غندرة.. والله وحكاية!! عبداللطيف البوني

غندرة.. والله وحكاية!! عبداللطيف البوني


04-24-2018, 03:04 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=150&msg=1201603074&rn=1


Post: #1
Title: غندرة.. والله وحكاية!! عبداللطيف البوني
Author: عادل شقاوة
Date: 04-24-2018, 03:04 PM
Parent: #0

03:04 PM April, 24 2018

سودانيز اون لاين
عادل شقاوة-
مكتبتى
رابط مختصر


POSTED ON الأحد، 22 نيسان/أبريل 2018 17:22


(1 )
المعلوم أن السياسة الخارجية لأي بلد في الدنيا، ماهي إلا امتداد لسياسة مصلحة البلاد القومية. هي التي ترسم سياستها الخارجية المصلحة القومية هي الكلمة السحرية لفك طلاسم السياسة الخارجية، والمصلحة القومية هي روح البلاد

التي تتنفس ويا ويل البلاد التي يختلف بنوها حول مصلحتها القومية! فإذا لم تتوحد البلاد حول مصلحتها القومية، هذا يعني النزاع والصراع هو الذي يسود بين بنيها.
نحن في السودان للأسف مازال لدينا خلاف حول ما هي المصلحة القومية. بعبارة أخرى مازلنا مختلفين في ترتيب الأولويات. لذلك لم يتبلور بعد هدفنا القومي الذي يجب أن نسعى له جميعاً، وبالتالي تاهت مصلحتنا القومية مما أدى الى اضطراب بيِّن في سياستنا الخارجية، هذا من ناحية موضوعية. أما من ناحية إجرائية، فمازلنا مختلفين في المؤسسات التي يجب أن تنفذ السياسة الخارحية. هل الدبلوماسية الرسمية أي وزارة الخارجية، أم رئاسة الجمهورية، أم الأمن الخارجي، أم الدبلوماسية الشعبية ممثلة في طبقة رجال المال والأعمال؟. كل هذه المؤسسات، يمكن أن يكون لها دور في تنفيذ السياسة الخارجية شريطة أن تعمل بتناغم وتكامل، وهذا التناغم لن يحدث إلا إذا تم تحديد تقسيم الأدوار بعناية فائقة، وهذا لن يحدث إذا لم تكن هناك مرجعية واحدة. أما إذا ما قامت أي من هذه المؤسسات (صداري) بتنفيذ السياسة الخارجية دون الالتفات الى المؤسسات الأخرى، فالرماد كال حماد.
(2 )
في عشرية الإنقاذ الأولى كان هناك اختلاف بين المؤسسات المسيطرة على الدولة في تعريف المصلحة القومية. فكان القصر يشوت في اتجاه، والمنشية تشوت في اتجاه، ونائب الرئيس الزبير محمد صالح ومعه الوزير سليمان أبوصالح في القاهرة لإقناع حسني مبارك بالعمل لإعادة السودان للمحيط العربي، وفي ذات اللحظة يظهر محمد الحسن الأمين في التلفزيون قادماً من المنشية ليطرشق كل شيء. ثم يغزو صدام الكويت ويصنف السودان في دول الضد. ثم مؤتمر الشعب العربي والإسلامي ليصنف السودان دولة داعمة للإرهاب، فتدخل الإنقاذ عشريتها الثانية والبلاد معزولة عالمياً فتصبح مصلحة البلاد القومية هي فك هذه العزلة، ولكن الذي فات على الإنقاذ أن فك العزلة يبدأ من الداخل بالتنمية المتوازنة وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية وتحسين سجل حقوق الإنسان والذي منه . كانت اتفاقية نيفاشا وانفصال الجنوب فرصة لتفكيك كل قيود السياسة الخارجية، ولكن الإصرار على الانفراد ولو بما تبقى من السودان، فوَّت الفرصة وظلت العقرب في نتحيها
(3 )
جاء غندور لوزارة الخارجية ومصلحة البلاد القومية مازالت هي فك العزلة الخارجية واستبشر الناس به خيراً وكان استبشاراً في مكانه. فقدرات الرجل الذاتية ليست مكان مساءلة وقد أصاب قدراً من النجاح بيد أن السياسة الداخلية ظلت كما هي لم تتحرك قيد أنملة لدعم السياسة الخارجية، فراح نجاح غندور (شمار في مرقة)، وساءت الأحوال أكثر بعد الرفع الجزئي للعقوبات الأمريكية عن السودان في أكتوبر 2017 كما أن وزارته لم تستطع أن تكون هي الدينمو المحرك للسياسة الخارجية، فسمع مثل غيره بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في حين أن الإمارات العربية لم تفعل، وسمع مثل غيره باشتراك السودان في عاصفة الحزم في حين مصر لم تفعل، رغم المليارات. وسمع مثل غيره بتعيين مسؤول لعلاقة خاصة مع الصين وروسيا ودول البريكس وأي من هذه كانت كفيلة بتقديم استقالته. وسمعنا أنه قدمها احتجاجاً على الأخيرة فقط وسمعنا أن السيد رئيس الجمهورية قد قبلها ولكن جهة ما أقنعت غندور بالصبر وأقنعت الرئيس بالعدول عن القبول وهذا يعطينا تصوراً لشكل العلاقة بين الرئيس والمرؤس. والرجلان في السعودية لحضور مؤتمر القمة العربية بعد نهاية المؤتمر بقى الرئيس هناك لأداء العمرة وجاء الوزير للبلاد تاركاً ثوب الدبلوماسية خلفه ويظهر بثوب السياسي في البرلمان ليقول ما قال لتتم إقالته لتظهر لنا مدرسة جديدة في عالم السياسة يمكن أن نسميها (الغندرة) وهي في أبسط معانيها خلع الثوب الدبلوماسي وارتداء الثوب السياسي في رمشة عين.