عمر العمرسارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة

عمر العمرسارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة


02-16-2008, 05:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1203178274&rn=0


Post: #1
Title: عمر العمرسارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة
Author: من الله
Date: 02-16-2008, 05:11 PM

سارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة


لديها كل ما يؤهّلها للحياة سيدة مبجّلة تتعالى وتتحدث من وراء حجاب فتسمع. وتأمر فتُطاع. وتطلب فتُستجاب.
لديها كل ما يُؤهّلها للعيش سيّدة مجتمع مخملي. هي سليلة حَسَب ونَسَب. تنتمي للأسرة الأبعد نفوذاً في الدين والدنيا، والبيت الأكثر توغّلاً في التاريخ. وهي قرينة زعيم إحدى الطائفتين وزعيم الحزب الأوسع قاعدة، وهو الرجل نفسه الذي تداول السلطة غير مرة في المراحل الديمقراطية، وهو الرجل الذي تودّد إليه كل نظام شمولي صادَرَ الحُريات وتكلّس
في رصيدها الشخصي ما يُعينها على المباهاة والظهور الانتقائي في المحافل المخملية. هي من أبكار السودانيات اللواتي اغتربنَ من أجل التأهل العلمي. دراستها كانت في أميركا. تلقّت في ذلك دعماً من زعيم سوداني نادر ثاقب البصيرة الوطنية. هو الإمام عبدالرحمن المهدي. أرادها قدوةً لبنات الوطن، فذهبت أبعد مما تمنّى الإمام على جبهة التحديث والتنوير الاجتماعي.
في أميركا قدمت أنموذجاً حيّاً للفتاة السودانية القادرة على فرض حضورها القيادي والذكي. تزعّمت وترأست وقادت.. تلك ميزات موروثة ومُكتسبة. فلم تكن هناك امرأة قد خرجت بعد من بيت المهدي إلى معترك الحياة العامة. حتماً زادتها حصيلة التجربة الأميركية إغراء. غير أن الوعي الذاتي لم يدفعها إلى التمرّد على الموروث، بل تطويره في إطار المُتاح. من هنا جاءت ثورة سارة ضد الاستكانة والخنوع.
قرينة زعيم نعم. لكنها لم تكتف بدور الزوجة المنتجة فقط داخل البيت. هي كذلك شريكة في العمل العام. في ضوء هذا التصميم اتّخذت سارة مقعداً في القيادة السياسية.
لم تكتفِ بالمقعد الوثير من منطلق الوجاهة الاجتماعية. نزلت إلى الشارع مُصادمة. تعرّضت إلى شراسة الأجهزة غير المنضبطة بأخلاقيات الشعب. قادتها إلى المعتقلات. أرضعت ابنها داخل زنزانة.
هي سارة الحزب وسُرّته. كوادر الحزب المُدرّبة تعرفُ أنها هي من استحدث نُقلة نوعية في العمل السري داخل «الأمة».
هي سريرة الكيان. شباب الأنصار يمتنون لها أنها رعت أكثر من جيل. الخُلصاء من كوادر الحزب وشباب الكيان يعرفون معدنها الصلب في المواقف الصعبة التي اعتورت الوطن.
هم يحترمون فيها كذلك بصيرتها النافذة في اختيار العناصر الملائمة للمهام المتباينة. هل تدركون معاناة سيدة تؤدي مهمة أمّ العروس كأجمل ما يكون, بينما قلبها مُعلّق بشريك عمرها الذي غادر يوم الفرح في مغامرة تضع الأسرة برمتها في مهب المجهول؟ اسألوا رباح عمّا إذا كانت أدركت شيئاً من وجع سارة يوم «يهتدون».
اعتبرها بعض المراقبين من الصقور داخل المكتب السياسي. ذلك وصفٌ يزيد كعب سارة علواً ولا ينقص من قامتها. هي في الواقع مُتشدّدة إزاء الحق دونما تزمّت. إذا كان ثمة هامش للجدل في شأن الحق فهي بلا جدال رفضت مساومة الشمولية على الديمقراطية. ذلك حقٌ أبلج يبقى في ما يُزيّنها.
هذا التصلّب لا يحجب ذلك الصفح والتسامح السمح الذي يُشكّل لوناً باهراً في سيرة سارة. هو تسامحٍ يَطال الأعداء الألداء على الساحة السياسية قبل الخصوم داخل الحزب.
شباب الأنصار وكوادر الحزب يعرفون فيها سيّدةً أمينةً على القيم الاجتماعية العائلية على نحو أكبرها في عيونهم وقلوبهم وعقولهم. هي سيدة في الكرم والوفادة والتواصل، مُبادرة حريصة على نحوٍ مباغت. ما خفي من أياديها البيضاء أكثر ممّا هو يبدو.
هي مناضلة صبور دءوب. كنتُ شاهداً شخصياً على ركوبها مشقة الطريق جواً وبراً من الخرطوم إلى كينيا، ثم يوغندا من أجل إعادة ترميم الجسور بين «الأمة» والحركة في مارس 2003. كنتُ أحد الشهود على لهفها لاستئناف الحوار بين الطرفين في الفترة الأخيرة. كانت شديدة القناعة بأن تباين الآراء لا يُفسد الوحدة الوطنية. أكثر من ذلك كانت كثيرة الإيمان بأن الحوار هو الوسيلة الناجعة لتجاوز المواقف المتعدّدة. تلك كانت مهمتها الأخيرة.
السياسيون المعارضون على اختلاف انتماءاتهم يعترفون لها بالصبر والذكاء في إدارة الحوار.
للراحلة العزيزة عند الله، ما يؤمن لها الصعود إلى عليين وإلى الفردوس الأعلى. فسؤلى إلى الله أن يعين أحفاد المهدي على امتصاص الصدمة والنهوض المُبكّر من تحت الوطأة والاغتسال العجول من هذا الحزن المقيم.
الجانب الآخر من المأساة يكشف خطل الذين ذهبوا في رشق الإمام بالاتهامات بوصمة من صعّد عشيرته إلى سدة الحزب.
كلنا شهود اليوم على براءة الإمام.
وحدها سارة تكتب شهادة البراءة.
هل كان مطلوباً أن يتعرّض الإمام لكل هذا الفقد الفادح والجلل من أجل أن ينتزع براءته؟!
يا للهول كم كُنّا قساة جلادين!
يا لهذا الفراغ المهول في دار «الأمة» وتحت خيمة الأنصار.
على كاهليْ مريم ورباح تلقي سارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة الأمانة الوطنية.

عمر العمر

Post: #2
Title: Re: عمر العمرسارة الحزب وسرته وسريرة الكيان الطاهرة
Author: أبو ساندرا
Date: 02-16-2008, 07:28 PM
Parent: #1

Quote: اسألوا رباح عمّا إذا كانت أدركت شيئاً من وجع سارة يوم «يهتدون».


ليتها تكتب
ليتهم يكتبون
رباح وإخوتها وأشقائها وأبوهم السيد
ليتهم يكتبون عن تلك الماجدة التي رحلت بصمت
مثلما كانت تعمل بصمت