ثرثرة فوق النيلين

من منا لم يشاهد فلم ثرثرة فوق النيل عن رائعة نجيب محفوظ وكيف جسدتها السينما المصرية بكل زخمها الموجع
اذا لم تشاهدو هذا الفلم ارجو انكم تحرصو على مشاهدته وتاتو للحوار الحر هنا ..بعيدا عن ذهنية السودان القديم الهلامية والشللية البائسة....
..........
هذه الفلم جسد النخبة المصرية الفاسدة واتجارها بمشاعر الشعب والدولة المركزية وحتى عندما ماتت الفلاحة في الهامش..مدهوسة بالسيارة لم يبالي لها احد لانها من الهامش..
ولكن في اخر الفلم كان الراحل عماد حمدي الذى جسد الضمير الحي يسير في شوارع القاهرة ويردد وصت المغيبين(الفلاحة ماتت ونحن لازم نسلم نفسنا) والفلاحة هنا مصر..والمسؤلين هم كافة النخب المصرية ان ذاك
..........
نعود ونسقط هذا الواقع المر على جنوب الوادي(السودان)
ايضا الفلاح مات ونحن لازم نسلم نفسنا...والفلاح هنا هو السودان...
فماذا بعد خمسون عاما من الصعود الي الهاوية؟؟
........
هل كان اصحاب شعار السودان للسودانيين..يملكون مشروع دولة حقيقي؟؟
ام كان الاستقلال فقط هو المشروع لاحتكار السلطة والثروة في المركز...
وهل يعتبر ابناء جنوب السودان انهم استقلو 1956؟؟
ام مايو 2005 ...اتفاقية نيفاشا؟؟
ومن هم الشاهدون على العصر على ازمة النخبة السودانية وادمان الفشل1956-2005
وما جدوى الثرثرة فوق النيلين في(جمهورية العاصمة المثلثة) بين احزاب السودان القديم وحزب المؤتمر الوطني الحاكم.. ومحاولة الالتفاف حول المهددات الدولية والازمات المتناسلة كل يوم.....
هل لان احزاب السودان القديم وحزب المؤتمر الوطني يجمعها الماضي السياسي المشين الحافل بالاخطاء الفادحة والمميتة ايضا
ولماذا مات هذا الكم الهائل من السودانيين وتشرد مثلهم عبر كل سنوات الحصاد المر التي تلت الاستقلال..الذى لا ليته كان.. وعبر لعبة الكراسي الدموية في دولة قادت تجربة انتخابية 1954في زمن كان نص العالم غارق في شموليته
..........
ساعود عسي ولعل اجد اجابات في هذا الوادي غير ذى الزرع
ومستصحبا معى المحجوب وكتاب الديموقراطية في الميزان كشاهد على العصر
وفي الختام(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرو ما بانفسهم)
ودقت ساعة المواجهة ومراجعة النفس لاناس لا يتعظون من فشل تجاربهم ولا يسفيدون من تجارب الغير...والحديث ذو شجون...

Quote: وهل يعتبر ابناء جنوب السودان انهم استقلو 1956؟؟ ام مايو 2005 ...اتفاقية نيفاشا؟؟

لقد صمت الجنوبيين 52 سنة واخذو يستمعو لثرثرتكم الكثيرة التي هي ابعد ما تكون من الديموقراطية او الفدرالية او الدولة المدنية. ودفعو الثمن المر ونتائج كل الحروب الاهلية من نزوح موت رخيص دون طائل لان الذى يثرثر لا يسمع....لذلك تعتبر اتفاقية نيفاشا نقطة تحول مفصلية للسودان...والاستقلال الحقيقي للجنوبيين واعطتهم فرصة ان يحكمو نفسهم بنفسهم دون وصاية زائفة من نخب الشمال بجهاته الثلاث..
وعلى نخب الشمال والسودان القديم ان يصمتو ايضا 52 سنة ويخلونا نسمع كلام اهلنا في جنوب السودان وجبال النوبة كمان لمدة 52 سنة كمان.....
واذا استوعب حزب المؤتمر الوطني الدروس سيكون عمود فقري للسودان الجديد بالالتزام ببنود الاتفاقية حرفيا..عوليه ان يضع يدا بيضاء في يدالحركة ويترك سياسة دكتور جيكل اند مستر هايد المخزية والمكشوفة في زمن ثروة المعلومات...وظاهرة المغفل النافع الذى يقوم بالاعمال القذرة نيابة عنهم.....حتى على مستوى هذا البورد

Quote: وها ، يجب أن نتحدث بصراحة مماثلة حول مكامن أخطائنا . فألاحزاب التي عملت من أجل الاستقلال أو عارضته ، وجدت نفسها بلا هدف معين ، وفشلت جميع محاولات وضع سياسة متناسقة ، فكانت النتيجة قيام حكم ائتلافي وبلغت الخصومات الشخصية والطائفية والدسائس أوجها ، وأصبحت القوة الشخصية القصيرة المدى هي المسيطرة .والأحزاب السياسية كانت قائمة على الولاء القبلي والطائفي بدلا ً من البرامج الصالحة وتميزت الطريقة التي أغفلت بها قضايا الحدود من أجل المصالح الفردية ، بالمناقشات الطويلة والعميقة حول طبيعة الدستور : هل يكون الدستور إسلاميا ً أم علمانيا ً ؟ هل تكون الجمهورية برلمانية أم رئاسية ؟

المرجع:الديموقراطية في الميزان/محمد احمد المحجوب

والمفاضلة بين هاتين الكلمتين في كتاب المحجوب التي لا مدلول لهما حتى الان او تعريف علمي ادخلا السودان في نفق مظلم الى يومنا هذا
فليس الامر في الدولة المدنية المفاضلة بين دين والعلمانية
بل هل الدستور يعتمد على المواطنة+ الاخلاق+ الكفاءة
ام الدين او العرق او الطئفة او الجهة.....
وفي الاجابة على هذا السؤال يكمن الحل
والذى اجاب على هذا السؤال هو اتفاقية نيفاشا 2005
المغيبة عن الشعب السوداني الفضل,,,الى الان.....
والحديث ذو شجون
ولا زلنا نمارس التفكير بصوت مسموع في البورد او(ثرثرة فوق البورد)