مسافاتٌ و برزخٌ

مسافاتٌ و برزخٌ


02-06-2008, 08:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1202327582&rn=0


Post: #1
Title: مسافاتٌ و برزخٌ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 02-06-2008, 08:53 PM

مسافاتٌ وبرزخٌ

إلى الحوريّةِ التي تتقاعسَ عن الهُبّوطِ إلى البياضِ،
وإلى المسافاتِ المُعلَّقةِ بيننا.



1)
حينما امتطيتُ إليكِ قاربَ الوجدِ،
كان الطريقَ مرصوفاً بالشذى والندى.
الحُروفُ سرَّحها الحُلمُ،
فطارتْ ترافِقُ العصافِيرَ إلى أَعشاشِها.
والزهو الذي مزقَ أخرَ حناياهُ،
تنفّسَ الصعداءَ،
واعتلى بُرجَ الغُيُومِ.

كنتُ أملساً كرطوبةٍ تلعقُ وجهَ المدى،
أُلامسُ أصابعي بأنفي،
فيتطايرُ الرِّيحُ بالفضاءِ،
يركعُ عند نُقطةِ التِقاءٍ،
أكبرُ من حجمِ المجرّةِ في الصِّغرِ والدقّةِ،
الأحلامُ تتساقطُ بمتنِها،
تتعلّقُ بصدفِها،
بضجّةٍ،
وحُبورٍ،
ومُكوثٍ،
النّارُ تستعرُ في الجسدِ المُتحدِ،
والرُّوحُ مُندسّةٌ بالرُّوحِ،
بلا انفِصامٍ.

بكينا دمعتين،
للأزلِ،
للفناءِ.

بقينا في البرزخِ،
بلا انفصامٍ،
نتجرَّعُ الحليبَ،
والشهدَ المختومَ،
بقينا،
بلا انفصامٍٍ يربطُ بيننا.

ومشينا،
مشينا بلا هُدًى،
نحونا،
مشينا،
مشينا،
وما التحمنا،
لأن خُطانا كانت إلينا،
والمسافاتُ داخلنا في البرزخِ،
شاهقةْ.
2)
للطينِ طُقُوسه حين يدخلُ في البرزخِ،
يمدُّ لسانَهُ للسَّفلةِ الذين شكَّلوا نُبُوءاتَهُ،
لثُقُوبِ التبغِ في أنحائِهِ،
للنومِ الذي ما تذوّقهُ في الأمانِ،
للأَفكارِ الآثمةِ التي اجترأتْ عليهِ ولم يتبعها،
للآلهةِ التي اقتادتَهُ إلى حتفِهِ مُكمّما،
لي...
لأني أكتبُهُ غداً،
الآن.
لك...
لأنك تعرفهُ بالأمسِ.

للطين رونقُهُ/ويلاتُهُ حين يدخلُ في البرزخِ!!!
يتركُنا مُعلّقين /هكذا/ في البياضِ،
يتركُنا والخُطى الآثمةُ تسيرُ ضِدّهُ،
نتشبّثُ بالمُؤجّلِ،
نكتَوي بالصّمتِ،
نُسبلُ الجُفُونَ،
نحرقُ أصابِعَنا بالنشوةِ.





3)

غُرباء نحن...
وجوهنا،
الأيادي،
جزعنا المدوّي في الصدرِ،
والسطر.



غُرباء نحن...
نتاخمُ موتنا،
والأسًى يُلاحقنا في النهرِ،
والقبر.

غُرباء نحن...
ننظمُ أفُقنا على أشرعةِ الموجِ،
نبكي من الضَّجر،
والقهر.

14/5/2005م