عيد الحب (Valentine Day)

عيد الحب (Valentine Day)
أعتاد أحد الأخوة أن ينتهز كل فرصة ممكنة، ليثبت لنا أنه ينتمي لثقافة هذا العصر و لكل ما هو جديد وحداثي، ونحن ندرك أنه يرمي من وراء ذلك إلى الانتقال من (الفئة التِّكرارية العُمرية العشْرية الخامسة) زي اسم ليبيا مش كدا؟ إلى فئة أدنى ولكن هيهات، وفي عرضه لمعلوماته لا ينسى أن يُدْخِل بعض الكلمات الانجليزية، يمارس هوايته هذه في استعراض كل ما سمع وقرأ ولكنه لم يستطع أن ينفك من عقدة تداخل الحروف و الكلمات والأسماء.
تماماً كما يفعل بعض المذيعين لاستعراض سعة ثقافتهم، عندما يقحمون أسماء بعض الكتب أو الكتاب، أو ذكر قول أو رأي لأحد المفكرين، كالعادة أختلط علي صاحبنا البقر، المناسبة كانت عيد الحب أو عيد العشاق (Valentine Day) دخل علينا مبادراً طبعاً أكيد ما عارفين هذا اليوم هو (فاولنتين داي) وما درى أنه خلط بين ( فالنتين وفاولينو)، و مزج (الفانتولين مع الأوفلتين) وأعتقْد أنه سيسجل هدف السبق، ولكنه بدلا من ذلك أرتكب فاول داخل منطقة الجزاء.
تصدى له أحد الأخوة من تيار السلفية غير الجهادية قائلاً، أتقي الله، في نفسك، هذه أعياد المشركين، إنها بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. الحكاية جابت ليها نار عديل.
هذا عيد للمحبين، ونحن بطبعنا لا نعرف كيف نعبر عن الحب، ونقاوم هذه المشاعر بكل وسيلة ممكنة رغم قناعتنا بأن (الحب شيء طبيعي إلهي)، و أن هذا إحساس لا إرادي ولكننا (نضيق بيهُ ونعاديهُ)، وأن الشرارة المنبعثة من مجرد ذكره قد (تحرق بويتات الفريق)، وفي قول الصوفية (سكرنا فبحنا فاستبيحت دماؤنا). وبعدين على افتراض أننا عرفنا فالنتين نجيب ليكم زهور حمراء من وين.
ذهبت ذات مرة إلى صالة الاستقبال بالمطار، وكان الأزواج من الجنسيات الأخرى يستقبلون زوجاتهم بالقبلات والأحضان أحياناً على مرأى ومسمع من الجميع، ولكن جماعتنا تأتي الزوجة خارجة في بعض الحالات حتى دون مصافحة، قالوا ليك أدينا الإقامة، ويقوم هو بإعطائها الإقامة قائلاً: ما تضيعيها، سمعتي؟ ما تنسيها جيبها معاك!!. ويمشي الأزواج مع زوجاتهم يداً بيد، أما جماعتنا تلقى الواحد ماشي قدامها على طريقة الاستشعار عن بعد، مسافة زي التقول بتتيرب ليها في قطن. (قال فالنتين قال).
الطيب الشيخ
[email protected]