غادة نوري...أشهر مريضة سودانية..و شكرا لسودانيزأونلاين...

كتب: التاج عثمان

في العام الماضي نشرت «الرأي العام» تقريراً صحفياً مصوراً عن الفتاة الجامعية «غادة محمد عثمان نواري» للشفاء التى اصيبت بتليف في الكبد نتيجة لحادث مرورى قرب مقابر الرميلة بالخرطوم، وكان الخطر يهدد حياتها في اية لحظة، لو لم يتم زراعة كبد لها بالخارج، بصورة عاجلة، «غادة» كانت في سباق مع الزمن.. وناشدنا من خلال التقرير أهل الخير وشرائح المجتمع المختلفة، انقاذ حياتها بالتبرع لاجراء عملية زراعة الكبد التى تصل تكلفتها الى أكثر من «001» ألف جنيه.. ولم تخب آمالنا وآمال الفتاة اذ انهالت التبرعات عليها بسرعة لا تصدق.. وتم نشر التقرير والنداء بموقع «سودانيز أون لاين» بالانترنت، وأقامت لها فرقة «عقد الجلاد» حفلاً خيرىاً في فبراير 7002م لصالح علاجها، بنادى ضباط قوات الشعب المسلحة بالخرطوم، بلغت حصيلته «24» الف جنيه.. وتدفقت عليها التبرعات من طلاب وطالبات الجامعات والمدارس حتى الصغار برياض الاطفال تبرعوا لغادة، بجانب العمال، والمغتربين خاصة الاطباء بدول المهجر.. اصبحت غادة أشهر مريضة سودانية..

سافرت غادة الى الأردن تصحبها دعوات كل أهل السودان، وقبل دخولها غرفة العمليات يوم 32/8/7002م هاتفتني من داخل مركز زراعة الأعضاء بمستشفى الأردن، وقالت لي «أدعو لي فأنا في طريقي لاجراء العملية».. تبرع لها شقيقها «هشام» بجزء من كبده، حيث استأصلوا «06%» منها، تمت زراعتها لغادة.. استغرقت العملية «7» ساعات، واجريت بواسطة فريق طبى الماني.. والحمدلله نجحت عملية الزراعة، وتماثلت «غادة» فتاة الكلاكلة الصبورة المرحة، وعادت معافاة لاحضان الوطن..

قالت لي «غادة» اثناء زيارتي لها بالمنزل بالكلاكلة القبة «شكراً لك وشكراً لـ «الرأي العام» فلولا النداء الانساني الذى نشرته، لما تمكنت من زراعة الكبد، ولساءت حالتي.. والشكر ايضاً لكل من تبرع، او اتصل بي مشجعاً، وما اود توضيحه هنا ان ثلثي تكلفة العملية البالغة مائة ألف جنيه، أي حوالي «07» الف جنيه، جاءت من تبرعات مواطنين لا أعرفهم، وجهات أخرى، ورجال أعمال وطلاب لا يمتون لي بصلة، سوى بالانسانية.. فالشكر والتحية لهم جميعاً لاستجابتهم لنداء صحيفة «الرأي العام» التى عودتنا دائماً على هذه اللمسات الانسانية.. غادة الآن بمنزلها بالكلاكلة القبة، بصحة جيدة تدعو في كل صلواتها للذين وقفوا معها في محنتها..

حمدا لسلامتك غادة..بنت حينا و فريقنا..
أخذتنا الغربة ولم نسمع إلا من الجرائد..
مودتي
سيف برعي البدوى