كيف تصنع.. كارثة؟؟

كيف تصنع.. كارثة؟؟


02-02-2008, 12:16 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1201950979&rn=0


Post: #1
Title: كيف تصنع.. كارثة؟؟
Author: Nazik Eltayeb
Date: 02-02-2008, 12:16 PM

Quote: العدد رقم: 799 2008-02-02

حديث المدينة
كيف تصنع.. كارثة؟؟

عثمان ميرغني
كُتب في: 2008-02-02

[email protected]


كل الصحف السودانية أمس.. تقريبا بلا استثناء.. كان عنوانها الرئيسي يكاد يكون وقع الحافر على الحافر مع العنوان الرئيسي لصحيفة السوداني (المعارضة التشادية تقترب من أنجمينا.. ودبي يتهم السودان).. لكن ألا تذكرون أنكم قرأتم نفس هذا العنوان أكثر من ثلاث مرات في تاريخنا القريب.
منذ رحل الرئيس التشادي الأسبق (تمبل باي) درجت المعارضة التشادية -كل المعارضات التشادية السابقة والراهنة- أن تلوذ بالسودان.. ومن داخل أراضي السودان تقود حربا شرسة تجتاح فيها تشاد من أدنى شرقها الى أقصى غربها وتدخل الى قصر الحكم.. ويزور الرئيس الجديد الخرطوم شاكرا أفضال المناصرة والدعم.. ويتحدث عن العلاقات الشقيقة.. ثم شهر.. وشهران.. عام.. وربما عامان.. تعود القصة.. معارضة جديدة.. تتحرك من السودان تكتسح تشاد من شرقها الى غربها.. وتصدر صحف الخرطوم في ذات صباح بذات العنوان الرئيسي (المعارضة التشادية تقترب من أنجمينا).. ثم تسقط حكومة تشاد.. وتعتلى المعارضة سدة الحكم.. ويزور الرئيس الجديد الخرطوم ليشكر أفضالها ودعمها.. ويتحدث عن العلاقات الشقيقة الأزلية.. وشهر وعام ثم ربما عامان.. وينبت الزمان معارضة تشادية جديدة.. تبدأ من غرب السودان وتكتسح تشاد بالعرض.. وتصدر صحف الخرطوم بالعنوان الأحمر الكبير (المعارضة التشادية على أعتاب أنجمينا).. وهكذا.. لا المعارضات تنتهي.. ولا الحكومات.. كل الذي ينتهي هو استقرارنا في غرب السودان، ويتحول السلاح من اداة معارضة سياسية الى أداة حياة.. بغيره لا يمكن للإنسان ان يحيا في اقليم صار حديقة خلفية لمعارضات الأنظمة الحاكمة في تشاد.. وفي السودان على حد سواء.
صحيح قد يفترّ ثغر الحكومة السودانية اذا سمعت دويّ سقوط حكم الرئيس إدريس ديبي.. لكن من قال إن القادم سيأتي بما لم تأت به الأوائل؟؟ من قال إن المعارضة التشادية آتية على ظهر منهج تفكير مختلف؟.. هي ذات المرارات التي تركب على الأهواء والصراعات الشخصية والقبلية والمغانم الحزبية.. ولن يمر زمن طويل قبل أن يبدأ نظام الحكم الجديد في تأجيج الصراع في دارفور بذات الحجة والمبررات التي ساقها سلفه.. فنعود لنصنع معارضة جديدة.
مصلحة السودان –الإستراتيجية- أن تصبح الجارة تشاد واحة السلام والأمان والاستقرار.. ولا يتحقق ذلك طالما أن (أنجمينا) لا (تَنَجَم) من الصراعات السياسية والعسكرية.. وكل بندقية نمد بها المعارضة التشادية.. وكل رصاصة نصنعها لهم.. سيأتينا خراجها غدا.. ستباع نفس البندقية ونفس الرصاص.. ليد أخرى لتقتل هذه المرة في داخل السودان.. وتصنع حربا مضادة.
نحتاج الى علاقات مع دول الجوار.. تحولها من ملفات امنية وعسكرية الى ملفات اقتصادية واجتماعية وسكانية.. الحدود السياسية لا يحرسها الجنود ولو كثروا وتسلحوا.. تحرسها المصالح المتبادلة والعشم في رحيق الحياة أكثر من لهث الموات والخراب.
لكن بكل أسف علاقتنا مع كل دول الجوار لا تزال ملفا في أمنيا وعسكريا.. بلا استثناء الجيران التسعة.. حتى مصر (يا أخت بلادي.. يا شقيقة) لا تزال علاقتنا معها في مرحلة (النقاهة).. نقاهة الطور الأمني.
نحتاج الى استراتيجية جديدة للأمن.. تقوم على امن المصالح.. التجارية والاقتصادية والسكانية.. عندها تحرس حدودنا الجمارك والجوازات.. لا الدبابات والطائرات.


Post: #2
Title: Re: كيف تصنع.. كارثة؟؟
Author: اسماعيل عبد الله محمد
Date: 02-02-2008, 01:46 PM
Parent: #1

الاخت نازك

شكراً على نقلك لهذا المقال الذى يعكس حقائق وواقع الصراع السودانى التشادى والذى تضررت منه دارفور وما زالت تدفع ثمن هذه الحروب التى تنشب نتاج تصفية حسابات سياسية بين النظامين.

سماعين