أنا و الله

علاقتي بالله مستمرة منذ زمن طويل.. و لكنني لا أدعي ما ليس عندي..
الله عندي هو الدافع لمن عملوا أعمالا لا زلنا نحس طيبها و إيجابيتها الى يومنا هذا و لا زلت أرى دفعها و تأثيرها على البشرية عموما.
أن يبدأ أحدهم حديثه بسم الله لا يجعله عندي متصلا به.. و أن يقتل أحدهم آناء صياحه بتكبير الله, لن يقنعني بدعم الله له في معركته.
معارك الناس الحقيقية هي ليست معاركهم مع الناس و إنما مع عقولهم.. و إنتصاراتهم لا تتم بالقتل و إنما بالصفح.. فالعفو فيه قوة أريح من منظر دم العدو بعد قتله. و خيبة الأمل التي تصيب القاتل براحة موعودة و هو ينظر عيني قتيله خاوية من التعابير غير معترفة له بنصره المزعوم.. أفضل منها نظرة الحسرة و الندم و الإنكسار أو ربما حتى الإمتنان في عيون من نعفو عنهم و هم يعلمون أنهم ظلموا .. فعفونا..
هكذا يخبرني الله
غاندي و نلسون مانديلا عندي في الجنة.. هكذا يخبرني الله
محمود محمد طه في الجنة ..
هكذا يخبرني الله

و الله لا تخدعه المسيرات و الإنتظام في الصلوات و الإكثار من ذكر اسمه بداعي و بدونه.. فالله يرى ما بالنفوس
تسبيحي عشرة آلاف مرة و أنا في غرفتي في بيتي.. أفضل منه أن أسلم على بوذي و أنا أقول من كل قلبي سلام عليك .. و أن أعني ما أقول و أن يرى الله قلبي حينها و يصدق..

هذا هو ديني
و أخطئ و أصيب
و أغضب و أندم
و لكن معركتي مع نفسي لم تنتهي بعد و إن كنت أشعر بسلام عميق كلما أنتصرت في واحدة من المعارك..
و أحس كف الله تربت على كتفي.

الأخ فاضلابي
حفظك الله في حلك و ترحالك... و ملأ قلبك ببرد اليقين و نور الهدى و طمأنينة الإيمان و دفء المحبة.

أخي فاضلابي ..
سلام من الله عليك

Quote: معارك الناس الحقيقية هي ليست معاركهم مع الناس و إنما مع عقولهم.. و إنتصاراتهم لا تتم بالقتل و إنما بالصفح..

بالفعل وكما قلت .. فإن المعركة الحقيقية هي معركة الإنسان مع نفسه ودخيلته , فإن أنتصر على نفسه السفلى ! امتنع شره وتعديه على الغير تحت أي مسوغ واستقام أمره وصار سويا لا يصدر منه إلا الخير .., لا كما هو مشاهد اليوم من معارك طاحنة واعتداءات هوجاء تهدر فيها الأنفس وتسفك فيها الدماء .., ولن يكون خافيا أن كل هذا الهرج والمرج هو حصيلة نفوسنا حين برزت في الآفاق !! وكان من الأجدر والأقوم أن تحل في تلك النفوس وشيجة الأخوة والتحابب بدلا عن العداء الفاحش ؟!
وخلاصة الأمر وجوهر المعضلة قد حكاها لنا مشهد هابيل وقابيل بالتمام " لئن بسطت إليَّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني اخاف الله رب العالمين " وهو الدرس الأول للبشرية كافة , وحاجتنا إلى التدبر فيه لم تنته بعد . وبكل أسف لم يحمله حملة السيوف والسواطير محمل الجد ؟! بالرغم من أن الصواب ـ هابيل ـ فيه قائم لن يتزحزح ما دامت السموات والأرض .

Quote: الله لا تخدعه المسيرات و الإنتظام في الصلوات و الإكثار من ذكر اسمه بداعي و بدونه.. فالله يرى ما بالنفوس

نعم.." لا خـير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاحٍ بين الناس .."

Quote: لكن معركتي مع نفسي لم تنتهي بعد و إن كنت أشعر بسلام عميق كلما أنتصرت في واحدة من المعارك.. و أحس كف الله تربت على كتفي.

الله .. الله .. الله

مع الود والمحبة
أبوبكر