ما تلك بيسراكَ ؟

كانت اليُمنىَ
تحيطُ بخصرِ المدينة
كان الوقتُ عميقاً
ولا وقتَ فيه
كان النهر غريقاً
ولا ماءَ فيه
كان عميقاً
بصمته
بموتِه الطويلِ
مثل صحراءٍ
لا يكذبُ الرمل فيها
مثل بحرٍ
يقتات من جسدِ القَدرِ
يعتاش من خيبةِ السفنِ

كانت المدينةُ
تغسل عينيها
من وعثاءِ السهرِ
وتحكّ أصابعَ قلبها
من دمِ برتقالِها القتيلِ
وما تبقى
من رائحةِ الأناشيدِ الحزينة

وما تلكَ بيسراكَ؟

قلتُ
هى أمنيتى
أتوكأ على سناءِ وعدها البريقْ
أهشُ بها على ندمى
أمدّ وسادةً من لحمِ الماءِ
فُوقَ ألحفةِ الحريقْ
أطلب الخلاصَ من عدمى
من وحشتى الدفينة

ما تلكَ بيسراكَ؟

هى أغنيتى
أولمتها للعابرينَ حديقةً
فليأكلوا
خبزَ المراثى نشوةً
لينشدوا
بوحَ المواتِ المرِ فينا
فوقَ أشلاء السكينة

كنا
عند مشارفِ زهوِنا
حدثنا الموتَ
تمرداً وحقيقةً
حديثَ الندِ للندِ
النهرُ باع أمسَه
وغادرَ
الظلُ غافلَ همسَه
وغادرَ
والدمعُ جسرُ آهةٍ سخينة

فلتعبرى
يا مواكبَ البكاءِ
بين الخدِ والخدِ
ولتأخذى على جناحِك الشظِى
تقوانا ورجسنا
عشقنا ونزقنا
موتنا وشوقنا

خذى موالدَ الضياءِ
إشعلى شموسها السجينة

ما تلكَ بيسراكَ؟

تلكَ ميتةُ الحياةِ
وحياةُ موتِنا الثمينة
فهى فى براثنِ الطوفانِ
مهجة السفينة

هل أتاكَ نداءُ الشجنِ؟

هى
التفاتةِ الدروبِ
نحو قادمٍ جديدْ
هى
ما يكابدُ الغريبُ حين يشتهى
عناقَ أهلهِ وشوقَه العنيدْ
هى
ما يزفه المساءُ من أنينْ
هى
العناءُ والرجاءُ وحرقةُ النشيدْ
هى إنهمارُ بؤسنا
من رقاعِ وقتنا الضنينْ

هل رآك حارسُ الزمنِ؟

هى حلمنا
هى النشيجُ والنحيبْ
هى حاجبُ الأبوابِ
تطرقها الأصابعُ والشفاه
ولا مجيبْ

ما تلك بيسراكَ؟
هى
ما عناه الليلُ حينما أتاكَ
عبأ الضياءَ فى محاجرِ النجومِ
حين ضج فى الظلامِ نورُهُ
هى صوت موتنا الرحيبْ

هى ارتعاشةُ الغيومِ
وطيبُ وجهها الخصيبْ

هى ما يسيرُ فى دمائِنا معربداً
طمىٌ من الأسى
هى انتفاضةُ الهمومِ

ولن تغيب عن دماكَ

هى اللهيبُ
هى اللهيبْ

Quote: وما تلكَ بيسراكَ؟ قلتُ هى أمنيتى أتوكأ على سناءِ وعدها البريقْ أهشُ بها على ندمى أمدّ وسادةً من لحمِ الماءِ فُوقَ ألحفةِ الحريقْ أطلب الخلاصَ من عدمى من وحشتى الدفينة

سلمتْ يمناك ... و حفظ لك ما بيسراك

سلم حرفك يا جلال

تحياتى

النص قديم جدا

وهى محاولة لبعث رؤى عتيقة

ما زالت تعبث بالفكرة

الأديبُ / أبو ذَرْ بابكرْ ..

نَصٌّ فَخْمُ العِبَارةِ جدَّاً

ومفرداتُهُ عاليةُ الجَوْدَةِ

وأنتَ تُجِيلُ رَحَى

حُسْنِها أيَّما إجالة ..

ودَوْمَاً أجِدُني أطْمَئنُّ

لذاكرةِ الأدَبِ عندكْ

يا أبَا ذَرْ ..

لِذا فَلْتَشْكُرُكَ المفْرَداتُ

كثيرَاً ، ولِيُغْرِيَكَ

إعْرَابُها المُحْكَمُ

هُنا السَّلامَ ..

تقبَّلْ مُروريَ

واحترامي ..



أخوك / محمَّد زين ...

العزيز

محمد الزين

من ذا الذى يشفع للحرف نزقه

غيرك يا صديقى؟

من ذا الذى يأتلق حضور حبره فينا

قمرا يمتهن الضياء وكتابة النور الملون

دعنى يا محمد

أنتقى لك ولحضورك البهيج

أثمن ما فى حدائق الفرحة من نجمات

زرقاء وبيضاء وخضراء

من غير سوء

ودعنى أهديك كل ما فى اليد والروح من مودة

مبذولة، رفقة الإمتنان العريض

وليتبارك خطوك

أنى شاء له المسير

وحياك غمام الود عميما

لكنا بها أيضاً
نقتات حياة
وبها نتملص من احتراقٍ يتربصنا
فنشفى وهلة
لشقاءٍ جديد


يا صديقي
تبذلنا في عصيِّ بهاءِكَ
وشاسِعِ التضادِ


سلمت

العزيز بله

تحايا الإصباح والحروف المِلاح

ما بين أن تحيا إحتراقاً

أو أن تموت إشتياقا

تقوم أكوان من كَبَد الأشياء

فالشقاء دوما يتربص بتخوم الشفاء

والدواء محبوس فى عمق العناء

سعدنا بالإطلالة يا بله

فلك ما تشتهى من المسرات

ولك الود كاملا

ابوذر

ماهذا الحنين والغناء الرصين

اليوم توالت هزيمتى تلو أخرى
وكان إنتصار حرفك لا معاً زاهيا

Quote: هى أغنيتى أولمتها للعابرينَ حديقةً فليأكلوا

هنيئاً لهم
إنها فاكهة الشدو

أهلا يا دعاش

تصالحنا مع كل الهزائم يا عبد الله

أو هكذا خُيل إلينا

كيف هو ذلك الإنتصار

واليدان تحمل ذات الأسفار، تلك المليئة بثقوب الخيبة

ورهق الأسئلة

فليأكلوا

فليأكلو يا داش

منها

ومنا

علّ فى ذلك بعض إجابة