فوز مصر ليس خصما على احد و لا يخفف آلام طموحات دفنت بضواحي احدي العواصم

كسودانيين و كابناء الغرب و كابناء مجموعات غير شرق اوسطية في نسيج الدولة السودانية و كدعاة دولة المواطنة ليس لدينا اي موقف عدائي تجاه الشعب المصري .. لكن الحكومات المصرية المتعاقبة اي منذ التركية السابقة الي تاريخ اليوم و الذي فيه تحتل مصر ارض سودانية بمساحة دولة الكويت. قد ساهمت بشكل كبير في معاناة السودانيين قديما و حديثا اي ان مصر سبب معاناة بلادي في شقها الرسمي و ليس الشعبي. و قد ذكرت الاسباب في اكثر من بوست بهذا المنبر لكن لا اجد الحرج في تكرارها:
- بالاضافة الي احتلال ارضنا الان
- اشتركت في استعمار شعبنا مرتين - الحكم التركي و الحكم البريطاني
- استرقاق السودانيين
-اغراق مساحات شاسعة من الارض السودانية بمياه سدالعالي و تهجير اهلنا
- قتل السودانيين امام مكاتب الامم المتحدة
لكن كل ذلك في شقه الرسمي و ليس الشعبي و هنا اذكر تظاهرة الشرفاء من ابناء مصر ضد مذبحة المهندسين بالقاهرة في الوقت الذي فيه هلل كثير من السودانيين و كثير من اعضاء هذا المنبر لمقتل اناس مدنيين ابرياء من بني جلدتهم.

و الامر الاخر عندما نشجع الفريق البرازيلي لا نشجعه على تكوينه العرقي انما نشجع فيه جمال الكرة.
في كأس العالم تجد في العائلة الواحدة من يشجع المانيا او كرواتيا و الاخر يشجع الارجنتين و ليس للعرق او العصبية نصيب في هذا التشجيع او ذاك

على المستوى الشخصي من محبي الكرة المصرية و لا اتذكر يوما قد شجعت فيه فريقا اخر غير مصر في اي مباراة دولية ما لم تكون ضد السودان.. و قد سجلت موقفي ببوست الاخ ابوساندرا بالامس.

لكن من يقرأ ما كتب عن مباراة مصر و فوزها في هذا المنبر يدرك جيدا لماذا نحن في مؤخرة الشعوب....

بعض اعضاء هذا المنبر و( اعني المرضى ) رأوا في فوز مصر فوز لافكار و مشاريع شرق اوسطية في السودان و في اماكن اخرى .. و هذا اقل ما يمكن وصفه بانه تسمم حاد في الافكار و الرؤى

صحيح هنالك من لا يشجع مصر و الكرة المصرية . و قد يكون ذلك الشخص من الجنوب او الشرق او الغرب او الوسط ... هذا بصرف النظر عن اصولنا( و التي هي الاخرى محل خلاف)

اريد القول و بكلمات بسيطة ان بعضنا ايضا من مشجعي مصر من اجل الكرة الجميلة و المجردة . لذا فان فوز الكرة المصرية او خسارتها ليس خصما او اضافة (بالتوالي) على احد دون اخر و على اساس عرقي (مزعوم)

كما ان فوز مصر او توغو ليس فوزا لاي مشروع شرق اوسطي او افريكاني في القارة انما فوز او خسارة للكرة فقط و لا شئ غير الكرة

المرضى بهذا المنبر ينظرون الي فوز مصر بمنظار يوحي لهم بانه فوز يخفف آلام طموحات شرق اوسطية دفنت و للابد بضواحي احدي العواصم
كلا الامر ليس كذلك انما فوز مصر .. هو فوز للكرة و نحن ايضا نشجع الكرة المصرية ... اي فوز لنا جميعا او على الاقل بعضنا دون اي تقسيمات سخيفة

فوق لمن اجي باذن الله

لهذا المنبر ذاكرة و ارشيف من يقرأ ؟

من الاشياء التي تحرك دموع الاشفاق محاولة البعض لتبرير ما يحدث في دارفور من قتل و حرق و تشريد بما يحدث في العراق و فلسطين من جرائم ضد الشعبين المذكورين
كثيرا ما نجد بهذا المنبر او خارجه من يدافع عن جرائم الانقاذيين بذكر ما يحدث في العراق

و كثيرا ما نسمع مقولة : طيب الامريكان ما قاعدين يكتلوا في العراقيين؟
ما ذنب اهل دارفور بما يرتكبه الجيش الامريكي في العراق ؟ في حرب عارضها الشعب الامريكي قبل غيره؟

لكن المصيبة في العقلية التى ترى في فوز الكرة المصرية تحقيق لنصر عرقي في القارة


اي غباء

العميد/ اصيل دوسة عبدالرحمن


إبن عمي: أصيل دوسة عبدالرحمن انضم الي الجيش العراقي في اوائل الثمانينيات -ايمانا بفكرة البعث العربي الاشتراكي . ابان الحرب العراقية الايرانية تم الحاقه بالقوات الخاصة بالحرس الجمهوري و تدرج في الرتب حتى وصل رتبة العميد في الحرس الجمهوري - صفوة الجيوش العربية و الجيش العراقي في نفس الوقت.

في معركة شرسة بين الجيش العراقي و القوات الامريكية في جنوب العراق حيث دارت لايام و تناقلتها المحطات الي كل شبر من العالم استبسل فيها الحرس الجمهوري العراق و الذي رفض الانسحاب.
في تلك المعركة استشهد العميد/ أصيل دوسة عبدالرحمن فرتي انتصارا لافكاره و قناعاته الي جانب ابناء العراق.

على المستوى الشخصي قد لا اكون مع فكرة القتال الي جانب الجيش العراقي بافكار البعث و العروبة لكن و في اعتقادي المتواضع هنالك اكثر من سبب و سبب يجعل من السودانيين مقاتلين الي جانب الجيش العراقي او السوري.
و ربما قد استشهد ابن عمي اصيل من اجعل تلك الاسباب و فكرة البعث معا.

اصيل مثال لاحد ابناء السودان و مثال لاحد ابناء الغرب و مثال اخر لاحد ابناء المجموعات غير العربية في السودان( هذا بصرف النظر عن صحة عروبة السودانيين من غيرها) لكن ضحى بنفسه من اجل تراب العراق.

علاقة السودانيين بالعراق و البعث العربي ليست علاقة اليوم او الامس انما علاقة قديمة..ارتباط احزاب القومية العربية بالسودان بحزب البعث ارتباط قديم وثيق- و ليس لدي حرف في ذلك و لهم مني كل الاحترام.


هنالك شخصيات سودانية معروفة و اسماء لامعة تنتمي الي احزاب مختلفة كانت تذهب الي القيادة العراقية في عهد الرئيس صدام حسين (رحمه الله) بغرض التسول نعم التسول و لا شئ غير التسول تحت شعارات العروبة و اشياء اخرى من قاموس التسول. و لم يفكر احد منهم القتال نفسه او ارسال احد اقربائه للقتال الي جانب عروبة العراق.

اصيل استشهد من اجل بعض القيم التي يتشدق بها بعض اعضاء هذا المنبر و غير اعضاء المنبر و لم يقتل اثناء قتله لاطفال و عجزة سودانيين في الجنوب او الشرق او دارفور او انقسنا او جبال النوبة او كجبار انما مات مقاتلا الجيش الامريكي الذي تتشدقون بمحاربته في الغرف المكيفة

لدي قناعة راسخة فان علاقة السودانيين بعدا و قربا من بشار الاسد او موغابي هي نفس العلاقة اي ليس هنالك سوداني اقرب الي بشار الاسد من الاخر و كذا مع روبرت موغابي. لكن يريد البعض ان يسوق علينا قضايا العرب انطلاقا من امراضه النفسية.. لكننا على مسافة واحدة

اذكروا شهدائكم في العراق ايها المتسولون ؟

**

up