وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب

وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب


02-07-2008, 06:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1202404075&rn=0


Post: #1
Title: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: mohamed karib
Date: 02-07-2008, 06:07 PM

وهج بعد الغروب
الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب

القرن العشرون سيتعب التاريخ.....بل ربما اصابه بالدوار وهذا الراى ربما لم يكن انطباعيا تماما بل هذا ربما أحسه ودرسه الكثيرون وفيهم المختصون بل والمؤرخون .......هذا الكلام ربما كان بديهيا ولهذا فانه صحيح تماما الاستنتاج بان ما سبق ليس هو المقصود من هذه الكتاية فما هي الفكرة اذن؟ ....الفكرة ربما أمكن التمهيد لها بهذا السؤال: ما هو الشئ الخاص بنا نحن السودانيين من ذلك القرن الذي مضى و دخل التاريخ و أصابه بالدوار ؟ هل يه ترى ساكون قاسيا على الذات اذا ما قلت ان التاريخ سوف لن يلومنا نحن بالذات علي اى قدر من ذلك الدوخان الذى اصابه به القرن العشرون؟؟
دعونى اقول عن نفسى ان اجابتى ربما كانت لا ....لن يلومنا التاريخ ...فليس لدينا فى اعتقادي ما نتبجح به فى التسبب له بالدوار بالذات فيما يتعلق بالمهمات المكملة التنفيذ (Fully &appropriately accomphished missions) والدوار هنا على عكس المعني الباثولوجى له ربما لم يكن فى هذا السياق سلبيا بل أكاد أقول انه يحمل هنا من الايجاب اكثر بكثير من حمولته من السلب ....ذلك ان لا شئ فى هذه الدنيا يحمل دلالاته على وجه الاطلاق اليس كذلك؟ انطلاقا من ذلك دعوني اذن اخرم قليلا (رجاء تشديد الراء في اخرم تلك ولو انها بدون ذلك التشديد واردة فى هذا السياق ربما اكثر منها به ) ...دعونى اذن اخرم بتشديد الراء او بدونه للقول انه وما دام كل شئ نسبى فقد يكون هذا مدخلا للقول باننا كسودانيين وان لم نفلح فى التقدم للتاريخ فى قرنه الحافل بما يمكن ان يشار له بالبنان فاننا رغم ذلك لم نبخل عليه بافراد كانوا نجوما متلاءلئة وشموسا واقمارا واشجارا باسقة ووريفة الظلال .....وعن بعض هؤلاء اكتب وعن بعض حالنا بعد غيابهم الذى تتابع سريعا و خاطفا و ملوعا كانهم كانوا على موعد ...كانهم حشد من الشهب ...كانهم ماذا ايضا.....عن بعض ذلك احاول (ام يا ترى تحاولنى ) الكتابة.....عبروا اذن وفى بحر سنوات نساء و رجال اقول و بلا تردد انهم كانوا بعض اجمل ما لدينا لنقدم للتاريخ فى قرنه الحافل العشرين وكأن هذا الأخيرلم يشأ ان يمضى الا بعد ان يأخذ معه منا زبدة ما أعطيناه للانسانية اثناءه ولهذا اصطحبهم واحدا واحدا وذهب هو يدوخ التاريخ بالثورات و الاكتشافات والتطورات و....الزلازل و البراكين ........

لكن كيف ذهبوا......؟؟
ان ظروف غياب معظمهم تكاد تجسد أكثر مأساويات التاريخ الذى نعرفه بل ان بعضها يجسدها بالفعل وحتي يفوقها احيانا اذا اخذنا بالاعتبار اننا نتحدث عن القرن العشرين وليس عن ميلودرامات ما قبل التاريخ الغريقية....هل ابالغ؟ لا اعتقد وحتي ادلل علي ذلك دعونى اقول بادئ ذى بدء ان اكثرهم بل أكاد اقول جميعهم قد ذهب على يد صنف من البشر من مواطنيهم كانوا على العكس تماما من
هؤلاءالرائعين.....يمكن القول بكثير من التأكد ان اولئك سيذكرهم التاريخ باعتبارهم الاسوا من بين جميع من مروا عليه......ويمكن للملاحظ العابر ان يشير لاي مشهد من محاكمة عبد الخالق محجوب امام ذاك القاضي المشهور بتحدثه باللهجة المصرية وقبل ذلك استجوابه الذي لا مثيل له على يد جعفر النميري ....ويمكن بذات الدلالة الاشارة لتعذيب ابو القاسم محمد ابراهيم للشفيع احمد الشيخ ....
مضى الشهيدان يجملان وجه القرن العشرين بينما بقي الجلادان يشوهان ذات الوجه ا بل ولا يقصران ايضا مع العقد الأول من ذلك الواحد بعد العشرين..........
و................مرت السنوات ليعود ذات الجعفر نميري بمعية الهوس الديني هذه المرة ليغتال في رابعة النهار الاستاذ محمود محمد طه ذلك الذي سيقدمه القرن العشرون للتاريخ كتفا لكتف مع المهاتما غاندي ......عاد يومها دم الحلاج يسفح من جديد وارتفع الستاذ محمود محمد طه الى علياء سامقة بينما انحط جلاديه لا ادرى ال اين........ثم ..ماذا...بعد؟ جاء هندي اخر لا علاقة له على الارجح بما كانه المهاتما ليدهس في احد شوارع لندن الضيقة والمضبوطة باكثر انظمة المرور تطورا.... يدهس على واحد من تلك الشوارع خالد حسين الكد !! و.......لا يلبث رفيقه الاخر الخاتم عدلان ان يلحق به سريعا بعد الام في البطن فات على اطباء ذات المدينة الالتفات لهل في الوقت المناسب .........و........ماذا نتذكر ايضا؟
جاء للخرطوم بعد احدى وعشرين عاما في الغابة ليدخل قلوب السودانيين شمالييهم قبل جنوبييهم .......جاء بالقميص المزركش كانه يرتدى السودان.... واللسان الفصيح يزيده عربي جوبا فصاحة و ملاحة و طلاوة.... حاملا للوطن أيامها شمسا ملأت كل الافاق ........ لكن.... لم تمر احدى وعشرون يوما حتى هوت على جبال الأماتونج طائرة هيلوكوبتر محطمة ذلك الامل باكثر من تحطم هيكلها ....ال م ت ها ا ل ك ......ظلام وجبال ومروحية (هكرة )و.......تحقيق فيما جرى لا علاقة له بذلك الفرح الذى كان ....لا علاقة له بالاحتراف لا الشفافية ولا بحجم الخسارة .....تحقيق يحيط به الكثير المثير.... الخطر ......واراء متناقضة على صفحات الجارئد وفضاءات الويب و.....سراديب المخابرات.....لكن كان قد مضى جون قرنق دي مابيور ............و.....
كانت قد رثت شعرا مقطر الشجن صلحة الكارب كل من جون قرنق ثم الخاتم لكنها سريعا ما عبرت في ربيع العمر نحو التاريخ الذي لم يغادره القرن العشرين الا بضع احظات انتظار .............. و
........وسابقا الجميع كأنه يكتب بصوته الرويان وملامحه الصباح استقالة من الظلام القادم الفنان عبد العزيز العميري ........كان رحيله في نهايات الشهر السادس من العام التاسع والثمانين لافتة معلقة على اخر صباحات الفرح واولى ليلات الغيهب الذي ستطبق حلكته على الوطن ....و.......لقد أطبقت و فى واحدة من اشدها ظلاما قدم المجرمون اوراق اعتمادهم للتاريخ تحت العنوان:قتلة و سفاحون بالطبيعة......بالاجرة.....بالهوس وبغير ذلك من الأدران عندما اغتالوا تعذيبا حتى الموت وجبنا حتى النذالة المناضل الجسور والطبيب الانسان د. على فضل .......تلك كانت لحظة ستؤرخ لما بعدها ويمكن اعتبارها البداية الفعلية لزمان الرحيل الذى وصلت فى ذروته اجيال السودانيين الى كل ما يخطر ولا يخطرعلى البال من بلاد الدنيا و سكك الشتات ...... ا ل ش ت ا ت الذى غناه مصطفى .......ليل غربة ومطر حاملا جسده النحيل واوتاره الشجية حقيبة سفر لكل المحطات البعيدة عساها تحن قليلا و تقصر الطريق للوطن ......لكنه رحل عنه و عنا ذات عشية مكدرة .....وحيدا و.....بعيدا عن النيل وافراح الضفاف.......

و.....بين العميري ومصطفى مضى عصفور تاركا مكانه شاغرا خلف وردى والاكورديون يعزف وحيدا لحن الغياب .......و...غابت سعاد......امراة لمن لا يعرفها كانت سودانية الملامح ...عظيمة الصبر....عميقة الحكمة ....رقيقة و ....صعبة المراس.....مضت تاركة منزلا مزدحما دوما بالضيوف والاصدقاء ...مشغولة حتى ساعة الرحيل بالابناء والبنات ....و.....الاخوة العديدين والاخوات.....مبكرا مضت وفية لما احبت ومن احبت ووفية ايضا لما تعودت فسعاد كانت اول من يفعل الاشياء و اول من يستقبل الصباح و.....
وماذا ايضا هناك ؟
لم يجد العابرون بين الخرطوم وام درمان ولن يجدوا أبدا ذلك النحيل العود يعرج مسرعا حاملا كيسا من النايلون به قليل من الطماطم وعجورة او اثنتان وربطة من الجرجير وربما بعض الدكوة بينما في داخله شلال من الابداع ليس له مثيل وكم من الاحباط ليس له ايضا مثيل ......فعمر الطيب الدوش كان قد رحل يومها عن ام درمانه وابداعه وجنونه نحو ليل اخر ........ تاركا لنا وراءه في زمن الغياب ....ليل المغنين......
وكان قبل ذلك قد عبر صلاح احمد ابراهيم وعلي المك .......وماذا عساي او عساكم ساقول او تقولون ............................؟
و..........ذهب الصديق :الصديق الزين العابدين للمستشفى الخاص في الخرطوم ......ذهب تحت الحاح اصدقاؤه ......ذهب ثم ... لم يعد........
.....هناك الكثير .....المؤلم الذي يمكن ان يقال عن مستوى وشكل الممارسة الطبية في السودان الذي انشئت به كلية الطب في بدايات القرن العشرين ويتصدر اطبائه حتى الان قوائم الناجحين في الكليات الملكية وغير الملكية في العالم........ماذا سيقول ذلك القرن ياترى في هذا PARADOX؟
ثم قبل ان تكتمل معهم الونسة البديعة والسهر الجميل وهم من الطف الناس وارق افراد جيلهم وقبل ان تنتقل تماما التجربة الثرية ويروى عطش اجيال الباحثين والطلاب والتلامذة ......ذهب تباعا الدكاترة فاروق كدودة ومحمد سعيد القدال ..... .........
قبلهم بقليل اغتال مجهولون لا يدري احد من اين جاؤا وداخل ارقى مستشفيات الرياض بروفسير مصطفى كليده ليفقد الطب واحدا من افذاذه وتفقد جبال النوبة مفخرتها الفريدة من بين كل الجبال..... و............

محمد خليل الكارب

Post: #2
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: عصام علي أحمد
Date: 02-08-2008, 08:11 AM
Parent: #1

رحلت الاجساد فى سفر الاقدار
وظلت شموع الارواح بيننا نحاول
أن نغوص فى الضوء كى نأخذ العبر
والدروس
مازالوا نوافذ مفتوحة نقرأ من خلالها
تعاليم الضوء وكيفية السير فى العتمات

هم شموس ذاك القرن ونحن تلاميذ القمر

لك محبتى محمد كارب

Post: #3
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: Rabab Elkarib
Date: 02-08-2008, 11:16 AM
Parent: #1

محمد

هذه ملحمة اخرى.. وقلادة ايضا تزين صدور احبائنا..
من رحلوا عنا وتركوا الاف بل ملايين من علامات الاستفهام!!!
الشعر محتار
والغنا اكثر حيرة
وما ادراك بالسياسة
والفكر يا محمود محمد طه
و.....


لا اود ان اجاريك هنا ولن افلح وان فعلت..

لك مودتى/رباب

Post: #4
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: mohamed karib
Date: 02-08-2008, 02:00 PM
Parent: #3

شكرا عصام و رباب واتصور ان مزيد من الكتابة عن شموسنا التى تتوهج رغم الغروب سينقل ذلك الوهج الى اجيال طالعة لم تشهد تلك الصباحات وذلك بطبيعة الحال واجب الذين اسعدهم الزمان وكانوا ايامها
هناك......

Post: #5
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: abubakr
Date: 02-08-2008, 02:34 PM
Parent: #1

Quote: محمد خليل الكارب


شكرا ....
في زحمة الشموس كان هنالك علي عبد القيوم وعبدالرحيم ابوذكري اصوات خافتة والق متناه وعذابات زمان قاس ...

Post: #6
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: mohamed karib
Date: 02-08-2008, 03:30 PM
Parent: #5

بالتاكيد وقبلهما كان هناك محمد عبد الحى وبالامس القريب عبر مجدى النور.....حشد من الشهب لا يمكن ان يحتويهم مقال....

Post: #7
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: Rabab Elkarib
Date: 02-10-2008, 06:16 PM
Parent: #1

فوق لمزيد من القراءة

Post: #8
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: Rabab Elkarib
Date: 02-13-2008, 12:44 PM
Parent: #1

Quote: و................مرت السنوات ليعود ذات الجعفر نميري بمعية الهوس الديني هذه المرة ليغتال في رابعة النهار الاستاذ محمود محمد طه ذلك الذي سيقدمه القرن العشرون للتاريخ كتفا لكتف مع المهاتما غاندي ......عاد يومها دم الحلاج يسفح من جديد وارتفع الستاذ محمود محمد طه الى علياء سامقة بينما انحط جلاديه لا ادرى ال اين........ثم ..ماذا...بعد؟ جاء هندي اخر لا علاقة له على الارجح بما كانه المهاتما ليدهس في احد شوارع لندن الضيقة والمضبوطة باكثر انظمة المرور تطورا.... يدهس على واحد من تلك الشوارع خالد حسين الكد !! و.......لا يلبث رفيقه الاخر الخاتم عدلان ان يلحق به سريعا بعد الام في البطن فات على اطباء ذات المدينة الالتفات لهل في الوقت المناسب .........و........ماذا نتذكر ايضا؟

Post: #9
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: Rabab Elkarib
Date: 02-26-2008, 04:23 PM
Parent: #1

********
*****
****
***
**
*

Post: #10
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: Nejmuddin Hassan
Date: 02-29-2008, 06:45 PM
Parent: #1

أخي الدكتور/ محمد الكارب

ما أروعك وأنت تعبر عن الغياب بهذا الأسلوب الذي يسحرني .. وهل لي أن أشاطرك بهذه الكلمات:

ظلُّ الفجيعة أسودٌ حتى .. بدايات الغسق ..
حتى نهايات التلاشي في العدمْ
قد رمى .. غطى كثافة هامة الدُّنيا .. بثوبٍ للحدادْ
ظنّاً بأن الدمعَ .. ذاتٌ .. والغيابُ شفاهةً
فالغيابُ حقيقةً .. هل من مآبْ ؟؟
يتسلل العطر المذاب .. مغافلاً
خلف المتاهة يختبيء .. يأتي جديداً كالثيابْ
بيضاءُ تصبح رغم زهوتها كفنْ
سوداء شمس العالم الغيبي .. ظني

كل الذين تسللوا كانوا رهافاً كالندى
صوت خلوتنا الجريح .. وصوتنا كان الصدى
عبئوا كل الخلايا بالحنان وبالطيوب
تمددوا طولاً وعرضاً .. في المدى
وتواروا في سكون خلف جدران الردى

ولك التحية مجدداً..


نجم الدين علي حسن

Post: #11
Title: Re: وهج بعد الغروب.........الي شموسنا التي لا يشبهها الغياب
Author: mohamed karib
Date: 03-07-2008, 08:52 AM
Parent: #10

كل الذين تسللوا كانوا رهافاً كالندى
صوت خلوتنا الجريح .. وصوتنا كان الصدى
عبئوا كل الخلايا بالحنان وبالطيوب
تمددوا طولاً وعرضاً .. في المدى
وتواروا في سكون خلف جدران الردى