي) ،من الافضل ان يعيش الانسان في نموذجه الارشادي الجديد بدلا من الانتظار حتى موته هو ، وهذا ما يحدث الآن لهؤلاء (الجماعة) يموتون واحدا تلو الآخر، والاسوأ من ذلك انا الآن ارى ان هنالك توريثا لمشاكلهم للجيل الجديد، لماذا؟! ، الافضل هو ان يموت هذا النموذج الارشادي ويذهب الى ذمة التاريخ،وذمة العلم، وانا هنا لست ضد ا لماركسية ولكن ان يصبح الحزب حزب برنامج وميثاق يتفق عليه الناس، ويمكن ان يشارك فيه ماركسيون ، المهم هو الاتفاق على برنامج، هذا البرنامج الذي نريد له ان يحقق تنويرا الآن وليس ان يحقق مجتمعا شيوعيا، ليس ان يحقق برنامجا انتهازيا مثل مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية المفضية في نهايته الى تحقيق المجتمع الشيوعي، فالماركسية تريد ان تحقق الشيوعية، تريد ان تحقق الحلم الديني عبر ادخالها في العمل وهذه مسألة غير علمية ، فللعلم وظيفته ، وللدين وظيفته ، ويجب عدم الزام الناس برؤية نظرية. وبالعودة الي حديثك فاذا كان نقد يتفق معي فيما احمله من طرح فهذه مسألة جيدة ونقد صديقي فأنا اقترحت ان نجري المناقشة والندوة بدار الحزب الشيوعي واقترحت ان تكون مغلقة و..
|
Post: #44
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-08-2008, 08:40 AM
Parent: #43
Quote: والواقع أن ماركس لم يضع تصورا مكتملا للمجتمع الشيوعي ولكنه تحدث عن ملامح عامة، ورفض في مؤلفه: (نقد برنامج غوتا) تقديم تصور تفصيلي للمجتمع الشيوعي وأشار إلى أن ذلك يدخل في اليوتوبيا، وأن العلم وحده في المستقبل هو الكفيل بتقديم الإجابة.
والملامح العامة التي وضعها ماركس مثل: أن الاشتراكية سوف تقوم في مجتمعات رأسمالية متطورة، وسوف تخرج من أحشاء وتناقضات الرأسمالية، وبالتالي سوف تكون حاملة لسماتها لفترة طويلة، وبالتالي لن تكون هناك عدالة مطلقة ومساواة مطلقة، ويتفاوت الناس حسب قدراتهم الذهنية والعضلية، وأن قانون القيمة الخاص بحركة السلع في المجتمع الرأسمالي سوف يكون فاعلا لمرحلة طويلة، وفي مرحلة المجتمع الشيوعي يأخذ الإنسان حسب حاجته، ويتم فيه تحقيق الفرد الحر باعتباره الشرط لتطور المجموع الحر، وأن الهدف تحرير الإنسان من لعنة الحاجة ومن الاضطهاد الطبقي والقومي والجنسي، وتحقيق المساواة التامة بين الرجل والمرأة، وتحسين مستوى معيشة العاملين وتوفير احتياجاتهم الأساسية في التعليم والصحة والضمان الاجتماعي وحماية الأمومة والطفولة، وتحقيق حرية الضمير والمعتقد .. الخ. |
هل الماركسية علم ام منظور اجتماعى ، فى الاقتاس اعلاه من مقال الاستاذ تاج السر السكرتير الثقافى للحزب الشيوعى مازال يحدثنا عن صحّة نبوءة ماركس حول قيام الاستراكية على انقاض الراسمالية المتطورة ، فهل نحن نعيش فى علمين مختلفين؟ اين هى علمية الماركسية واين نبوءات ماركس حول انهيار الطبقة الوسطى وحتمية قيام دولة العمال !!! اما فيما يتعلق بتحرير الشيوعية الطبقى والجنسى فاننى اهدى هذا المقال حول الماركية والدين للقارىء. المقال كنت قد كتبته قبل عامين تقريبا واتى به اليوم على خلفية التحرير الذى تحدث عنه السيد السكرتير الثقافى ، وكذلك بمنابة اليوم العالمى للمرأة:
Quote: في نظرته للمرأة، هل اختلف ماركس كثيرا عن شيخ الوهابية إبن العثيمين في السعودية؟
تقديم:
علاقة الماركسية بالمرأة و نظرتها لها تؤكد ما ذهبت إليه في أن ظاهرة سيادة الإستقطاب الطبقي على الثقافي هي إحدي العيوب الجوهرية في أصول الفكر الماركسي، في موضوع المرأة بالتحديد يتضح هذا الخلل أكثر حيث يصل التحليل الطبقي إلى مائه بالمائه بينما يتم إختزال العامل الثقافي تماما إلى الصفر. يشارك ماركس كل المدارس اليمينية المحافظة بما في ذلك الأصولية الإسلامية المعاصرة، يشاركها في الخلط بين مفهوم الجنس(إي النوع ذكر و أنثى) و مفهوم الجندر Gender، و هذا الخلط الذي يقود إلى إعتبارهما شيئ واحد، هو في إعتقادي سبب الأزمة الفكرية التي ظلت تعاني منها الماركسية فيما يتعلق بالمرأة و هو احد المواقف الفكرية الذي اوردها موارد الهلاك.
موقف مؤسس الماركسية من المرأة
يعتقد ماركس (و كل شيوعي من بعده) أن مسالة إضطهاد المرأة تجد جذورها في المجتمع الطبقي الرأسمالي و أنه لن يتم تحريرها إلا بتدمير هذا المجتمع و إقامة الإشتراكية. بمعنى آخر فانه يرى أن النظام الابويPatriarchy المسؤول عن إضطهاد المراة ماهو إلا نتاج المجتمع الراسمالي و لذلك فقد اعتبرت الثقافة الابوية عاملا ثانويا بينما مجتمع اللاعدالة الطبقي هو الذي يلعب الدور الاولي (يعني ماركس عايز يقنعننا مثلا بانه في المجتمع الإشتراكي لن تسجل حالة عنف واحدة ضد النساء!) كان ماركس قد اتخذ في كتاباته موقفا مشابها لموقف المدرسة الوظيفية المحافظة Functionalism إذ اعتبر أن الصفات الانثوية للمرأة ذات طبيعة ثابتة فكتب عن المرأة( الأم، و ربة المنزل، و عضو الجنس الضعيف). هذا و قد كانت جلَ كتابات كارل ماركس عن المجتمع الراسمالي موجهة للرجال في الأساس. اما فريدريك انجلز فقد اوضح في كتابه (أصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة) بان العائلة ظهرت كنواة للمجتمع بظهور الملكية الخاصة حيث للرجال حق التملَك و كسب الرزق اما النساء فإنتاج النسل فقط، و ربط انجاز بين وضع المرأة داخل الاسرة بوضع البروليتاريا في المجتمع الرأسمالي بينما شبه الرجل بالبرجوازية بل وذهب ابعد من ذلك حينما حاول تأكيد هيمنة الرجل تاسيسا على وضعه(الإيجابي) اثناء اللقاء الجنسي!
الجندر مفهوم ثقافي في الاساس
هناك خلط واضح بين مفهوم (الجندر) و مفهوم (الجنس)، بيد انه في علم الإجتماع فأن المفهومين مختلفين تماما. الجنس او النوع يقصد به المعنى البيولوجي للإنسان إي الإختلافات التشريحية و الفيسلوجية المعروفة بين الذكر و الأنثى. اما الجندر فهو المفهوم الإجتماعي الذي يلحق بنوع المولود و هو الدور الذي يرسمه المجتمع لكل من الرجل و المرأة، و هو اما دور ذكوريMasculineأ و انثوى Feminine و يعرف بهوية الجندر، و في المجتمعات المحافظة يرسم المجتمع دور الرجل و الذي يتسم( بالشراسة و القوة و العقلانية مقابل الخضوع و السلبية و العاطفية للمرأة. و مازالت المراة تعاني من هذا التوصيف حتى في المجتمعات المتقدمة و انعكس ذلك في إغلاق كثير من فرص الحياة في وجهها بما في ذلك إنعدام المساواة في الوظائف و الأجور. و قد كان يمكن ان يكون وضع المرأءة اسوأ بكثير لولا نضلات الحركة النسوية المتميزة وتعريتها المستمرة لثقافة المجتمع الابوي البرترياركي في كل المجالات. و لان هوية الجندر Gender Identity ظاهرة ثقافية في الاساس فأنه يمكن تشكيلها و يقوم المجتمع بذلك حسب درجة تطور مفاهيمه و هي قابلة للتغيير(إي إعادة التشكيل) عن طريق ما عرف بالصياغة الإجتماعيةSocialization عملية التعليم و التعلم التي تنهض بها مؤسسات المجتمع(الاسرة، المدرسة، الإعلام، المؤسسات الدينية..الخ) حيث يتم تلقينها للإنسان من المهدالى اللحد. اما محاولات تصوير الهوية الجندرية بانها ذات طبيعة ثابتة كما فعلت الماركسية فليست سوى محاولات لتأبيد تخلف المرأة و إضطهادها. تجدر الإشارة إلى انه يعود الفضل في انتاج المعرفة الإجتماعية لمفهوم(الصياغة الإجتماعية) إلى مدرسة التفاعل الرمزي Symbolic Interactionism (إذا صحَت الترجمة) فقد اوجدت تركيب و اعادة تركيب الكثير من المفاهيم الإجتماعية، و في موضوع المرأة ترى هذه المدرسة امكانية إعادة بناء هوية الجندر عن طريق استكشاف و تغيير مفاهيم عالمنا الإجتماعي بإستمرار و هو ما عرف في أدبياتها بالتفاوض و اعادة التفاوض مع عالمنا الإجتماعي Negotiation & Renegotiation with the social world ، الأمر الذي بوأها مكانة مرموقة في علم الإجتماع الحديث (آسف علم الإجتماع البروجوازي كما يسميهه البعض،عجبي!) |
|
Post: #45
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-08-2008, 12:03 PM
Parent: #44
الاخ د. عبد الماجد من الواضح ان الخلاف الاساسى فيما يتعلق بالتوجه ، سيظل يشكل المهمة الرئيسية للمؤتمر العام الخامس للحزب الشيوعى، وعلى المؤتمر ان يحسم خياره بين ان يستمر الحزب الشيوعى كحزب ايديولوجى بعد تجديد الماركسية كما تريد له قيادته التاريخية الحالية وكأن شيئا لم يحدث فى هذا العالم او طرح د.فاروق واخرين فى اهمية ان يأتى الخيار فى اتجاه ان يتحول الحزب الى حزب اشتراكى ديمقراطى يهتدى بميثاق او برنامج يتفق عليه الناس، يرى فاروق ان مثل ذلك الحزب يمكن ان يشارك فيه ماركسيون وقد تمّ تحديد الهدف من قيام الحزب بدقّة وهو احداث التنوير فى المجتمع بعكس الماركسية التى تحاول ان تحقق برنامج مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية وصولا الى الاشتراكية ثم الشيوعية وقد سمى فاروق محاولة تحقيق الثورة الوطنية بالمحاولة الانتهازية. يرى فاروق اهمية انشاء حزب يهتدى بميثاق محدد اضافة الى تحقيق استرتيجيته وهى التنوير، يرى ان ذلك يساهم بفعالية فى تجاوز الاشكاليات التاليةك ١- يزيل عن الحزب شبهة الالحاد تماما، والتى ارتبطت بالفلسفة الماركسية ارتباطا لا انفصال عنه ٢- يساعد على استنباط المقولات التى تساعد الحزب على التطور المستمر من الواقع بدلا عن المقولات الهلامية مثل البرجوازية الصغيرة وغيرها والتى تجسد سيادة مبدأ الاستقطاب الطبقى على الثقافى. ٣-وجود حزب يهتدى ببرنامج يساعد على تطوير الممارسة الديمقراطية بشكل يومى خاصة اذا تمت الاستفادة من الثورة الادارية التى انتجها الفكر الديمقراطى الحر على مدى المائة عام السابقة، وذلك بدلا عن مبدأ المركزية المتخلف الذى صيغ فى روسيا على بدايات القرن الماضى وهو نفسه الشكل الادارى البيروقراطى المتخلف الذى اسمته الراسمالية الرجعية (الادارة العلمية) ووظفته ابشع توظيف فى استغلال العاملين فى نفس الفترة تقريبا. وهذا واحد من سخريات القدر ان تستعين الماركسية باكثر الاشكال الادارية تعسفا لتطوير المجتمع ورفع المظالم ، وتبقى الحكمة القائلة ان الاهداف العظيمة لا يمكن تحقيقيها الا بالوسائل العظيمة كذلك. ان الاصرار على المضى قدما فما تطلق عليه قيادة الحزب الحالية بتجديد الماركسية ما هو الا تكرار احمق لتجارب الماضى فى بلد لا يتحمل المزيد من التجارب الفاشلة خاصة بعد وصول التيار الاصولى الاسلامى الى السلطة وسيطرته على مقدرات البلاد وعبثه بها. ولن يخسر الحزب شيئا مادام البرنامج سيصب فى اتجاه التطور العام لصالح الاجيال القادمة التى تصاغ المشاريع الشمولية اساسا من اجلها ، تماما مثلما كتب الراحل المقيم الخاتم عدلان يوما ما:
Quote: ا(في إستطاعة الحزب أن يكون في متناول الجماهير لو أقتصر خطابه على مرحلة تاريخية واحدة، يراها و يدركها، تراها و تدركها معه الجماهير الواسعة و تنخرط على هذا الأساس في النضال من أجل تحقيقها. و ما دامت هذه المرحلة في إتجاه التطور التاريخي العام، فأن الاجيال القادمة و التي تصاغ المشاريع الشمولية من أجلها، لن تخسر شيئا، بل ستستلم الراية من نقطة متقدمة و لن يخسر المستقبل الإنساني شيئا، بل سيكف بالضغط بثقله على الحاضر، مفتتا بعده قوى التقدم الماثلة، التي تؤدي إختلافاتها حوله إلى حجب إتفاقها حول واجبات الحاضر،و عرقلة وحدتها لإنجاز هذه الواجبات*) |
|
Post: #46
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-08-2008, 02:58 PM
Parent: #1
حول دستور الحزب الشيوعي مع الراحل الخاتم عدلان
الخاتم عدلان
حاورته :صباح احمد
*استاذ خاتم .. ماهي مشاعرك وأنت ترى حزبك القديم يسير في الإتجاه الذي ناديت به ويعمل على التغيير كما وضح في صدر الدستور الأخير؟
_ تسعدني أية خطوة في اتجاه التغيير تأتي من أي حزب من أحزابنا السودانية، لأن ما عانى منه الحزب الشيوعي من أزمة فكرية وسياسية وتنظيمية شاملة، لا يقتصر عليه وحده، بل يشمل، ربما بدرجات متفاوتة، هذه الأحزاب جميعا. فالبرامج التي نشرتها هذه الأحزاب على الناس، وسار بعضها على طريق تنفيذها عندما اعتلى سدة الحكم، مثل الدولة الدينية والصحوة الإسلامية وغيرها، هي التي دفعت بنا إلى الهاوية التي نحن فيها حاليا وحملت الناس شططا ما بعده شطط. وعلى كل هذه الأحزاب أن تعيد النظر في منطلقاتها وبرامجها وزعاماتها لتخرج للناس بشيئ جديد يدفع البلاد في طريق الديمقراطية والتقدم. وأعتقد أن كل محاولة للإصلاح، مهما كانت متواضعة يجب أن تجد منا التشجيع، باعتبارها خطوة في الإتجاه الصحيح، لأن الإصلاح لا يتم هكذا دفعة واحدة، "فهو صعب وطويل سلمه". وبناء على ذلك أرحب بصدور الدستور الجديد . ·*وهل معنى ذلك أنها خطوة متواضعة؟ · _قلت أنها خطوة في الإتجاه الصحيح. أي أنني أبدأ بالنظر إليها من الزاوية الإيجابية، وأقيم إنجازها بالإنصاف، ولكني لا أتوقف عند ذلك، بل أشير إلى آفاق جديدة يمكن أن تتدافع إليها الخطى، وأقول من حيث المبدأ أن الذي سار خطوة واحدة يمكن أن يسير خطوات. وهذا منهج مهم، لأننا نريد أن نشجع أحزابنا على الإصلاح، لا ندفعها بسياط تشوي ظهورها، ولا نرفع أمامها سيفا يرجعها إلى الكهوف، بل نطري خطواتها وكأن الواحد منها طفل يقف على رجليه لأول مرة ويضعهما على الدرب الطويل . *ما دمت استاذ خاتم تتحدث عن منهجك في التعامل هل يمكن ان تذكر لي_ باختصار_ نقاطا تراها منهجية وضرورية لعملية الإصلاح في الحزب الشيوعي تحديدا؟
_أدار هذا الحزب " مناقشة عامة" استمرت ما يقرب من 13 عاما، أي منذ أغسطس 1991، وكان لزاما عليه، وهو يفكر في عقد مؤتمره، حسب الإيحاء المضمن في صدور مشروع الدستور الجديد، أن يصدر ملخصا وافيا لتلك المناقشة، من حيث الناس الذين شاركوا فيها، والأوارق التي قدمت لها، والمناقشات التي دارت داخل فروع حزبية أو في أي منابر أخرى. مثل هذه الخطوة التي تنم عن أهتمام بالناس، وإحتفاء بالإفكار مهما اختلف محتواها وتباينت مسالكها، ومن تنوير للشعب، ومن أكاديمية وكفاءة في الأداء، كان يمكن أن تشعر الجميع بأن رياح التجديد قد هبت طليقة ممراحة، ولم تعد نسجا على النول أو المنوال القديم. ومن خلال مثل هذا التلخيص الوافي تحدد معالم الأزمة التي عانى منها الحزب، والقضايا التي ناقشها والمنهج الذي اتبعه في ذلك، لتصبح المناقشة العامة مساهمة في رفع الوعي الديمقراطي لدى الآخرين. وأن يعترف بأية أخطاء صاحبتها من حيث الإدارة أو الفترة الزمنية أو الضيق ببعض الآراء.
(يصمت قليلا)
_النقطة المنهجية الثانية هي أن البداية بالدستور، وأكاد أقول أنه اللائحة ذاتها، ليست افضل البدايات. البداية في مثل هذه الحالات تكون بالبرنامج، لأن هذا هو ما يجمع الناس، وهو ما اشترعت اللوائح لتنفيذه، وليس العكس. لا يمكن أن اقول للناس دعونا أولا نتفق على اللوائح، ثم نأتي بعد ذلك لمناقشة المنطلقات والمبادئ التي اجتمعنا من أجلها. فالدستور هو الطريقة المحددة لتنفيذ برنامج محدد، وهو تابع إذن لهذا البرنامج منطقيا وتاريخيا. ولكني لا أعتقد أن البداية باللائحة كانت إعتباطية وهذا ما سأوضحه عندما أنتقل إلى صلب الموضوع. _النقطة الثالثة قانونية، فما هو موقف الدستور الجديد من حيث التطبيق أو التعليق؟ فقد ظل الحزب الشيوعي يفكر في عقد مؤتمره الخامس، منذ أكثر من ثلاثين سنة، ولنذكر أن ورقة " حول البرنامج" التي كتبها عبد الخالق محجوب عام 1971، كانت مقدمة أصلا للمؤتمر الخامس. ولذلك لا يستطيع أحد أن يقول أن المؤتمر الخامس سيعقد غدا، أو بعد سنة أو عشر سنين. فهل سيعمل الحزب بلائحته القديمة كما ظل يعمل طوال هذه السنين، أم أنه سيطبق الدستور الجديد؟ فبقدر ما يتباعد المدى بتطبيق الدستور الجديد، بقدر ما تصبح اية عملية تغيير نافلة ومعلقة في الهواء.
* دعني اذا اسألك عن إيجابيات هذا الدستور التي ذكرت أنك ستتحدث عنها في البداية؟
_اقول بداية أنني سأقتصر على بعض النقاط، لطبيعة وحجم الحيز المتاح . *حسنا استاذ خاتم ..دعنا نبدا اذن
النقطة الأولى هي أن الدستور تخلص من جزء كبير من الحمولة الأيديولجية التي كان ينوء بها ظهر الحزب الشيوعي، فاسقط من أهدافه البعيدة إقامة المجتمع الشيوعي. وهذا بعض مما كنت أنادي به. وهذا معناه باختصار شديد أن الحزب الشيوعي لم يعد حزبا شيوعيا، ويمكنك أذا شئت الإثارة أن تقولي: لا يوجد في السودان اليوم حزب شيوعي. ليس في السودان اليوم برنامج شيوعي. فالمادة2-2 بعنوان " طبيعة الحزب وأهدافه العامة" تنص فقط على " تنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي واستشراف الافق الإشتراكي". أقول أن تخلي الحزب عن الشيوعية خطوة ضخمة نحو الإصلاح، واقتراب حقيقي نحو مفهوم الحزب كأداة سياسية لخدمة الناس، وليس لخلق الإنسان الجديد. فالإنسان الجديد سيرورة معقدة لا تمثل فيها الأحزاب، بل لا تمثل فيها السياسة نفسها، سوى بعد واحد ضمن أبعاد متعددة، وفيها أولا إرادة الفرد نفسه ليحدد ما يريد أن يكونه بمحض اختياره، مع وجود إمكانيات حقيقية للإختيار. وإذ يتحرر الحزب من هذا الوهم الطوباوي الذي سرنا في دروبه كل سنوات عمرنا الخضراء، فإنه يسدي للأجيال القادمة خدمة جليلة، ليوجهوا طاقاتهم نحو تحسين واقعهم الماثل، ويميزوا بين الأحلام المشروعة والكوابيس. وربما يمثل إسقاط الشيوعية مشكلة "للشيوعيين" داخل الحزب، من أصحاب العقيدة الماركسية اللينينية الذين لا تغشاهم " الإهتزازات "، وأمام هؤلاء عدة خيارات: إما أن يغادروا هذا الحزب الوطني الديمقراطي المستشرف لآفاق الإشتراكية، ويكونوا حزبهم الشيوعي الأصيل وأمميته الرابعة والنصف، وإما ان يبقوا داخله باعتباره " جبهتهم الديمقراطية " ويقيموا بناءهم داخله، ويواجهوا حراب وسيوف " التكتل "، أو يحنوا رؤوسهم " للإنحراف اليميني " عل الرياح تهب في أشرعتهم في يوم قريب أو بعيد فيعود الجميع إلى جادة الطريق!! *لكن.. و_علي ما اظن _انه تبقى على هذا المستوى مشكلتان .. ما هو المقصود بالضبط من إستشراف الافق الإشتراكي وكيف يؤثر على سياسات الحزب الواقعية وموقفه من الديمراطية تحديدا؟
_قيادة الحزب " الشيوعي" الحالية، وأنا أضع الشيوعي بين قوسين للدلالة على تنظيم قائم حاليا ولا إسم له، لا تملك أي تعريف للإشتراكية، كما يمكن للجميع أن يعرفوا من كراسة الأستاذ محمد إبراهيم نقد حول "مبادئ وموجهات لتجديد البرنامج" أنه وقف حائرا حيرة مطلقة في الإهتداء إلى تعريف محدد للإشتراكية، لأنه نفي، وهو محق، أن الإشتراكية ليست هي ملكية الدولة لوسائل الإنتاج، بل هي الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج. ونسبة لأن الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، ليس لها أي معنى إقتصادي، عياني، محدد، ليس لها شكل معروف، إذا لم يكن هو ملكية الدولة، فقد توقف الأستاذ نقد عن محاولة التعريف كلية واكتفى بطرح الاسئلة. فما معنى أن يكون قطاع البترول في السودان، أو مشروع الجزيرة مملوكا ملكية جماعية، إذا لم تكن تلك ملكية دولة؟ هل معناه أنه مملوك للمنتجين مباشرة، أي أن من حق عمال البترول أن يبيعوا إنتاجهم ويدخلوا عائداته في جيوبهم؟ ويبيع مزارعو الجزيرة محاصيلهم ويبخلون على الدولة حتى بالفلس الواحد؟ وما معنى أن تكون الشركات الفردية (أم أننا سنلغي الملكية الفردية كما أوصانا ماركس)، والحرف والتصميمات، والإكتشافات، والأفلام والألعاب الرياضية، وهذه كلها أصبحت وسائل إنتاج وأصبحت صناعات تدر من الأرباح والقيم الفائضة أكثر مما يدر أي مصنع قديم للفولاذ، كيف تكون مملوكة ملكية جماعية؟ وإذا كانت الدولة لا تملك فلسا واحدا، فكيف تدير جهازها وتدفع لنوابها البرلمانيين ووزرائها وشرطتها وجيشها وخدماتها؟ أم أننا سنلغي الدولة كلية منسجمين مع ماركسيتنا العتيدة، مما يدخلنا في دوامة جديدة من الأسئلة التي لا يحري لها أحد جوابا، سواء كان الاستاذ نقد أو غيره. وبالطبع فإنني أؤمن بملكية عامة ( وليس الملكية العامة ) لوسائل الإنتاج ولكن بمعنى متجاوز كليا للمفهوم الماركسي للملكية العامة. وليس هذا مجال التفصيل، والذي سنطرحه متكاملا في موضع آخر. أقول فقط إنني أعتقد أن المجتمع المعاصر لا يمكن أن يقوم على شكل واحد من أشكال الملكية مطلقا. إستشراف الأفق الإشتراكي لا معنى له، إذا كنا جادين في التحليل الإجتماعي والسياسي، ما دمنا لا نملك تعريفا محددا للإشتراكية وهو ما لا يملكه الحزب الشيوعي حاليا، لأنه تخلى عن المفهوم الشيوعي للملكية العامة كما يوحي الدستور. ولذلك فهو رقية باقية من النظرية القديمة، لا معنى لها إلا في ذاك الإطار. وإذا كان ذلك كله خطأ من جانبنا فليوضح لنا أهل الدستور ماذا يقصدون بالضبط باستشراف الافق الإشتراكي، ما داموا لا يقصدون ملكية الدولة، وذلك لإزالة أية إلتباسات وأساطير جديدة من البرامج السياسية. والواقع أن البرنامج الوطني الديمقراطي نفسه يحتاج إلى إعادة صياغة، لأن ذلك البرنامج كان الحلقة الدنيا من برنامج شامل به مرحلتان لاحقتان هما الإشتراكية فالشيوعية. وما دمنا قد تخلصنا من " مناة الثالثة " واكتفينا من أختها بالأفق، ونحن نجهل مغزاها، فإن علينا أن نعيد تعريف البرنامج الوطني الديمقراطي لأنه لم يعد عتبة نحو حلقات أخرى بل اصبح غاية في حد ذاته، والبرنامج المتحرر من التبعية ليس كالبرنامج التابع لحلقات أخرى تزعم أنها أرقى منه. إعادة التعريف هذه كان يمكن أن تطرح لو كانت البداية كما أسلفنا القول بالبرنامج وليس بالدستور واللوائح. وربما يكون من المناسب أن أعود هنا إلى ما ذكرته سابقا من أن البداية بالدستور ليست إعتباطية. وألاحظ هنا أن الاستاذ محمد إبراهيم نقد إفتتح أوراقه الثلاث التي نشرت في مجلة " الشيوعي" عام 1991، بمناقشة اللائحة. وكان ذلك استهلالا غريبا بالنسبة لي. ولكني استبنت مغزاه لاحقا. وهو أن كاتب المقالات يريد أن يحسم كثيرا من القضايا الفكرية التي يدور حولها الحوار، بصورة ضمنية و ليس بمواجهة صريحة. وليس صدفة أن مساهماته تلك طرح فيها أكثر من مائة سؤال دون أن يقدم سوى إجابات مبتسرة على بعضها. المقصود هنا أيضا حسم القضايا مثار " العراك " بصورة ضمنية وليس بمواجهة صريحة. وأعطيك مثالا محددا: إسقاط الشيوعية من الدستور، قضية برنامجية أساسية، يدور حولها الصراع، وسال مداد غزير دفاعا عنها وهجوما عليها، خلال ما يقرب من 13 عاما هي عمر المناقشة العامة، فكيف تحسم مثل هذه القضية ضمنيا في اللائحة دون أن تكون قد حسمت في البرنامج؟ هل يمكن للمتمسكين بالشيوعية من أمثال الاستاذ التجاني الطيب والأستاذ يوسف حسين، وآخرين لا تعلمونهم، أن يطرحوا عند مناقشة البرنامج في اللجنة المركزية شيئا وافقوا عليه عند مناقشة اللائحة، دون أن يقعوا في براثن التناقض، ودون أن يكونوا مضحكة للأذكياء الذين يجيدون التكتيكات؟ مثل هذه القضايا تحل بالمواجهة وليس بطريقة " فاتت عليك"
*لكن.. هناك جوانب أيجابية أخري في الدستور يمكن استصحابها و..و
(مقاطعا)
النقطة الإيجابية الأخرى هي " اختفاء " المبدأ الجوهري في بناء الحزب الشيوعي ، وهو " المركزية الديمقراطية". وكنت قد سميتها في مساهمتي في المناقشة العامة بعنوان " آن أوان التغيير" بداء الحزب العضال. وكان السؤال الإستنكاري الذي واجهني به الكثيرون، هو التالي: " و لكن كيف نضمن وحدة الفكر والإرادة والعمل"؟ وكنت أجيب على هؤلاء بأن الديمقراطية لها مركزيتها الخاصة، ضمن ما تنطوي عليه من مبادئ سامية أخرى. وكانت الاسئلة توجه إلى على خلفية ما ذكره الأستاذ نقد في أوراقه المشار إليها والتي ذكر فيها أن " المركزية الديمقراطية " من الثوابت الفكرية التي لا يغشاها التغيير ( إنظري ورقته الأولى بعنوان " نظرية بناء الحزب الثوري في السودان" صفحة 8. " إختفاء" المركزية الديمقراطية من دستور الحزب الجديد، إيجابي ويجب أن يشاد به. خاصة وأن المماحكة في التخلي عن معناه الصريح كانت غير عادية. ففي " مدخل لتجديد اللائحة" اقترحت اللجنة إعادة تسميتها بحيث تكون " الديمقراطية المركزية " وهي ديمقراطية المركز، والتي يمكن أن تكون أضل سبيلا من سابقتها. ولكن فرحتي بإزالة المبدأ لم تدم كثيرا. وأنا أستخدم كلمة " إختفاء" بمعنى أن المركزية الديمقراطية اختارت الحياة السرية، تحت النصوص، إذا شئت، بدلا عن الوجود العلني الصريح. فالبنية القيادية الجديدة تنزع إلى توليد الطغيان القيادي بسرعة وكفاءة أكبر من سابقتها. فالعلاقة القائمة بين المؤتمر واللجنة المركزية والمكتب السياسي، وسكرتارية المكتب السياسي، هي نفس العلاقات القديمة القائمة على تابيد القيادة وانفلاتها من اية محاسبة وطغيانها بالتالي. من حيث تابيد القيادة: اللجنة المركزية هي التي تحدد العدد الكلي للمؤتمر، ونسب التمثيل لكل منطقة أو هيئة، بدون معايير موضوعية، اللهم إلا طيبة قلب البيروقراطي الحزبي وهيامه الشديد بالراي المعارض وحدبه عليه وحرصه على تمثيله تمثيلا عادلا!! واللجنة المركزية هي التي تقدم الترشيحات بأسماء اللجنة المركزية الجديدة، أي تقدم قائمة كاملة وتضمن بنسبة 99.9% فوز تلك القائمة. وعندما يترشح آخرون من تلقاء أنفسهم أو بواسطة أفراد آخرين، فإنهم لا يملكون أية فرصة للفوز. بمعنى آخر فإن أي شخص آخر لن يفوز إذا لم يكن ضمن ترشيحات اللجنة المركزية، فهو ممنوع بحكم قانون التكتل الكافكوي، من تنظيم مؤيديه والإتفاق معهم قبل المؤتمر. ومع أن الدستور يتحدث عن الاقلية، فإن منع التكتل ومعاقبته بالفصل، سيمنع بروز أقلية إلا داخل المؤتمر، أي أكتشاف بعض الأشخاص المعارضين أن هناك من يوافقهم على هذه القضية بالذات وربما لا يوافقهم على قضايا أخرى. إن مثل هذه الأقلية ليست اقلية مطلقا. ومع أن الديمقراطية تعني فيما تعني أتباع الأقلية لراي الأغلبية، إلا أنها تعني حق الأقلية في أن تكون أكثر من افراد منعزلين، أي مؤسسة حزبية معترف بها، تجمعها بأغلبية الحزب الوحدة حول الأهداف العامة والإختلاف حول التكتيكات والتفاصيل، كما يجمعها بها قبولها لتنفيذ القرارات، ولكن من حقها أن تنظم نفسها حتى تكون أقلية،وليس مجرد افراد لا يجمع بينهم جامع. كما أن الخلاف يمكن أن يكون أيضا حول قضايا اساسية في المنعطفات كما هو الحال الآن.
*استاذ خاتم..خطر علي بالي ان اسالك عن الديمقراطية.. ماذا تعني لك بالتحديد؟
_الديمقراطية معناها بالتحديد إنتخاب المسؤوليات إنتخابا مباشرا من قبل المؤتمر وعلى أساس الوصف الوظيفي الدقيق للمسؤولية المحددة، وتعدد المرشحين والتصويت السري. هذه هي الديمقراطية التي تجعل منصب رئيس الحزب، على سبيل المثال، مفتوحا للمنافسة، وتجعل أشخاص المتقدمين عرضة للنقد وكشف نقاط الضعف ونقاط القوة، والمقارنة، أي منع المنصب من الحلول في الفرد، وتقييد المنصب بحدود وصلاحيات معلومة للجميع ولفترة زمنية محددة تماما. وممارسات الأحزاب الديمقراطية في العالم كتاب مفتوح للجميع.
*وماذا بشأن هيئات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ومكتبه السياسي وسكرتاريته الا تشترك جميعهافي نفس الصلاحيات؟
_نعم.. هيئات اللجنة المركزية والمكتب السياسي والسكرتارية، تشترك جميعا في نفس الصلاحيات، دون أي تحديد قاطع، مما يجعل الميزان يميل دوما لصالح الهيئة الأصغر على حساب الهيئة الأكبر منها حتى تتراكم الصلاحيات كلها عند السكرتير العام أو الرئيس. وهذا هو ما حدث بالضبط في تجربة كل الأحزاب الشيوعية الحاكمة والمعارضة، وهو ما سيحدث في الحزب الجديد حتي إذا لم يكن إسمه الحزب الشيوعي. فالآلية المشابهة تؤدي إلى نتائج مشابهة. هذه البابوشكا التنظيمية هي المركزية الديمقراطية ذاتها متخفية في تلافيف الهيئات الأكبر، ومنتهية بقطعة البابوشكا الصغيرة التي تحميها وتدور حولها كل الهيئات، والتي هي السكرتير العام.
*يبدو ان الخاتم عدلان سعيد بزوال المركزية الديمقراطية؟
_فرحتي بزوال المركزية الديمقراطية لم تتم، بل قضى عليها " إختفاؤها" وممارستها لحياتها في المسارب السرية الأكثر خطرا. وهذا سبب إضافي ايضا للبداية باللائحة لتهريب مثل هذه المفاهيم دون إخضاعها للنقد العميق البصير.
*وكيف ذلك؟
_هناك المرجعية الفكرية للحزب وهذه دخل عليها التعديل أيضا. فبدلا عن المرجعية الماركسية اللينينية القديمة صيغت مرجعية الحزب في المادة الرابعة من الفصل الأول على النحو التالي: " هو حزب سوداني يسترشد بما توصلت إليه البشرية من معارف، لمصلحة السودان ، وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من إنتمائنا العربي والإفريقي. وفوق ذلك كله مستندا إلى تجارب الواقع السوداني واضعا في الإعتبار كل مستجدات العصر ومتغيراته ومستعينا بالماركسية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع" وبصرف النظر عن أية نقائص في الصياغة، فإن مرجعية الحزب الحالية هي مصلحة السودان، ويخدمها بكل الأفكار والمستجدات على نطاق الفكر العالمي كله، سياسيا كان أو غير ذلك. وإذا كان الأمر كذلك، وهو أمر حسن وممتاز، فإن الإشارة إلى ما توصلت إليه البشرية من معارف، تجعل كل تخصيص آخر أمرا لا ينطوي على أهمية كبيرة. ومن نافلة القول أن الماركسية نفسها جزء مما توصلت إليه المعرفة البشرية. ولكن ما هو المنهج الماركسي الذي يستعين به الحزب؟
*اهز كتفي بلا اكتراث وكانما السؤال لا يعنيني فيمضي الي القول بان:
_البدء باللائحة يساعد القيادة أيضا على تفادي الإجابة على مثل هذا السؤال. إذا كان المنهج الماركسي هو المادية الجدلية، فهذه بقوانينها الثلاث، ومقولاتها غير المعروفة العدد، لم تعد منتجة للمعرفة. صارت هذا المنهج الجدلي من العمومية بحيث لا يفيد في معرفة الواقع المعقد الحالي. وربما يروق للبعض أن أستشهد هنا بفريدريك إنجلز، الذي قال في كتيبه المادية الجدلية والمادية التاريخية، أن الفلسفة الإغريقية تطرح كل الأسئلة وتحتوي كل المعارف للفلسفة المعاصرة، أي في زمنه، ولكن بصورة جنينية. أي أنها رغم كل عظمتها وبهائها لم تعد منتجة للمعرفة المعارصة لطابعها الجنيني. إن هذا يمكن أن يقال الآن، وبصدق أكبر، عن بعض المقولات الجدلية الماركسية. أي أنها لم تعد سوى خلفية بعيدة ممعنة في التواري في اساليب البحث الجديدة ، وأنا أتحدث هنا عن العلوم الإجتماعية تحديدا، وليس عن العلوم الدقيقة، التي تدعي الماركسية أنها متعالية عليها، لأنني لا أدعي معرفة دقيقة بتلك العلوم، اللهم إلا ما يتاح للقارئ المعاصر والمهتم من خارج التخصص
*استاذ خاتم ..هل تتفق معي بان المنهج الجدلي، في شقه الفلسفي لم يعد منتجا إلا للعموميات التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟
_نعم..المنهج الجدلي، في شقه الفلسفي لم يعد منتجا إلا للعموميات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. بل حلت محله مناهج علمية جديدة، تقوم على الملاحظة والدراسة الكمية للظواهر والمسوح الإحصائية والدراسات الميدانية واستطلاعات الآراء وتصنيف الحقائق وترتيبها دون استنتاجات مسبقة، وصياغة الفرضيات القابلة للدحض بالمفهوم " البوبري" إشارة إلى كارل بوبر، كما هي قابلة للإثبات بمقاومة محاولات دحضها، وإعمال الاساليب المنطقية من إستنتاج واستقراء وإزالة للتناقض، وامتحان النتائج بالتجربة. وفوق كل ذلك قيام التنظير الإجتماعي على اختيارات الناس الحرة، والتي لا يمكن التنبؤ بها على وجه الدقة والحصر، ولا يمكن التعامل معها إلا كاحتمالات مرجحة، كما يتعلق بالمجتمع ككينونة ديناميكية، متجاوزة لنفسها باستمرار، ومتجاوزة بالتالي لكل الصياغات المسبقة والنبوءات حول إتجاهات تطورها. وذلك لان طبيعة قانون التحول الإجتماعي هي أحتواؤه في كل منعطف جديد على معطيات جديدة، تستوجب تنظيرا جديدا وإعادة للنظر في الإستنتاجات السابقة. كما أن التنظير الإجتماعي صار فعالية يشارك فيها كل يوم، وبدرجات متفاوتة ملايين الناس، مما يحمل المنظر الفرد على التواضع والوقوف في الصف مثله مثل الآخرين.
*ما يقال عن المادية الجدلية هل يمكن ان يقال ايضا عن المادية التاريخية كمنهج في دراسة التشكيلات الإجتماعية، وتعاقبها المفضي إلى المجتمع الشيوعي؟
_نعم.. فمع الصواب النسبي لاستبانة تشكيلات معينة في التاريخ، إلا أنه من الخطا المنهجي معاملة التكهنات حول مستقبلها، وكأنها حقائق علمية أكيدة. وتحويل الإنتقال إلى الشيوعية وهو مجرد حلم شاب ألماني، متفجر العواطف، قوي الشخصية، مفعم بأشواق العدالة المطلقة، ومفحم في الحجاج وصرع الخصوم ، ولكنه فوق ذلك ضغمائي متعصب، إسمه كارل ماركس، إلى مسلمة من مسلمات العلم الإجتماعي. ولعلنا نذكر تصنيف العصر الوارد في كل وثائق الأحزاب الشيوعية، على الأقل منذ الاربعينات، بأنه " عصر الإنتقال العالمي نحو الإشتراكية والشيوعية" ، لعلنا نذكر ذلك ونضحك ملئ أشداقنا، وربما لا يوقفنا من الضحك المر، إلا إكتشافنا بأنا نضحك على انفسنا، وليس على الغير.
*ماهو المقصود إذن بالمنهج الماركسي؟
_عندما يرجع المرء إلى كتابات الاستاذ نقد يجده يتحدث حتى الإطناب عن " الماركسية كمنهج" ولكن دون أن يشرح لنا ما يقصد بالضبط، وقد آن له أن يفصح عن أفكاره حول هذه القضية لأن زمن المسلمات قد ولى إلى غير رجعة ( يصمت قليلا)
_الحقيقة أن الأستاذ نقد يتعامل مع مفهوم " الجمود" والذي يطنب في استخدامه، دون أي تحديد مفهومي دقيق، لما يعنيه بالجمود وباسبابه ومساربه الخفية الماكرة. وهو يصور المسألة وكأنما الجمود كان ظاهرة لاحقة لماركس وإنجلز ولينين، وأنها بدأت بستالين. وهو تفسير خاطئ في نظري، لأن الجمود في الماركسية نفسها، وفي مقولاتها الجوهرية، من تحديد مسبق للمستقبل الإنساني باعتباره الزحف الحتمي نحو الشيوعية، ومن ترشيحه لطبقة واحدة باعتبارها أداة التاريخ لتحقيق التحرر الإنساني، ومن تعريفه المبتذل للعمل بالتركيز على طابعه اليدوي وذهوله عن أن العمل الذهني أعلى إنتاجية من العمل اليدوي، ربما بآلاف المرات، وعن تعريفه لكل راسمال، بأنه تراكم لعمل يدوي سابق، غافلا عن رأس المال المعرفي باعتباره الرأسمال الاساسي، وبمعادلاته الساذجة عن إنتاج القيمة الفائضة، وعن نظرياته حول زوال الطبقات والدولة. كل هذا ليس سوى طوباوية آمنا بها وسرنا في طريقها وأفقنا منها لنواجه قضايا العدالة الإجتماعية من كل أقطارها وابعادها، بصورة واقعية، وبمشاركة الناس الماثلين أمامنا اليوم، مشاركتهم في النظير وفي التطبيق، من مواقع التواضع والإعتراف بالقصور ونقص علمنا، وثغرات معارفنا، وفق مقولة: " علمت شيئا وغابت عنك أشياء."
*دعني اقترب قليلا من اللحم الحي، واسألك استاذ خاتم..او ليس الجمود هو تحديدا تأليه السكرتير العام سواء كان هو ستالين، او ماوتسي تونغ أو نيكولاي تشاوشيسكو، من الحكام الطغاة؟
__يرد بحماسة) نعم..نعم.. هو كل ما ذكرت بل هو التبجيل الحماسي، وضرب نطاق العصمة حول السكرتيرين الذين لم يحكموا بلدانهم, فطوال أكثر من ثلاثين عاما عمل فيها الأستاذ نقد سكرتيرا عاما لم يتحدث شخص واحد، عن خطأ واحد، ارتكبه السكرتير العام، دون أن يجد نفسه خارج الحزب و عبرك دعيني اتوجه بسؤال مباشر للاستاذ نقد :هل ارتكب خطأ واحدا طوال قيادته للحزب الشيوعي لأكثر من ثلاثة عقود؟
*عفوا.. استاذ خاتم .. هذه شخصنة للقضايا؟
_(يرد بانفعال)
_لا.. لا.. ليست شخصنة للقضايا.. شخصنة القضايا هي التظاهر بأن الصراعات تدور إما بين اشباح أو بين هيئات، غفل من السمات، لا يتحمل شخص واحد مسؤولية عنها. شخصنة الصراع هي حماية الأفراد من مواجهة أخطائهم، بمعنى أن يكون الإعتبار الأساسي ليس هو إثبات الحقائق بل حماية شخص السكرتير العام، المعصوم ضمنا عن الخطأ، من تحمل مسؤولية أخطائه , وأنا أؤمن شخصيا بأن تجديد الأحزاب الشمولية يبدأ بنقد قائدها الفرد، لأن هذه الأحزاب كلها تقوم على قيادة فردية تتحكم في كل شيئ، وتؤدي في النهاية إلى شخصنة الحقيقة، بحيث تصبح الحقيقة مرتبطة بالقائد، كل ما يقوله حق، وكل ما يعارضه باطل. ويمكن على سبيل المثال، أن يدعو شخص من غمار الناس إلى إلغاء الشيوعية من برنامج الحزب، فتنوشه السهام من كل حدب وصوب، باعتباره منحرفا برجوازيا صغيرأ، ولكن ياتي السكرتير العام فيقول الشيئ نفسه، بعد فوات الأوان، فيسير معه الجميع باعتباره منبع الحكمة والصواب، ويقال الشيء نفسه عن المركزية الديمقراطية والكثير الذي لم يتوصل إليه السكرتير العام حتى هذه اللحظة.
_(يصمت هنيهة)
عصمة السكرتير العام هي المنبع الأساسي للجمود، إذا لم نكن راغبين في إشاعة أوهام جديدة، ونصب شراك جديدة، وإنتاج مقولات ميتافيزيائية جديدة، وليس إنتاج فكر جديد. ولعلي أحيل الناس إلى مؤتمر الجريف، والذي كشف البروفسور فاروق محمد إبراهيم، تفاصيله باعتباره المؤتمر الرابع، وكيف صوت كل المؤتمر، ما عدا أثنين، بتحويل الحزب الشيوعي إلى حزب إشتراكي، وإنقلاب المؤتمر كله بعد ذلك، إلى الأخذ برأي عبد الخالق محجوب، السكرتير العام وقتها، وإلغاء قراره السابق النابع من قراءة صحيحة للظروف، أي قراءة غير جامدة للواقع. وقد كان من ضمن من حضروا ذلك المؤتمر الأستاذ محمد إبراهيم نقد، كما كان من ضمن من مالوا مع الريح. بل إن الاستاذ نقد ما يزال يقول، وهو الذي يحول حزبه حاليا إلى حزب مستشرف آفاق الإشتراكية، أن ذلك المؤتمر كان " إنحرافا يمينيا " ربما لأنه لا يريد ان ينتقد نفسه على موقفه ذاك، فأخذته العزة بالإثم. وفي الواقع فإن التحديات التي طرحها البروفسور فاروق محمد إبراهيم، في ورقته تلك لا يمكن للسكرتير العام أن يتجاهلها، إذا كان يتمتع بأي قدر من التواضع إزاء آراء الآخرين. ولم يعد الناس، حتى أعضاء حزبه، يتعاملون بخفة مع مثل تلك الآراء والإنتقادات الجادة، والمنطلقة من حرص على الحقيقة والتاريخ، والمبرأة من التخرصات والغرض.
*دون ان اسأله مضي الي القول
_هناك نقطة أعجبتني في البرنامج
*وقبل ان يمطر اعجابه كلاما اسأله.. وماهي النقطة التي اعجبتك يا سيدي في البرنامج؟
_أعجبتني المادة 6 في باب طبيعة الحزب وأهدافه
*وكيف ذلك؟
" يرفض الإرهاب ويتصدى له كفكر وممارسة، كما يرفض الوسائل الإنقلابية المدنية أو العسكرية للوصول (إلى) السلطة. ويعمل على ترسيخ مبدأ التداول الديمقراطي الدستوري للسلطة والإحترام المتبادل بين الأحزاب والقوى السياسية الأخرى ويرفض التعاون مع تلك التي لا تقر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحق الشعب وحريته في إختيار الطريق الذي يرتضيه" (ص 23) وكذلك المواد 7، 8 و9. ولكن ما دام الدستور يصاغ في ظل نظام دكتاتوري، كالسلطة القائمة، كان لزاما عليه أن يشير إلى أن استعادة الديمقراطية من خلال النضال الشعبي، والمساهمة في إقامة تظام حكم ديمقراطي بديلا للنظام الحالي، يمثل بوصلة اساسية لنضاله وأولوية مقدمة من أولوياته. كما يمكن أن ينص على تعطيل هذه المادة تلقائيا، بعد زوال الدكتاتورية.
*وماذا عن مواد الدستور المتعلقة بمنظمات المجتمع المدني الم تعجبك هي الاخري ان شخصيا اعجبت بها ؟
_دون الدخول في تفاصيل، كما فعلنا بالنسبة للقضايا الاساسية الوارده أعلاه، اعتقد أن المواد المتعلقة بمنظمات المجتمع المدني تحتاج إلى إعادة الصياغة ، بحيث لا يبدو وكأن الحزب الجديد، مثله مثل سلفه، يريد أن يستخدم هذه المنظمات كواجهات لنشاطه العلني، أو جوانب برنامجه المرحلية. وبدلا عن الحديث عن الحزب ينشيئ وينظم ويقود ويحل مشاكل هذه التنظيمات، وهي قائمة ولها تاريخ، والأساس في قيامها وبقائها وظهور الجديد منها هو روح المبادرة في صفوف الشعب، يمكن الحديث عن " أعضاء الحزب " كأفراد، وليس الحزب ككتلة صماء، في هذه التنظيمات وواجباتهم إزاءها. كما أن الحديث عن " ديمقراطيين" متحالفين مع الحزب، اصبح من نافلة القول، لأن المجتمع الذي يفترضه دستور الحزب، كله من " الديمقراطيين" ومن قبيل التشويش المحض، حصر " الديمقراطيين" فقط في أولئك الذين يتعاطفون مع الحزب دون أن يدخلوه. وإذا أراد الحزب أن يتحدث عن " متحالفين" معه على أهداف جزئية، فله أن يتحدث عن حلفاء وليس عن " ديمقراطيين" لأن المتحالفين مع الأحزاب الاخرى يمكن أن يكونوا ديمقراطيين ايضا، إن لم يكونوا كذلك بالضرورة.
*استاذ خاتم.. اخيرا..هل هناك سؤال كنت تتوقع مني ان اسألك اياه ولم افعل؟
_لا..لا..لا اظن ذلك, لكن اسمحي لي ان أحيي اللجنة التي صاغت اللائحة، وأرجو أن تستمع بصدر رحب للإنتقادات التي توجه إلى مشروعها، حتى إذا كانت عنيفة، وأن تفيد منها دون حرج في تجويد نصها، وأن تعمل وفق القاعدة التي كثيرا ما يرددها السيد الصادق المهدي: " ما لا يقتلني يقويني ". وأعضاؤها يعرفون، كما أعتقد، أن زمن التمجيد الأجوف للمشاريع والبرامج، قد تخطته الحركة السياسية السودانية، كما تخطت إحتكار الحكمة لطرف من أطرافها مهما يكن. وهذا ميسم بارز في السير نحو الديمقراطية
|
Post: #47
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-08-2008, 03:06 PM
Parent: #1
Quote: الدستور تخلص من جزء كبير من الحمولة الأيديولجية التي كان ينوء بها ظهر الحزب الشيوعي، فاسقط من أهدافه البعيدة إقامة المجتمع الشيوعي. وهذا بعض مما كنت أنادي به. وهذا معناه باختصار شديد أن الحزب الشيوعي لم يعد حزبا شيوعيا، ويمكنك أذا شئت الإثارة أن تقولي: لا يوجد في السودان اليوم حزب شيوعي. ليس في السودان اليوم برنامج شيوعي. فالمادة2-2 بعنوان " طبيعة الحزب وأهدافه العامة" تنص فقط على " تنفيذ البرنامج الوطني الديمقراطي واستشراف الافق الإشتراكي". أقول أن تخلي الحزب عن الشيوعية خطوة ضخمة نحو الإصلاح، واقتراب حقيقي نحو مفهوم الحزب كأداة سياسية لخدمة الناس، وليس لخلق الإنسان الجديد. فالإنسان الجديد سيرورة معقدة لا تمثل فيها الأحزاب، بل لا تمثل فيها السياسة نفسها، سوى بعد واحد ضمن أبعاد متعددة، وفيها أولا إرادة الفرد نفسه ليحدد ما يريد أن يكونه بمحض اختياره، مع وجود إمكانيات حقيقية للإختيار. وإذ يتحرر الحزب من هذا الوهم الطوباوي الذي سرنا في دروبه كل سنوات عمرنا الخضراء، فإنه يسدي للأجيال القادمة خدمة جليلة، ليوجهوا طاقاتهم نحو تحسين واقعهم الماثل، ويميزوا بين الأحلام المشروعة والكوابيس. وربما يمثل إسقاط الشيوعية مشكلة "للشيوعيين" داخل الحزب، من أصحاب العقيدة الماركسية اللينينية الذين لا تغشاهم " الإهتزازات "، وأمام هؤلاء عدة خيارات: إما أن يغادروا هذا الحزب الوطني الديمقراطي المستشرف لآفاق الإشتراكية، ويكونوا حزبهم الشيوعي الأصيل وأمميته الرابعة والنصف، وإما ان يبقوا داخله باعتباره " جبهتهم الديمقراطية " ويقيموا بناءهم داخله، ويواجهوا حراب وسيوف " التكتل "، أو يحنوا رؤوسهم " للإنحراف اليميني " عل الرياح تهب في أشرعتهم في يوم قريب أو بعيد فيعود الجميع إلى جادة الطريق!! |
|
Post: #48
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-08-2008, 03:08 PM
Parent: #1
Quote: هناك المرجعية الفكرية للحزب وهذه دخل عليها التعديل أيضا. فبدلا عن المرجعية الماركسية اللينينية القديمة صيغت مرجعية الحزب في المادة الرابعة من الفصل الأول على النحو التالي: " هو حزب سوداني يسترشد بما توصلت إليه البشرية من معارف، لمصلحة السودان ، وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من إنتمائنا العربي والإفريقي. وفوق ذلك كله مستندا إلى تجارب الواقع السوداني واضعا في الإعتبار كل مستجدات العصر ومتغيراته ومستعينا بالماركسية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع" وبصرف النظر عن أية نقائص في الصياغة، فإن مرجعية الحزب الحالية هي مصلحة السودان، ويخدمها بكل الأفكار والمستجدات على نطاق الفكر العالمي كله، سياسيا كان أو غير ذلك. وإذا كان الأمر كذلك، وهو أمر حسن وممتاز، فإن الإشارة إلى ما توصلت إليه البشرية من معارف، تجعل كل تخصيص آخر أمرا لا ينطوي على أهمية كبيرة. ومن نافلة القول أن الماركسية نفسها جزء مما توصلت إليه المعرفة البشرية. ولكن ما هو المنهج الماركسي الذي يستعين به الحزب؟ |
|
Post: #49
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-08-2008, 03:11 PM
Parent: #1
Quote: الحقيقة أن الأستاذ نقد يتعامل مع مفهوم " الجمود" والذي يطنب في استخدامه، دون أي تحديد مفهومي دقيق، لما يعنيه بالجمود وباسبابه ومساربه الخفية الماكرة. وهو يصور المسألة وكأنما الجمود كان ظاهرة لاحقة لماركس وإنجلز ولينين، وأنها بدأت بستالين. وهو تفسير خاطئ في نظري، لأن الجمود في الماركسية نفسها، وفي مقولاتها الجوهرية، من تحديد مسبق للمستقبل الإنساني باعتباره الزحف الحتمي نحو الشيوعية، ومن ترشيحه لطبقة واحدة باعتبارها أداة التاريخ لتحقيق التحرر الإنساني، ومن تعريفه المبتذل للعمل بالتركيز على طابعه اليدوي وذهوله عن أن العمل الذهني أعلى إنتاجية من العمل اليدوي، ربما بآلاف المرات، وعن تعريفه لكل راسمال، بأنه تراكم لعمل يدوي سابق، غافلا عن رأس المال المعرفي باعتباره الرأسمال الاساسي، وبمعادلاته الساذجة عن إنتاج القيمة الفائضة، وعن نظرياته حول زوال الطبقات والدولة. كل هذا ليس سوى طوباوية آمنا بها وسرنا في طريقها وأفقنا منها لنواجه قضايا العدالة الإجتماعية من كل أقطارها وابعادها، بصورة واقعية، وبمشاركة الناس الماثلين أمامنا اليوم، مشاركتهم في النظير وفي التطبيق، من مواقع التواضع والإعتراف بالقصور ونقص علمنا، وثغرات معارفنا، وفق مقولة: " علمت شيئا وغابت عنك أشياء." |
|
Post: #50
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-08-2008, 03:16 PM
Parent: #1
Quote: نعم..المنهج الجدلي، في شقه الفلسفي لم يعد منتجا إلا للعموميات التي لا تسمن ولا تغني من جوع. بل حلت محله مناهج علمية جديدة، تقوم على الملاحظة والدراسة الكمية للظواهر والمسوح الإحصائية والدراسات الميدانية واستطلاعات الآراء وتصنيف الحقائق وترتيبها دون استنتاجات مسبقة، وصياغة الفرضيات القابلة للدحض بالمفهوم " البوبري" إشارة إلى كارل بوبر، كما هي قابلة للإثبات بمقاومة محاولات دحضها، وإعمال الاساليب المنطقية من إستنتاج واستقراء وإزالة للتناقض، وامتحان النتائج بالتجربة. وفوق كل ذلك قيام التنظير الإجتماعي على اختيارات الناس الحرة، والتي لا يمكن التنبؤ بها على وجه الدقة والحصر، ولا يمكن التعامل معها إلا كاحتمالات مرجحة، كما يتعلق بالمجتمع ككينونة ديناميكية، متجاوزة لنفسها باستمرار، ومتجاوزة بالتالي لكل الصياغات المسبقة والنبوءات حول إتجاهات تطورها. وذلك لان طبيعة قانون التحول الإجتماعي هي أحتواؤه في كل منعطف جديد على معطيات جديدة، تستوجب تنظيرا جديدا وإعادة للنظر في الإستنتاجات السابقة. |
|
Post: #51
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-08-2008, 03:19 PM
Parent: #1
Quote: هيئات اللجنة المركزية والمكتب السياسي والسكرتارية، تشترك جميعا في نفس الصلاحيات، دون أي تحديد قاطع، مما يجعل الميزان يميل دوما لصالح الهيئة الأصغر على حساب الهيئة الأكبر منها حتى تتراكم الصلاحيات كلها عند السكرتير العام أو الرئيس. وهذا هو ما حدث بالضبط في تجربة كل الأحزاب الشيوعية الحاكمة والمعارضة، وهو ما سيحدث في الحزب الجديد حتي إذا لم يكن إسمه الحزب الشيوعي. فالآلية المشابهة تؤدي إلى نتائج مشابهة. هذه البابوشكا التنظيمية هي المركزية الديمقراطية ذاتها متخفية في تلافيف الهيئات الأكبر، ومنتهية بقطعة البابوشكا الصغيرة التي تحميها وتدور حولها كل الهيئات، والتي هي السكرتير العام. |
|
Post: #52
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-08-2008, 03:23 PM
Parent: #1
Quote: قيادة الحزب " الشيوعي" الحالية، وأنا أضع الشيوعي بين قوسين للدلالة على تنظيم قائم حاليا ولا إسم له، لا تملك أي تعريف للإشتراكية، كما يمكن للجميع أن يعرفوا من كراسة الأستاذ محمد إبراهيم نقد حول "مبادئ وموجهات لتجديد البرنامج" أنه وقف حائرا حيرة مطلقة في الإهتداء إلى تعريف محدد للإشتراكية، لأنه نفي، وهو محق، أن الإشتراكية ليست هي ملكية الدولة لوسائل الإنتاج، بل هي الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج. ونسبة لأن الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، ليس لها أي معنى إقتصادي، عياني، محدد، ليس لها شكل معروف، إذا لم يكن هو ملكية الدولة، فقد توقف الأستاذ نقد عن محاولة التعريف كلية واكتفى بطرح الاسئلة. فما معنى أن يكون قطاع البترول في السودان، أو مشروع الجزيرة مملوكا ملكية جماعية، إذا لم تكن تلك ملكية دولة؟ هل معناه أنه مملوك للمنتجين مباشرة، أي أن من حق عمال البترول أن يبيعوا إنتاجهم ويدخلوا عائداته في جيوبهم؟ ويبيع مزارعو الجزيرة محاصيلهم ويبخلون على الدولة حتى بالفلس الواحد؟ وما معنى أن تكون الشركات الفردية (أم أننا سنلغي الملكية الفردية كما أوصانا ماركس)، والحرف والتصميمات، والإكتشافات، والأفلام والألعاب الرياضية، وهذه كلها أصبحت وسائل إنتاج وأصبحت صناعات تدر من الأرباح والقيم الفائضة أكثر مما يدر أي مصنع قديم للفولاذ، كيف تكون مملوكة ملكية جماعية؟ وإذا كانت الدولة لا تملك فلسا واحدا، فكيف تدير جهازها وتدفع لنوابها البرلمانيين ووزرائها وشرطتها وجيشها وخدماتها؟ أم أننا سنلغي الدولة كلية منسجمين مع ماركسيتنا العتيدة، مما يدخلنا في دوامة جديدة من الأسئلة التي لا يحري لها أحد جوابا، سواء كان الاستاذ نقد أو غيره. وبالطبع فإنني أؤمن بملكية عامة ( وليس الملكية العامة ) لوسائل الإنتاج ولكن بمعنى متجاوز كليا للمفهوم الماركسي للملكية العامة. وليس هذا مجال التفصيل، والذي سنطرحه متكاملا في موضع آخر. أقول فقط إنني أعتقد أن المجتمع المعاصر لا يمكن أن يقوم على شكل واحد من أشكال الملكية مطلقا. إستشراف الأفق الإشتراكي لا معنى له، إذا كنا جادين في التحليل الإجتماعي والسياسي، ما دمنا لا نملك تعريفا محددا للإشتراكية وهو ما لا يملكه الحزب الشيوعي حاليا، لأنه تخلى عن المفهوم الشيوعي للملكية العامة كما يوحي الدستور. ولذلك فهو رقية باقية من النظرية القديمة، لا معنى لها إلا في ذاك الإطار. وإذا كان ذلك كله خطأ من جانبنا فليوضح لنا أهل الدستور ماذا يقصدون بالضبط باستشراف الافق الإشتراكي، ما داموا لا يقصدون ملكية الدولة، وذلك لإزالة أية إلتباسات وأساطير جديدة من البرامج السياسية. والواقع أن البرنامج الوطني الديمقراطي نفسه يحتاج إلى إعادة صياغة، لأن ذلك البرنامج كان الحلقة الدنيا من برنامج شامل به مرحلتان لاحقتان هما الإشتراكية فالشيوعية. وما دمنا قد تخلصنا من " مناة الثالثة " واكتفينا من أختها بالأفق، ونحن نجهل مغزاها، فإن علينا أن نعيد تعريف البرنامج الوطني الديمقراطي لأنه لم يعد عتبة نحو حلقات أخرى بل اصبح غاية في حد ذاته، والبرنامج المتحرر من التبعية ليس كالبرنامج التابع لحلقات أخرى تزعم أنها أرقى منه. إعادة التعريف هذه كان يمكن أن تطرح لو كانت البداية كما أسلفنا القول بالبرنامج وليس بالدستور واللوائح. |
|
Post: #54
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: صديق عبد الهادي
Date: 03-09-2008, 00:02 AM
Parent: #1
الاعزاء المتداخلون
اعود الآن الي المسألة الاخرى التي يطرحها الدكتور فاروق و هي ـ فيما اعتقدـ محاولته لخلق مقابلة بين "حزب برنامج" و "حزب ايديولوجي"، و ذلك وضع فيه كتير من الابهام و لكأن الحزب داخله حزبان الاول حزب برنامج و الثاني حزب ايديولوجيا. ذلك وضع نظري غير مسقيم لا يساعد علي الذهاب في مشروع التجديد و لا علي التصدي للاصولية الفكرية داخل الحزب الشيوعي. لابد من وضع المسألة بشكلها الصحيح و هو ان هذا البرنامج من تلك الايديولوجيا و يعتمد عليها، و ذلك هو المنطق الذي يجعل من السؤال الذي طرحه الاستاذ تاج السر عثمان في وجه دكتور فاروق سؤلاً صحيحاً و هو "ما هي المرجعية الفكرية لذلك البرنامج؟" ، اي البرنامج الذي يود دكتور فاروق ان يبني عليه حزباً. معلوم انه لا يوجد برنامج بدون مرجعية فكرية، و لا يمكن ان يكون. إنه و لمن مصلحة المشروع الذي يطرحه دكتور فاروق الآن ان يتم الاقرار بالربط بين برنامج الحزب الشيوعي السوداني الذي يتبناه الآن و بين منطلقاته الايديولوجية. لنا ان نطرح سؤالاً بديهياً و هو لماذا يطرح الحزب برنامجاً و دستوراً مختلفاً اليوم؟ الاجابة تكمن في حقيقة ان الحزب قام و يقوم بمراجعات ايديولوجية حتى و لو قال البعض ان الحزب سيظل ماركسياً!!!. من جهة اخرى، فإذا اراد دكتور فاروق ان يجمع الناس في حزبٍ علي اساس برنامج فقط ـ و هو امر في خانة الاستحالة ـ إذن فما الفرق بينه و بين الحزب الشيوعي الذي يجتهد فيه نفرٌ من الناس عن قصد او غير قصد الايحاء بان برنامج الحزب غير رهين بموقفه الايديولوجيً؟. بالطبع ذلك امر غير صحيح ،ان برنامج الحزب الشيوعي السوداني الحالي هو برنامج حزب ماركسي لينيني الي ان يتم تبني بديله في المؤتمر الخامس. اجمالاً ما اردت قوله ان ما يقول به دكتور فاروق من تحويل الحزب الشيوعي الي "حزب برنامج" فقط هو امر غير ممكن، فإن تمّ ذلك فإنه لن يكون حزباً سياسياً و انما سيكون اشبه بنقابة او اتحاد مطلبي لان النقابة و الاتحاد لا يتطلبان توافقاً ايديولوجياً بين من ينضمون اليهما.
و اعود اذا كانت هناك فسحة من الزمن لمقال الاستاذ تاج السر الذي كان متسقاً لحد كبير في منطقه و ان كنت اختلف مع محتوى ما طرحه.
الشكر مرة ثانية لدكتور بوب علي اتاحة الفرصة.
مودتي
صديق عبد الهادي.
|
Post: #55
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Abdalla Hussain
Date: 03-09-2008, 01:35 AM
Parent: #1
الأخ عصام جبرالله
أثمن عالياً تأكيدك على حق الاختلاف والاتفلاق هنا وهناك، وأن ذلك يشمل كل أطراف الصراع، ولكن بقليل من الصراحة أرى من موقعي في مشهد الصراع الاجتماعي " الصراع الطبقي " أن الآخر ما زال سادراً في غيه، نفس عقلية الوصاية، وتقمص شخصية قائد الانقلاب العسكري في أول بيان له، بعد تجربة قصيرة لحكم ديمقراطي:
البيان رقم ( 1 ) أو ( 2 ) لا " فرق ":
" نعلن نحن قيادة مجلس الثورة، حل جميع الأحزاب السياسية، والنقابات والإتحادات والروابط والجمعيات ... إلخ "
ولأنهم أقلية " أقلية عسكرية دائماً "، قادة الانقلاب العسكري، أو الذين انقسموا أو خرجوا من الحزب الشيوعي، فشلوا في إنجاز أوهامهم على أرض الواقع، وأنا وبكل صدق اللحظة، كنت وسأكون فرحاً " دائماً " لأي إنجاز لأي حزب وطني يحقق أهدافه على أرض الواقع، في وطن ديمقراطي، " تنفرز فيه الكيمان "، لا أؤمن بأي حال بتجمعات من شاكلة " سمك، لبن، تمر هندي "، يعني وبكل صراحة، على أي طرف من أطراف الصراع، اختيار موقعه، أنا أصالة عن نفسي لن أكون أداة لأوهام الآخرين، نحن هنا وهم هناك، و" الحشاش يملآ شبكتو ".
|
Post: #56
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Abdalla Hussain
Date: 03-09-2008, 01:37 AM
Parent: #1
ان "موت" الماركسية "المعلن" سيثبت زيفه في اول أزمة واسعة، آتية. والغريب، كما تقول احدى الصحف الليبرالية البريطانية، ان "اتباع" ماركس، يهجرونه، اما المنظمون الرأسماليون فيعيدون اكتشافه! ويعلنون بدهشة: ان توقعات ماركس حول سيطرة الاقتصاد على السياسة صائبة، وتتحقق الآن امام ناظرينا، وان الأزمات المصاحبة للنمو، جزء من التكوين البنيوي للرأسمالية. هذه المفارقة مفهومة. فـ"الاتباع" يهجرون الماركسية بصيغتها الميتة، أي التي عرفوها ناقصة مشوهة، اما الرأسماليون فقد تحرروا من عقدة العداء لماركس، بعد سقوط الاتحاد السوفييتي، وصاروا يرونه بتوازن اكبر. ما احوجنا الى ان نصاب بعدوى رؤيته بتوازن اكبر، ووضوح اشد!
د. فالح عبد الجبار
" تأملات في الماركسية "
|
Post: #57
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Mohamed Omer
Date: 03-09-2008, 08:57 PM
Parent: #1
Quote: أقول أن تخلي الحزب عن الشيوعية خطوة ضخمة نحو الإصلاح، واقتراب حقيقي نحو مفهوم الحزب كأداة سياسية لخدمة الناس، وليس لخلق الإنسان الجديد. فالإنسان الجديد سيرورة معقدة لا تمثل فيها الأحزاب، بل لا تمثل فيها السياسة نفسها، سوى بعد واحد ضمن أبعاد متعددة، وفيها أولا إرادة الفرد نفسه ليحدد ما يريد أن يكونه بمحض اختياره، مع وجود إمكانيات حقيقية للإختيار. وإذ يتحرر الحزب من هذا الوهم الطوباوي الذي سرنا في دروبه كل سنوات عمرنا الخضراء، فإنه يسدي للأجيال القادمة خدمة جليلة، ليوجهوا طاقاتهم نحو تحسين واقعهم الماثل، ويميزوا بين الأحلام المشروعة والكوابيس. |
|
Post: #58
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Muna Khugali
Date: 03-09-2008, 09:45 PM
Parent: #57
Quote: الدعوة إلى تحويل الحزب الشيوعى إلى قوة إجتماعية كبرى أشد إلحاحاً وضرورة اليوم بسبب ما ذكرت فى البداية. ودون إستهانة بالصعوبات الفكرية والعملية القائمة الآن المهم أن نخطوا خطوة عملية فى الإتجاه الصحيح. وتلك هى النصيحة التى قدمها كارل ماركس للشيوعيين الألمان حينما دعاهم فى عام 1849 إلى صياغة برنامجهم على أى نحو يتفق ولكن المهم أن يواصلوا إمتحانه على أرض الواقع وتقوية مواضع الضعف فيه. |
Quote: رحم الله عبدالخالق محجوب فانه لم يكتف بالدعوة إلى تحويل الحزب الشيوعى إلى قوة إجتماعية كبرى، بل راح ينقب فى كل موقع عن تلك القوى داخل الأحزاب الطائفية، وفى الروابط والإتحادات الإقليمية وبين الفئات الوسطى يستحثها أن لا تكتفى بالتأمل فى نجاحات الحزب الشيوعى بل ببناء تنظيماتهم المستقلة ودعاهم بأن لا يستكينوا للعمل وسط فئات المدن، وحرضهم للإنتقال إلى الريف كما فعل الشيوعيون - حيث يعيش السواد الأعظم من الشعب. |
|
Post: #59
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Abdalla Hussain
Date: 03-09-2008, 11:17 PM
Parent: #1
تقرير : علاء الدين محمود
من يُقرر مصير الحزب الشيوعي السوداني؟
والسؤال تتصدى للاجابة عليه، مراكز، وصحف ومنتديات يذكر فيها اسم الحزب كثيراً ولكن الغائب فيما يبدو عن هذه العملية هم الشيوعيون انفسهم الذين تتجاوزهم تلك المحاولات الساعية الى تغيير حزبهم من شيوعي، الى اشتراكي ديمقراطي، أو ديمقراطي اشتراكي...الخ، واذا كان المثل السوداني الناطق بحكمة «البكاء بحرروا اهلو» فان الداخل الى «صيوان» الحزب الشيوعي لا يرى إلا غريبي الوجه، واليد، واللسان والجامع بينهم هو التحفز لاعلان نهاية الحزب الشيوعي السوداني والمحاولات في هذا الطريق قديمة بدأت منذ انقسام مجموعة عوض عبد الرازق واستمر حتى اليوم. ولا ترضى هذه المحاولات جميعها إلا بحل الحزب الشيوعي وبناء - على انقاضه - حزب جديد مفارق لرؤاه ومرجعياته الفكرية وهي بذلك تمد لسانها في وجه جماهير الحزب التي تريد الاحتفاظ به وتطويره وكما يقول صدقي كبلو عضو الحزب وصاحب مؤلف «موسم الهجرة إلى اليمن» قيام حزب جديد لا يعني بالضرورة حل حزب قائم. والدعوات لقيام حزب جديد بدأت تنشط من جديد والحزب يتجه نحو عقد مؤتمره الخامس فكانت الندوات التي اقامها د. فاروق محمد ابراهيم القيادي السابق بالحزب والذي طالب برد الاعتبار لمؤتمر الجريف الذي عقد 6691م والذي اراد تغيير طبيعة الحزب وتحويله الى اشتراكي ديمقراطي بالرغم من تجاوز الحزب لما حدث بمؤتمر الجريف و الحزب الشيوعي وتجديد د. فاروق لدعوته في هذا التوقيت لها اكثر من مغزى أو كما قال لي الماركسي أبو بكر الأمين ان هذه المحاولات في هذا التوقيت الغرض منها التأثير على موقف الشيوعيين لانهم على وشك عقد مؤتمرهم ويرى الامين ان هذا التيار تيار قديم انطرح منذ الاربعينات. محاولات فاروق والنسخة الجديدة منها سبقتها محاولات للراحل الخاتم عدلان في ورقته «آن أوان التغيير» ولعل محاولات الخاتم عدلان ليست بعيدة عن المحاولات الموجودة ولا تزال موجودة داخل الحزب الشيوعي ولعل دستور الحزب الجديد هو الأكثر تعبيراً عن الاقتراب من موقف الخاتم عدلان فمشروع الدستور الجديد عمل على استبعاد الماركسية كمرشد للعمل والاستفادة من كافة النظريات، كما ان البرنامج الواسع والمستمد من الواقع ومعطيات العام حل محل المساحات التي كانت تحتلها الآيديولوجيا واستبق مبدأ المركزية الديمقراطية، والديمقراطية المركزية. ولعل هذا ما جعل الخاتم عدلان وهو يقف مخاطباً طلاب جامعة الخرطوم في يناير 4002م وهو يلوح بمشروع الدستور الجديد مشيداً ومثمناً وحينها قال الخاتم «قد وقعت في يدي وثيقة جماهيرية وهي الدستور الذي اقرته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي وقد جاءت في هذه الوثيقة الجديدة المطروحة للمؤتمر الخامس تغييرات ايجابية لأبعد الحدود وأنا مهتم بهذه المسألة نسبة للماضي الشخصي في الحزب الشيوعي، ولأنني أؤمن ان الحزب الشيوعي به راسخو القدم في خدمة الشعب وان أي تغيير ايجابي في الحزب يمكن أن يكون له تأثير ايجابي كبيراً جداً على الحياة السياسية السودانية وهذا يعني ان الانتقادات التي كنت أوجهها للحزب الشيوعي السوداني ليست مسألة شخصية بأي حال من الأحوال فأنا طرحت قبل اثنتي عشرة عاماً تصوراً للتغيير من داخل الحزب الشيوعي واعتقد ان هذا النظام «الدستور» يقترب منه كثيراً على الرغم من انه قد تم رفض هذه المقترحات عندما عرضتها للحزب قبل اثنتي عشرة عاماً، وكوني خرجت من الحزب الشيوعي نتاج هذا الرفض لا يغيير مُطلقاً من ان اقول «بالصوت العالي» ان هذه نتيجة ايجابية لابعد الحدود وانا اثمنها وهي خطوة «إلى الأمام» بالطبع كان هذا الموقف من الخاتم هو استجابة لدستور الحزب الجديد الذي يرى فيه الخاتم عدلان اقتراباً من اطروحاته هو في «آن أوان التغيير» وهو ايضاً اقتراب من موقف فاروق محمد ابراهيم الذي يطالب بمشروع ارشادي جديد وحزب برنامج وليس حزب نظرية وهو ايضاً ما كان ينادي به الخاتم عدلان والذي يقول «الحزب الشيوعي رجع لما ناديت به وهي ان يقتصر البرنامج على تنفيذ برنامج للنهضة الوطنية الشاملة في السودان، وان يتخلص من الحمولة الآيديولوجيا الثقيلة التي قصم بها ظهر قوى التقدم في السودان» ويمثل بما وصف مؤتمر الجريف الذي يناديى فاروق بالعودة إليه بالانحراف اليميني وصفت كذلك محاولات الخاتم عدلان بأنها اتجاه يميني تصفوي ولكن الواضح ان هذا التيار مازال موجوداً داخل الحزب الشيوعي نفسه وهذا واضح من خلال عتابهم للخاتم عدلان بأنه قد «تعجل» اذاً الاختلاف مع الخاتم - الذي كان شجاعاً وخرج لينادي بافكاره بعيداً عن الحزب - هو انه قد تعجل ولم يمض في ذلك الاتجاه مع المجموعة التي هي في داخل الحزب الشيوعي. يقول صدقي كبلو ان التيار اليميني الهادف الى تصفية الحزب الشيوعي موجود داخل وخارج الحزب وهذا التيار سينحسر بالانفراج الديمقراطي وملاقاة جماهير الحزب. ولكن اين يقف هذا التيار اليميني التصفوي هذا السؤال طرحته لصدقي كبلو والذي اجاب بانه لا يستطيع القول بانه موجود في مواقع قيادية ام لا ويبرر صدقي تلك الاجابة بانه غير مطلع على افكار القياديين داخل الحزب باعتبار ان المساهمات تنشر باسماء حركية!! غير ان الكثير من قيادات الحزب لها تصريحات متوفرة تسير في اتجاه يقترب من افكار الخاتم وفاروق فالسكرتير السياسي للحزب محمد ابراهيم نقد يقول «لابد من نظرية ثورية جديدة، الماركسية سيكون لها تأثير ولكن ليس تأثير المرشد وانما تأثير الفكر الانساني، نحن نبحث في جذورنا وتجربتنا وفي واقع السودان من المباديء النظرية الاساسية التي يمكن ان تقودنا» وكذلك الشفيع خضر الذي يقول «كنا في حزب ننطلق فيه من طرح يقول ان النظرية العامة له هي الماركسية التي تتجلى حسب القسمات الخاصة بكل بلد ونحن نستمد القوانين الخاصة بتطور الثورة السودانية من هذه النظرية العامة الماركسية، ما نحن بصدده هو عكس هذا الطرح اي بدلا من الانطلاق من نظرية عامة لبناء واقع نظري خاص نبدأ من دراسة الواقع السوداني، ومن هذه الدراسة نخرج بتعميمات نظرية، وطرحنا يتبنى تقليص مساحة الآيديولوجيات في الحزب على اساس زيادة مساحة البرنامج الواسع الممتد من الواقع وفق معطيات العلم وبمشاركة اصحاب المصلحة الحقيقيين كل في مجاله، نحن نتحدث عن تعدد المصادر النظرية ولا نوصد الباب امام النظريات غير الماركسية» ولعل كل هذه الآراء لقيادات الحزب الحالية او فاروق محمد ابراهيم آراء الخاتم عدلان كلها متحققة في مشروع دستور الحزب الجديد او كما يقول محدثي الشيوعي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان جميع هذه الافكار خرجت من كنانة واحدة وهي جميعها تسعى الى تصفية الحزب الشيوعي وان اختلفت مبرراتها ويرى هذا المراقب ان نقد عندما واجه جماهير الحزب جمد قناعاته وتحدث بغيرها كموقف تكتيكي ولكن لماذا تسعى جميع هذه التيارات ما عدا تيار الراحل الخاتم عدلان الى الاعلان عن افكارهم وقيام حزبهم الجديد على انقاض الحزب الشيوعي؟ محدثي ابوبكر الامين على هذا السؤال بان هذه التيارات المتفقة تسعى الى ايجاد شرعية في عملية التحول هذه من حزب شيوعي الى حزب اخر مثلما حدث في مصر حيث تم التغيير على يد الشيوعيين انفسهم ويرى ابوبكر الامين ان المجموعة الموجودة في قيادة الحزب الان لم تقم بأي مجهود فكري تجاه هذه الافكار التصفوية وتصالحت معها وانهم يطرحون المسائل التاريخية هروبا من طرح المسائل الجديدة والمعقدة، وهذا ـ حسب محدثي ـ يشير الى تركيبتهم الطبقية ويرى الامين ان ما اجيز في مؤتمر الحزب الرابع 7691م كان نشاطا فكريا متقدما وعلى اي مؤتمر قادم ان يطور ما جاء في المؤتمر الرابع لا ان يتراجع عنه. اذاً الصراعات الفكرية المحتدة بين التيارات المتباينة داخل وخارج الحزب الشيوعي تغطي المشهد الشيوعي الآن وفي انتظار ما يسفر عنه المؤتمر القادم للحزب.
|
Post: #60
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: Abdalla Hussain
Date: 03-09-2008, 11:20 PM
Parent: #1
يبدو أن هذا الموضوع ( أعلاه ) ، المنشور بتاريخ اليوم، 9ـ 3 ـ 2008، في جريدة الصحافة، العدد رقم: 5288، صدى لما يدور في هذا البوست، ورغم أنه يحتوي على كثير من المغالطات والمعلومات الخاطئة التي يمكن وبكل سهولة وضع الأصابع عليها، إلا أنه وفي المقابل يقارب بشكل من الأشكال مجمل الأوضاع التي تصف شكل الصراع داخل وخارج الحزب الشيوعي السوداني، وفي المجتمع السوداني.
|
Post: #61
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-10-2008, 05:11 AM
Parent: #60
Quote: ولعل كل هذه الآراء لقيادات الحزب الحالية او فاروق محمد ابراهيم آراء الخاتم عدلان كلها متحققة في مشروع دستور الحزب الجديد او كما يقول محدثي الشيوعي الذي طلب عدم ذكر اسمه ان جميع هذه الافكار خرجت من كنانة واحدة وهي جميعها تسعى الى تصفية الحزب الشيوعي وان اختلفت مبرراتها ويرى هذا المراقب ان نقد عندما واجه جماهير الحزب جمد قناعاته وتحدث بغيرها كموقف تكتيكي |
I do wish this is the real position of Nugud, in fact let me pray for that. I will be back to discuss the matter in more details and try to prove this: politically the SCP should go back to correct the 4th convention and go back to the 19th century to see what went wrong with Marx's major predictions and the importance of the Weberian way of thinking. I will try to explain more about the prospective of the conflict theory and the position of the social democrates and why it is the right one. I would like to talk also about the New Democrates in Canada and why they manage to impose their agenga which is widely accepted now among the main stream like the health care. i am sorry in using the English key board but I will be back in Arabic for sure.
|
Post: #62
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-10-2008, 05:58 PM
Parent: #61
الاخ د. عبد الماجد تحياتى مرّة اخرى اتمنى ان يكون موقف نقد هو موقف مرن تجاه الصراع الفكرى داخل الحزب كما جاء فى المقال بعاليه، لانه فى ظل المركزية الديمقراطية من الصعب جدا احداث اية تغيير دون موافقة قيادة الحزب، اذ ان هذا المبدأ التنظيمى يوفر الحماية المطلقة للقيادات على حساب القواعد. قبل ان نسترسل فى الحوار حول اي القرارين افضل للمؤتمر الخامس ، الاستمرار كحزب ايديولوجى كما كان ، ام التحوّل الى حزب برنامج يضم القوى الحديثة والتيارات الماركسية والفيبرية وكل الوان الطيف الليبرالى؟ ولماذا؟ اود قبل الاستمرار فى الحوار ان يقوم اعضاء الحزب هنا بتلخيص للمناقشات المقدمة للمؤتمر الخامس حتى الان وذلك فيما يتعلق باهم قضيتين وهما، اللائحة وقضية المرجعية الفكرية مع تقديرى
|
Post: #63
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-10-2008, 07:20 PM
Parent: #62
Quote: هناك المرجعية الفكرية للحزب وهذه دخل عليها التعديل أيضا. فبدلا عن المرجعية الماركسية اللينينية القديمة صيغت مرجعية الحزب في المادة الرابعة من الفصل الأول على النحو التالي: " هو حزب سوداني يسترشد بما توصلت إليه البشرية من معارف، لمصلحة السودان ، وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من إنتمائنا العربي والإفريقي. وفوق ذلك كله مستندا إلى تجارب الواقع السوداني واضعا في الإعتبار كل مستجدات العصر ومتغيراته ومستعينا بالماركسية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع"
اشكر الاخ محمد عمر لجلبه النص اعلاه هنا لان هذا النص حقيقة يحتاج الى اعادة نظر لخطورته. اسوا شىء يمكن ان تتمخض عنه ما عرف فى ادبيات الحزب الشيوعى بالمناقشة العامة بعد انهيار حائط برلين الشهير، اسوأ شىء فى تقديرى هو ان تحدث مساومة تهدف الى (المحافظة على وحدة الحزب) على حساب الواقع ، وهو ما يمكن وصفه بالعبارة الشعبية الشهيرة (مسك العصاية من النص). لاحظ العبارة التالية وخطورتها فى المادة الرابعة(هو حزب سوداني يسترشد بما توصلت إليه البشرية من معارف، لمصلحة السودان ، وكل ما هو خير من الموروثات المتجذرة فينا كسودانيين وما هو نابع من إنتمائنا العربي والإفريقي. وفوق ذلك كله مستندا إلى تجارب الواقع السوداني واضعا في الإعتبار كل مستجدات العصر ومتغيراته ومستعينا بالماركسية في استقرائه واستنتاجاته لمعرفة الواقع) فما معنى ايراد مسالة الاسترشاد بالموروثات دون تحديد المنظور الاجتماعى فهل اعادة بعث بعض الموروثات المتخلفة وكل ترسانة الثقافة الابوية الوصائية التى جسدتها مأساة سناء مثلا جديرة بالاستناد اليها؟ هنا اتفق تماما مع ملاحظة د.بوب حول هذا الامر. الشىء الثانى المقلق حقا هو انه و بعد كل الانفتاح على الموروثات والفكر الانسانى ،تأتى فى المادة عبارة الاستعانة بالماركسية فى استقراء الواقع، وذلك يعنى المنظور الماركسى وحده. ولذلك وفى اعتقادى ان مجمل الصياغة هنا مقصود بها (مسك العصايا من النص) اذ تاخذ المادة الرابعة باليمين ما تعطيه باليسار فيما يتعلق بالمرجعية الفكرية ومسألة الانفتاح ! لماذا الاستعانة بالماركسية وحدها بعد ان اتضح تماما ان كثيرا من استقراءات ماركس حول التاريخ قد كذبها التاريخ نفسه مثل مقولته حول حتمية انهيار الطبقة الوسطى وحتمية قيام دولة البروليتاريا على انقاض الرأسمالية المتطورة لانها كلما تتطور، كلما نمت معها الطبقة العمالية (حفارة قبرها) على حسب تعبير ماركس! والان بعد ان سار التاريخ فى اتجاه معاكس الم يحن الوقت بعد للاستعانة بمناظير اجتماعية اخرى وهى التى شكلت المنظور الذى يجد الاعتراف من كل المؤسسات الاكاديمية العريقة؟ وهو منظور نظرية الصراع والذى لا غنى لاية حركة اجتماعية طالما وضعت فى اعتبارها مسألة العدالة الاجتماعية واهمية التنمية البشرية. ان الماركسية تشكل ضلعا لا غنى عنه فى نظرية الصراع فلماذا الاتكاءة على ضلع واحد فى نظرية الصراع هذه ، فى ادبيات الحزب الشيوعى السودانى؟ ان الاصرار على الماركسية كمنهج ومرجعية فكرية وحيدة قد تجاوزتها المعرفة الاجتماعية المعاصرة واكثر من ذلك ان الاخذ بالماركسية ككل لا يعنى سوى الشمول بعينه والاصولية التى تحدث عنها د.فاروق والتى حدثت بسببها كل الاخطاء السابقة.
|
Post: #64
Title: Re: رسالة حبية إلى قيادة الحزب الشيوعى السودانى!
Author: طلعت الطيب
Date: 03-10-2008, 10:27 PM
Parent: #63
كتب د. فاروق
Quote: Quote: يرد مقاطعا: الماركسية نموذج ارشادي ، وهنالك نماذج جاءت وذهبت افسحت الساحة ، جاءت الرؤية النيوتينية (نيوتن)، للكون وافسحت المجال بذهابها لرؤى اخرى مثل النظرية النسبية، هنالك رؤى للعامل تتغير من حين لآخر يحدث تحول من نموذج ارشادي معين الى نموذج ارشادي آخر، وعندما يحدث هذا التحول فهذا لا يعني خطأ القديم بل يدخل القديم في الجديد يحدث نقلة في النموذج الارشادي ، جزء كبير جدا من الماركسية دخل في العلوم، والاقتصاد، والبنيوية ، وعلم الاجتماع وهكذا... ولكن جزءا منها يشبه التصور الديني مثل علم بناء الشيوعية يعني كارل ماركس اخذ البرنامج الاجتماعي للاديان جميعها من ارادة تحقيق المساواة المطلقة والعدالة المطلقة، والتحرر المطلق للناس، ماركس اخذ هذا البرنامج الاجتماعي للدين، ولكن اراد ان يحوله بطريقة علمية واعتبر ان اي شيء في الدين ما عدا هذه العملية عبارة عن يوتوبيا، فعندما يحدث تحول عن الماركسية فهذا لا يعني ان ماركس كان على خطأ الان ، هنالك مشروع تقويمي جديد يمكن ان يحل محل الماركسية، الناس قد يتمكسون بنموذجهم القديم الذي لا ينتهي الا بوفاتهم ، فتوماس بوم صاحب مؤلف بنية الثورات العلمية ، تساءل قائلا: (هل من الافضل ان تموت انت ام ان يموت نموذجك الارشادي) ،من الافضل ان يعيش الانسان في نموذجه الارشادي الجديد بدلا من الانتظار حتى موته هو ، وهذا ما يحدث الآن لهؤلاء (الجماعة) يموتون واحدا تلو الآخر، والاسوأ من ذلك انا الآن ارى ان هنالك توريثا لمشاكلهم للجيل الجديد، لماذا؟! ، الافضل هو ان يموت هذا النموذج الارشادي ويذهب الى ذمة التاريخ،وذمة العلم، وانا هنا لست ضد ا لماركسية ولكن ان يصبح الحزب حزب برنامج وميثاق يتفق عليه الناس، ويمكن ان يشارك فيه ماركسيون ، المهم هو الاتفاق على برنامج، هذا البرنامج الذي نريد له ان يحقق تنويرا الآن وليس ان يحقق مجتمعا شيوعيا، ليس ان يحقق برنامجا انتهازيا مثل مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية المفضية في نهايته الى تحقيق المجتمع الشيوعي، فالماركسية تريد ان تحقق الشيوعية، تريد ان تحقق الحلم الديني عبر ادخالها في العمل وهذه مسألة غير علمية ، فللعلم وظيفته ، وللدين وظيفته ، ويجب عدم الزام الناس برؤية نظرية. وبالعودة الي حديثك فاذا كان نقد يتفق معي فيما احمله من طرح فهذه مسألة جيدة ونقد صديقي فأنا اقترحت ان نجري المناقشة والندوة بدار الحزب الشيوعي واقترحت ان تكون مغلقة و.. |
و كتب الخاتم فى نفس المعنى [ أقول أن تخلي الحزب عن الشيوعية خطوة ضخمة نحو الإصلاح، واقتراب حقيقي نحو مفهوم الحزب كأداة سياسية لخدمة الناس، وليس لخلق الإنسان الجديد. فالإنسان الجديد سيرورة معقدة لا تمثل فيها الأحزاب، بل لا تمثل فيها السياسة نفسها، سوى بعد واحد ضمن أبعاد متعددة، وفيها أولا إرادة الفرد نفسه ليحدد ما يريد أن يكونه بمحض اختياره، مع وجود إمكانيات حقيقية للإختيار. وإذ يتحرر الحزب من هذا الوهم الطوباوي الذي سرنا في دروبه كل سنوات عمرنا الخضراء، فإنه يسدي للأجيال القادمة خدمة جليلة، ليوجهوا طاقاتهم نحو تحسين واقعهم الماثل، ويميزوا بين الأحلام المشروعة والكوابيس. |
|