كلكم يشكي ... فمن زاد السعر ..؟؟؟؟؟؟؟؟

** جوال الدقيق انخفض نسبيا وليس كليا ، أى لم يصل السعرالى ماكان عليه قبل الزيادة المفاجئة ، الزيادة كانت عشرين جنيها فانخفضت الى خمسة عشر جنيها ، لذا نؤكد لوزارة المالية والجمع السعيد بأن سعر الدقيق لم يعد - حتى الساعات الأولى من صباح اليوم - الى ما كان عليه كما قالت توجيهات الوزارة وقراراتها .. اذن سعر الدقيق لم ينخفض كليا كما بشرت به الصحف ذات ضحى ، ولكن الذي انخفض كليا هو وزن الرغيف .. وأصبح قاب قوسين أو أدنى من وزن ( الزلابية ) .. قبل الزيادة كان وزن الرغيف خمس وسبعين جراما ، وبعد الزيادة اصبح وزن الرغيف ستين جراما ، وهذا يعنى - بالحساب كدة - أن اجراءات وزارة المالية الأخيرة خفضت سعر الدقيق نسبيا ثم رفعت سعر الرغيف كليا بتخفيض وزنه ..أي كأنك يا أبوزيد ماغزيت ، أو كأنك يا أبوزيد غزيت بيوت الناس ، ومع ذلك لايزال البعض يرقص طربا متوهما - ومتوحما - بالتخفيض ، ولو كان له مثقال ذرة في علم الحساب لرقص مذبوحا من الوجع .. وعليه ، لا شئ سوف يخرج الحكومة من هذا المأزق غير الصدق مع رعيتها ، ان هي لم تصدق نصدق نحن انابة عنها .. سعر الدقيق ووزن الخبز لن يرجعا الى سابق عهدهما الا في موسم انتاج القمح ، تلك هي الحقيقة التي يجب أن تقال ، والحكومة غير مستعدة لالغاء كل الضرائب والجمارك و الرسوم والجبايات المفروضة على القمح الوارد ، لسبب بسيط يعرفه كل ذي بصر وبصيرة ، وهو أن الالغاء الكامل لكافة أنواع الضرائب والرسوم قد يرمى بميزانية البلاد العامة الى التهلكة ، ويفعل فيها ما لم يفعله نجار في الخشب .. وأن يعاني المواطن خير للحكومة من أن تعاني ميزانيتها ، فلتحيا الميزانية وان الله مع الصابرين .. أى المواطنين ..!!
** تلك هي قصة الدقيق الذى تأثر بالزيادة العالمية .. أها عرفنا قصة الدقيق طيب باقي السلع أسعارها زادت ليه ..؟.. سؤال مشروع جدا ولكنه يذكرنى بتساؤل تلك الفتاة التي فاتها قطار الزواج واكتشفت فجأة انها تعمقت في سن اليأس ، فتساءلت - بمنتهى البلاهة - ذات مساء : ( عدم العرس عرفناهو .. طيب ياربي عدم الولادة ده من شنو ..؟؟) .. ونحن بذات البلاهة نسأل .. ان كانت الزيادة العالمية هى التي زادت أسعار الدقيق والخبز فبأي سبب زادت أسعار السلع الأخرى التى لا علاقة لها بالعالمية والدولية والهجين ..؟.. زيت الطعام كان يباع - جركانه - قبل أسبوع ونيف بستين جنيها فارتفع اليوم الى ثمانية وسبعين جنيها .. وكذاك الصابون زاد جنيها في سعره ، حيث صارت - كرتونته - تباع بتسعة جنيهات .. حتى الصلصة - التي ليست سوى طماطم مفجخ - تباع كرتونتها اليوم بخمسة وسبعين جنيها ، حيث كانت قبل اسبوع ونيف ثمانية وستين جنيها فقط .. وهكذا ، ما طار سعر وارتفع الا كما طار تحلق ثم ارتفع .. لماذا هذا الارتفاع والى متى ..؟.. لا ندري الى متى ولكن عبد الرحمن عباس - رئيس غرفة المواد الغذائية - يعرف الأسباب .. ( ارتفاع مدخلات الانتاج .. و ضريبة القيمة المضافة ) .. وأيضا تحدث ابو عبد الله البخاري رئيس الغرفة الصناعية بالخرطوم .. حتى اتحاد عمال السودان - الذي رئيسه القيادى النافذ بالحزب الحاكم - يعترف بأن تكاليف العيش الكريم زادت بنسبة (25 % ) .. هكذا يتحدثون ويشكون - القيمة المضافة - في الصحف ، وكلهم ولاة أمر مسؤولياتهم ومواقعهم تلزمهم بالاستماع الى شكاوى المواطن.. ولكنهم يشكون - من القيمة المضافة - مثل المواطن.. ولاندري لمن يشكون ..؟.. ربما يشكون القيمة المضافة للقيمة ذاتها ، وليس لمن أضافها ..!!

http://www.toyou.sd/