مشاركة لأصدقائى فى مصر فرحتهم .. مقال كتبته عن المعلم (حسن شحاته) بعد كاس أمم افريقيا 2006 م

تاج السر حسين
[email protected]
مدخل:-
كيف فازت مصر بامكاناتها المتواضعه بكأس الأمم الأفريقيه الأخيره ؟؟
الأجابه على هذا السؤال بكل بساطه لأن اتحاد الكرة فى مصر لا يجلس على قمته (دكتور) فلسفه، وأد ذات يوم المراحل السنيه فى الأنديه ولا يجلس على قمة هرم الصحافه التى تتناول شان كرة القدم (صحاف) علاقته بكرة القدم انها الشقيقة الصغرى (للكرة الطائره)!!

_______________________

نعم منتخب (مصر) لم يكن أقوى منتخب شارك فى هذه الدورة الأفريقيه التى أختتمت بتتويجه بطلا تربع على عرش الكرة الأفريقيه للمرة الخامسه منذ بداية انطلاقتها فى الخرطوم عام 1957 مسجلا بذلك رقما قياسيا لم يسبقه عليه أى منتخب آخر.
لكن الأمانه تقتضى بأن نقول لم يكن منتخب (مصر) ضعيفا أو اقل مستوى من غيره ولم يكن رقما يمكن تجاوزه، ولم يختلف عن معظم المنتخبات الأفريقيه الأخرى الا فى بطء تبادل الكرة والمراكز، لكنه تفوق عليها فى الأنضباط والتركيز داخل الملعب وفى تطبيق خطة اللعب فى غالبية المباريات ومثلما قال (الكتاب) أو مثلما أراد مدرب وطنى عنيد اسمه (حسن شحاته)، وفى وجود البديل القريب مستواه من اللاعب الأساسى.

ولقد خرجنا من تلك الدورة بدروس وعبر عديده لا تحصى ولا تعد، ولا أول لها ولا آخر، منها الا شئ اسمه كبير فى كرة القدم، لا (ايتو) ولا (دروكبا) .. الكرة تعطى من يعطيها، لكن رغم كل ذلك فالحظ والتوفيق يعد أحد عناصر تحقيق الأنتصار المهمه، مثله فى ذلك مثل الأرض والجمهور.
تعلمنا منها الا شئ اسمه مدرب أجنبى ومدرب وطنى، فقد تفوق (حسن شحاته) على جميع المدربين الأجانب اصحاب الاسماء الكبيره اللامعه والذين يحصلون على مرتبات وحوافز وامتيازات يسيل لها اللعاب.
فقد أبدع (حسن شحاته) فى وضع الخطط الملائمه والمناسبه لظروف كل مباراة وتختلف الخطه التى يلعب بها من منتخب لآخر حسب امكانات لاعبيه الفنيه والبدنيه.

ومن الملاحظات الجديره بالأهتمام أن (حسن شحاته) لم يخطء مطلقا فى تبديل أجراه بل على العكس تماما، كان كل تعديل يجريه يحدث اثرا ايجابيا ويحقق للفريق اما نصرا عزيزا مثلما حدث عند دخول (عمرو زكى) فى مباراة (السنغال) او احتفاظا بتعادل هو بمثابة التصر مثلما حدث فى حالة تبديله لمهاجم خطير مثل (عماد متعب) بلاعب وسط اسمه (حسن مصطفى) فى مباراة الكاس الأخيره امام (ساحل العاج)، وقد كان هذا التبديل شجاعا وجرئيا من مدرب يعرف امكانات لاعبيه ويعترف بقوة خصمه، وذاك امر لا يحدث كثيرا أعنى ان يخرج مدرب وهو يلعب على أرضه مهاجما ويستبدله بلاعب فى منطقة الوسط !!!

لقد برهن (حسن شحاته) بهذا الفكر الكروى العالى، ان المدرب الأجنبى لا يصلح لقيادة المنتخبات الوطنيه الا كمستشار فنى يقدم الخبره و النصائح الفنيه، على أن يترك قيادة المنتخب لأحد المدربين المهرة من ابناء البلد حتى يمنح الروح والدافع المحفز للنصر وهذا عامل مهم كذلك فى كسب نتائج اللقاءات.
(.... نواصل هذه الدروس والعبر).

الأتحاد المنظم للعبه فى مصر والذى تحقق النصر بعينيه، والذى أعد واستعد لهذه الدورة الناجحه بكل المقاييس، يتشكل من مجموعه واعيه متعلمه ومثقفة كرويا ومن خبراء غالبيتهم لاعبين دوليين سابقين، يكفى من بينهم (شوبير) وهو حارس مرمى دولى سابق وعضو مجلس شعب ومعلق رياضى، ومن بينهم (مجدى عبدالغنى) وهو لا عب دولى سابق شارك فى نهائيات كاس العالم، وأحرز هدف التعادل فى مرمى هولندا، رغم كل ذلك لم نلحظ عضوا واحدا من ذلك الأتحاد تتدخل فى شوؤن المدرب أو نزل للملعب يضاحك لاعبا من اللاعبين ، ولا يوجد من بينهم ادارى (مهبوش) او شعرو (منكوش)!!

اما نحن فأتحادنا على راسه (شداد) سيرته الذاتيه تقول، انه لعب الكرة فى أدنى درجاتها .. أظنه لعب فى فريق (ابوعنجه) على نحو غير اساسى، وقف شداد ضد دعم واستمرار تجربة النراحل السنيه التى أوصلتنا الى نهائيات كاس العالم للناشئين، وفى مصر تشكيلة الأندية تضم70 % من الذين نشأوا وتدربوا داخل النادى منذ بدايات اعمارهم التى لا تتجاوز العشر سنوات، ومن غالبية اؤلئك يتشكل المنتخب المصرى فى جميع المراحل.

وشداد هو من سمح لفريق المريخ واستثناه فى الأستفادة من حارس مرمى أجنبى (شيكوزى)، وحارس مرمى مصر أختير كافضل حارس مرمى فى الدوره قبل أن يصد ضربتين من منطقة الجزاء كانتا سببا فى حصول مصر على كاس البطوله ، واستثناء شداد ذاك هو ما اضر بالمريخ لاحقا وحتى اليوم ، حيث يكاد المريخ يلعب بدون حارس مرمى والنادى المنافس له (الزعيم) له ثلاثة حراس مرمى جميعهم فى المنتخب القومى.

وشداد هو من اصدر قرارا حرم اللاعبين الدوليين القدامى والمدربين من الدخول مجانا للملاعب !
وفى مصر تفتح فى ابواب الملاعب للجمهور لمتابعة مباريات كرة القدم فى كثير من الأوقات بالمجان، فالرياضة لا يمكن النظر اليها من ناحية المكسب المادى وحده رغم أن انتقال اللاعبين اصبح فى كثير من البلدان يشكل نسبة من الدخل القومى أو العمله الصعبه الوارده لذلك البلد، فالرياضة تساهم فى تخفيض ميزانية الصحه وترتقى بالأخلاق والذوق والتفكير (فالعقل السليم فى الجسم السليم)، وتساهم فى استتباب الأمن وعدم انصراف الشباب الى توافه الأمور والى اى نوع من الأنحرافات ، والى علو اسم البلد المعين والى تقوية الحس الوطنى.

سوف اتناول فى الجزء القادم الصحاف (رئيس جمهورية كرة القدم السودانيه) والناطق الرسمى باسم جميع الأتديه والأتحادات و اللاعب السابق للكرة الطائرة! و ما فعله بكرة القدم السودانيه من هدم وتدمير، وسوف أقتصر حديثى عن لاعبى المريخ دون غيرهم، فحديثى عن لاعبى الهلال يعد شهادة مجروحه اترك تقويمهم لشخص آخر غيرى!
(نواصل ....)!